أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - عبدالوهاب حميد رشيد - الرشاوى لشراء الوظائف في العراق














المزيد.....

الرشاوى لشراء الوظائف في العراق


عبدالوهاب حميد رشيد

الحوار المتمدن-العدد: 2717 - 2009 / 7 / 24 - 09:55
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


بعد ثلاث سنوات عجاف fruitless من البحث عن فرصة عمل، حصل أحمد على نصيحة أحد أقربائه بأن يزور "سمسار العمل/ الوظيفة job dealer" ليوفر له بسهولة وظيفة حكومية. "بعد محاولات عديدة دون جدوى، أدركتُ أن أفضل طريقة متاحة للحصول على وظيفة لائقة decent job هي أن أدفع من أجلها.. عليه بعتُ خاتم زواجنا، وجمعت المبلغ الملطلوب لأصبح موظفاً حكومياً.".
أحمد (32عام- أب أربعة أطفال) دفع لسمسار الوظيفة 300 دولار للحصول على وظيفة حكومية. "فحصتُ الموضوع مع اثنين من الأقرباء ممن ساروا بنفس الطريق.. وفي الأسبوع الماضي جاءتني الفرصة لمقابلة الشخص المسؤول عن هذه الصفقة deal. تسلّم المبلغ وكان من المؤمل أن يدعوني في أي وقت ويخبرني أين سأبدأ عملي الجديد.. ليست هناك اختبارات لنيل الوظيفة الحكومية في العراق.. كنتُ محظوظاً لتدبير مسألة حصولي على الوظيفة."
صارت الرشوة طريقة جديدة شائعة ومهيمنة للحصول على فرصة عمل في المكاتب الحكومية، بخاصة في بلدية بغداد. كما أن المبالغ التي تُدفع للحصول على وظيفة حكومية تتراوح بين 300-2000 دولار، مع شرط ملزم بدفع الراتب الأول إلى سمسار الوظيفة.
"استبقي جزءً من المبلغ لي وأدفع معظمه إلى بعض الزملاء لمساعدتي على إنجاز المهمة.. هناك آلاف من العراقيين يبحثون بشكل يائس desperately عن فرص العمل، ولا تتوفر طريقة رسمية لتحقيق ذلك، عليه يتم التعيين بطريقة غير رسمية.. أعرف إذا ما انكشف أمري فسوف أفقد وظيفتي، بل وحتى أُعاقب بالسجن، لكني أُفضل المخاطرة لأُساعد نفسي وآخر غيري ممن هو بحاجة لإطعام عائلته ويعجز عن بلوغ هذا الهدف بسبب البيروقراطية الحكومية government bureaucracy.
* مضطر/ مجبر Forced
حمدان، حيث طلب ذكر اسمه الأول فقط خوفاً من الانتقام reprisal، دفع أيضاً الرشوة للحصول على وظيفة. "رغم اعتقادي بأن الرشوة مسألة خاطئة، وحتى تم ذكرها في القرآن، لم يكن عندي خيار آخر.. عندما تصل إلى البيت وترى عائلتك بحاجة ملحّة للطعام والملابس، في هذه الحالة تدرك أن دفع مبلغ من المال لمساعدتك في الحصول على وظيفة يصبح نعمة blessing." وذكر بأنه دفع رشوة قدرها 500 دولا ثمن حصوله على الوظيفة، علاوة على نصف راتبه لمدة شهرين، وبما مجموعه 800 دولار. "في الأيام الأولى اعتاد البعض التعامل معي بطريقة غريبة وكأنما علموا بما حدث، لكن حياتي الآن في المكتب تسير بطريقة اعتيادية. مضى عليه بوظيفته الجديدة ثمانية أشهر من الآن ولا يشعر بالأسف على ما فعله. "استطيع أن أُوفر حياة مستقرة لعائلتي، ولستُ قلقاً من إجباري على إخلاء المنزل لعدم قدرتي على دفع الإيجار."
محمود المشهداني- موظف كبير في بلدية بغداد- إحدى البؤر حيث يعرض السماسرة فرص العمل.. ذكر بقوله: إنهم لا يدركون عاقبة هذه السمسرة اللاقانونية. "لا استطيع أن أغمض عيني وأفترض بأن الرشوة لا وجود لها في العراق.. لكن هذا خطأ، وبخاصة في مثل هذه الحالة، إذ يحقق البعض مصلحته على حساب الآخرين بإجبار الحكومة إنفاق المزيد من الأموال على مستخدمين لا حاجة لخدماتهم.. التحقيقات قائمة أصلاً وهؤلاء ممن يرتكبون هذه الممارسات يجب معاقبتهم."
* المخادعون/ المحتالون Swindlers
ولكن ليس كل من يسير وراء الرشوة يحصل على وظيفة. يتواجد سماسرة، بخاصة في المحافظات الجنوبية، يتكشفون في النهاية بأنهم محتالون، حيث يقدمون لضحاياهم وعوداً كاذبة، يأخذون نقودهم ويعدون الباحثين عن العمل بوظائف مناسبة، ثم يختفون عن الأنظار.
ذهب الزهيرية (29 عام- مقيمة في النجف) تعرضت لمثل هذه الخديعة. "مات زوجي أثناء العنف الطائفي العام 2006، ومنذ ذلك الحين جرّبت أن أجد عملاً. العمل الوحيد الذي كنت قادراً الحصول عليه هو عمل مؤقت- مدبرة منزل housekeeping ." من هنا دفعت 550 دولار للحصول على وظيفة، بل وحتى وقّعت على أوراق رسمية مفترضة (مزيفة) تتضمن صدورها من الجهات المحلية للمحافظة.
"قابلت من خلال صديق شخصاً قدّم نفسم باسم خالد الغرير مدعياً أنه موظف حكومي محلي. وعدني بالوظيفة، لكنه أخبرني بأن عليه أن يدفع لبعض المسؤولين ليحصل لي على وظيفة."
بعد أيام من صمت السمسار، قررتْ زيارته في مكتبه المفترض، فاكتشفت بعدم وجود أي شخص باسم السمسار، وعدم وجود وظيفة.. "كنتُ فقط ضحية أخرى في النجف،" قالتها بغضب وهي تمسح دموعها.
ممممممممممممممممممممممممممـ
Bribery Buys Iraq Jobs,By Afif Sarhan, IOL Correspondent, (Uruknet.info), July 21, 2009.
* مسح ميداني لوكالة IslamOnline.net-IOL.



#عبدالوهاب_حميد_رشيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق يعاني من تضاؤل مياه نهر الفرات
- حرب الفتوحات الكولونيالية في أفغانستان
- العراق والاكراد.. معضلة على طول خط المواجهة الملتهب
- الجفاف، الزراعة، والمشاكل الاجتماعية في العراق
- الحقيقة وراء دعاية تحقق -السيادة- العراقية
- هذا العار.. هو عارك!
- لماذا صار العراق البلد الأكثر فساداً في العالم!؟
- ما وراء السياسة (الإمبريالية).. بشر للبيع في عالم جائع..
- حرب أهلية.. هدية اوباما ل.. باكستان..
- ثمار من غابة!
- لغز تصاعد التوجه العسكري لدى اوباما
- لعبة كرة جديدة في العراق
- اوباما يرفع مستوى ضبابية -الحقيقة- في خطابه
- اوباما.. أتركْ وأنسَ المفاوضات
- حان الوقت لمقارنة كلمات اوباما السابقة مع أفعاله الحالية
- عنصريون ديمقراطيون!
- مشروع نهر البارد.. يجب أن لا يفشل..
- البنك الدولي: إسرائيل تستحوذ على أربعة أخماس مياه الضفة الغر ...
- توقعات كئيبة بشأن عودة اللاجئين العراقيين
- العراق: الفساد يُقوض برنامج المساعدة الغذائية الشهرية الحكوم ...


المزيد.....




- ما المكتوب على القناع الذهبي للملك المصري توت عنخ آمون؟ وما ...
- وزيرة الخزانة: اقتصاد أميركا قوي والخيارات متاحة للرد على ال ...
- -بلومبرغ-: فريق ترامب يدرس إجراءات ضد الدول التي تتخلى عن ال ...
- الاقتصاد الأمريكي ينمو 1.6% في الربع الأول من العام بنسبة أق ...
- ما المكتوب على القناع الذهبي للملك المصري عنخ آمون؟ وما حقيق ...
- أوكرانيا تبيع أصولا مصادرة من شركات تابعة لأحد أكبر البنوك ا ...
- مصر.. قرار جديد من وزارة التموين بشأن ضبط أسعار السكر
- أصول صندوق الاستثمارات العامة السعودي تتجاوز 749 مليار دولار ...
- أميركا تفرض عقوبات جديدة على سفن وأفراد وشركات إيرانية
- مجلس صناعات الطاقة: الإمارات تحقق تقدما بمجال الطاقة الخضراء ...


المزيد.....

- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى
- جذور التبعية الاقتصادية وعلاقتها بشروط صندوق النقد والبنك ال ... / الهادي هبَّاني
- الاقتصاد السياسي للجيوش الإقليمية والصناعات العسكرية / دلير زنكنة
- تجربة مملكة النرويج في الاصلاح النقدي وتغيير سعر الصرف ومدى ... / سناء عبد القادر مصطفى
- اقتصادات الدول العربية والعمل الاقتصادي العربي المشترك / الأستاذ الدكتور مصطفى العبد الله الكفري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - عبدالوهاب حميد رشيد - الرشاوى لشراء الوظائف في العراق