أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - عبدالوهاب حميد رشيد - حرب الفتوحات الكولونيالية في أفغانستان















المزيد.....

حرب الفتوحات الكولونيالية في أفغانستان


عبدالوهاب حميد رشيد

الحوار المتمدن-العدد: 2708 - 2009 / 7 / 15 - 08:04
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


تجري حالياً أضخم حملة عسكرية منذ تولي اوباما رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية وتحديداً في المحافظة الجنوبية لأفغانستان. يشارك فيها بحدود أربعة آلاف عسكري من المارينز ومئات (ثلاثة آلاف) من القوات البريطانية ومعها قوات أفغانية في محاولة لفرض سيطرتها على المنطقة التي تسكنها الإثنية البشتونية ممن اتخذوا موقف المعارضة ضد الاحتلال الأمريكي منذ غزو البلاد العام 2001 والإطاحة بحكومة طالبان ونصب الحكومة الأفغانية الدّمية.
في نفس الوقت، وقبل كل شيء، وبسبب التمويل والإكراه السياسي من قبل واشنطن، فقد أمرت الحكومة الباكستانية قواتها شن اعتداء وحشي ضد سكان البشتون شمال باكستان. جريمتهم "تتلخص بأنهم يشتركون في تاريخ، لغة وثقافة واحدة مع البشتون في أفغانستان، ويؤيدون طالبان على طول الحدود المشتركة بين البلدين.
التكاليف البشرية في تصاعد أصلاً في ظروف الهجوم الوحشي لإيقاع عقوبة جماعية بهذه الإثنية. أجبرت القوات الباكستانية مليوناً من المقيمين، على الأقل، الهروب من منازلهم في المناطق القبلية: باجوار، موماند، ووادي نهر سوات. بينما تستكمل الولايات المتحدة هذا العدوان بالهجمات الجوية اليومية تقريباً على منازل مَنْ يزعمون أنهم من قادة متمردي باكستان، بخاصة جنوب ووسط وزيرستان.
بعد حوالي ثماني سنوات من الحرب في آسياالوسطى، دفع اوباما باتجاه تصعيد الصراع إلى مستوى جديد وأكثر دموية. شنّت قوات الناتو حربها على طرفي الحدود. ولا نهاية لهذه الحرب في الأفق. أخبر David Kilcullen- المستشار السابق للجنرال David Petraeus والذي سا عد بالتخطيط لحملة زيادة القوات في كل من العراق وأفغانستان- صحيفة Independent البريطانية هذا الأسبوع ما تمت مناقشته صراحة في البيت الأبيض وفي داوننغ ستريت بقوله: "نحن ننظر لعشر سنوات قادمة، على الأقل، في أفغانستان. وهذه أفضل سيناريو. على الأقل نصف الفترة سوف تتسم بمعارك رئيسة.." هذه الملاحظة مطلوبة، وهذا ما يتوجب إخبار الناس به في أمريكا وبريطانيا، ليعلموا بنشوء تكلفة جديدة مطلوبة. لكن الحقيقة هي أن حكومة الولايات المتحدة، بريطانيا والدول الأخرى المشتركة في الحرب تخبر شعوبها الأقل مما يُقال، وبمساعدة الصحافة الفاسدة التي سمحت لنفسها أن تكون تحت الرقابة censored وتقدم فقط التقارير الأقل صحة بعد تشذيبها.
أخبر الصحفيون البريطانيون ممن رافقوا قوات الناتو في أفغانستان صحيفة الغارديان الشهر الماضي بأن تغطية الحرب كانت "مؤسفة/ باعثة على الأسى lamentable، شائنة / فاضحة outrageous، ولا يمكن الدفاع عنها indefensible". اعترف مراسل صحيفة التلغراف Thomas Harding بقوله: "أخبرونا باستمرار أن كل شيء على ما يُرام.. لقد كذبوا علينا وعلى الرأي العام."
تجسدت الأكاذيب النموذجية في تصريحات القائد الأمريكي في أفغانستان الجنرال Stanley McChrystal بأن القوات الأمريكية "تخلق محيطاً atmosphereجديداً باتجاه رفض الناس لطالبان وثقافتهم المتمثلة بالخوف والرعب."
في الواقع، وكما اعترفت النيويورك تايمس الأسبوع الماضي: طالبان يكسبون التأييد والدعم بسبب الكراهية العامة للمحتلين الأمريكان والناتو وحكومتهم الدميّة في كابول. بتاريخ 3 يوليو، أبدى المراسل الصحفي Carlotta Gall ملاحظة تقول: "إن مزاج mood الشعب الأفغاني يتجه نحو المزيد من الاشمئزاز والتمرد العام في بعض أجزاء جنوب أفغانستان،" وأن هؤلاء الناس "حملوا السلاح ضد القوات الأجنبية من أجل حماية بيوتهم أو نتيجة غضبهم من فقد أقارب لهم في الهجمات الجوية."
بهدف قمع المقاومة، تفرض قوات المارينز نظام "الخوف والرعب" على 250 ألفاً من المقيمين في وادي نهر هملاند- تكتيك بإدارة مكرستال، ويشكل نموذجاً في كيفية مواجهة المتمردين (المقاومة) في المناطق العراقية. تم وضع المدن الرئيسة تحت الحكم العسكري بدرجة أقسى.. وضع حركة السكان، المحلات، المستشفيات تحت السيطرة والمراقبة من خلال منع التجول.. نقاط تفتيش وتحرٍ مستمر وتحقيقات الشوارع.. القادة المحليون يخضعون للضغوط لتشخيص المتمردين (المقاومة) ممن سيكونون هدفاً للاغتيال أو الاعتقال من قبل قوات خاصة- فرق الموت- وتسميهم الصحافة الخانعة بـ "دوريات الاستطلاع المسلحة armed reconnaissance patrols."
من الجدير بالملاحظة، يظهر حتى إدارة اوباما التي قامت بتصعيد الحرب، فإنها من الناحية العملية اسقطت الذريعة الأصلية original pretext التي استُخمتْ لتبريرها. ماذا حدث منذ ذلك الحين لـ أسامة بن لادن؟ قلّما يأتون على ذكره والقاعدة إذا حصل ذلك أبداً، بل تم دفعه على نحو متزايد نحو الخلف من خلال التهريج الدعائي للرسميين official propaganda والمؤسسة الإعلامية.
هذه ليست مسألة بسيطة، إنها الأساس "الشرعي" المزعوم والقاعدة التي بنيت عليها قرارات الغزو والاحتلال وعلى أساسها تتواجد القوات الأمريكية في أفغانستان وصارت "صاحبة تفويض لاستخدام القوة العسكرية"، فالقرار المشترك الصادر عن الكونغرس الأمريكي في 18 سبتمبر 2001- بعد أحداث 11 سبتمبر- منح التفويض للقوة المسلحة بهدف إلقاء القبض وتدمير القاعدة، بدءً من بن لادن، بدعوى منع حصول المزيد من الهجمات الإرهابية.
وبعد ثماني سنوات تقريباً، قلّما تُذكر الذريعة pretence من وراء حضور القوات الأمريكية في أفغانستان- القضاء على القاعدة.. وبدلاً من ذلك، أُعلنت بأن الحرب ضد "طالبان"- لفظة طُبقتْ بدون تمييز لتشمل أي أفغاني يقاوم الولايات المتحدة- راعية الاحتلال.. ولم يتضح في أي وقت بأن طالبان كان لهم أي دور في أحداث 11 سبتمبر. التبريرات الملفقة لـ بوش في استهداف حكومة طالبان الإسلامية في كابول تجسّدت في رفضها الإنذار بتسليم زعيم القاعدة إلى الولايات المتحدة.
إسقاط الذريعة الأصلية للغزو يطرح سؤالاً: ما معنى أو فحوى التبرير "الشرعي" لمواصلة حكومة الولايات المتحدة وحلفائها وتصعيدها للحرب؟ الحقيقة أنها لا تملك أي تبرير. لم يبق شيء من التبريرات عدا حقيقة أن الحرب الإمبريالية غرضها السيطرة والنهب..
حقيقة الاحتلال الأمريكي لأفغانستان والعنف الرهيب في باكستان، تُعبر عن تصاعد اهتمام الإمبريالية الأمريكية على مدى ثلاثين عاماً بآسيا الوسطى بغية فرض هيمنة ستراتيجية واقتصادية على الموارد الغنية المتاحة في الإقليم.
منذ العام 1979، قامت الحكومات الأمريكية بتمويل وتجهيز المتمردين الإسلاميين لإسقاط الحكومة الأفغانية المدعمة من قبل الاتحاد السوفيتي. شجّع كلنتون البيت الأبيض في التسعينات الحليف الباكستاني للمساعدة على نصب طالبان في كابول على أساس أنهم سيحبذون تمشية مصالح الشركت الأمريكية للسيطرة على المشروعات الرئيسة للنفط والغاز في كازاخستان وبقية دول آسيا الوسطى، وبناء أنابيب النفط مروراً بأفغانستان. وعندما منعت الحرب الأهلية وعدم الاستقرار ترجمة هذه الخطط إلى حقيقة واقعة، فقد تم استغلال تواجد القاعدة، على الأقل، لغاية العام 2000 للبدء بالتحضير لقيام الولاايت المتحدة بفتح أفغانستان عنوة.
وفّرتْ أحداث 11 سبتمبر (الملفقة) الذريعة لوضع تلك الخطط محل تنفيذ، علاوة على فتح الطريق باتجاه الموارد المتاحة في دول الجوار. ويرتبط بذلك أيضاً، بأن احتلال أفغانستان يوفر للولايات المتحدة ودول الناتو الحليفة قاعدة ستراتيجية أمامية لبناء القوة وممارسة الضغط تجاه القوى المنافسة مثل روسيا، الصين..
وهكذا، فإن حرب الناتو، في حقيقتها، ليست حرباً ضد الإرهاب (الوسيلة المفبركة لشن الحروب الإمبريالية) أو من أجل الديمقراطية أو لمساعدة السكان الأفغان ورفع معاناتهم المديدة، بل أنها حرب كولونيالية لا نهائية هدفها المركزي هو تحويل أفغانستان إلى دولة عملية لأمريكا، وضمان أن تبقى أفغانستان وبشكل صارم تحت التأثير السياسي للولايات المتحدة.
يتوجب على الطبقة العاملة أن تطالب بانسحاب فوري وغير مشروط للقوات الأمريكية والأجنبية، وإنهاء الحملات العسكرية الإمبريالية في آسيا الوسطى، واحترام حقوق شعبي أفغانستان وباكستان تقرير مستقبلهم..
مممممممممممممممممممممممممـ
A war of colonial conquest in Afghanistan,James Cogan, July 10, 2009.



#عبدالوهاب_حميد_رشيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق والاكراد.. معضلة على طول خط المواجهة الملتهب
- الجفاف، الزراعة، والمشاكل الاجتماعية في العراق
- الحقيقة وراء دعاية تحقق -السيادة- العراقية
- هذا العار.. هو عارك!
- لماذا صار العراق البلد الأكثر فساداً في العالم!؟
- ما وراء السياسة (الإمبريالية).. بشر للبيع في عالم جائع..
- حرب أهلية.. هدية اوباما ل.. باكستان..
- ثمار من غابة!
- لغز تصاعد التوجه العسكري لدى اوباما
- لعبة كرة جديدة في العراق
- اوباما يرفع مستوى ضبابية -الحقيقة- في خطابه
- اوباما.. أتركْ وأنسَ المفاوضات
- حان الوقت لمقارنة كلمات اوباما السابقة مع أفعاله الحالية
- عنصريون ديمقراطيون!
- مشروع نهر البارد.. يجب أن لا يفشل..
- البنك الدولي: إسرائيل تستحوذ على أربعة أخماس مياه الضفة الغر ...
- توقعات كئيبة بشأن عودة اللاجئين العراقيين
- العراق: الفساد يُقوض برنامج المساعدة الغذائية الشهرية الحكوم ...
- حرب اوباما في أفغانستان وباكستان
- الإمبراطورية المنتفخة والانهيار المالي


المزيد.....




- السعودية.. مكتب محمد بن سلمان ينشر فيديو على قارب وينعى بدر ...
- السعودية تقتص من الغامدي بقضية وفاة شعيب متأثرا بطعنة آلة حا ...
- ماكرون يواصل -غموضه الاستراتيجي- تجاه روسيا
- أميت شاه: استراتيجي هادئ، يخشاه الجميع، وكان وراء صعود مودي ...
- عالم روسي يتحدث عن تأثير التوهج الشمسي
- مركبة كيوريوسيتي تكتشف ماضيا شبيها بالأرض على الكوكب الأحمر ...
- أسباب الرغبة الشديدة في تناول الجعة
- أيهما أسوأ، أكاذيب إسرائيل بشأن غزة أم الداعمين الغربيين لتل ...
- البيت الأبيض يعترف بأن المساعدات الأمريكية لن تغير الوضع في ...
- تقارير: لا اتفاق حتى الآن في مفاوضات القاهرة بشأن غزة والمنا ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - عبدالوهاب حميد رشيد - حرب الفتوحات الكولونيالية في أفغانستان