أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالوهاب حميد رشيد - الإمبراطورية المنتفخة والانهيار المالي















المزيد.....

الإمبراطورية المنتفخة والانهيار المالي


عبدالوهاب حميد رشيد

الحوار المتمدن-العدد: 2651 - 2009 / 5 / 19 - 08:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



ترجمة: عبدالوهاب حميد رشيد
تساءل قلّة فقط من المعلقين ذوي البصيرة prescient فيما إذا كانت الولايات المتحدة قادرة على الاحتفاظ بإمبراطوريتها العالمية في أعقاب أكثر أزمة اقتصادية حادّة تواجهها منذ الحرب العالمية الثانية. وفي نفس الوقت تورطها في حربين مستنقعين في كل من أفغانستان والعراق.. وهذا ما يقود المزيد من قادة الفكر ودافعي الضرائب إلى طرح مثل هذا السؤال.. لكن الإمبراطورية الأمريكية توفر بذاتها أسباب ضمورها..
للحرب تاريخها في خلق النكبات calamities المالية والاقتصادية. إنها تقود إلى هذه الحصيلة مباشرة وبشكل دائم من خلال ما تسببها من الكوارث- الحاجة إلى مبالغ نقدية أكبر مقابل الحصول على سلع وخدمات أقل.
في أوقات الحرب، تُجند commandeer الحكومات، عادة، الموارد المتاحة بتحويلها من سيطرة القطاع الخاص إلى سيطرتها، بهدف تمويل الحرب. ويتسبب هذا الفعل في نقص shortage الموارد اللازمة لانتاج السلع والخدمات المدنية. وهذا يدفع بدوره الأسعار نحو الأعلى.
وما يجعل الأمور تزداد سوءً، في الغالب، هو لجوء الحكومات تحت ضغط الحرب إلى زيادة إصدار النقود الورقية (في غياب الغطاء النقدي) لتمويلها (الحرب). وهذا الإجراء يقود كذلك إلى تصاعد كمية عرض النقود مقابل كمية أقل من السلع والخدمات الاستهلاكية. وبهذه الوسيلة تحقق تمويل العديد من الحروب الأمريكية (وغيرها)..
على سبيل المثال، كان لحرب العام 1812 أثرين سلبيين على النظام المالي الأمريكي: ففي العام 1814 سمحت الحكومة الفيدرالية لبنوك الولايات المتحدة ذات الامتياز state-chartered banks التوقف عن مدفوعاتها بالذهب والفضة إلى أصحاب الودائع لديها.
بكلمات أخرى، وحسب Tom J. DiLorenzo في Hamilton’s Curse، صارت البنوك غير مطالبة للاحتفاظ بكمية كافية من الذهب والفضة لتغطية الديون/ الإصدارات النقدية الورقية. سمحت هذه السياسة للبنوك تقديم مبالغ أكبر من القروض للحكومة الفيدرالية للاستمرار في تمويل الحرب. وكانت النتيجة تصاعد المعدل السنوي للتضخم inflation وليصل إلى 55% في عدد من المدن الأمريكية.
سارت الحكومة في هذا الطريق- التوسع في الائتمان- في أوقات الحرب بسبب عدم وجود بنك مركزي للولايات المتحدة في ذلك الوقت. ولم تصل الإجراءات الدستورية للكونغرس في المساءلة إلى مستوى دستوري كما هو الآن.
لكن الاضطراب المالي الشديد الناجم عن الحرب قاد إلى تأثير قاتل للتوسع في الائتمان على النظام المالي. وفي أعقاب إعادة تنظيم البنوك العام 1817 في شكل بنك ثان للولايات المتحدة، وعلى شاكلة النوع الأول من البنوك، بل وكافة البنوك المركزية الحكومية في المستقبل، فإن البنك الثاني أغرق السوق في التوسع بالائتمانات الجديدة..
قاد هذا الإجراء العام 1818 إلى مضاربات حادة في الملكيات العقارية real estate ولتتحول إلى فقاعة bubble انفجرت العام 1819 في ظروف الرعب والاضطراب المالي، وبذلك شكل هذا الارتداد فترة الركود recession الأولى في التاريخ الأمريكي.. أليست نفس الحالة قائمة الآن!؟
تخلص الرئيس الأمريكي Andrew Jackson من نظام البنك الثاني في ثلاثينيات القرن التاسع عشر (1830s) وانتعش الاقتصاد الأمريكي عموماً مع نظام مصرفي حر لغاية العام 1913- مرحلة ظهور نظام آخر للبنك المركزي تمثل في البنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي.
نحن لاحظنا بأن الحرب تتسبب أساساً في كل من المشاكل الاقتصادية وعمليات التمويل المؤسسية الحكومية الشائنة nefarious التي تخلق بدورها الصعوبات المالية. طبعاً، ففي الفترة الحالية المعاصرة للإمبراطورية الأمريكية فإنها تقود إلى مثل تلك الكوارث الاقتصادية والحروب التي تسمح لهذه المؤسسات إحداث الفوضى/ الخراب havoc.
تسبب البنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي في الانهيار الحالي لعمليات الائتمان القائمة في سوق العقارات والتي قادت إلى المزيد من الاضمحلال المالي والاقتصادي العالمي من خلال الإغراق المبكر للسوق في عمليات الائتمان.. تركزت تلك النقود في قطاع العقارات وخلقت فقاعة اصطناعية تمحورت في الانهيار السريع العام 2008. ولكن ماذا دفع بالبنك الاحتياطي الفيدرالي إلى هذا التوسع السريع في الائتمان؟
بُغية منع الكارثة الاقتصادية المحتملة في أعقاب أحداث 11/9 وتلطيف حالة الهيجان الشديد soothe jitters التي أحاطت بالغزو المحفوف بالمخاطر واللامبرر للعراق، بدأ رئيس البنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي Alan Greenspan سلسلة تخفيضات لمعدل الفائدة، قادت بسرعة إلى تعاظم عرض النقود.
وحسب Thomas E. Woods, Jr. بشأن مشكلة الاضمحلال/ الذوبان Meltdown، فإن سلسلة تخفيضات معدل الفائدة، أدت وبسرعة فائقة إلى تطبيق سياسة استثنائية لتخفيض معدلات الأرصدة الفيدرالية (المعدل الذي على أساسه تقرض المصارف بعضها لبعض القروض السريعة لفترة قصيرة overnight.. هذه القروض التي تحدد عادة معدلات أخرى لسعر الفائدة) لتصل إلى 1% فقط على مدى العام (من حزيران 2003 لغاية حزيران 2004).
لاحظ وودز أن الكميات التي خُلقت من عرض النقود خلال الفترة 2000-2007 كانت الأكبر مقارنة ببقية فترات التاريخ الأمريكي. غالبية هذه النقود انتهت، في الواقع، إلى ظهور فقاعة العقارات التي سببت الاضمحلال. وفي هذا الوقت كان محافظ البنك الاحتياطي الفيدرالي Ben Bernanke مدافعاً متحمساً ardent advocate عن هذه السياسة المتمثلة في سهولة توفير المزيد من عرض النقود. وباعتباره رئيس الفيدرالية، فقد استمر في طريقته لعلاج الأزمة الاقتصادية بمساعدته على خلق مقايسس مماثلة.
بالطبع، حسب اسامة بن لادن، فإن العوامل الأساسية لهجمات 11/9 تجسّدت في احتلال الولايات المتحدة لبلدان إسلامية- المعروفة بأنها مدعمة بقوة بفساد الأنظمة الدكتاتورية.
كما أن غزو العراق لم يكن ضرورياً أبداً لأنه لم تتواجد أبداً علاقة ترابطية للقاعدة أو هجمات 11/9 بالنظام العراقي السابق. وحتى على فرض أن النظام العراقي السابق (وهو فرض غير صحيح) كانت لديه أسلحة بيولوجية، كيمياوية وحتى ذرية، فإن المخزون الأمريكي الضخم من هذه الأسلحة كان رادعاً محتملاً قوياً لمنع النظام من استخدام تلك الأسلحة ضد الولايات المتحدة.
وهكذا تولّد السهم الضارب نتيجة هذه الممارسات الإمبريالية باتجاه زيادة عرض النقود بقصد منع الذوبان الاقتصادي ذات العلاقة، وتسبب بدوره- وعلى نحو أسوأ- في المزيد من الكوارث المالية والاقتصادية.
ربما تشكل هذه العوامل آثاراً غير مباشرة للإمبراطورية، ولكن لا يمكن تجاهلها.. تخلصوا من الإمبراطورية عبر البحار overseas empire لأننا غير قادرين بعد الآن على تحمل أعبائها، بخاصة، عندما تكون مسؤولة جزئياً عن الكارثة الاقتصادية التي تقودنا إلى أن نصبح أكثر فقراً.
ممممممممممممممممممممممممـ
Bloated Empire and the financial crash, By Ivan Eland,aljazeera.com, 15/05/2009.
-- Ivan Eland is Director of the Center on Peace & Liberty at The Independent Institute. Dr. Eland has spent 15 years working for Congress on national security issues, including stints as an investigator for the House Foreign Affairs Committee and Principal Defense Analyst at the Congressional Budget Office. His books include The Empire Has No Clothes: US Foreign Policy Exposed, and Putting “Defense” Back into US Defense Policy.
ConsortiumNews
Source: Middle East Online




#عبدالوهاب_حميد_رشيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سياسة اوباما الإمبريالية في الشرق الأوسط
- أفغانستان: قصف بالفسفور الأبيض..إصابة طفلة بحروقات مرعبة..
- تجاهل الأطفال ضحايا جرائم حروب بوش
- خطط الولايات المتحدة لإحداث انقلاب في باكستان
- البطالة والفقر في غزة والعقوبات الإسرائيلية ضد العمال
- مذبحة الأقليات في العراق!
- صموئيل هنتنغتون.. هل أساء الفهم؟
- مُناشَدَة AN APPEAL
- مَنْ هم ضحايا الحرب الجوية الأمريكية في العراق؟
- وينك يا وطن وينك!!؟؟*
- بقاء دائم في العراق..!!
- خلف الجدران الصامتة (ليلى أنور)
- الجانب الخاطئ من التاريخ ( الكاتب اليهودي: يوري افنري)
- دماء محجوبة.. تجاهل مقصود وجريمة حرب أمريكية
- الانقسام الفلسطيني الإلزامي
- الحقيقة المُرّة: الاقتصاد الأمريكي لن يعود إلى سابق عهده!
- لا نهاية سعيدة..
- تنقيح قائمة الإرهاب.. إعادة تصنيف حماس والتحرك إلى الأمام
- المحقق الأممي: الأدلّة تُبين ارتكاب إسرائيل جرائم حرب في غزة ...
- كلمات خطيرة: الحرب على الإرهاب


المزيد.....




- تشييع جثمان شاب فلسطيني قتله الجيش الإسرائيلي في الضفة الغرب ...
- أطعمة مزودة بنكّهات مدخنة متهمة بالتسبب بـ-السمية الجينية-
- صافرات الإنذار تدوي في سيدروت بعد هجوم صاروخي لـ-القسام- على ...
- -حزب الله-: استهدفنا انتشارا لجنود الجيش الإسرائيلي ‏بصواريخ ...
- مقتل فلسطيني في مخيم بلاطة بنابلس
- بالفيديو.. طائرة مسيّرة تابعة لكتائب -القسام- تسقط قذيفة على ...
- رويترز: مقتدى الصدر يستعد للعودة للحياة السياسية
- -حماس- تدين تصريحات لبايدن زعم فيها أن إنهاء حرب غزة مرهون ب ...
- المنامة.. تواصل التحضيرات للقمة العربية
- -القسام- تفجر منزلا مفخخا بجنود إسرائيليين هربوا إليه في عمل ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالوهاب حميد رشيد - الإمبراطورية المنتفخة والانهيار المالي