|
لبنان وسورية في فوهة البركان الصهيوني
سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر
(Oujjani Said)
الحوار المتمدن-العدد: 3867 - 2012 / 10 / 1 - 18:56
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لقد كانت دائما لإسرائيل اطماع ترابية وسياسية في لبنان . فالأطماع الترابية المتعلقة الجنوب اللبناني ومصادره المائية قد عبرت عنها الحركة الصهيونية غير ما مرة حتى قبل انشاء الكيان الاسرائيلي . اما الاطماع السياسية فهي موجهة ضد النظام السياسي اللبناني المتعدد الطوائف ، وهي تعود الى الخمسينات من القرن الماضي عندما كان حزب العمل الاسرائيلي يطبخ المؤامرات لبث الاضطراب في لبنان ، خاصة عن طريق دفع بعض القادة المارونيين الى تكسير الوفاق الاسلامي – المسيحي . ولا غرابة ان نرى مختلف القادة الاسرائيليين وعلى رأسهم رئيس الدولة شمعون بيريز يدعون الى تقسيم لبنان وفصل المسلمين عن المسيحيين ، وإرجاع لبنان الى حدود ما قبل الحرب العالمية الاولى ، خاصة بعد جلاء القوات السورية عنه ،وإخراج منظمة التحرير الفلسطينية الى المنافي بالبلاد العربية . وهذا مقتطف من " يوميات موشي شاريت " ( وهو وزير خارجية اسرائيل سابقا ) تظهر ان مشاريع اسرائيل في تفكيك لبنان تعود على الاقل الى سنة 1953 . مغامرة حمقاء : في 27 فبراير 1953 نقل شاريت ما قاله بن غريون خلال اجتماع مع ديان ولافون : " لقد حان الاوان ليعلن المارونيون في هذه البلاد دولة مسيحية . وقد اجبت ان هذا غير معقول ، فلبنان مسيحي ينبغي ان يتخلى عن صور وطرابلس والبقاع ، وليس في العالم اية قوة تستطيع ارجاع لبنان الى حدود ما قبل الحرب العالمية الاولى ، لا سيما وانه سيفقد آنذاك سبب وجوده الاقتصادي " . وفي نفس اليوم اوضح بن غريون في رسالة الى شاريت ان " لبنان هو اضعف حلقة في الجامعة العربية ، وان المسيحيين يشكلون اغلبية السكان في لبنان التاريخي ، اغلبية لها تقاليد وثقافة عن تقاليد وثقافة اعضاء الجامعة الآخرين " مضيفا " لقد ارتكبت فرنسا خطأ فادحا بتوسيعها حدود لبنان . ان المسلمين ضمن هذه الحدود الموسعة ليسوا احرارا في التصرف كما يريدون ، حتى ولو كانت لديهم الاغلبية ، وذلك خوفا من المسيحيين . ان انشاء دولة مسيحية هو بالتالي عمل طبيعي وذو جذور تاريخية .... في الاحوال العادية سيكون هذا مستحيلا عمليا ... لكن في اوقات الاضطراب والثورة او الحرب الاهلية ، فان الوضع يتغير ، وحتى الضعفاء يظهرون بمظهر الابطال . ربما حان الوقت لخلق دولة مسيحية بالقرب منا . ان هذا يعني هذه المرة ان نتحرك في جميع الاتجاهات لخلق تغيير جذري في لبنان . ان هدفنا لن يتحقق بدون مراجعة حدود لبنان . لكن اذا استطعنا ان نجد في لبنان رجالا او مهاجرين لبنانيين بوسعهم تعبئة السكان لإنشاء دولة مارونية ، فانه لن يفيدهم وجود حدود موسعة وسكان مسلمين كثيرين " . وفي 16 ماي 1953 على اثر اجتماع لمسئولي الدفاع والشؤون الخارجية ، كتب شاريت متحدثا عن قائد الاركان العامة موشي ديان : " حسب ديان ، سيكون من الضروري فقط العثور على ضابط ولو كان قائدا بسيطا ، يمكننا ان نكسب عطفه او نشتريه وندفعه لكي يعلن نفسه منقذا للمارونيين . و آنذاك يدخل الجيش الاسرائيلي الى لبنان ويحتل الاراضي الضرورية ، ويقيم نظاما مسيحيا يتحالف مع اسرائيل . اما الاراضي الواقعة في جنوب نهر الليطاني فستضمها اسرائيل بالكامل ، ويسير كل شيء على ما يرام " . في 28 ماي 1954 كتب شاريت يقول : " لقد ايد قائد الاركان العامة مخططا يرمي الى ارتشاء ضابط لبناني يقبل ان يكون بيدقا حتى يظهر الجيش الاسرائيلي وكأنه يستجيب لنداء تحرير لبنان من اضطهاد المسلمين " . لقد كانت الحركة الصهيونية ترى دائما في تفكيك الشرق العربي شرطا لاستمرارها ككيان سياسي وعسكري . وهذا ما تأكد اكثر مع الغزو الاسرائيلي للبنان في سنة 1978 و 1982 وفي ضربة 2006 وتراهن عليه اليوم اذا سقط نظام بشار الاسد . استراتيجية من اجل اسرائيل الكبرى : ينطلق هذا المخطط من التحكم في الاردن وترحيل الفلسطينيين اليه ، ثم تفكيك مصر الى مجموعة من الدويلات ، واحدة قبطية وثانية في الصعيد ، ودويلات اخرى محلية ضعيفة بدون سلطة مركزية و تقسيم لبنان الى خمس دويلات " كنموذج للعالم العربي كله " ، ثم تفكيك سورية وبعدها العراق الى مناطق عرقية ودينية كما في لبنان . في سورية بإقامة دولة علوية في الساحل ، ودويلة سنية حول حلب وأخرى حول دمشق ، بالإضافة الى دويلة درزية . اما في العراق ، فينبغي تجزئته " بمساعدة كل المواجهات العربية الى ثلاث دويلات او اكثر تبعا للمناطق الشيعية والسنية والكردية . ويقارن " اسرائيل شحاك " هذا المخطط المذكور ب " الافكار الجغرا- سياسية التي كانت سائدة في المانيا ما قبل 1933 ، والتي استوعبت ماهيتها من قبل هتلر والحركة النازية وحددت مطامعها في اوربة الشرقية ، وهي المطامع التي بدأ تنفيذها في الفترة ما بين 1939 و 1941 ، خاصة فيما يتعلق بتجزئة الدول " . ويشكل لبنان ضمن هذا المخطط التقسيمي الشامل مرتكزا للتطبيق . فتفكيك لبنان الى دويلات سيؤدي الى احتدام التوتر في مجموع الشرق الاوسط ، وهذه الطائفية المسترسلة لمجتمعات الشرق العربي هي التي تريد اسرائيل الوصول اليها عن طريق تفسيخ المجتمع اللبناني ، ففي تعاقب الكيانات الطائفية هذا ، ستوفر اسرائيل لنفسها موقع الهيمنة على الوضع بالمنطقة العربية التي يجب ان تسمى حقيقة بالمنطقة الاسرائيلية . لقد نجح المخطط في العراق ، وسينجح لا محالة في سورية ، وبعده سيعرف طريقه السريع الى لبنان . اللهم اني بلغت . اللهم اني بلغت . فيجب التحرك قبل فوات الاوان .
#سعيد_الوجاني (هاشتاغ)
Oujjani_Said#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
عالم آخر ممكن
-
اتجاه العنف في الاستراتيجية الامبريالية الامريكية
-
البنك العالمي للانشاء والتعمير في خدمة الادارة الامريكية
-
( الدولة اليهودية ) ومفهوم الحدود الآمنة
-
حركة التحرر العربية : ازمة عارضة او بنيوية ؟ الربيع ( العربي
...
-
الصهيونية العالمية والنازية وجهان للصهيونية الاخوانية
-
ميكانيزمات التحكم في القرار السياسي بالبلاد العربية
-
في بناء الحزب العمالي الثوري (منظمة الى الامام) ( وجهة نظر )
-
الطائفية الورم الخبيث بالوطن العربي
-
ازمة منظمة ( التحرير ) الفلسطينية -- دراسة تحليلية ونقدية لم
...
-
البومديانية وتجربة التنمية الجزائرية المعاقة
-
المثقفون والصراع ( الطبقي )
-
(الايديولوجية العربية المعاصرة )
-
انقلابيو فتح وراء مقتل ياسر عرفات
-
انصاف الحلول : الارث الاتحادي الراديكالي ( 5/5)
-
انصاف الحلول : الارث الاتحادي الراديكالي ( 4/5 )
-
انصاف الحلول : المؤتمر الاستثنائي ( 3/5 )
-
انصاف الحلول 2/5
-
انصاف الحلول 1 / 5
-
يونيو شهر النكبات والنكسات المصرية
المزيد.....
-
هذه الصور لا تثبت أن الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي نجا من حا
...
-
احتجاجات طلابية ضد قانون -الوكلاء الأجانب- في جورجيا
-
اليوم العالمي للشاي: أكثر المشروبات استهلاكاً في العالم بعد
...
-
من تبريز إلى مشهد: ما خصوصية المدن التي تمرّ بها مراسم تشييع
...
-
هل عادت إسبانيا لمبدأ -التوازن- في علاقتها مع المغرب والجزائ
...
-
-الأسد الإفريقي- في المغرب.. ما جديد هذه النسخة من المناورات
...
-
بدء مراسم تشييع الرئيس الايراني ومرافقيه في تبريز
-
باشينيان يلتقي نائب رئيس وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكي
...
-
زيلينسكي: سنواتي الخمس كرئيس لأوكرانيا لم تنته بعد
-
السلطات الإسرائيلية تصادر معدات لوكالة -أسوشيتد برس- تستخدمه
...
المزيد.....
-
ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول
/ بشير الحامدي
-
ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول
/ بشير الحامدي
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023
/ حزب الكادحين
المزيد.....
|