أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - امين يونس - الإنتخابات العراقية : محافظة كركوك















المزيد.....

الإنتخابات العراقية : محافظة كركوك


امين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 2918 - 2010 / 2 / 15 - 18:15
المحور: ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق
    


( كركوك ) هذهِ المدينة التي شاءَ لها التأريخ والجغرافيا والنفط ، ان تكون مصدرَ قلقٍ للعراق منذ تأسيس الدولة في العشرينيات وحتى اليوم . فهي اول مدينةٍ عراقية تكتشف فيها الشركات البريطانية النفط وتستخرجه ، وموقعها يُشكل حلقة وصل بين العمق الكردي إذا جاز التعبير وبين العمق العربي في العراق ، وهي مدينة الكرد والتركمان والمسيحيين والعرب مع الإختلاف في الترتيب حسب الأهواء والأمزجة !، وهي التي قامت فيها إضرابات عمال النفط في العهد الملكي التي أدتْ الى صدامات دموية مع الشرطة ، وهي التي إشتركتْ مع الموصل في أحداث 1959 المؤسفة والتي أظهرتْ لأول مرة إنقساماً واضحاً بين المكونات الرئيسية في المدينة حيث إصطفَ الكرد مُمَثَلين في الحزب الديمقراطي الكردستاني مع الشيوعيين مُدافعين عن الجمهورية وعن قاسم بمواجهة القوميين العرب والبعثيين الذين إصطفَ بعض التركمان معهم ، ولم تكن أصابع التدخلات الاقليمية والدولية بعيدةً عن تأجيج الخلافات . ويا لسخرية القدر فاليوم وبعد اكثر من نصف قرن من الزمان ، تعمل التدخلات الفّظة لكثير من الدول على إذكاء نار الفُرقة بين شركاء ومواطني المدينة الواحدة ! .
قبل حوالي ستين سنة كان تواجد التركمان في مركز المدينة كثيفاً الى جانب الكرد والمسيحيين ، وكانت هنالك أغلبية واضحة للكرد في معظم اطراف المدينة في الاقضية والنواحي والقرى ، اما العرب فكان وجودهم محدوداً جداً في مركز المدينة مع كثافةٍ في قرى الحويجة . هذا مُختصر ما يقوله معظم العقلاء والمعتدلين التركمان والكرد والعرب والمسيحيين . ونتيجة عقودٍ طويلة من السياسات الخاطئة للسلطات العراقية المتعاقبة وحملات التهجير المُنظمة للسكان الاصليين من الكرد والتركمان وتوطين العرب مكانهم ، تبدلتْ ديموغرافية المدينة بصورةٍ كبيرة . وبعد 2003 وعودة الكثير من الكرد الى المدينة ، كان من الطبيعي ان تحدث تغييرات جوهرية تخللتها مشاكل متوقعة وارتأتْ السلطات الجديدة التشريعية والتنفيذية في العراق ان تضع " خارطة طريق " لحل المُعضلات المتراكمة من خلال المادة الدستورية (140) . وسارعت كل القوى المناوئة للوضع الجديد وبتشجيع من أطراف اقليمية لا تريد الإستقرار للعراق ، في تعطيل تنفيذ المادة (140) ووضع العراقيل أمامها ، وإرتفعتْ أصوات الشوفينيين الجُدد أمثال " اسامة النجيفي " و " محمد تميم " و"عمر الجبوري" وغيرهم جّارين وراءهم بعض التركمان في محاولةٍ لإثارة النعرات العنصرية وتصعيد الخلافات بعيداً عن التعقل والعيش المشترك . وتحولتْ كركوك الى ساحة لتصفية الحسابات السياسية وورقةً إنتخابية تستعملها كل الاطراف كُلٌ حسب مصالحه وتوجهاته .
على اية حال من المفروض ان تُفرز هذه الانتخابات وضعاً جديداً أكثر مشروعيةً من الوضع خلال السنوات السبعة الماضية ، لان انتخابات 2005 لم تشهد إقبالاً من عرب كركوك وكذلك بعض التركمان ، عكس اليوم حيث من المؤمل ان تُشارك كل المكونات في التصويت بنسبةِ عالية ، ولن تنفع كثيراً شماعة " التزوير " والإنتهاكات بوجود آلاف المُراقبين المحايدين الاجانب والعرب والمحليين . وهنالك أملٌ ان تستطيع الحكومة الاتحادية الجديدة في بغداد وبالتعاون مع الحكومة المحلية في كركوك وحكومة اقليم كردستان ، إيجاد حلٍ يُرضي جميع الاطراف وترجمة تسمية " مدينة التآخي " الى واقعٍ ملموس !
أرقامٌ وملاحظات :
- عدد الناخبين الذين يحق لهم التصويت في محافظة كركوك يبلغ ( 787673 ) ناخب .
- سبعة وعشرون كياناً يشتركون في التنافس ، منها كيانٌ فردي واحد بإسم " اسماعيل الحيدري " .
- عدد مقاعد المحافظة ( 12 ) مقعداً وتُشكل [3.9%] من مجموع مقاعد مجلس النواب العراقي بينما تشكل بغداد 22% ونينوى 10% . يتنافس على مقاعد كركوك ( 350 ) مُرشحاً . اي ان كُل " 29 " مُرشحاً يتنافسون على مقعدٍ واحد ، بينما في بغداد كل "26" مرشحاً على مقعدٍ واحد وفي نينوى كل "13.8" .
- هنالك (248) مرشح من الرجال و (102) إمرأة ، يُشكلن نسبة ( 29% ) من المرشحين .
- لو ذهبَ (50%) من الناخبين في كركوك الى صناديق الإقتراع ، فان القاسم الإنتخابي او سعر المقعد الانتخابي الواحد سيكون ( 32820 ) صوت ، بينما لو إشتركتْ نفس النسبة في نينوى فان القاسم فيها يكون (27467) وفي بغداد ( 19233 ) . من الواضح ان الفرق كبير بين ما يحتاجهُ المُرشح من اصوات في بغداد وكركوك . أما إذا إرتفعت نسبة التصويت في كركوك الى (60%) مثلاً وهذه وارد حسب الإستطلاعات فان المرشح يجب ان يحصل على (39384) صوت لكي يفوز بالمقعد ! وكلما إزدادتْ النسبة المئوية للمشتركين في التصويت إرتفعَ القاسم الانتخابي تبعاً لذلك ، وعليك عزيزي القاريء إستنتاج مدى صعوبة الأمر .
- القوائم التي فيها أكبر عدد من المُرشحين هي : " قائمة التحالف الكردستاني " وتضم "24"مرشحاً بينهم ستة نساء ، من ابرز المرشحين فيها " عارف طيفور " النائب الثاني لرئيس مجلس النواب و " نجم الدين عمر " وعضوي البرلمان " خالد شواني " و " آلا طالباني " . وقائمة " الاتحاد الاسلامي الكردستاني " وفيها "24" مرشحاً بينهم ستة نساء ومن المُلاحظ ان إحداهن تتصدر القائمة وهي " بهار هادي احمد " . قائمة " الإئتلاف الوطني العراقي " وفيها "23" مرشح منهم سبعة نساء ، ابرز المرشحين " خورشيد عباس خفاجي " . قائمة "جبهة التوافق" وفيها "23"مرشحاً منهم ستة نساء ، اهم المرشحين "محمود زيدان خلف" . و قائمة " تحالف الوحدة الوطنية " وتضم "22" مرشحاً فيهم ستة نساء ، في مقدمة مرشحيهم "كاوة عمر عزالدين" . وقائمة "الكتلة العربية الوطنية العراقية " وتضم "23" مرشحاً بينهم ستة نساء ، ابرز مرشحيهم "خضر أكبر حسن" . وال "العراقية " لها عشرون مرشحاً بينهم ستة نساء ، من ابرز مرشحيها عضوي البرلمان الحالي " محمد تميم و عمر الجبوري " .
- بِقدَر ما يعني تنّوع القوائم إزدياد الخيارات بالنسبة للناخب ومظهراً من مظاهر إتساع الرقعة الديمقراطية في المشهد السياسي ، فانه من الجانب الآخر يعني التشرذم وضياع الاصوات . وإذا كان " التحالف الكردستاني " من اكثر القوائم تماسكاً في المرحلة الماضية ، فان الحال تغّيرتْ اليوم واصبح شأنه شأن القوائم الاخرى يُجابه تحدياً إنتخابياً جدياً من خلال " قائمة التغيير " التي يتزعمها " نوشيروان مصطفى " ، صحيح انه كانت السلطة الفعلية بيد الحزبين الكرديين الرئيسيين خلال السنوات السبع الماضية وصحيح ان قادة حركة التغيير في كركوك هم نفسهم كانوا ضمن احد هذين الحزبين ، ولكن الشعارات التي رفعتها حركة التغيير والتي تُنادي بالشفافية وفك التشابك والإختلاط بين الحزب والدولة والنزاهة والمعالجة الجذرية لمشكلة كركوك ، كل هذه الامور تلقى هوىً لدى الكثيرين من اهالي كركوك الكرد خصوصاً ، مما يؤيد التكهنات التي تقول بان كل القوائم الكردية في كركوك ( التحالف الكردستاني ، التغيير ، الاتحاد الاسلامي ، الجماعة الاسلامية ) إذا فازت ب بسبعة او ثمانية مقاعد فان حصة قائمة التغيير ستكون ثلاثة مقاعد على الاقل ، وهذا " إذا حصل " سيُغير المعادلة بصورة جدية.
- التركمان ايضاً في كركوك منقسمون ، ف " الجبهة التركمانية " القومية الاتجاه والعلمانية ، حسمتْ أمرها وتحالفتْ مع " العراقية " بزعامة اياد علاوي . و " جمعية الليبراليين التركمان " و " حزب الاخاء التركماني " إنضموا الى " التحالف الكردستاني " ، والكيانات السياسية التركمانية الاسلامية الطابع توزعتْ حسب المذهب ف "حزب العدالة التركماني " تحالف مع " جبهة التوافق " بزعامة الحزب الاسلامي العراقي ، و "حزب تركمان ايلي وحركة الوفاء والكتلة التركمانية " تحالفوا مع " الإئتلاف الوطني العراقي " ، و " الاتحاد الاسلامي لتركمان العراق ، وحزب القرار التركماني " مع " إئتلاف دولة القانون " . فقط " قائمة تركمان كركوك " ستدخل الانتخابات بصورةٍ مستقلة .
- عرب كركوك لم ينجحوا في توحيد صفوفهم في قائمةٍ موحدة لاسيما بعد ان رأوا بقية المكونات قد توزعوا في كيانات عديدة ، فحذوا حذوهم ايضاً ، فتحالفوا مع علاوي خلال " العراقية " ، وقسمٌ آخر فّضل " إئتلاف دولة القانون " او " الإئتلاف الوطني العراقي " او " التوافق " . بينما نزلتْ " جبهة كركوك العراقية " منفردة على الرغم من إستبعاد زعيمها ( احمد حميد العبيدي ) لشموله بأحكام المساءلة والعدالة . وكذلك قائمة " الكتلة العربية الوطنية العراقية " برئاسة " خضر أكبر حسن أكصير " شاركت بصورةٍ مستقلة .
- هنالك " قائمة قلعة كركوك " التي يقودها " سامي الجاف " ، وفيها مجموعة من المثقفين والنخب من مختلف القوميات . وقائمة " حركة مصالح القوميات " برئاسة الاديب القاص " فاضل كريم احمد " والتي تنادي بالتآخي وتطوير المصالح المشتركة بين مكونات كركوك .
- ان الحراك السياسي في كركوك وباقي مدن العراق ، رغم حدة التنافس والصراع أحياناً ، وبروز المواقف المتطرفة هنا وهناك وردود الفعل المتشنجة أحياناً اخرى ، الا ان ذلك دليل عنفوان ومخاض لولادة جيلٍ جديد مُشبع بالتجارب متقبل للإختلاف والرأي المُغاير . مهما تكن نتائج الانتخابات ، فان ما يجري وحتى مع النواقص والسلبيات ، فهو تجربة رائدة في تعلم كيفية تداول السلطة سلمياً ، في محيطٍ لا يعرف معنى التداول السلمي للسلطة كما في سوريا ومصر وايران والسعودية واليمن ...الخ .



#امين_يونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإنتخابات العراقية : محافظة نينوى
- الإنتخابات العراقية ، محافظة بغداد
- أخلاقية موظفي الدوائر الحكومية
- متى سيُزّين نُصب - سلام عادل - إحدى ساحات بغداد ؟
- بترايوس البعثي واللامي الإيراني !
- بعدَ ضرب - تخت رمل - إعلان نتائج الإنتخابات القادمة !
- ديمقراطية الطماطة الفاسدة !
- صندوق النقد الدولي والكلاب السائبة في البصرة !
- كيف يكون النائب مُمَثِلاً للأغلبية - الصامتة - ؟!
- وا بايدناه !
- لا تصنعوا من المُطلك بطلاً وشهيداً !
- لصٌ مُؤمِن وشريفٌ مُلحِد !
- أشعة الأنتربول تكشف ( ليرة ) زينة التميمي !
- العراقيين وبرج خليفة
- إكتمال النِصاب !
- نحنُ بحاجة الى - سلوك أخلاقي - وليس سلوك إنتخابي
- جلال الدين الصغير مُرَشحاً عن دهوك !
- أحزابنا الشيعية والإنتفاضة الإيرانية
- فوضى الحكومات المحلية ، صلاح الدين نموذجاً
- 5% مكافأة !


المزيد.....




- الزيارة السابعة.. وزيرة الخارجية الألمانية تصل إلى كييف وتحم ...
- واشنطن بوست: إسرائيل تتجه نحو تنفيذ عملية عسكرية محدودة في ر ...
- شاهد: نيوزيلندا وأستراليا تجليان رعاياهما من كاليدونيا الجدي ...
- -تحالف الراغبين-.. المبادرة الإسبانية للاعتراف بدولة فلسطيني ...
- الدفاع الروسية تعلن إسقاط 3 مسيرات وصاروخ فوق مقاطعتي بيلغور ...
- عشرات الهزات الأرضية غير المسبوقة تثير الذعر في جنوب إيطاليا ...
- تقرير: إسرائيل تنتقل إلى خطة هجومية -أكثر محدودية- على رفح و ...
- في ألمانيا، يحيّدون السياسيين غير المرغوب فيهم
- يطالبون نتنياهو بعدم احتلال غزة
- وزيرة الدفاع الإسبانية تعلن إعداد حزمة مساعدات عسكرية جديدة ...


المزيد.....



المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - امين يونس - الإنتخابات العراقية : محافظة كركوك