أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد الوجاني - المثقفون والصراع ( الطبقي )















المزيد.....

المثقفون والصراع ( الطبقي )


سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر

(Oujjani Said)


الحوار المتمدن-العدد: 3813 - 2012 / 8 / 8 - 02:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لو نحن رجعنا قليلا الى الوراء وراجعنا اعمدة وقواعد معظم الانظمة السياسية العربية عند منتصف القرن التاسع عشر وطرحنا السؤال التالي : هل كان للمفكرين والمشتغلين بالقلم العرب من نفوذ سياسي او سلطان على دوائر الحكم والتوجيه ، لتبين لنا الجواب في حينه وهو النفي . وان نحن طرحنا نفس السؤال عن دور النخبة المثقفة في تدبير شؤون الدولة طيلة القرن العشرين وحتى العشرية الثانية من الالفية الثالثة لتبين لنا حالا ، ما بلغه رجال الفكر من عزة ، وشأو ، في فترة قصيرة زمنيا ، وذلك ليس فقط من حيث أن الافكار المكونة للدولة والسائدة فيها ، هي حصاد ما قدمه اهل الفكر العرب المحدثون ، لا بل من حيث ان المفكرين انفسهم ، قد تسلموا زمام الامور السياسية وشؤون الحكم في كثير من البلدان العربية ، باستثناء دول مجلس التعاون الخليجي ، اذ انه علينا ان نقر ان الحسن الثاني والحبيب بورقيبة وجمال عبدالناصر وحافظ الاسد و محمد انوار السادات وعبدالفتاح اسماعيل وبوبكر العطاس وسالم ربيع علي وبن بلا وياسر عرفات والقدافي ومحمد حسن البكر وبشار الاسد ومحمد مرسي والمرزوقي ومحمد السادس والملك حسين وابنه الملك عبدالله وغيرهم يعتبرون من الانتلجانسيا العربية ، هذا من جهة . ومن جهة اخرى فان نظام الحكم وان طغى عليه شخص واحد او فرد واحد ، فهو مؤلف من مجموعة ، معظم اعضائها من اهل الفكر . ونحن مهما شددنا على الاختلاف الوظيفي بين الحاكم والمفكر ، علينا ان لا ننسى ان مجموعة اهل الفكر ، هي البيئة التي ’يستقطب منها الحكام السياسيون .
واذا كان عنوان التاريخ العربي مفجعا طيلة القرن العشرين ، وحتى بداية العشرية الثانية من الالفية الثالثة حيث التهور والهزائم العسكرية الكبرى المتتالية ، الحكم المنفرد المستبد ، الفشل في تحقيق الوحدة العربية ،نصرة بلدان عربية في الحرب لدول غير عربية ، تحالف بلدان عربية مع المسيحي واليهودي ضد بلدان عربية اخرى ( لم يسبق في التاريخ ان وجدنا يهوديا يتحالف مع مسلم او مسيحي في ضرب اخيه اليهودي . ولم يسبق ان شاهدنا كذلك مسيحيا يتحالف مع مسلم او يهودي في ضرب اخيه المسيحي ، كما لم يسبق ان تحالف يهودي و مسيحي مع مسلم في ضرب اليهود او النصارى . لكن المسلم يتحالف مع اليهودي والنصراني في ضرب المسلم ) ، النزاع بين الانظمة السياسية العربية الى حد التطاحن المسلح ، المحاولات المتكررة لتصفية المقاومة الفلسطينية عربيا ، حرب الفصائل الفلسطينية بعضها ضد بعض خدمة لأجندة حكام عرب ، تفاقم الطائفية في لبنان العراق وسورية والمغرب والجزائر ، انتهاك حرمة حقوق الانسان العربي ، انتشار الفقر والتخلف ، غزو العراق للكويت الحرب الايرانية العراقية ، احتلال العراق الذي يعيش انقساما ترابيا غير معلن ( مشروع الدولة الكردية من جهة ، ومن جهة الحرب الدائرة بين ( السنة والشيعة ) ) محاولة تفكيك وتدمير سورية باسم حقوق الانسان المفترى عليها في الخطابات الغربية والخليجية رغم ديكتاتورية وبطش اسرة آل الاسد ، تدمير ليبيا ..لخ ، فان السؤال الذي يتبادر الى الدهن هو ما دور المثقف العربي في ما آل اليه الوضع العربي بسبب اخطاء داخلية قاتلة ام بسبب التدخل الخارجي الذي يتربص بالمنطقة شرا ، وهو ما يعني وبلغة التبريريّين تغليب نظرية المؤامرة الخارجية التي تنفذ بأدوات داخلية محلية.
ان مشكلة المفكرين العرب ومثقفيهم انهم لا يزالون في دوامة التقليد والنقل الاعمى . لقد اخطا العرب البوصلة حين تجاهلوا الذات في التنظير ، واعتمدوا على الآخر في ابتكار ما يلزمهم من النظريات الفلسفية والإيديولوجية المتعارضة مع محيطهم الجغرافي الذي يتحركون فيه . هكذا سنجد ان العرب اخذوا الاشتراكية من الكتب والإصدارات ، والانبهار بالتجارب التي حكمتها خصوصيات مغايرة ، ونفس الشيء فعلوه مع الديمقراطية كوصفة جاهزة للتطبيق دون تأهيل الافكار للأوضاع المحلية . وكمثال نسوق اسهال المثقفين العرب ومن ضمنهم المغاربة في ترديد مقولة الصراع الطبقي كما صاغها ماركس وانجليز ، رغم ان هذه المقولة لم تعرف التطبيق حتى في البلاد التي عرفت تغييرات ثورية باسم الصراع الطبقي الذي سيحسم في نظرهم الصراع لصالح البروليتارية غير الموجودة بالمفهوم الماركسي في عالمنا العربي . لهذا سنجد ان معظم المفكرين العرب في سبعينات القرن الماضي ، ومنهم من لا يزال وما بدل تبديلا في العشرية الثانية من الالفية الثالثة يجعلون من النظرية الطبقية مسالة عمل سياسي بامتياز ، اي ان هذا المعيار الاحادي هو الذي يصنف الناس على اساس التخندق في صف العمال والفلاحين ، ام انهم ضدهما ، متناسين الفئات الاجتماعية العريضة المكونة للمجتمع العربي ومنه المغربي ، حيث تبقى الفئة ( الطبقة ) العمالية والفئة (الطبقة ) الفلاحية اقلية من حيث مستوى الانتاج ، ومن حيث مستوى الفعل العملي في المشهد السياسي . ان الطبقة مصطلح يشمل اكثر من جماعة واحدة ، والتحليل النظري يتطلب درجات مختلفة من التخصيص والتعميم . فمثلا عندما نحتاج ان نشير الى ان ظاهرة تعم اكثر من جماعة خاصة واحدة ، فإننا نلجأ الى تعبير ( طبقة ) ، وهكذا يصبح التعبير اداة طيعة للتحليل ، لا مقولة موضوعية جامدة ، حيث الاساس هو تحديد دينامكية الجماعة المحددة ، ومن ثم ، فان مصطلح طبقة ، يصلح كحالة وصفية للعلاقات العامة التي يمكن ان تكون مشتركة بينها ، اي ان العبير وصفيا يطلق على الجماعات المركبة . وهذه لا تصلح كنواة اولية للتحليل الطبقي ، بل تقتصر على كونها اداة للإشارة الى روابط عامة . ان هذا الخلل المفاهيمي في تحديد ( الطبقة ) الفئات الاجتماعية التي يتكون منها المجتمع يدفع بنا ان نطرح اشكالية المنهجية العرجاء والجافة عند المفكر العربي .
ان النهج المقترح باعتماد الوظيفة اجتماعية بدل الطبقة التي تؤدي الى الدكتاتورية والاستبداد ، وفي احيان كثيرة في مثل سورية والعراق ولبنان ، تؤدي الى الطائفية سوف ، لن يحرمنا في معالجتنا للإشكالية من الاستفادة من بعض التراث الماركسي القيم او من سوسيولوجية المعرفة ، من دون ان نرهن انفسنا حرفيا لتلك النظريات ، بل سنعتمد تفسيرا للمجتمع وللمثقفين يرتكز على سوسيولوجية معرفة استقرائية ، قريبة من افكار مانهايم دون ان نتقيد بميتافيزقيته ، او بالربط المطلق بين الموقع الاجتماعي والإيديولوجي . لماذا اذن نشدد على هذه المسالة المنهجية هنا ؟ الجواب لان الانتلجانسيا العربية مسئولة مسؤولية ضخمة ومباشرة امام مجتمعنا العربي المتحول بسرعة كبيرة ( الخريف او التصحر العربي ) الذي جاء بالفاشية عوض الدكتاتورية ، مما يقتضي من الباحث خبرة منهجية اكثر من مواقف ايديولوجية مقفلة . ان هذه التركيبات النظرية هي التي سادت مجتمعاتنا العصرية ، وأدت بنا جميعا الى المآزق الشرس والخطير الذي نعاني منه اليوم . لقد رفع المفكرون والمثقفون العرب العقيدة القومية الى مرتبة القداسة ، ولم يقيدوها بشروط حقوق الانسان العربي والفرد العربي والعائلة العربية . لقد رفع المفكرون والمثقفون العرب العقيدة الاشتراكية عاليا ، ونادوا بحرب الطبقات واستغلال الطبقات لبعضها بعضا ، وإعلاء شأن الدولة فوق كل شيء ، لكنهم اهملوا ان يقيدوا الاشتراكية بمسؤولية الحكم وديمقراطيته ، فانفرد الحاكم بالقرار ، واستبد وأهدر الثروة القومية والوطنية ، وحطم العناصر الفعالة ، وفشل في حل مشكلة الفقر . إن المجتمعات العربية اليوم مثل الامس تواجه بتحديات لا تقل خطورة عن سابقاتها . ان المجتمعات العربية اليوم معرضة لظهور او استمرار فاشية اسلاموية مميتة لا سباب عديدة ، اهمها اننا مجتمع مهزوم ، ليس عسكريا فحسب ، بل اجتماعيا ايضا . لقد ادى الاحباط والفشل اللذين عرفهما الوطن العربي بفضل القبضة الحديدية للمستبد غير العادل ، ان اصبح همّ المواطن العربي لاختصار المسافة ، او للثأر من المستبد والأخر الذي شكل ’عرابا له و استعمله في مختلف الصفقات الفاسدة ، حتى عندما استنفد ادواره الممسوخة ، والعميلة تخلى عنه بحقارة ( حسني مبارك وشاه ايران ) ، اقول اصبح همّ المواطن العربي اليوم ، هو التركيز والتشديد على الحلول العسكرية ، والحلول الجذرية التي تقتضي حكما فاصلا وسريعا ( منظمات الجهاد النصية والثورية ، جماعة الاخوان المسلمين مصر ، سورية ليبيا ) . ان مثل هذا النزعة من شانها ان تشوه شخصية المواطن العربي ، وتجرده من انسانيته دون ان تشفي له غليلا ، لان الحلول القهرية ليست بحلول اطلاقا ، وهو ما يعني ان تتضافر الجهود لوضع حد وللحيلولة دون نشأة مواطن عربي يكون اما انكشاريا ، او عقائديا مغلقا . والتحدي هنا ليس بالأمر السهل على نفسية المفكر العربي في تكوينه الحالي ، فهو ذاته قد ساعد بشدة على تعظيم شأن الدولة واستبدادها ، ودافع عن الحاكم المستبد والدكتاتور الاوحد ، ولأسباب تعود الى خلفيته الاجتماعية والفكرية التي تغلب عليها الانتهازية والوصولية من جهة ، ومن جهة اخرى تحكمه العاطفة والخيال والنرجسية في مختلف تصرفاته وقراراته المستقبلية . ان هذه الحقيقة التي يعريها التحليل ، و استعمال النهج التجريدي في البحث تحمل بدون ادنى شك ، المفكر العربي مسؤولية كبرى ، فيما جرى من تخلّف وانحطاط طيلة القرن العشرين ، اضر بالدولة وبالقيم الفلسفية والإنسانية التي اضحت في زمنه رهينة للتفسيرات الفوقية والمنبهرة ، ان لم نقل المستلبة بالثقافة الغربية
واذا كان التحليل الماركسي الطبقي يستند في تقسيم المجتمعات على اساس الطبقة ، خاصة العمالية التي يبشرها بسيطرة دكتاتوريتها المطلقة على جميع الطبقات التي يتكون منها المجتمع ، فان الواقع الاجتماعي العربي المتخلّف قد خرج عن هذا التصنيف الجاهز عند الماركسيين المثقفين الذين يتكلمون باسم الطبقة العاملة والفلاحين الفقراء ، و اضحى اسقاط التحليل الماركسي على واقع تنخره الشعوذة ، والقيم البالية ، والخرافة ، والتمسك بالموروث الديني في قالبه السلفي النصي او الجهادي او الإخواني او الوهابي ، بمن يحرث في الماء ، او بمن يضرب اخماسا في اسداس ، متجاهلين عن عميّة بصيرة ، ان الواقع في واد ، والتنظير السطحي في آخر ، وهو السبب الذي جعل جميع التجارب والمشاريع الايديولوجية العامة التي ’جرّبت يكون مآلها الفشل ، مع ما توابعه السلبية ، واقلها الانشقاقات والانسحابات وتبادل التهم بالعمالة والتخوين الذي ينتهي بأصحابه الى تبديل المعطف والانقلاب على ما روّجوا له بدرجة تتعدى 160 . هكذا اذا نحن راجعنا الواقع الاجتماعي العربي ، وبالأخص منه المجتمع المغربي الذي نعيش بين ظهرانيه ، فإننا وبخلاف الماركسيين النصيين او التجديديين ، سنستخلص حقيقة لا علاقة لها بالأدبيات الماركسية التي صدرت ابتداء من النصف الثاني من الستينات ، وطيلة السبعينات ، وحتى المنتصف الاول من الثمانينات ، اي ان المجتمع المغرب لا يتكون فقط من فئتين ( طبقتين ) طبقة بروليتارية مسنودة بالفلاحين الفقراء من جهة ، وما دونها يكوّن طبقة مضادة او مقابلة او عدوة . وإنما يتكون المجتمع المغربي من مجموعة فئات اجتماعية ، يحددها معيار الدخل والمهنة ، وليس فقط وسائل الانتاج ، وهو نفس المنحى سار عليه جون واتربوري ودارت عليه ابحاث بول باسوكن وألبير عياش . من هنا نقول ان المجتمع المغربي بالضبط يتكون من اربعة فئات اجتماعية ( ليس طبقات ) هي البرجوازية ، البرجوازية الصغيرة ، العمال البروليتاريون ، وأشباه البروليتاريا . اما الشرائح التي تتكون منها كل فئة فيمكن حصرها كالأتي :
البرجوازية : تتكون هذه الفئة ( الطبقة ) من الشرائح التالية :
-- كبار موظفي الدولة من وزراء ، كتاب عامّون للوزارات ، ولاة وعمال ، كبار ضباط القوات المسلحة الملكية والدرك الملكي من مستوى جنرال فما فوق وعقيد ركن (كلونيل ماجور)، نواب وبرلمانيين ، رؤساء المؤسسات الوطنية مثل المجلس الاعلى للقضاء من رئيس المجلس والوكيل العام للملك به ،اضافة الى القضاة رؤساء الغرف بنفس المجلس ، المجلس الاعلى للحسابات ، المكتب الوطني للسكك الحيدية ...لخ
-- شاغلوا وظائف الادارة العليا في القطاع العام
-- كبار المهنيين من اطباء اساتذة ومحامين كبار ، وصحافيين وفنانين مرموقين
-- التجار الكبار الذين يبيعون الجملة
-- رجال الاعمال والمقاولون الكبار
-- الاطر الخاصة في الحكومة مثل رؤساء محاكم الاستئناف ، رؤساء الجامعات ، عمداء الكليات والمدارس العليا من مدنية وعسكرية
-- مدراء الاجهزة الامنية المختلفة والاطر عليا من مستوى والي للامن
--- ... الخ
البرجوازية الصغيرة : وتتكون من فئتين حديثة وتقليدية .
فأما الحديثة فتتكوم من :
-- المهنيون والقضاة والأساتذة والأطباء العاديون ، واطر الادارة من موظفين ورؤساء اقسام ومصالح ، اضافة الى العاملين في قطاع الصناعة والسياحة والخدمات
-- ضباط الشرطة بمختلف اصنافها والقوات المساعدة ورجال السلطة من مستوى قايد ، رئيس دائرة ، باشا وكاتب عام للولاية والعمالة
-- رؤساء الوحدات العمالية والمشرفون على العمال في المعامل والمصانع الوطنية ....لخ
وأما التقليدية فتتكون من :
-- الشريحة الدنيا من ارباب المهن
-- صغر تجار التجزئة
-- الحرفيون الذين يعملون لحسابهم الخاص
-- الباعة ومساعدوهم ...لخ
البروليتاريا :
تشمل هذه الفئة جميع عمال الانتاج بما في ذلك سائقو الحافلات والطاكسيات ، عمال الانتاج في المعامل والمصانع ، البحارة المشتغلون في مراكب الصيد البحري ، عمال الأوراش من بنّاءون وصبّاغون ورصّاصون وكهربائيون ، وبما فيهم عمال السكك الحديدية . وبحكم مستوى العيش المنحط ينضاف الى هؤلاء ، الموظفون الصغار من درجات دنيا ، العاملون في القطاع العام ، ام بالجماعات الترابية المحلية ، او بقطاع المؤسسات العمومية وشبه العمومية ... مثل عمال جمع الزبال والنظافة ، وعمال الجماعات المحلية من قروية وبلدية
اشباه البروليتاريا : تضم هذه الفئة التي اتسع حجمها ، وتوسعت قاعدتها بسبب الجهل والأمية ، والهجرة نحو المدن ، هروبا من الفقر الذي يخيم على البادية من :
-- خدم المنازل ، المشتغلون بالعطش في البناء والصيانة
-- حراس بوابات العمارات ومنظفيها
-- عمال الامن الخاص الذين لا يتعدى اجرهم الشهري 1200 درهما
-- حراس مواقف السيارات وحراس الازقة والأحياء الراقية
-- العاطلون عن العمل في المدن كما في البلدية
-- الاشخاص الذين لا حرفة ولا شغل لهم
اما في البادية فتتكون التركيبة الاجتماعية من :
-- الاقطاع الذي يتكون من طبقة كبار ملاك العقار ، حيث الاراضي الفلاحية الشاسعة ، والغنية سواء في البور او السقي ، وقد توسعت قاعدة هذه الفئة بعد عملية استرجاع اراضي المعمرين الفرنسيين ، وبعد السطو على اراضي الشركات الفلاحية مثل ( سوجيطا و صودييا وكوماكري) بعد اشهار افلاسها بسبب التخريب الذي طالها من قبل المسيرين وشركائهم من كبار الوزراء والموظفين
-- صغار الفلاحين الذين يملكون مساحات لا تتعدى خمس هكتارات للفلاح ، وهي غير كافية لتحقق لهم حتى الاكتفاء الذاتي ، فأحرى زيادة الدخل ، بسبب الفقر ، وقلة الامكانيات ، وتوالي سنوات الجفاف . ان هذه الفئة التي تعاني الكثير ، هي دائما ضحية لنهب القرض الفلاحي الذي يثقلها بديون تعجز عن تسديدها ، فينتهي بها المطاف ، إما بحجز اراضيها او دخولهم الى السجن
-- اما القاعة الواسعة في البادية ، فتتكون من عمال العطش في الضيعات الفلاحية الكبرى ، دون احترام الضمانات التي ينصص عليها القانون ، سواء بالنسبة للأجور المتدنية والتي لا تصل في غالب الاحيان الى الاجر المنصوص عليه في القانون ، او من خلال حرمانها من الضمانات التي يتمتع بها زملاءهم في المدن . ان هذه الفئة التي تعيش على هامش المجتمع الاقطاعي الفلاحي بالبادية ، اصبحت تهاجر الى المدن طمعا في ايجاد فرص عمل ، كما انها اضحت مشدودة بعمليات ( لّحريق ) في قوارب الهجرة غير الشرعية الى اوربة .
ان النتيجة السوسيولوجية التي تهمنا من هذا التحليل هي تزايد اعداد الفلاحين الفقراء ، دون ان يتزايد الحجم الكلي لراس المال او الثروة الوطنية . وهو ما يعني فشل التحليل الماركسي الطبقي في تصنيف المجتمعات ، بدليل ان هناك خللا اجتماعيا وديمغرافيا قد حصل : عدد صغير جدا من الملاك الكبار ، والعداد هائلة من الفلاحين المحرومين او شبه المحرومين ، بينهم فئة صغيرة من الملاك المتوسطين . اما اقتصاديا فلم يحصل نمو ’مضطّرد في الثروة الوطنية ، ولا تحديث لوسائل الانتاج . والنتيجة الثانية ، تباطأت وفشلت تلك الفئة الرأسمالية الزراعية الاولى في ان تتحول الى فئة مستثمرة في مجالات اقتصادية اخرى من صناعة وخدمات .
اجمالا فان الهدف من هذا البحث ليس التحامل على النظرية الماركسية او التحامل على القومية المستبدة او الاصولية الفاشية ، لكنه دعوة لمراجعة شاملة تهم الماركسية والليبرالية والقومية و الاصولية الاسلاموية المتزمتة من اخوانية وجهادية نصية او ثورية عنيفة او وهابية مقفلة ومتخلفة . انها الخصوصية المجتمعية التي تحرص على حماية الذات دون نفي ميزات الاخر في تفعيل الحياة الكونية والحضارية .



#سعيد_الوجاني (هاشتاغ)       Oujjani_Said#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- (الايديولوجية العربية المعاصرة )
- انقلابيو فتح وراء مقتل ياسر عرفات
- انصاف الحلول : الارث الاتحادي الراديكالي ( 5/5)
- انصاف الحلول : الارث الاتحادي الراديكالي ( 4/5 )
- انصاف الحلول : المؤتمر الاستثنائي ( 3/5 )
- انصاف الحلول 2/5
- انصاف الحلول 1 / 5
- يونيو شهر النكبات والنكسات المصرية
- الانتظاريون ليسوا بمرجئة
- ملف - المتغيرات في تركيبة الطبقة العاملة ودورها ،والعلاقات م ...
- المثقف
- العراق بين مخاطر التقسيم والانقلاب العسكري واللّبننة ( 2 )
- العراق بين مخاطر التقسيم والانقلاب العسكري واللّبننة ( 1 )
- الشبيبة
- ملف المراة : آفاق المراة والحركة النسوية بعد الثورات العربية
- حقوق الانسان المفترى عليها في الخطاات الحكومية وغير الحكومية
- اغلاق خمارة ( اسكار) بالدارالبيضاء
- الرجعيون والتقدميون في الاسلام
- القرامطة وافلاطون
- بلشفيك الاسلام . هل هم قادمون ؟


المزيد.....




- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...
- مئات المستوطنين يقتحمون الأقصى المبارك
- مقتل فتى برصاص إسرائيلي في رام الله
- أوروبا.. جرائم غزة وإرسال أسلحة لإسرائيل
- لقطات حصرية لصهاريج تهرب النفط السوري المسروق إلى العراق بحر ...
- واشنطن.. انتقادات لقانون مساعدة أوكرانيا
- الحوثيون: استهدفنا سفينة إسرائيلية في خليج عدن وأطلقنا صواري ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد الوجاني - المثقفون والصراع ( الطبقي )