|
انقلابيو فتح وراء مقتل ياسر عرفات
سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر
(Oujjani Said)
الحوار المتمدن-العدد: 3789 - 2012 / 7 / 15 - 10:05
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
من قتل الرئيس ياسر عرفات ؟ قد لا نذهب بعيدا في ان نحمل المسؤولية للموساد وبالتعاون الوثيق مع الادارة الامريكية التي كان على رأسها احد الدّ عرفات عداوة ، واحد الدّ اعداء القضية الفلسطينية ، والقضايا العربية خصوصا ، واعني به الرئيس الامريكي السابق المعتوه جورج بوش الابن . لقد اعرب هذا وفي اكثر من مناسبة ، وفي اعزّ حربه الظالمة التي ابادت الملايين من العراقيين ، ودمّرت حضارة وثقافة العراق ، ونكّلت بشعبه اشنع تنكيل ( سجن ابو غريب ) ، وبمشاركة المملكة العربية السعودية ، وقطر ، والإمارات العربية ، مع الاردن ومصر مبارك ،،، ان الوقت قد حان لإيجاد رئيس بديل عن عرفات ، يكون مطواعا بين ايديهم ، وخاضعا لرغباتهم ، ومنفذا لمخططاتهم الجهنمية التي على رأسها تصفية القضية الفلسطينية ، وإضعاف دول الطوق الاسرائيلي لصاح استفراد هذه الاخيرة بمصير الشرق الاوسط الذي شغل بوش وإدارته كثيرا ، بما يضمن الاستقرار الضامن لتدفق النفط والغاز ، و تصريف الدولار ، و تسويق السلع الامريكية بالمنطقة ، بما يخدم المصالح الاقتصادية الامريكية والغرب بدرجة اولى . ان دعوة بوش التي تلاقت مع دعوة جزّار صبرا وشاتيلا ، المجرم شارون ، للشعب الفلسطيني بضرورة إيجاد قيادة جديدة وبديلة عن الرئيس ياسر عرفات ، ومنظمة التحرير ، بدعوى انه عقبة امام الحل الذي ترتضياه واشنطن وتل ابيب ، ليس حجة كافية لتحميلهم المسؤولية عن مصير عرفات الذي مات مسموما . ان هذه الدعوات هي تحصيل حاصل لأصل الصراع بالمنطقة ، بين من يريد تركيع الشعوب العربية الرافضة سيكولوجيا وعاطفيا للإملاءات الصهيونية ، والشعب الفلسطيني التواق الى الحرية والاستقلال ، وبين من يخضع للاملاءات ، ويندمج في المشاريع التصفوية للقضايا العربية ، محاولا اختزال الصراع العربي الاسرائيلي ، في الصراع الفلسطيني الاسرائيلي ، لتضييق دائرة الصراع ، وفرض الامر الواقع ، بما يخدم مسلسل التسويات الاستسلامية التي انخرطت فيها وبدون مقدمات ، القيادة الجديدة القديمة المفروضة من الخارج على راس الشعب الفلسطيني . ان توجيه الاتهام الى اسرائيل والولايات المتحدة الامريكية عن تسميم وتصفية عرفات ، يبدو امرا متجاوزا ، ان لم يكن الغرض من طرح مثل هذا الاتهام هو محاولة مبطنة قصد الالتفاف على الجريمة ، ومن ثم تسويقها بما يبعد الشّبهة عمّن يقف من الفلسطينيين والعرب وراء تصفية عرفات حتى يخلو لهم الجو لتمرير الصفقات ، وترتيب الاوضاع ، بما يضع حدا للصراع الذي يهدد انظمة الحكم في الشرق الاوسط ، ويخلق شرقا اوسطيا جديدا . ان ما اثار الاستغراب ، وفي هذا الظرف بالذات ، اي بعد مرور ثماني سنوات عن اغتيال الرئيس عرفات ، هو ان تخرج قيادة السلطة وبعد كل هذا الغياب ، ببيان مشبوه لإبعاد الشبهة ، يوافق على اخراج جزء من رفات عرفات للتشريح ، وكأن سبب التصفية لم يكن بسبب السم ، بل كان بسبب مرض عادي المّ بالرئيس ، فكان سببا في وفاته . ان اللجنة الفلسطينية التي كلفتها السلطة بالتحقيق في اسباب وفاة الزعيم الفلسطيني ، كان الغرض منها الالتفاف على التحقيق الذي اجرته الجزيرة ، وهو تحقيق لم يكن بريئا ، لأن الجميع يعلم / ان عرفات مات مسموما ، بل كان الغرض منه ربما مجيء دور محمود العباس ومن معه ، بعد الدور الذي اطاح بمبارك ، والقدافي ، وعلي صالح ، وزين العبدين بنعلي ، وسيطيح بالرئيس السوداني البشير ، و الرئيس السوري بشار الاسد ، اي الانخراط في خدمة الاجندة الصهيو- امريكية بخلق شرق اوسط جديد لا مكان فيه للأنظمة الشمولية التي تعاملت في وقت سابق مع الاتحاد السوفيتي السابق ، وكوّنت ما عرف في حينه ب ( انظمة الصمود والتصدي – ما صمدت في وجه احد ، وما تصدت لأحد ) في مواجهة انظمة الاعتدال العربي ( الانظمة الملكية العربية ) . لقد تأكد وبالملموس وبدون تأويل اوشك ، ان نخبة التحقيق التي شكلتها قيادة منظمة التحرير الفلسطينية ’بعيْد اغتيال عرفات ، لم تكن جادة في الوصول الى الحقيقة ، التي تريد التعتيم عليها ، مثلما ان الدعوة الآن بعد تحقيق قناة الجزيرة لا يعدو ان يكون في حقيقته ، غير تعتيم جديد على القضية ، ومحاولة للالتفاف عليها ، ومن ثم الرمي بها خارج دائرة السلطة التي تبقى متهمة بالتواطؤ مع اسرائيل بجريمة الاغتيال ، وهو ما يفيد الرهان على الوقت لطمس القضية مثلما تم طمس جريمة صبرا وشاتيلا ، وتم طمس جريمة غزة في سنة 2009 حين عطل محمود عباس شخصيا وبأوامر صهيونية امريكية تقرير الموفد الأممي لحقوق الانسان بجنيف ( تقرير القاضي اليهودي غولسطون ) . والسؤال هنا هل من مصلحة محمود عباس ودحلان وقريع الذهاب بعيدا في فتح تحقيق نزيه وعلمي وشفاف في قضية تصفية الرئيس ياسر عرفات ؟ اي هل قيادة السلطة معنية بإدانة اسرائيل باغتيال عرفات ؟ ولنعود الى بدأ لنطرح السؤال الرئيسي : من اغتال الرئيس ياسر عرفات ؟ قبل الجواب لا بد من الاشارة الى ان انطلاقة عرفات وحركة فتح كان اصلها اخوانيا قبل ظهور حركة حماس في ثمانينات القرن الماضي . وفي اطار الصراع الذي كان ينشب بين قادة منظمة التحرير ، سواء الصراع داخل كل منظمة ، او الصراع بين المنظمات ، كانت اساليب التعبير عن الصراع تتم بالاغتيالات والتصفيات والاغتيالات والتصفيات المضادة . وفي هذا الخضم سقط العديد من الضحايا بسبب الصراع على السلطة والنفوذ والاستحواذ على الدولار ، بفضل تحكم العديد من الانظمة السياسية العربية في قرارات المنظمات الفلسطينية التي كانت تدين لها ، بسبب التمويل ، وبسبب الدعم المادي والمعنوي الذي من بينه ، فتح فروع تمثيلية للمنظمات التابعة بعواصمها . ان من بين هذه الدول نذكر على سبيل المثال لا الحصر سورية العراق المملكة العربية السعودية ، ومنذ 1979 دخلت ايران الشيعية على الخط . وهنا دائما لا يجب ان ننسى التجاوزات الخطيرة للعديد من المنظمات الفلسطينية في الدول العربية التي كانت تحتضنها مثل الاردن ولبنان ، مما تسبب في احداث سبتنبر 1970 لتجنيب الاردن انقلابا كان يخطط له من قبل فتح ، الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين ، وتسبب في الحرب الاهلية بلبنان بعد حادث الباص 1975 الذي قتل فيه المسيحيون الكتائب ، فلسطينيين كانوا عائدين من العمل الى مخيماتهم .وقد استغل النظام السوري البعثي تلك الحرب ليدخل محتلا لبنان بموافقة فرنسية امريكية ورضاء اسرائيلي ، وشاركت القوات السورية مع اليمين المسيحي ، والمنظمات الفلسطينية التي كانت تابعة له ، في دك المخيمات الفلسطينية ، و ضرب وتقتيل الحركات الوطنية والإسلامية السنية اللبنانية التي تضامنت مع الفلسطينيين مثل الجماعة الاسلامية اللبنانية ، وهنا لابد من الاشارة الى مسؤولية النظام السوري المباشرة في تصفية الشهيد كمال جمبلاط لاعتراضه على تصفية الفلسطينيين واللبنانيين ، وتصفية العديد من الاطر الوطنية التي عارضت التدخل السوري بلبنان ، تنفيذا لمخططات صهيو – امريكية . كذلك لا يجب ان يغيب عنا الصراع بين المنظمات الفلسطينية والتصفيات الجسدية التي حصلت بأوربة ، وتحديدا بباريس لشبونة ولندن . ان هذا يبين لنا ان ثقافة الانقلابات والاغتيالات ، والاغتيالات المضادة ، هي ثقافة عربية شرقية بعثية اخوانية بامتياز ، دلّلت عليها الاحداث والمحطات التي مرت منها المنطقة طيلة السبعينات والثمانينات من القرن الماضي ، و لا تزال تمر بها الى الآن ( دور المخابرات السورية عن طريق عملاءها مثل حزب الله اللبناني ، الحزب السوري القومي الاجتماعي حزب البعث العربي الاشتراكي .. في تصفية المعارضين لمخططاتهم امثال المناضل جورحاوي ، سعد الحرير ، سمير قصير ، غسان التويني والقائمة طويلة وقد تطول لو لم تكن تمر سورية بما تمر به اليوم من هزّات ، قد تعصف بالنظام الفاشي البعثي ، مع ما يتبع ذلك من فتح ملفات المختطفين والمغيبين والمغتالين من اللبنانيين والفلسطينيين ) . اذا كانت ثقافة التآمر والاغتيال هي السائدة في الشرق ، وليس لغة الحوار ، والاحتكام الى صناديق الاقتراع ، بدل الاحتكام الى الشارع ، فان الاستمرار في اتهام الادارة الامريكية والصهاينة بجريمة الاغتيال دون الاشارة الى المنفذ ، يعتبر اغتيالا ثانيا ليس فقط في حق الرئيس المغتال ابوعمار ، بل انها جريمة اغتيال ثانية وثالثة في حق الشعب العربي الفلسطيني بمسيحييه ومسلميه ويهودييه . وهنا سنختصر لنطرح السؤال : اذا كان الرئيس بوش و رئيس الوزراء الاسرائيلي شارون مسئولان عن جريمة تسميم عرفات ، فمن قدم له السم مباشرة من الفريق الذي كان يجلس معه في المقاطعة ؟ لأنه لا يعقل ان بوش وشارون قد حضرا شخصيا الى مقر المقاطعة ، واشرفا على تنفيذ عملية التسميم . وهنا يستحضرنا الماضي القريب من ان الرئيس عرفات ، كان ولمدة ثلاث سنوات محاصرا في مقر المقاطعة بين مجموعة من ( معاونيه ) وأمام صمت عربية خجول وذليل ، وتواطؤ دولي اوربي امريكي يحرص ما امكن على خدمة المصالح الاسرائيلية ، ويعادي جهارا المصالح العربية ، خاصة الموقف من القضية الفلسطينية ، والموقف من ضمان امن الدولة اليهودية التي اصبحت تشترك في حمايته حركات الاخوان المسلمين (سبق لقيادي بارز في حزب الحرية والعدالة الذراع السياسي لجماعة الاخوان المسلمين في مصر ان ادلى بتصريح غاية في الخطورة في شهر ابريل الماضي لصحيفة " الواشنطن تايمز " حيث قال " ان الجماعة ملتزمة تماما بالاتفاقيات الدولية ، وان حماية امن اسرائيل جزء من تلك الالتزامات " . هذا وقد قام وفد عن حزب الحرية والعدالة بزيارة واشنطن قبل اجراء الانتخابات الرئاسية ، والتقى مع عدد من المسئولين الكبار بالبيت الابيض ، حيث اكد لهم التزام الجماعة بجميع الاتفاقيات الدولية التي وقعتها مصر ، بما في ذلك اتفاقية كامب ديفد المذلة للسيادة وللدولة المصرية . ومما تداولته الصحف الامريكية ، اتهام عضو الكونغرس الامريكي عن ولاية فرجينيا السيد فرانك وولف ، الرئيس اوباما ووزير خارجيته كلينتون ، بتمويلهم الحملة الانتخابية لمرشح الاخوان المسلمين السيد مرسي ، بما مبلغه 50 مليون دولار من اموال الشعب الامريكي ، ويطالب الآن السيناتور بتحقيق نزيه وبمحاكمة اوباما وكلينتون بدعوى الفساد ) . عندما كان الرئيس عرفات محاصرا في المقاطعة والعرب يتفرجون ، مثلما كانوا يتفرجون عندما حاصرت القوات الصهيونية عاصمة دولة عربية هي بيروت في سنة 1982 ، كان الرئيس عرفات يشغل منصب رئيس السلطة او ( الدولة ) وكان محمود عباس يشغل منصب رئيس الوزراء ، وكان يشغل محمد دحلان وزير الداخلية . وعندما دخلت مفاوضات اسلو مثل مفاوضات واي ريفر ومفاوضات وي بلايتيشن ومفاوضات مدريد الثلاجة ، بسبب التعنت الاسرائيلي والتواطؤ الامريكي ، وفي غمرة الحرب الظالمة التي شنتها ادارة بوش على العراق ، بالتعاون مع انظمة عربية على رأسها السعودية ، قطر ، الاردن ومصر مبارك ، خدمة لمستقبل واستقرار الدولة العبرية ، وبما ان الجو الدولي كان مواتيا لأمريكا لكي تمرر مخططاتها ، ومخططات اسرائيل بالمنطقة ، حيث ان الاتحاد السوفيتي السابق الذي كان يشكل الرادع القوي لواشنطن قد تفتت ، وأصبحت الشعوب والأنظمة الجديدة في جمهورياته والجمهوريات الشيوعية الاوربية معادية له ، والاتحاد الروسي في وضع ضعيف ،،، وجد جورج بوش في الظروف الدولية خير فرصة للحسم مع الشخصيات العربية التي رفضت ان تنخرط في مسلسل الشرق الاوسط ، او انها تشكل عرقلة في طريق تطبيقه . وكان من اهم ما شغل بال بوش والدارة الامريكية ، العمل ما امكن لتصفية القضية الفلسطينية ، وخلق وضع جديد خنوع ومطواع ، لتوجيهات واشنطن ، وخادما لأمن واستقرار اسرائيل الحليف الاستراتيجي ( المهدد ) من قبل منظمة التحرير الفلسطينية وسورية وإيران التي دخلت على الخط ، من خلال حركة حماس ومنظمة الجهاد وحزب الله اللبناني . وهنا وبشكل واضح اعلن بوش ومعه شارون عن ضرورة ابعاد عرفات ، ولو تطلب الامر استعمال كل السبل والوسائل لتغيير الوضع بالمنطقة . لذا لم يتردد بوش في توجيه دعوة مباشرة وعلنية الى الشعب الفلسطيني ، ليبحث عن رئيس جديد وممثلين جدد ، عوض التمسك بعرفات وبمنظمة التحرير ، لان دورهم استنفد ، وأضحوا عقبة في طريق الحل للنزاع الفلسطيني الاسرائيلي ، وليس العربي الاسرائيلي . لقد كانت تلك الدعوة المشئومة ، رسالة واضحة وليست مشفرة ، للعملاء المتصهينين الذين كانوا يخططون ويحضرون لما بعد عرفات ، وهم الذين كانوا ولا يزالون يجلسون وينسقون مع ( الشين بيت ) ، الامن الداخلي ، ومع الموساد ( الامن الخارجي ) في تصفية الكوادر ، واغتيال المناضلين بالطائرات بعد التبليغ عنهم وعن دويهم . هكذا سيستجيب محمود عباس ومحمد دحلان وقريع للنداء ، وحتى قبل ان تبرد الدعوة ، تقدم هؤلاء بطلب الاستقالة من ابو عمار تاركينه لوحده يواجه مصيره المحتوم في المقاطعة ، بعد ان انصرفوا عنه ، ولم تمضي إلا ايام معدودة حتى قيل ، ان عرفات يعاني مرضا عضال استعصى على الاطباء علاجه ، اي ان الرجل اصبح ينحدر نحو الموت المحقق . فهل مات عرفات مسموما وهي الحقيقة المرة الجلية للعيان ، ام انه مات بسرطان ، ام بسب اصابته بالتهاب شامل كما حاولت قيادة فتح الترويج له ؟ تم هل من مبرر ان تنتظر مجموعة فتح مرور ثماني سنوات ، لتتحرك بعد تحقيق قناة الجزيرة حول عملية التسمم ؟ ثم ما الفائدة الآن من انشاء لجنة فلسطينية للتحقيق في اسباب الوفاة ، ان لم يكن الامر مثل سابقه ، ممارسة التعتيم ، وبإبعاد الانظار ، وتحريف التحقيق من ان يقود مساره الحقيقي ، والذي لن ينتهي ألا بالإدانة للمتورطين في عملية القتل . واذا كان القيادي الناصري ابو اللطف فاروق قدومي قد وجه تهمة الاغتيال مباشرة لمحمود عباس ، واذا كانت زوجة الرئيس الفلسطيني سهى عرفات ، قد اعلنت مستنجدة ، ومن باريس ، ومن امام الباب الرئيسي للمستشفى العسكري الذي كان يرقد به ابو عمار ، ان مجموعة المستورتين ( تقصد محمود عباس ومحمد دحلان وقريع ) الذين حلوا فجأة بالعاصمة لفرنسية ، قد جاءت الى باريس لمحاولة دفن عرفات حيا حتى قبل وفاته ، فان القرائن عن المسؤولية في اغتيال عرفات يتحملها كل من : 1 --- محمود عباس ، محمد دحلان وقريع . لماذا مارسوا التعتيم على التحقيق ’بعيْد مقتل عرفات . ولماذا انتظروا مرور ثماني سنوات لكي يشكلوا لجنة ( تحقيق ) في موته ؟ ثم الم تكن جريمة التسمم واضحة منذ اليوم الاول لسقوط الرئيس الفلسطيني طريح الفراش ، بعد ان استجاب رئيس الوزراء محمود عباس ، ووزير الداخلية العقيد محمد دحلان لدعوة الرئيس الامريكي وارييل شارون بإبعاد عرفات من الساحة ، حين قدموا استقالتهم وتركوه لوحده يواجه مصيره المحتوم بالمقاطعة التي كان محاصرا بها لمدة ثلاث سنوات ؟ . وبعد ان تم التخلص منه لماذا عاد محمود عباس ومحمد دحلان وقريع وغيرهم من الفتحاويين الخونة للاستيلاء على مؤسسات منظمة التحرير ومنه الاستيلاء على الدولار الاوربي الامريكي والخليجي ؟ 2 --- هل يعقل ان يمر مخطط تصفية عرفات كزعيم كريزمي للشعب الفلسطيني منذ 1965 دون ان يأخذ الرئيس بوش والوزير الاول الاسرائيلي الضوء الاخضر من حليفهم الاستراتيجي بالمنطقة ، الرئيس المخلوع حسني مبارك ، او على الاقل اخباره بالعملية لترتيب الاوضاع بالداخل المصري ترقبا لتداعيات الجريمة وسط الشعب المصري وقواه السياسية المرتبطة بالقضية الفلسطينية . وهنا لابد من الاشارة الى ان حسني مبارك لعب دورا اساسيا في تدمير العراق وقتل الملايين من العراقيين في حرب الخليج الاولى والثالثة ، كما يرجع له الفضل في الاسراع بإعدام الرئيس العراقي صدام حسين ، لطي ملف العراق الذي كان يؤرق مبارك بسبب الحراك الشعبي المصري المساند للعراق . وهو نفس السيناريو كان سيتكرر مع معمر القدافي الذي استشعر خطر مبارك الذي كان يحضر لبيعه للأمريكان والسعوديين بالدولار. وهنا حين فطن القدافي بالمكيدة لم يتردد في اعلان المسؤولية في قضية لوكربي ، والتزامه بتعويض اسر الضحايا بملايين الدولارات من اموال الشعب الليبي . والكل يتذكر رد الرئيس المخلوع مبارك حين بلغ الى سمعه ما قرر القدافي القيام به حيث قال غاضبا " كان على الرئيس الليبي ان يستشيرنا قبل الدخول في اية مفاوضات " . والسؤال : هل ليبيا دولة مستقلة ذات سيادة ، ام هي محافظة من المحافظات المصرية ؟ 3 --- الرئيس الامريكي جورج بوش الذي اعطى الموافقة لرئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون سفاح صبرا وشاتيلا بتفنيد العملية وبتواطؤ مع الخونة من حركة فتح . وتجدر الاشارة الى ان اسرائيل والولايات المتحدة الامريكية وروسيا هم وحدهم يصنعون سم البلونيوم ، وهو السم الذي كان ضحيته خالد مشعل في الاردن ، كما كان ضحيته عقيد روسي طلب اللجوء السياسي في لندن . 4 --- الرئيس ساركوزي الذي وافق على استقدام عرفات الى المستشفى العسكري ( للعلاج ) . وهنا اذا كان البيولوجيون العلماء السويسريين يعتمدون في ابحاثهم على تلك الابحاث الدقيقة التي تعرف بها المختبرات والمعاهد والجامعات الفرنسية ، فكيف للسويسريين ان يكتشفوا مادة التسمم التي مات بها عرفات ، في حين عجزت فرنسا التي كان يتواجد بها عرفات عن ذلك ؟ انه امر محير لا يمكن فهمه اطلاقا ، اللهم لمن اراد ان يطوي الصفحة بالسرعة القصوى مثل جماعة فتح الانقلابية . وهنا لا بد من التذكير الى ان الرئيس الفلسطيني لما كان بالمستشفى العسكري الفرنسي ، فانه كان تحت الادارة المباشرة للرئيس ساركوزي ، حيث ان هذا الاخير مع الطاقم الطبي والمختبري الذي كان يحاول ( انقاد ) عرفات ، كانوا يعرفون نوع السم الذي اصيب به الرئيس الفلسطيني ، ورغم ذلك تنكروا للحقيقة حين ذكّر التقرير الطبي ، بان نوع المرض الذي يعاني منه عرفات غير معروف عندهم في فرنسا . والحال ان ساركوزي الذي كان يخفي الحقيقة ، كان يفكر في مصلحة اسرائيل اكثر من تفكيره فيما اصاب الزعيم الفلسطيني , ولو اعلنت فرنسا في حينه خبر تسمم عرفات ، لربّما كانت ستحصل في حينه ثورات لن تبقي ولا تدر بالمنطقة ، ولربما قد تكون قد تسببت في تغيير انظمة قبل حتى مجيء ( الربيع العربي ) خاصة نظام مبارك الحليف الاستراتيجي لإسرائيل وللولايات المتحدة ، وبفلسطين المحتلة . فكيف نجحت المختبرات السويسرية فيما فشلت فيه ’امّها المختبرات الفرنسية ؟ رحم الله الرئيس الفلسطيني ابوعمار . رحم الله الملك الحسن الثاني الذي دعا العرب الى اعتبار اسرائيل كحي من احياء المدن العربية حيث يسهل تدويبهم فيها . رحم الله الرئيس التونسي الهادي بورقيبة الذي كان يدعو الى حل الخطوة خطوة . الآن جميع العرب يعترفون بإسرائيل ، في حين هذه ترفض الاعتراف بهم . لقد وصف ارييل شارون خارطة الطريق التي تقدم بها العاهل السعودي في مؤتمر القمة العربية ببيروت ب " انها لا تساوي حتى حبر الورق الذي كتبت به " .
#سعيد_الوجاني (هاشتاغ)
Oujjani_Said#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
انصاف الحلول : الارث الاتحادي الراديكالي ( 5/5)
-
انصاف الحلول : الارث الاتحادي الراديكالي ( 4/5 )
-
انصاف الحلول : المؤتمر الاستثنائي ( 3/5 )
-
انصاف الحلول 2/5
-
انصاف الحلول 1 / 5
-
يونيو شهر النكبات والنكسات المصرية
-
الانتظاريون ليسوا بمرجئة
-
ملف - المتغيرات في تركيبة الطبقة العاملة ودورها ،والعلاقات م
...
-
المثقف
-
العراق بين مخاطر التقسيم والانقلاب العسكري واللّبننة ( 2 )
-
العراق بين مخاطر التقسيم والانقلاب العسكري واللّبننة ( 1 )
-
الشبيبة
-
ملف المراة : آفاق المراة والحركة النسوية بعد الثورات العربية
-
حقوق الانسان المفترى عليها في الخطاات الحكومية وغير الحكومية
-
اغلاق خمارة ( اسكار) بالدارالبيضاء
-
الرجعيون والتقدميون في الاسلام
-
القرامطة وافلاطون
-
بلشفيك الاسلام . هل هم قادمون ؟
-
الديمقراطية بين دعاة الجمهورية ودعاة الخلافة
-
التوجه السياسي للمهدي بن بركة ( 8 )
المزيد.....
-
بين تحليل صور جوية وتصريحات مشرعين.. ماذا نعلم عن منشآت إيرا
...
-
بعد 3 سنوات من إزالته من قائمة المخدرات.. حكومة تايلاند تفرض
...
-
غزة: صراع من أجل البقاء ولو إلى حين.. هكذا يُصنع الوقود من ا
...
-
قتلى بينهم طيار في أعنف هجوم جوي روسي على أوكرانيا منذ بدء ا
...
-
مخيم الهول.. ملجأ يضم عائلات مقاتلي تنظيم الدولة
-
3 دولارات ثمن الحياة.. مغردون: من المسؤول عن فاجعة -شهيدات ل
...
-
عرض أميركي يقابله شروط لبنانية.. هل تؤتي زيارة باراك ثمارها؟
...
-
حماس تشترط وترامب يضغط.. هل تقترب صفقة غزة؟
-
بولتون يكشف -السبب الحقيقي- الذي ضرب ترامب إيران لأجله
-
روسيا تشن -أضخم هجوم جوي- على أوكرانيا
المزيد.....
-
الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو
/ زهير الخويلدي
-
كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف
/ اكرم طربوش
-
كذبة الناسخ والمنسوخ
/ اكرم طربوش
-
الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر
...
/ عبدو اللهبي
-
في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك
/ عبد الرحمان النوضة
-
الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول
/ رسلان جادالله عامر
-
أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب
...
/ بشير الحامدي
-
الحرب الأهليةحرب على الدولة
/ محمد علي مقلد
-
خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية
/ احمد صالح سلوم
-
دونالد ترامب - النص الكامل
/ جيلاني الهمامي
المزيد.....
|