أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد الوجاني - الصهيونية العالمية والنازية وجهان للصهيونية الاخوانية













المزيد.....

الصهيونية العالمية والنازية وجهان للصهيونية الاخوانية


سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر

(Oujjani Said)


الحوار المتمدن-العدد: 3853 - 2012 / 9 / 17 - 17:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هل تختلف الصهيونية عن النازية ؟ . الكل يتذكر ما كان يردده معلق الاذاعة الصهيونية عندما كانت الطائرات تدك لبنان في سنة 2006 ولما كانت تضرب بالفسفور الابيض المدنيين وأمام انظار العالم ( الحر ) غزة في سنة 2009 ، كما ان الجميع يتذكر تعليقات المذيع الصهيوني لما كانت الدبابات والطائرات تدمر بيروت على من فيها في سنة 1982 وأمام انظار الانظمة السياسية العربية التي كانت تبحث عن الخلاص من القضية الفلسطينية المهددة لأكثر من جهة وطرف . وبالرجوع شيئا ما الى الوراء يعلق مذيع الاذاعة الاسرائيلية بما يلي " ما اجمل هؤلاء الرجال وأسلحتهم العصرية ، انهم يتقدمون الى الامام ولا شيء يمكنه ان يوقفهم .. " ومرددا بدون وعي ولا شك نفس العبارات التي يتضمنها النشيد النازي .
وفي نفس الحظة التي كان " هؤلاء الرجال " يشنون حربا كاسحة ضد الفلسطينيين واللبنانيين مستعملين جميع وسائل الابادة الجماعية التي تمنعها المعاهدات الدولية من قنابل عنقودية ونابالم حارق ومواد سامة وقنابل فسفورية ولعب الاطفال الملغومة ...لخ مخلفين عشرات آلاف القتلى والجرحى في صفوف السكان المدنيين الابرياء . وبجانب هذا ، قامت القوات الصهيونية بإنشاء معسكرات اعتقال في الاراضي اللبنانية المحتلة ، وزجت فيها بآلاف السكان مستعملة ازاءهم كل اساليب الاهانة والضرب والتعذيب والتجويع ، كما يشهد بذلك الاطباء الاجانب الذين عاينوا الاجتياح والمأساة التي جرت امام انظار العالم ( الحر ) الذي يبارك للصهاينة جميع اعمال القتل اذا كانت ضد العرب ، بدعوى حق اسرائيل في الدفاع عن النفس . كما قامت القوات الصهيونية بتحطيم المنازل والحدائق بالجرافات والكاسحات خشية من العمل الفدائي في الجنوب ، ووضعت خطة منهجية لتدمير احياء كاملة ببيروت الغربية ، ببناياتها وشوارعها وسكانها لبنانيين وفلسطينيين ، وحولت مدنا بكاملها الى حطام من الحجارة مثل صيدا وصور والنبطية ..
اذن اما هذه الاساليب الهمجية كيف لا يتبادر الى الذهن المقارنة المباشرة التي استعملتها النازية في مغامراتها الخرقاء للسيطرة على العالم والإنسانية جمعاء ؟ .
نظرية التفوق العرقي : ان المتمعن للتاريخ النازي والتاريخ الصهيوني والحروب التي اشعلاها سيكتشف ان اوجه القرابة بين الصهيونية والنازية لا تقف عند التطابق في الاساليب والمناهج ، بل تتعداها لما هو اعمق واخطر ، اي القرابة والتشابه في الاختيارات الايديولوجية والأسس النظرية ، زيادة على الروابط التاريخية التي جمعت بين العصابات الصهيونية الاولى والسلطة الفاشية في كل من المانيا وايطاليا .
ولنبدأ بين مقارنة بسيطة بين المفاهيم الصهيونية من جهة ، والنازية من جهة اخرى ، فيما يتعلق ب " الدولة " و " الاقليمية الوطنية " .
لقد اكد ’منظّرو النازية بان الشعب الالماني يشمل ، زيادة على سكان المانيا ، كل العناصر الالمانية الموجودة في بولندة و تشيكوسلوفاكيا وسويسرا وفرنسا والنمسا والبرازيل والولايات المتحدة الامريكية ...لخ . كما انهم يعرّفون الاقلية الوطنية الالمانية ك " جزء من الشعب الالماني تم فصله عن منبعه لكنه حافظ على العناصر التي تشكل قيمة العرق " .
اما الصهاينة ، فإنهم يقولون من جهتهم ب " الشعب اليهودي الواحد " ( والآن ينادون بالدولة اليهودية ) الذي تتواجد عناصره عبر العالم ، في حين ان اسرائيل تشكل مركزه ووطنه و " ارض ميعاده " ، وبالتالي ، فان جميع اليهود الصهاينة الذين يعيشون خارج هذا الوطن يشكلون " اقليات وطنية " تابعة للمركز الصهيوني ومطالبة بالولاء له ، كما ان لها واجبات اتجاهه .
وكل من الحركتين ، الصهيونية والنازية تعتبر ان " شعبها " وحده يتمتع بصفات وخصائص تميزه عن بقية الشعوب . وفي هذا السياق اكد هتلر ان " الآريين هم مؤسسو الحضارة عبر العالم بأسره "، في حين ان الصهيوني بن غريون ، قد الحّ على " التفوق الفكري والأدبي للأمة اليهودية " بحيث ان اليهود يتوفرون على كل الخصال التي تجعل منهم " شعبا مختارا " ، لأنه هو الذي تمكن – كما يؤكد بن غريون – من " خلق فمر اصيل ومتميز لم تكن تعرفه لا شعوب مصر وبابل والهند والصين ، ولا شعوب اليونان والرومان وتلك المنحدرة منها والتي تعيش في اوربة في هذا العصر ... " .
وهناك ايضا تطابق في مفاهيم ومبادئ الحركتين عندما تدعيان ان كافة الشعوب الاخرى تحقد على شعبيهما وتعمل على ابادتهما . واذا كانت النازية قد ركزت في دعايتها على ان الشعب الالماني يعيش في عالم يحقد عليه ويعاديه ، فان الصهيونية تقول بان معاداة السامية ظاهرة موجودة بشكل دائم وابدي ، وأنها خطر محدق باستمرار باليهود اينما حلوا وارتحلوا عبر العالم ، وكلا الحركتين تستهدفان من وراء هذه الدعاية خلق اعلى درجة من الشوفينية والعنصرية والانزواء والتعصب لدى زبنائهما .
ان الصهاينة يتقاسمون مع النازيين الاسس الايديولوجية التي انبتت على معاداة السامية ، رغم انهم يوظفون تلك الاسس للوصول الى نتائج مغايرة . فمقابل العرق الآري هناك بالنسبة لهم ، العرق اليهودي الذي يعتبر نقاوة وتفوقا من غيره .
التعاون المباشر والروابط المكشوفة : إلا ان العلاقة بين النازية والصهيونية لا تقف عند التشابه والتطابق فيما يخص المنطلقات والأسس الايديولوجية ، بل تعداها الى العلاقة التنسيقية المباشرة والروابط المصلحية المكشوفة ، علما ان بان القاسم المشترك بين الحركتين يبقى هو بروزهما من صلب نفس الايديولوجية البرجوازية الامبريالية الاكثر شوفينية ورجعية .
ولقد بات مؤكدا ان الزعماء الصهاينة كانوا على صلة تنسيق مباشر مع الحكم النازي بألمانيا ، وع الحركة الفاشية بشكل عام . فمنذ الثلاثينات من القرن الماضي ، شعر الزعماء الصهاينة بان تحالفهم مع بريطانيا لم يعد كافيا وانه من الضروري البحث عن حلفاء مضمونين مع طبيعة حركتهم ومبادئها .
وهكذا استقبل الزعيم الايطالي الفاشي موسوليني الزعيم اليهودي ناحوم غولدمان وصرح له قائلا : " يجب عليكم ان تنشئوا دولة يهودية حقيقية ، وان لا تكتفوا بهذا الملجأ الحقير الذي منحكم ايّاه البريطانيون . وانني شخصيا من مؤيدي الصهيونية ، وسأساعدكم على انشاء هذه الدولة ... " .
ان هذه المساعدة التي يتحدث عنها الدكتاتور الفاشي الايطالي هي نفسها التي قدمها حلفاؤه الالمان من خلال ( تقتيل ملايين اليهود ) في مختلف البلدان الاوربية ، الشيء الذي كان يخدم موضوعيا الصهاينة ، ويعزز فكرتهم حول ضرورة تعرض اليهود للاضطهاد حتى يكونوا مضطرين للالتفاف حول الحركة الصهيونية . وهذا هو راي ناحوم غولدمان نفسه الذي يخشى " تفتيت اليهود " بشكل سريع في حالة عدم تعرضهم للاضطهاد ، وهذا ما عبر عنه بشكل واضح عندما قال : " ان التضامن هو الذي مكن من وحدة الشعب اليهودي . وحتى بالنسبة لتقتيل ملايين اليهود من طرف النازية ، لقد عاد بنتائج مفيدة تجلت في إذكاء روح التضامن والإصرار على البقاء يهوديا " . وهذا ايضا ما ترجمه النازيون في دعايتهم من خلال شعارهم المشهور " المانيا للألمان ، واليهود الى فلسطين " والذي كان يناسب تماما اهداف الحركة الصهيونية .
وفي هذا الاتجاه ، عقد النازيون مع زعماء الحركة الصهيونية سنة 1933 ، اتفاقية تحت عنوان " عملية الانتقال هافارا " ، الرامية الى تهجير اليهود من المانيا النازية نحو فلسطين ، وذلك بتمويل الحركة الصهيونية نفسها ، وهذا ما تؤكده " الموسوعة اليهودية " التي تقول : " في سنة 1934 صدرت تعليمات رسمية الى جميع السلطات المحلية في المانيا النازية تنصص على تشجيع نشاط المنظمات والشبيبة الصهيونية في المانيا بهدف تهجير اليهود الى فلسطين " .
وفي سنة 1938 ، صدرت عن الحكم النازي تعليمات اخرى تنصص على عدم مضايقة نشاط الرأسماليين اليهود ، ذلك ان هتلر كان في حاجة الى العملة الصعبة التي يجلبها الرأسماليون الصهاينة من اجل تسليح جيشه . وفي نفس الاتجاه ، صدر عن وزارة الخارجية الالمانية تعميم الى سفاراتها وهيآتها الدبلوماسية عبر العالم يقول بالنص : " ان الاهداف التي يعمل من اجلها اليهود الذين يسعون الى خلق كيان خاص بهم ، وعلى رأسهم الصهاينة ، لا تختلف في شيء عن اهداف السياسة الالمانية تجاه اليهود عامة ... " .
ولما شرع النازيون في ( التقتيل الجماعي لليهود ) ، استعانوا بالمنظمتين الصهيونيتين اللتين انشأتا في المانيا تحت رعاية النظام النازي وهما " المجلس اليهودي " و " الرابطة الامبراطورية ليهود المانيا " . وكان دور المنظمتين هو وضع لوائح اليهود الذين يتوجب قتلهم وإحصاء ممتلكاتهم واستدعائهم الى المكان المقرر لاعتقالهم ، ومطاردة من تغيب او اختفى منهم .
وهكذا فان الصهاينة قد ساهموا فعلا في جرائم النازية ، والتقت مصلحتهم مع مصلحتها في تقتيل ملايين الابرياء ، في حين نراهم اليوم يتمادون في الجريمة والاعتداء على الشعبين الفلسطيني واللبناني ، بدعوى الانتقام لهؤلاء الابرياء .
ان الحقيقة المكشوفة للعيان ان حكام اسرائيل ليسوا اولئك اليهود الاوربيين الذين نجوا من الموت في معسكرات هتلر ، بل انهم يستعملون ( الجرائم التي ارتكبتها النازية في حق اليهود ) ، للتغطية عن الجرائم التي يقومون بها هم انفسهم في حق العرب من فلسطينيين ولبنانيين . وما ممارسة التقتيل الجماعي ، مجزرة صبرا وشاتيلا مثلا ، واحتقار القانون الدولي ، وسياسة الهجوم والتوسع على حساب البلدان العربية ، والعنصرية التي رفعها الصهاينة الى مستوى عقيدة الدولة ... إلا صورة طبق الاصل للعقيدة والممارسة النازية والفاشية السيئتي الذكر .
واذا كانت الحركة الصهيونية ، في دعايتها الرسمية ، تنفي على نفسها هدف التقتيل الجماعي للشعب الفلسطيني واللبناني ، فان بوادر هذا الهدف قد تجلت في الحقيقة منذ ان شرع الصهاينة في احتلال فلسطين ، وقت الحماية البريطانية ، مدعين بان لا وجود لشعب اسمه الشعب الفلسطيني ، وان فلسطين " ارض بلا شعب " وبالتالي ، فلم يبقى للشعب اليهودي ، الذي ليس له وطن ، إلا ان يتمكن من هذه الارض . ثم الم يهدد ليبرمان في وقت سابق بقنبلة السد العالي بمصر لإغراقها ، وألم يهدد موشي ديان في حرب اكتوبر باستعمال الاسلحة النووية ، رغم ان الجيوش العربية خسرت الحرب ولم تربحها كما تحوّر ذلك الابواق العربية ؟
ان الصهيونية ليست لها عمليا اي معنى إلا اذا عملت على القضاء على الشعب الذي ’وجد في فلسطين ، ومنعه من اي حق في تقرير مصيره واستبدال ارادته بإرادة اجنبية .
من الاستعمار الى التقتيل الجماعي : عندما شرعت الحركة الصهيونية في استعمار فلسطين قبيل الحرب العالمية الثانية ، كانت اهدافها المحلية تتجلى في شعارين اساسيين هما : " الحصول على الارض " و " التّمكن من الشغل " . وكان يعني الشعار الاول ، بكل بساطة ، طرد الفلسطينيين من الاراضي التي يشتريها الرأسمال الصهيوني العالمي من الاقطاعيين العرب بهدف اقامة الضّيعات الصهيونية " الكيبوتزات " ، والتي كان دخولها ممنوعا على العرب منعا كليا .
اما الشعار الثاني ، فيترجم مبدأ عنصريا آخرا ، هو حرمان العرب من الشغل في المؤسسات الصناعية والتجارية التي احتكرها اليهود . ولقد حوّلت الصهيونية هذين الشعارين تدريجيا ، لدمجهما في شعار اساسي واحد " الشغل لليهود في الارض اليهودية " . وكان هذا يعني حرمان الفلاحين الفلسطينيين من وسائل عيشهم ، وتحويل العمال الى عاطلين وفقا لمبدأ عنصري واضح . وما اشبه هذه الاساليب بتلك التي كانت تستعملها النازية داخل وخارج المانيا عملا بشعار " الدفاع عن مصالح الشغل الالمانية " والتي اصدرت الحكومة الالمانية بصددها في سنة 1933 تعليمات رسمية تقول حرفيا : " لا تشتروا شيئا من المتاجر اليهودية ، قاطعوا الاطباء والمحامين اليهود ... " وبعبارة اخرى ، فان الاساليب التي استعملتها النازية في حق اليهود هي نفسها التي طبقتها الحركة الصهيونية حيال العرب الفلسطينيين . وبما ان هذه الاساليب اثارت مقاومة الفلسطينيين ، فان الصهاينة لم يترددوا في خلق فرقهم الارهابية بهدف التصفية الجسدية لكل من رفض او ناضل او قاوم ، وهكذا شرعت منظمات " هاغانا " و " الارغون " و "ستيرن " في زرع الرعب والموت والإرهاب بشراسة ووحشية لم يسبق لهما مثيل ، بهدف طرد العرب الفلسطينيين من ديارهم بالقوة ، غير مترددة في ارتكاب ابشع وأشنع الجرائم من اجل الحصول على اكثر ما يمكن من الاراضي قبل نهاية الحماية البريطانية ( مذبحة دير ياسين كمثال ) .
وهذه المنظمات النازية الفاشية ، وعلى رأسها " الارغون " التي تزعمها الارهابي بيغين ، هي التي استحوذت على مدينتي يافا وحيفا بالقوة وبتحدّ لقرارات الامم المتحدة ، وهي التي اشتهرت بعملياتها الوحشية في كل من دير ياسين وكفر قاسم حيث كشفت عن طبيعتها الاجرامية الشنعاء من خلال التقتيل الجماعي للرجال والنساء والأطفال والشيوخ ، مرغمة ازيد من مليوني عربي فلسطيني على التشرد والرحيل واللجوء . ان هذه الجرائم كلها لم تكن محرجة للصهاينة الفاشيست ، بل كانت موضوع مفخرة وتباهي بالنسبة لهم ، وهذا ما عبر عنه الارهابي بيغن نفسه عندما قال : " لم يكن بالإمكان اقامة دولة اسرائيل لولا انتصارنا في دير ياسين " . فقد كانت صور القتل والدمار في دير ياسين تطبع في آلاف المنشورات وتوزع على سكان القرى الاخرى حاملة هذا التعليق : " ان لم ترحلوا ، فسيكون هذا مصيركم " . وما اشبه تلك المنشورات بتلك التي وزعها الصهاينة على سكان بيروت الغربية في سنة 1982 والمنشورات التي رمت بها طائراتهم في لبنان في 2006 وغزة في 2009 وهم يمارسون نفس اساليب التدمير والتقتيل الجماعي . ان المجرمين الذين قادوا عمليات دير ياسين وكفر قاسم ، هم انفسهم وأحفادهم الذين يعملون على تدمير لبنان سكانا وبلدا في 2006 .
" الحرب الوقائية " و " المجال الحيوي " : ان من بين اوجه القرابة بين الصهيونية والنازية تطابق مفهوميهما " للمجال الحيوي " و " الحرب الوقائية " . الملاحظ هنا ان الصهاينة لم يحددوا يوما ما مساحة الدولة التي يريدونها ، بل ان احد زعماء الصهيونية البارزين بن غريون سبق ان صرح قائلا : " ان حجم الدولة اليهودية سيتم تحديده من خلال الحرب " . فبالإضافة الى اطروحة " اسرائيل الكبرى " من النيل الى الفرات التي يقول بها حزب " تيهيخا " واليمين المتطرف من بيغن الى غلودمان ونتانياهو ، هناك اطماع توسعية باتت مطروحة رسميا من طرف الصهاينة . لقد سبق للإرهابي بيغن ان صرح بأنه لا ينوي التنازل عن الضفة الغربية وقطاع غزة ، وعن مرتفعات الجولان التي ضمها رسميا في سنة 1981 ، وكذلك الشأن بالنسبة للمناطق الجنوبية من لبنان تماما كما كان هتلر يطالب بنصف اوربة .اما بالنسبة لشعار " الحرب الوقائية " ، يجب التذكير هنا ان اول من طرحه هم تحديدا حكام المانيا النازيون للتغطية عن اهدافهم التوسعية الحقيقية كوسيلة لتحصيل مسؤولية الاعتداء للمعتدى عليه .
وإذا كانت النازية قد تذرعت وراء " الدفاع عن العالم الحر والحضارة الغربية " والتصدي " للخطر الشيوعي " لتنفيذ مراميها التوسعية ، فأننا نرى الصهيونية ايضا تقدم كل هجماتها واعتداءاتها على انها مجرد عمليات " وقائية " تفرضها الضرورة امام " الارهاب " و " العداء العربي " . ومن اجل نيل عطف الرأي العام الغربي ، والتأثير عليه من خلال وسائل الاعلام التي تتحكم في العديد منها ، نراها ترفع نفس الشعارات وتقدم نفس التبريرات وتنصب نفسها " مدافعة عن قيم العالم الغربي " ضد " الخطر الشيوعي سابقا والخطر الاسلاموي " حاليا بنفس الطريقة التي سلكها اسلافها في الحركة النازية . ولتبرير التدمير الذي لحق لبنان في سنة 1982 صرح بيغين بما يلي : " ان تكديس الاسلحة المتطورة في لبنان من طرف اتحاد السوفيتي لا يمكن تفسيره إلا بنيتها في احتلال اسرائيل ثم الاردن والعربية السعودية وكل دول الخليج " هذا مع العلم ان المخطط الصهيوني – كما كشف عنه الوزير الاول السابق للكيان الصهيوني شاريت في مذكراته – كان يتضمن قبل وجود اي فلسطيني مسلح في لبنان ، ضرورة غزو لبنان واحتلاله حتى نهر الليطاني ، واقامة نظام مسيحي في الشمال .
اما بالنسبة للقانون الدولي ، وقرارات الهيئات الدولية ، فان الصهيونية لا تعتبر نفسها معنية بها اطلاقا ، إذ انها تعتبر ان ما تعمله وتقوم به يستند الى " حق تاريخي طبيعي " ، وهذا ما عبر عنه المنظر الصهيوني " روبير مسراحي " عندما قال : " ان للرجل اليهودي والدولة اليهودية الحق في العيش حسب اختيارهما وخاصيتهما " . وقد علق الكاتب ورجل القانون الفرنسي " فيليب دو سان روبير " على هذا قائلا : " ان هذا الطرح لا يختلف عن الاعتراف بان هتلر كان له الحق كذلك في بناء الدولة النازية كما يشاء ، وتقتيل الابرياء كما يحلو له " . وهذا الطرح يشكل في حقيقة الامر مثالا ساطعا عن افراغ مفهوم الحق والقانون من محتواهما الحقيقي ، وتحولهما الى ادوات لتبرير الظلم والعف والاستعباد .
هكذا فان القانون الصهيوني يعتمد على تأويل صهيوني لليهودية وينصب نفسه حاميا " لشرف اليهود ونقاوة دمهم " ، بنفس الطريقة التي حرّم بها القانون النازي الصادر في سنة 1935 الزواج المختلط بين العنصر الالماني وغيره ، و ذلك من اجل حفظ نقاوة الدم الالماني والشرف الالماني على حد تعبيره الحرفي .
واذا ما اضفنا الى هذا التطابق في الطرحين الصهيوني والنازي ، تشابه عقليتهما الشوفينية ومبادئها العنصرية سواء على المستوى السياسي او الثقافي ، ودرجة عسكرتهما ، بدت لنا بكل جلاء ووضوح القرابة المتينة بين الصهيونية والنازية . وهذا ما لن تغطي عنه مهارة الصهاينة وحلفائهم في تشويه الحقائق والمعطيات ، واستبدال الاحداث بغيرها او نكرانها ، وشن الحملات الاعلامية المسمومة وسط الرأي العام ، وهي نفس الاساليب التي استعملتها الحركة النازية والفاشية بدون جدوى ، ذلك ان حكم التاريخ آت لا محالة .
ما العمل لمواجهة الصهيونية : لقد بدأت النازية والفاشية في اوربة كمنظومة قيم فلسفية بعد الحرب العالمية الاولى ، تقوم على سمو العرق وتحقير الاعراق الاخرى . وقد وصلت هذه المنظومة الفلسفية والفكرية الى قصويتها حين اسست للأحزاب الفاشية والنازية التي استعملت لغة سياسية واضحة وأسلوب خطابي تبسيطي في الولوج الى اعماق المواطن الاوربي الذي اعيته الخطابات الثورية اليهودية التي كانت تسيطر على التنظيمات اليسارية الاوربية من شيوعية واشتراكية ديمقراطية ، وسيطرتها على وسائل الاعلام المختلفة التي كانت توظف مصالح الطبقة العاملة في معارك لا علاقة لها بمصالح العمال ولا بمصالح الكادحين . وقد ساهمت الازمة الاقتصادية العالمية التي ارخت بظلال قاتمة على الاقتصاد الاوربي والأمريكي في تشجيع وسرعة ظهور هذه النزعة الفلسفية التي تمكنت في ظرف وجيز من الوصول الى الحكم في المانيا وفي ايطاليا معتمدين الديمقراطية التحتية الجماهيرية بواسطة الانتخابات التي اضفت مسحة ديمقراطية شعبية على وصول هذه التنظيمات الى الحكم ، اي الى السيطرة على الدولة ، والكل يعرف المآسي الانسانية التي خلفتها هذه التجربة على صعيد مستقبل اوربة التي اضحت تابعة للولايات المتحدة بمخطط مارشال لإعادة انعاش الاقتصاد . هكذا اذن فبعد ان بدأت النازية والفاشية كمنظومة قيم فلسفية ، ووصلت الى تأسيس التنظيم المعبر عن هذه الموجة والذي قاد الى الدولة ، عادت النازية والفاشية بعد هزيمة الحرب العالمية الثانية الى ان تستمر كمنظومة فكرية جد محصورة في بعض الجماعات الجد صغيرة ، ولتصل مع تطور الازمة التي عرفها النظام الرأسمالي الى انشاء تنظيمات يمينية معترف بها من قبل الحكومات الاوربية آملة في الوصول الى الدولة بسبب الازمة الاقتصادية والاجتماعية التي توجد عليها اقتصاديات الدول الاوربية ، معتمدة على خطاب عنصري يدور فقط حول معاداة الاجانب الموجودين فوق الاراضي الاوربية .
الصهيونية ابتدأت كمنظومة من القيم الفلسفية التي تقوم على تقديس والرفع من العنصر اليهودي وسموه على غيره من الاعراق ، ووصلت بفضل المساعدة والدعم الذي وفرته لها جميع الحكومات الاوربية التي تسيطر عليها عناصر يهودية ، الى بناء تنظيمات سياسية ، مارست التطهير العرقي في حق العرب من فلسطينيين وعرب موجودين فوق الاراضي العربية المحتلة ، فلسطين التي تسمى اسرائيل . الآن الصهيونية العالمية المتمركزة في فلسطين تريد بلوغ القصوية في تمييزها الدّولتي حين بدأت ترفع شعار " الدولة اليهودية " كأعلى مرحلة في بناء المنظومة والتنظيم والدولة الصهيونية . وتقوم الدولة الصهيونية العصبوية على التركيز على التمايز بين الدولة اليهودية المخصصة فقط لليهود ، وبين الاقليات التي تعيش في هذه الدولة من غير الطائفة اليهودية ، مع ما يستتبع ذلك من اصدار تشريعات عنصرية وتمييزية تقصر تقديم الخدمات من شغل وتطبيب وتملك وممارسة الحقوق من سياسية وغيرها في حق اليهود دون غيرهم ، وهو ما يعتبر اعلانا ببدء عملية تطهير جماعي لسكان الارض من غير اليهود ، اي طرد فلسطينيي 1948 نحو غزة و ونحو الاراضي التي تمارس عليها سلطة رام الله ما يسمى بالسيادة ، اي الدولة التي لن تعرف لها يوما طريقا الى التطبيق . ومن الغرائب ان هذا البرنامج الصهيوني يمر امام انظار الحكام العرب والشعوب دون تحريك ساكن لمقاومته حفظا للذاكرة والتاريخ ، وحفظا لجزء مما تبقى من دم الوجه العربي المسكوب منذ سنين . كما يمر هذا المخطط بمساندة وبالدعم المباشر للصهيونية الاسلاموية الاخوانية التي تريد التأسيس لدولة اسلاموية تمييزية ، مع ما يستتبع ذلك من ممارسات عنصرية وطائفية للجماعات العلمانية وللطوائف والأحزاب والمواطنين غير الاسلامويين . ان التأسيس لدولة اخوانية دينية فاشية يلتقي مع الحلم الصهيوني بإنشاء دولة يهودية خالصة قائمة على اساس الدين والعرق ، و لا يجب التعجب من التلاحم والتعاون بين الصهيونية العالمية والصهيونية الاسلاموية في مناهضة وتخريب كل مشروع قومي عروبي تصادمي مع المخططات التي تحبك خيوطها في كبريات العواصم العالمية ( واشنطن ، باريس ، لندن ، برلين وبيرن ) التي يسيطر الصهاينة على نخبتها وعلى اجهزتها المختلفة من اعلامية الى تجارية ومالية وصناعية وعسكرية وأجهزة امنية مخابراتية مختلفة . وهنا الم يصطف المتأسلمون الاخوانيون مع الصهاينة ضد الرئيس المصري جمال عبد الناصر الذي حاولوا اغتياله ؟ الم ينقلب هؤلاء المتأسلمون على انوار السادات الذي اخرجهم من السجون لضمان مشروعية لانقلابه على مشروع الضباط الاحرار ؟
واذا كانت الصهيونية العالمية تماثل وتتشابه مع النازية والفاشية ، فان خطر الصهيونية اكثر بكثير وذلك لعدة اسباب :
1 ) كون الصهيونية تنبع من الديانة اليهودية ، وهي اذ تمثل اجهزتها الفلسفية العنصرية ، فإنها تكون دائما على اتم الاستعداد لارتكاب جرائم انسانية فضيعة بدافع ديني عنصري ، بدعوى ان القيام بهذه الجرائم ، هو استجابة لدعوة ونصيحة ربانية جزاءها الجنة . وفي هذا الصدد لا بد من التذكير بمختلف الجرائم التي اقترفها الصهاينة في فلسطين المحتلة من ديرياسين الى كفر قاسم الى صبرا وشاتيلا الى تدمير لبنان في سنة 1982 و 2006 وغزة في 2009 ... ناهيك عن الاغتيالات المتكررة لأطر وقياديي منظمات التحرير الفلسطينية في كل بقعة من العالم ، والتهديد بإغراق مصر بقنبلة السد العالي الذي بناه السوفيت في القرن الماضي
2 ) كون الصهيونية كفلسفة عنصرية تمييزية ، هي فلسفة شابة هجومية تبحث لها عن اماكن جديدة لتوسعها . واذا كان يجري التحضير لهذه الفلسفة مع مجيء اليمين الصهيوني ، فإنها في الحقيقة ، اي الفلسفة الصهيونية تجري في دم جميع الاسرائيليين ، وآيا كان العنوان الذي يتحركون على اساسه ، اذ لا فرق بين اليمين المتطرف او اليمين التقليدي او اليمين الوسط او الحزب العمالي او الشيوعي ، حيث ان جميع الحروب التي خاضها العرب مع الدولة الصهيونية كانت لما كان الحزب العمالي في الحكم .
3 ) كون الصهيونية تتلقى الدعم والمساندة من قبل الحكومات الغربية ومن قبل الولايات المتحدة الامريكية التي امر رئيسها اوباما ادراج القدس عاصمة لإسرائيل في حملته الانتخابية الاخيرة ، مع تقديم كل الدعم المعنوي والمادي للطفل المدلل ( اسرائيل ) وبما فيه تجنيب الصهاينة من الضغوط الدولية ومن تطبيق القرارات الاممية بخصوص القضية الفلسطينية ، الامر الذي يجعل الدولة الصهيونية فوق القانون الدولي الذي لا تتردد الدول الغربية والولايات المتحدة الامريكية من تطبيقه اذا كان المعني بالتطبيق دولة عربية .
يتبين من هذا التحليل ان النازية والفاشية الاوربية تماثل و تتشابه مع الصهيونية اليهودية التي تقوم على اساس ديني عنصري ، كما ان النازية الصهيونية تتلاقى وتتعاون مع الصهيونية الاخوانية في ضرب كل مشروع تحرري بالمنطقة العربية ، ولا يترددان في تقديم الخدمات المختلفة للدوائر الامبريالية والصهيونية العالمية . لذا فان مواجهة الصهيونية اليهودية والصهيونية الاخوانية يبقى واجبا لتفادي المخاطر التي يحضر لها بالوطن العربي . ان الفاشية الاسلامية التي تؤسس لدولة دينية اسلاموية لا تختلف عن الصهيونية اليهودية التي تؤسس لدولة يهودية ، ومثل النازية والفاشية الاوروبيتين الشائختين ، فان الصهيونية اليهودية والصهيونية الاخوانية تبقيا من اكبر المخاطر التي تهدد مستقبل الدول والديمقراطية . ان الحل ليس في الاسلام كما انه ليس في اليهودية ، بل في الديمقراطية والدولة القوية .



#سعيد_الوجاني (هاشتاغ)       Oujjani_Said#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ميكانيزمات التحكم في القرار السياسي بالبلاد العربية
- في بناء الحزب العمالي الثوري (منظمة الى الامام) ( وجهة نظر )
- الطائفية الورم الخبيث بالوطن العربي
- ازمة منظمة ( التحرير ) الفلسطينية -- دراسة تحليلية ونقدية لم ...
- البومديانية وتجربة التنمية الجزائرية المعاقة
- المثقفون والصراع ( الطبقي )
- (الايديولوجية العربية المعاصرة )
- انقلابيو فتح وراء مقتل ياسر عرفات
- انصاف الحلول : الارث الاتحادي الراديكالي ( 5/5)
- انصاف الحلول : الارث الاتحادي الراديكالي ( 4/5 )
- انصاف الحلول : المؤتمر الاستثنائي ( 3/5 )
- انصاف الحلول 2/5
- انصاف الحلول 1 / 5
- يونيو شهر النكبات والنكسات المصرية
- الانتظاريون ليسوا بمرجئة
- ملف - المتغيرات في تركيبة الطبقة العاملة ودورها ،والعلاقات م ...
- المثقف
- العراق بين مخاطر التقسيم والانقلاب العسكري واللّبننة ( 2 )
- العراق بين مخاطر التقسيم والانقلاب العسكري واللّبننة ( 1 )
- الشبيبة


المزيد.....




- -التعاون الإسلامي- يعلق على فيتو أمريكا و-فشل- مجلس الأمن تج ...
- خريطة لموقع مدينة أصفهان الإيرانية بعد الهجوم الإسرائيلي
- باكستان تنتقد قرار مجلس الأمن الدولي حول فلسطين والفيتو الأم ...
- السفارة الروسية تصدر بيانا حول الوضع في إيران
- إيران تتعرض لهجوم بالمسّيرات يُرَجح أن إسرائيل نفذته ردًا عل ...
- أضواء الشفق القطبي تتلألأ في سماء بركان آيسلندا الثائر
- وزراء خارجية مجموعة الـ 7 يناقشون الضربة الإسرائيلية على إير ...
- -خطر وبائي-.. اكتشاف سلالة متحورة من جدري القرود
- مدفيديف لا يستبعد أن يكون الغرب قد قرر -تحييد- زيلينسكي
- -دولاراتنا تفجر دولاراتنا الأخرى-.. ماسك يعلق بسخرية على اله ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد الوجاني - الصهيونية العالمية والنازية وجهان للصهيونية الاخوانية