أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - عبدالوهاب حميد رشيد - اوباما عالقٌ بين حرب العراق وحرب أفغانستان















المزيد.....

اوباما عالقٌ بين حرب العراق وحرب أفغانستان


عبدالوهاب حميد رشيد

الحوار المتمدن-العدد: 2785 - 2009 / 9 / 30 - 17:36
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


كان خطاب اوباما أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة (23 سبتمبر/ أيلول 2009) محل تساؤل غير عادي بالعلاقة مع سبب عدم إيلائه الاهتمام بحرب أفغانستان في فقرة مستقلة، في حين ذكر الحرب على العراق في فقرة تضمّنت أربعة أسطر فقط. وبدلاً من ذلك زاد في تصعيد حربه الكلامية مع إيران، كما لو أن توسيعه الحرب من أفغانستان إلى باكستان لم تكن خطوة كافية لاستنفاد الموارد البشرية والمالية للولايات المتحدة التي اُستنفدتْ فعلاً، بل وكأنما يهدد بحرب ثالثة في الشرق الأوسط، دون أن تخدم أياً من المصالح الحيوية للولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة أو المساهمة في تحقيق نصر أمريكي بعيد المنال في الحربين القائمتين. التقليل من أهمية البنود الأكثر إلحاحاً على جدول أعمال الولايات المتحدة، والقفز إلى أمام باتجاه القضية النووية وإيران لم يكن سوى محاولة ضعيفة لتحويل الانتباه عن حقيقة أن اوباما كان عالقاً بين أمرين (حربين) أحدهما أسوأ من الآخر في كلا البلدين..
في الذكرى الثانية لمجزرة بلاك ووتر Blackwater’s massacre لمدنيين عراقيين في بغداد- ساحة النسور- تساءلت وكالة NBC News بتقرير مفصل هذا الشهر (17 سبتمبر): لماذا لا يزال اوباما يستخدم شركة بلاك ووتر؟ الجواب بوضوح على هذا السؤال يكمن في الاستنزاف الحاصل لـ "المتطوعين volunteer" من القوى البشرية العسكرية بعد نشر الولايات المتحدة لقواتها على امتداد طويل ولأقصى حد ممكن بغية الحفاظ على استمرارها في حربَي العراق وأفغانستان.
هذا الانهيار في القوى البشرية العسكرية يترك اوباما أمام ثلاثة خيارات تالية: المزيد من الخصخصة privatization وبالنتيجة المزيد من الاعتماد على شركات المرتزقة الخاصة مثل بلاك ووتر.. تأميم nationalization كلا الحربين من خلال "العرقنة Iraqization" و "الأفغنة Afghanization"، وعندئذ لن تتمكن الولايات المتحدة التحرر عسكريا أو مالياً من مسرحي الحرب لا في الأمد القريب ولا في المستقبل المنظور.. والخيار الثالث هو اللجوء إلى التجنيد الإلزامي conscription لدعم حربه التي اثبتت حتى الآن عدم القدرة على تحقيق النصر سواء في أفغانستان أو في العراق بعد تسع سنوات وسبع سنوات على التوالي.
وعلى أي حال، يظهر أن كافة هذه الخيارات الثلاثة غير مجدية.. التجنيد، قطعاً، كملاذ أخير، خيار من شأنه أن يواجه الرفض فوراً.. فما لم يرتبط مباشرة بالحد من التهديد المباشر للأمن الوطني، فإنه لن يكون مقبولاً، لأنه معيار لا مفر منه indispensable measure فقط عند تهديد الأمن الوطني، ناهيك عن أنه خيار إجباري مرفوض ومكروه من قبل عامة الأمريكان الرافضين للحرب في كل من العراق وأفغانستان. فوفقاً لأحدث استطلاع للرأي العام من قبل CNN (58% ضد الحرب).. والحرب تقود تدريجياً إلى تآكل شعبية اوباما التي انخفضت إلى 50% مقارنة بـ 57% في يوليو/ تموز (استطلاع للرأي العام من قبل صحيفة وول ستريت و NBC News بتاريخ 23 سبتمبر.)
من الواضح أن الخياران الآخران: خصخصة أو تأميم كلا الحربين، يُجسّدان التناقض contradictory. فبينما قد يبتلع (يصبر) العراقيون أو الأفغان على تأخير انسحاب القوات الأجنبية لغاية تطوير قوتهما الدفاعية، فإنهم لن يقبلوا بأي حال البديل المتمثل بإحلال القوات المرتزقة mercenaries، لأنهم (العراقيون والأفغان) ينظرون إلى المتعاونين- المرتزقة ممن تم جلبهم إلى كلا البلدين من قبل الجيوش الغازية نظرة تحقير، أكثر بكثير من نظرتهم إلى الجنود "الوطنيين"، وهذه النظرة لا يمكن أن تتغير بين عشية وضحاها..
تم الإعلان عن ستراتيجية اوباما مع الاحتفال بتنصيبه وتسلم إدارة البيت الأبيض في سياق خروج القوات الأمريكية من العراق ونقلهم إلى أفغانستان من أجل معالجة مشكلة نقص العمالة في قواته العسكرية. لكن الخروج من العراق مقابل التركيز على الحرب في أفغانستان أمر لا يمكن الدفاع عنه دون توفير آني لمزيد من القوات وبدرجة كبيرة وسريعة.
على اوباما أن يختار بين أحد فشلين.. أما الفشل في العراق أو الفشل في أفغانستان. ذلك لأن تحقيق "حصيلة ناجحة successful outcome" في المسرح الآخر (أفغانستان) سيتطلب "تعزيزات ضخمة" و "سرعة انتشار" وبما سيقود إلى الإضرار بنا (تجار الحروب الأمريكان) في العراق. إنه يتحقق بتكلفة.. تكلفة المخاطرة بالفشل في المسرح الآخر (العراق).. حسب قول Stephen Biddle- زميل رفيع المستوى في مجلس الولايات المتحدة للعلاقات للعلاقات الخارجية CFR بتاريخ 2 مارس/ آذار.
من الواضح أن اوباما عالقٌ بين ما وصفه "حرب خيار war of choice" الولايات المتحدة على العراق وبين "حرب ضرورة war of necessity" على أفغانستان، والتي أصبحت، بشكل خاص، حربه هو " حرب الخيار الصعب war of hard choice" وفق توصيف Richard Haas- رئيس CFR في مقالة له نُشرتْ مؤخراً. كلا الحربين ما زالتا مستمرتين وبإصرار من قبل اوباما، ذلك أن ستراتيجيته للخروج منهما تتسم بالضبابية blurred من وجهة نظر العراقيين والأفغان، بقدر ما هي كذلك من وجهة نظر الأمريكان.
عند النظر إلى هذه المعضلة من زاوية أرض المعركة المتمثلة في الحرب العالمية للولايات المتحدة الأمريكية على "الإرهاب" أو غيرها من التسميات.. عندئذ يمكن أن يتبين المرء بسخرية أن هذه الحرب بقيت محصورة في معارك بالشرق الأوسط فقط.. ويبدوا أن ستراتيجيات اوباما مترددة ومرتبكة indecisive and confused.. بالنسبة إلى العراق، تعهد اوباما في كلمته أمام الأمم المتحدة بـ "إنهاء الحرب" و "سحب كافة القوات الأمريكية مع نهاية العام 2011"، ولكن بـ "مسئولية" حتى يتمكن العراقيون "الانتقال لتحمل كامل مسئوليتهم عن مستقبلهم." ويمكن أن يُترجم هذا الكلام كونه (التزام) ستراتيجي على المدى الطويل!
فيما يخص أفغانستان فإنه ما زال في حالة ارتعاش وتعرجات wavering and meandering بعدم التسرع في إرسال تعزيزات كبيرة، وبالنتيجة تحاشي تحذيرات الجنرال Stanley McChrystal- القائد الأمريكي لقوات الناتو- في تقريره السري الذي تسرّب مؤخراً من أن: "الموارد وحدها لا تكسب هذه الحرب، لكن عجز هذه الموارد يمكن أن يقود إلى خسارة الحرب... كافة الجهود العامة المبذولة آخذة بالتدهور. نحن نتعرض لخطر هزيمة ستراتيجية."
لكن اوباما لا يعمد إلى زيادة القوات surge هناك لغاية أن تتوفر لديه "الستراتيجية الصائبة the right strategy!" ولن يرسل "الشباب والشابات للمعركة قبل أن يتكون عنده وضوح تام بشأن هذه الستراتيجية وما سيكون عليه الوضع."
بعد تسعة أشهر في منصبه، لا يزال اوباما يتساءل: هل نحن نفعل الشيء الصحيح؟.. هل نحن نتبع الستراتيجية الصائبة؟.. إذا لم يقرر اوباما بعد الموقف المناسب بشأن ستراتيجية الحرب في أفغانستان وفق تلميحاته، عندئذ قد يتساءل المرء: لماذا أرسل سبعة عشر ألف جندي إضافي في وقت سابق من هذا العام!؟
منذ فترة طويلة، تستمر منطقة الشرق الأوسط الدفع من دماء أهلها بسبب السياسات الخارجية الأمريكية التجريبية والمتناقضة (المقصودة..) بدعوى (زعم) ostensibly ظاهرها محاولة تحقيق السلام في حين أن الحرب لديها تُشكل الخيار الوحيد بغية استمرار إبقاء إسرائيل القوة المحتلة.. على سبيل المثال، زعمْ الاستجابة للعدل والسلام الدائم بالعلاقة مع الصراع العربي- الإسرائيلي، مقابل شن الحرب الأخيرة.. بينما لا يمكن تحقيق السلام إلا من خلال إنهاء الولايات المتحدة حربها في أفغانستان والعراق. ومع ذلك، بدا اوباما في طريقه للأمم المتحدة يوم الأربعاء على وعد مماثل (لـ بوش) عندما قال: "لن اعتذر أبداً" عن الدفاع عن مصالح "وطني".. وبذلك زاد اوباما من تراكم "معاداة أمريكا"، حيث تفاقمت بمواصلة هذه السياسات التي تقود إلى نتائج عكسية..
ممممممممممممممممممممممممـ
Obama stuck between wars on Iraq, Afghanistan, By Nicola Nasser,Aljazeera.com, 29/09/2009.
-- Nicola Nasser is a veteran Arab journalist based in Bir Zeit, West Bank of the Israeli – occupied Palestinian territories.
Source: AJP



#عبدالوهاب_حميد_رشيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاقتصاد.. هو الآخر.. صار كذبة..
- العراق.. العمل، المأوى، والغذاء.. الحاجات الأكثر إلحاحاً لمش ...
- اليمن.. سبعة ملايين فقير.. ثلاثة ملايين ينقصهم الطعام..
- العراق: فرق الموت.. وحرب المخدرات..
- دماء على المسارات: الدروس المستمرة ل -الإرهاب- والطغيان
- محور الشر والشيطان الأكبر
- حقيقة الوجود الأمريكي في العراق
- الفقر في الولايات المتحدة يبلغ أعلى مستوى منذ 11 عاماً
- العاصفة القادمة
- أفغانستان: مقبرة الإمبريالية الأمريكية
- الفساد في الإمبراطورية
- اللاجئون العراقيون يخشون ترحيلهم من سوريا
- اقتصاد القرن الحادي والعشرين: الآفاق الاقتصادية- الاجتماعية ...
- حقيقة مدينة الأطفال الرضع المشوهين في العراق
- جماعة حقوق الإنسان تنتقد سياسة الإعدامات في العراق
- مذابح المدنيين المسلمين هي دائماً.. -دفاع عن النفس- وليست إر ...
- تجارة المخدرات الأفغانية توفر 50 مليار دولار سنوياً للولايات ...
- الرقابة على إيرادات النفط في العراق
- الكفاح ضد الفقر.. -قصة من غزّة!-
- غسل الأدمغة ضد العرب في وسائل الإعلام الأمريكية


المزيد.....




- بعد رحيل رئيسي.. إجراءات تضمن ثوابت سياسة إيران الخارجية
- قصف أوكراني يستهدف أحياء بيلغورود
- عالجوها بعقار باهظ الثمن.. إنقاذ فتاة مصرية حاولت وضع حد لحي ...
- رفع راية الحزن السوداء على أكبر سارية في إيران تكريما لذكرى ...
- محامي مضيفة الطيران التونسية.. أميرة كانت تحت تأثير سحر أسود ...
- غضب إسرائيلي بعد إعلان الجنائية الدولية
- زاخاروفا: التصريحات الأمريكية حول قرار الجنائية الدولية تشبه ...
- شاهد.. القسام تستهدف مروحية أباتشي بصاروخ سام 7 وتقنص جنديا ...
- حزب الله يشن عددا من الهجمات على مواقع إسرائيلية
- لامركزيّة الكهرباء


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - عبدالوهاب حميد رشيد - اوباما عالقٌ بين حرب العراق وحرب أفغانستان