أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالوهاب حميد رشيد - اللاجئون العراقيون يخشون ترحيلهم من سوريا















المزيد.....

اللاجئون العراقيون يخشون ترحيلهم من سوريا


عبدالوهاب حميد رشيد

الحوار المتمدن-العدد: 2761 - 2009 / 9 / 6 - 15:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ترجمة: عبدالوهاب حميد رشيد

جالساً في شقته الصغيرة المظلمة في ضاحية دمشق القديمة، صار لدى أبو وسيم قلق جديد يُضاف إلى قائمة طويلة أصلاً من همومه ومخاوفه. باعتباره لاجئاً عراقياً، فقد أخذ يشعر بقلق متزايد جراء الخلاف الدبلوماسي بين بغداد ودمشق.
مئات آلاف العراقيين هربوا من العنف المتواصل في بلدهم ليجدوا المأوى والأمان وحسن الضيافة في بلدهم الشقيق سوريا، ولكن مع اتجاه العلاقة بين البلدين الجارين نحو السقوط بسبب مزاعم حكومة الاحتلال في بغداد باتهامها سوريا إيواء مليشيات بأنهم كانوا وراء التفجيرات الأخيرة في بغداد، فقد تولدت مخاوف لدى اللاجئين بأنهم هم بالذات يمكن أن يكونوا الهدف من هذا الاتهام المزعوم.
"إننا نُراقب ما يحدث واضعين أيدينا على قلوبنا خوفاً من حشرنا وسط هذا الخلاف،" قالها أبو وسيم( 60 عام)- مدرس سابق للغة الانكليزية- يعيش مع عائلته في سوريا. ترك العراق العام 2007 بعد مقتل ابنه الأكبر. ومنذ ذلك الحين يُعاني من الاكتئاب clinical depression. وأضاف: "السوريون، بعامة، استضافونا بسخاء، ونأمل أن يستمروا السماح لنا بالبقاء هنا. لا أحد منا يُريد العودة إلى العراق حالياً. لا نُريد أن نواجه الترحيل. الحرب لم تنته بعد."
منذ غزو/ احتلال العراق بقيادة الولايات المتحدة العام 2003، أبقت سوريا حدودها مفتوحة أمام العراقيين. هذه السياسة سمحت لـ 1.2 مليون عراقي الإقامة هناك حالياً، حسب رسميين سوريين، وحمّلت سوريا تكاليف ضخمة في ظروف تصاعد الضغط الشديد على بنيتها التحتية التي تكافح فعلاً في مواجهة هذا العبء. المستشفيات والمدارس صارت تُعاني من ارتفاع الطلب على خدماتها، في حين أن الإمدادات الكهربائية، الوقود، الغذاء، وإمدادات المياه أصبحت تحت ضغط هذا العبء وبما يفوق طاقتها. كما أن تكاليف السكن، بخاصة في دمشق، اتجهت نحو الارتفاع أيضاً.
ووفقاً لما ذكره تقرير اقتصادي سنوي صادر عن Bank Audi هذا الأسبوع، فإن ما حصل من ضرر مزدوج باتجاه ارتفاع مستويات التضخم inflation في سوريا، يمكن تخفيفه من خلال عودة اللاجئين العراقيين، على نطاق واسع، إلى بلادهم.
إن تعديل قواعد تأشيرات الدخول أو رفض منح العراقيين إذناً بتمديد بقائهم، يُشكل إغراءً للسلطات السورية والتي قاومته حتى الآن. لكن اللاجئين العراقيين يخشون أن تقود الأزمة الدبلوماسية الأخيرة إلى نفاد صبر سوريا.
"لم يطرأ تغيير على الطريقة التي نُعامل بها هنا، ولا زلنا محل ترحيب،" قالها أبو خالد- لاجئ عراقي من البصرة يُقيم جنوب دمشق. أنجز تجديد إقامته تواً، وأكد له ضابط الهجرة السورية أن العراقيين لن يُطلب منهم المغادرة. وأضاف "نحن نشعر بالقلق بشأن هذه الأزمة. يتوجب على أصدقائي تجديد أذونات إقامتهم، ونأمل عدم حصول مشاكل. كما ونرجو استمرار دعم سوريا لوجودنا."
اندلعت العاصفة السياسية- وعلى نحو غير متوقع وعلني- بعد أن وجّهت حكومة الاحتلال في بغداد اتهامها لسوريا بإيواء المتمردين (المقاومة) بزعم أنهم كانوا وراء تفجيرات "الاربعاء الأسود" في 19 آب/ اغسطس، وإصابة أكثر من 1000 (ألف) مواطن عراقي مدني. هذا رغم إدانة سوريا لهذه الجريمة/ التفجيرات، ونفيهم وبصوت عال أية علاقة فيها. استدعت حكومة بغداد سفيرها من دمشق الأسبوع الماضي، وردت سوريا على الفور بالمثل.
وبعد هذه الأحداث، زعم رئيس وزراء حكومة الاحتلال في بغداد بأن 90% من الهجمات في العراق تمر عبر سوريا، والقى بلائمة هذه التفجيرات على المنفيين السياسيين العراقيين في الخارج.
إن سرعة وتوقيت الأزمة أثارت العديد من الشكوك، بخاصة وقد جاءت بعد يوم واحد من اجتماع رئيس وزراء حكومة الاحتلال في بغداد مع الرئيس السوري في دمشق، حيث انتهت المحادثات بالاتفاق على إنشاء مجلس ستراتيجي مشترك للتعامل من المصالح الاقتصادية والأمنية والتي كانت متوترة في الماضي، وبدت أن العلاقات العراقية السورية وكأنما تدخل مرحلة جديدة وإيجابية، لكنها تهدمت نتيجة تلك الأحداث (الاتهامات).
"إن ضحايا الأربعاء الأسود كانوا من العراقيين المدنيين الأبرياء، ولكن من الناحية السياسية، قد يكون الهدف الحقيقي هو سوريا وعلاقتها مع العراق،" حسب مازن بلال- صحفي سوري ومعلق سياسي- إذ وصف الأزمة بأنها "عميقة وحقيقية" (( بل وإلى جانب سوريا قد يكون الهدف الآخر/ الضحية.. اللاجئون العراقيون في هذا البلد المضياف، ودفع سوريا إلى اتخاذ القرار بترحيلهم.. لكن هذه الحركة مكشوفة ومن المنتظر أن لا تؤثر على الموقف السوري المعروف بالتعقل والمواقف الوطنية المبدئية، بل ولتحرص أكثر من السابق على حماية حياة الضيوف العراقيين لديها..))
"المشكلة هي أن في العراق حالياً جماعات عديدة تُقاتل من أجل السلطة في ظل الاحتلال. وهناك حرب بين أجهزة المخابرات المختلفة، وأيضاً العديد من اجندات مختلفة متعارضة، ولا تتواجد حكومة قادرة على فرض سيطرتها بصورة فعالة."
تفاصيل غير مؤكدة لما قبل تفجير حصيلة الاجتماع بين رئيس وزراء حكومة بغداد والرئيس السوري، توحي suggest بأن الأزمة ربما ولدتْ هناك.
فوفقاً لعدد من المصادر السورية والعراقية، أن رئيس وزراء حكومة بغداد قد سلّم رئيس الوزراء السوري لائحة تضم 100 من المطلوبين. بالضبط نفس القائمة التي أُعطيت لسوريا في اجتماع سابق هذا الشهر من قبل وفد عسكري أمريكي في دمشق.
"عندما أعطى رئيس الوزراء العراقي القائمة لسوريا، فقد أخبروه بأنهم سبق لهم وأطلعوا عليها، وسئلوا إن كان دور مسئول النظام العراقي متابعة السياسات العراقية أم يقتصر فقط على نقل ما أخبروه الأمريكان!؟"، حسب محلل سوري طلب عدم كشف هويته. وعندئذ "غادر المالكي وهو بمزاج غاضب معادٍ مكبوت black mood."
وهناك إضافة شخصية للأزمة. فعلى مدى أكثر من عقد عاش المسئول العراقي في منفاه السياسي- دمشق- باعتباره معارضاً للنظام العراقي لما قبل الاحتلال. تصريحاته الصاخبة المعارضة لسوريا أُخذت بقدر قليل جداً من الأهمية في البلد الذي منحه في وقت ما اللجوء والحماية من الاضطهاد.
وفي حين يستبد القلق بالاجئين العاديين من أن تُغير سوريا سياستها بشأن السماح لهم الاستمرار بالبقاء، فإن الجماعات السياسية العراقية، بضمنهم أولئك المطلوبين من حكومة الاحتلال في بغداد، لا يبدو عليهم هكذا قلق. أعضاء من المعارضة العراقية المناصرين للمقاومة الوطنية العراقية واثقون بأن سوريا لن تخون مواقفها المبدئية.
"من المؤكد أن البعثيين في سوريا ممن اتهموا بالتفجيرات، لم يفعلوا ذلك،" وفقاً لـ محمد فارس- عضو اتحاد قوى تحرير العراق-دمشق- تحالف لقوى المقاومة الوطنية العراقية. لدى فارس علاقات وثيقة مع الجناح البعثي- يونس أحمد- المتهم من قبل بغداد بالتفجيرات.. "وأضاف: "ذكرتْ سوريا بأنها ستسلم أي شخص متورط بالهجمات إذا كانت هناك أدلة ضده... أنا متأكد أن سوريا سوف لن تطلب من أي عراقي المغادرة. أرى أن سوريا ستواصل دعمها للشعب العراقي."
مممممممممممممممممممممممممـ
Iraqi refugees fear expulsion from Syria,Phil Sands,Uruknet.info, September 3, 2009.
- [email protected]





#عبدالوهاب_حميد_رشيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اقتصاد القرن الحادي والعشرين: الآفاق الاقتصادية- الاجتماعية ...
- حقيقة مدينة الأطفال الرضع المشوهين في العراق
- جماعة حقوق الإنسان تنتقد سياسة الإعدامات في العراق
- مذابح المدنيين المسلمين هي دائماً.. -دفاع عن النفس- وليست إر ...
- تجارة المخدرات الأفغانية توفر 50 مليار دولار سنوياً للولايات ...
- الرقابة على إيرادات النفط في العراق
- الكفاح ضد الفقر.. -قصة من غزّة!-
- غسل الأدمغة ضد العرب في وسائل الإعلام الأمريكية
- نظرية النسبية بالعلاقة مع انطباقها على فلسطين
- حركة فتح: بداية جديدة أم نهاية وشيكة!؟
- البنتاغون ل اوباما: إبعث بمزيد من القوات أو إخسر الحرب
- العراق الجديد.. من صيدلانية إلى مدبرة منزل!
- أطنان من مهازل الإمبريالية
- اللاجئون العراقيون يواجهون تحديات حضرية
- أوقفوا القتل في أفغانستان
- تصاعد فرض الحماية في ظل الإمبريالية
- العراق يعاني من نوبة بيئية كارثية
- حول شرعية المقاومة
- اللاجئون العراقيون.. حقوق المرأة ومخاطر العودة..
- الرشاوى لشراء الوظائف في العراق


المزيد.....




- -الطلاب على استعداد لوضع حياتهم المهنية على المحكّ من أجل ف ...
- امتداد الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين إلى جامعات أمريكية جدي ...
- توجيه الاتهام إلى خمسة مراهقين في أستراليا إثر عمليات لمكافح ...
- علييف: لن نزود كييف بالسلاح رغم مناشداتها
- بعد 48 ساعة من الحر الشديد.. الأرصاد المصرية تكشف تطورات مهم ...
- مشكلة فنية تؤدي إلى إغلاق المجال الجوي لجنوب النرويج وتأخير ...
- رئيس الأركان البريطاني: الضربات الروسية للأهداف البعيدة في أ ...
- تركيا.. أحكام بالسجن المطوّل على المدانين بالتسبب بحادث قطار ...
- عواصف رملية تضرب عدة مناطق في روسيا (فيديو)
- لوكاشينكو يحذر أوكرانيا من زوالها كدولة إن لم تقدم على التفا ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالوهاب حميد رشيد - اللاجئون العراقيون يخشون ترحيلهم من سوريا