أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالوهاب حميد رشيد - لا نهاية سعيدة..















المزيد.....

لا نهاية سعيدة..


عبدالوهاب حميد رشيد

الحوار المتمدن-العدد: 2546 - 2009 / 2 / 3 - 08:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ترجمة: عبدالوهاب حميد رشيد
لسؤال العملي بخصوص الغزو الإسرائيلي لـ غزة لا يكمن في: مَنْ هو على صواب؟"، بل في: هل يُمكن لـ إسرائيل أن تدوم!؟"
تملك إسرائيل وتستخدم جيشاً مجهزاً ومعداً لقتال دول معادية، شعب معادي.. وفي عالمنا المعاصر، قلّما يكون هذا الأسلوب فعالاً.. فمن أجل إلحاق الهزيمة بدولة ما، يجب تدمير جيشه والاستيلاء على أرضه. لكن غزة لا تملك سوى قوة عسكرية صغيرة، بلا مدرعات ولا طائرات. عليه يمكن للجيش الإسرائيلي أن يقوم بالغزو، لكن الناس سيبقون في أرضهم، ويستمرون في عدائهم.. طعن هدف هلامي لا يفيد بشي..
تبقى إسرائيل "دولة" صغيرة في منطقة كبيرة معادية وذات رغبة قوية بعدم بقائها. الصواب والخطأ لا يُغير شيئاً.. مرة تلو الأخرى، تفقد إسرائيل صوابها ضد أعداء لها القدرة على إلحاق الهزيمة بهم.. ولكن ليس بشكل حاسم decisively أبداً.. وهكذا تتساقط القنابل على: غزة، سوريا، بيروت، وربما إيران.. كل حرب تؤكد بشكل مضمون حرباً قادمة أخرى: 1948، 1956، 1967، 1973، 1982، 2006، 2009.. إلى الأبد!
إسرائيل اليوم ليست بتلك التي راودت، ذات مرة، أحلام أساتذة هيدلبرغ Heidelberg professors عندما هربوا من أوربا ليشتغلوا بأيديهم في أرض المزارع الجماعية اليهودية kibbutzim، وليلعبوا الشطرنج ويعزفوا الكمان ليلاً.. إنها تشبه حالياً المكان الذي هرب منه الأساتذة.. الصراعات الوحشية تولّد شعباً متوحشاً.. الفظاعة تولد فظاعة مضادة.. وهنا يتقدم المتطرفون إلى الأمام، وتصبح الحملات العسكرية آلية الحل الوحيدة.
إلى أين تتجه كل هذه الممارسات؟ كم ستستمر؟ خمسون سنة أخرى؟ مائة سنة؟.. أما أن يحقق البلد سلاماً أو يسير على طريق ممالك الحروب الصليبية.. يُمكن أن نفترض أن "الشعب" الإسرائيلي هو أفضل أو أسوأ شعب في العالم.. يمكن للمرء أن يموت وهو على صواب كمثل موته وهو على خطأ!
يبدو أن الإسرائيليين يبنون شرك سقوطهم بأنفسهم من خلال سياسياتهم. يستمرون في إلحاق الضفة الغربية بـ "إقليمهم". صارت أعداد المستوطنات كثيرة وكثيفة بالمستوطنين إلى درجة أن إزالتها من المحتمل أن تصبح مستحيلة بالنسبة لأية حكومة إسرائيلية.. كما أنها تستبعد حل وجود دولتين.. ومن أجل فرض السيطرة على شعب كبير مُعادٍ، هناك حاجة لاستخدام أساليب قاسية، وهذه بذاتها تُغذي عداء الشعب.. العرب يتكاثرون بسرعة أكبر من تكاثر الإسرائيليين، وهذا سيقود إلى تقليص العدد النسبي للإسرائيلين الذين يحكمون العرب المتزايدين نسبياً.. فكر: جنوب أفريقيا.. كيف يمكن لكل هذا أن يستمر؟.. وإلى متى؟..
لإسرائيل كذلك أقلية كبيرة من العرب في الداخل (الفلسطينيون داخل إسرائيل).. وهؤلاء أيضاً يتكاثرون بسرعة أكبر من تكاثر الإسرائيليين. إذا ما استمر هذا الوضع، مُضافاً إليه استمرار حق العرب في الإقتراع والمشاركة في الانتخابات، ستتحول إسرائيل يوماً ما إلى دولة إسلامية!! عاجلاً أم آجلاً، سيطرح هذا السؤال نفسه: ديمقراطية أم يهودية!؟
أمريكا قتلت سكانها الأصليين.. أسبانيا تزاوجت معهم.. لكن إسرائيل لا تستطيع فعل أي من البديلين.. والآن، ماذا بعد؟
طالما أن الإسرائيليين لا يُريدون الاتصال والتواصل مع المسلمين في الداخل.. فالحل سيكون أما بحرمانهم من حق الإقتراع أو ممارسة التطهير الإثني.. مرة أخرى، فالحرمان سيترك اليهود- المتجهين نحو التناقص النسبي- إلى أن يحكموا الأكثرية المتزايدة من المسلمين.. فكرْ: ألباما في العالم 1930..
من الواضح أن الحرمان من حق الإقتراع قد بدأ فعلاً.. حرّمتْ إسرائيل أحزابها العربية من الإقتراع في الانتخابات القادمة، ولكن المحاكم لم تحرمها.. التطهير الإثني؟.. تفعيل هذا الحل وتهجير أقلية كبيرة، يتطلب ممارسة إجراءات قاسية رهيبة.. هذا الإجراء أقل أخلاقية، لكنه الحل الأكثر عملياً.. هناك قدر ضئيل من احتمال أن يعترض الكونغرس، وليس متوقعاً لفترة طويلة.. فحتى لو فعلت إسرائيل ذلك مع شيكاغو، فسوف يُصادق الكونغرس على فعلها!
يظهر أن المؤشرات الإيجابية التي تتمتع بها إسرائيل، تتجه نحو الانحدار في الأمد الطويل. فموقف الجيش الإسرائيلي ليس جيداً، كما قد يتصور المرء، إنها تمتلك قوة جوية رائعة، جيش قوي، قنابل ذرية، وأعداء ضعفاء. لا شيء من كل هذا مفيد، بخاصة، ضد سكان غاضبين..
يظهر وجود احتمال أن بلداناً إسلامية مُقبلة على امتلاك أسلحة نووية.. ليس الخطر كامناً في أن البلد الإسلامي سيشن تلقائياً هجوماً نووياً على إسرائيل، طالما أن هذا الفعل يرتقي إلى مستوى الانتحار الوطني.. لكنك وأنت تمتلك هذا السلاح، لا تحتاج إلى استعماله تجاه الغير لتصبح قوة فاعلة..
في الوقت الحاضر، يُشكل القصف الجوي، الورقة الرابحة trump card لإسرائيل. على فرض أن سوريا بدأت بالهجوم وظهرت بوادر كسبها للمعركة (فرضية غير محتملة حالياً)، عندئذ ستتعرض مدنها إلى دمار شامل.. وتعرف دمشق ذلك.. عليه تقبع إسرائيل بالضبط في نقطة خطورة الصفر zero danger من إمكانية أن تلحق بها هزيمة.. ولكن إذا ما امتلكت البلدان العربية ( أو أحدها ) السلاح النووي، عندئذ ستفقد الورقة الإسرائيلية الرابحة (القصف الجوي) قيمتها.. عليك أن تكون حذراً جداً من قصف بلدان قادرة على تحويل مدنك إلى رماد!
الأكثر من ذلك، تعتمد إسرائيل في بقائها على دولة أجنبية- الولايات المتحدة الأمريكية- تُزودها بالأسلحة، المساعدات المالية، الفيتو في الأمم المتحدة (مجلس الأمن)، وأيضاً، وليس أخيراً، أمريكا هي ملجؤها الأخير في دعمها عسكرياً إذا ما وقعت في مأزق (1973 على سبيل المثال).. بدون هذه الأشكال وغيرها من الدعم الأمريكي، لن تكون إسرائيل قادرة على البقاء والاستمرار. إن بلداً صغيراً بدون نفط لا يستطيع بناء وتجهيز حملات عسكرية كبيرة ومكلّفة.. لو كنتُ(كاتب المقالة) إسرائيلياً ، لصرتُ في حالة اضطراب أمام هذا الوضع المقلق..
الدعم الأمريكي يعتمد بشكل حاسم crucially، إن لم يكن كلياً entirely، على مجموعات اللوبي الإسرائيلي the Israeli lobbies في الولايات المتحدة. إذا ما ترنّحتْ هذه اللوبيات، ستترنح إسرائيل أيضاً. ليس لأن الولايات المتحدة تهتاج وتتحرق seethes لكبت أعداء السامية anti-Semitism.. ذلك أن أمريكا لا تهتم كثيراً بالعالم الخارجي.. فالكونغرس موال loyal فقط لمصلحته..
اليوم يُلاحظ المرء التصويت بأغلبية كبيرة في الكونغرس دعماً لإسرائيل.. لكن الرقم زائف artificial بدرجة عالية.. المحك هنا: أن هذا اليوم يعني هذا اليوم today is today.. ولكن هناك دائماً الغد.. الكونغرس يُدعم أياً كان ممن يدفع له أو من يُرعبه وقادر على الضغط عليه (المصالح الإمبريالية).. واليوم يستطيع اللوبي الإسرائيلي أن يبتز exact ثمناً باهضاً من المعارضة. ولكن، إذا ما سارت الريح في الاتجاه الآخر، عندئذ سينتفض الكونغرس ويميل نحو نفس الاتجاه الآخر!.. ما هي الدوافع الاحتمالية لتغيير اتجاه الريح وبدرجة كافية؟ لا أعرف (كاتب المقالة).. ما الاحظه أن إسرائيل لا تمتلك نفطاً، والطلب العالمي على النفط يزداد بسرعة.. فكر: تايوان..
والأبعد من ذلك، من المشكوك فيه أن دعم الرأي العام (الأمريكي) لإسرائيل هو بمستوى من القوة الكبيرة، كما أخبرونا.. فحتى بين المحافظين، هناك عداء واسع لليهود وإن كان خفيفاً.. المضايقات هو شيء واحد، لكن أن تتأمل غرق البلاد وسقوطها في ممارسات بشعة، فهذه مسألة أخرى.. قلّما يُفكر الناس بعيداً بهذا الشكل.. الكثيرون ممن يتمكنون، سوف يهزون أكتافهم في إشارة لعدم اكتراثهم، ويقولون: "أياً كان الأمر، إنه مشكلتهم".. عند نمو ظاهرة عدم الاهتمام هذا- الامبالاة- على المستوى الوطني، فهذه الحالة الشاملة ستجسد عندئذ نهاية إسرائيل..
يبدو لي (كاتب المقالة) أن رائحة باهتة ليوم الحساب doom تحوم فوق تل ابيب.. فالظاهر أن القوة الأمريكية تتجه نحو الاضمحلال.. حصيلة حروبها الإسلامية، محل شك.. سيطرتها على وكلائها من الحكومات الإسلامية غير مؤكدة.. ويظهر أن لا شيء مما تفعله إسرائيل ذو تأثير فعال في الأمد الطويل.. الأوضاع الديموغرافية فظيعة.. العداء الإقليميي العربي في تصاعد مؤكد.. التوازن العسكري، هو الجانب الوحيد محل الانتظار.. والمشروع بكامله مُعلّق على اللوبي.. أتذكّر عند التفكير في الاتحاد السوفيتي. "هذا لا يمكن أن يدوم".. لم استطع في حينه رؤية كيف يمكن إيقافه.. لكنه توقف.. ما لم يتغير شيء ما، ولا أملك أفكاراً واضحة هنا، فلا أجد نهاية سعيدة!!
مممممممممممممممممممممممممـ
No Happy Ending,by Fred Reed, January 30, 2009.
Fred Reed is author of Nekkid in Austin: Drop Your Inner Child Down a Well and the just-published A Brass Pole in Bangkok: A Thing I Aspire to Be. Visit his blog.
Copyright © 2009 Fred Reed.





#عبدالوهاب_حميد_رشيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تنقيح قائمة الإرهاب.. إعادة تصنيف حماس والتحرك إلى الأمام
- المحقق الأممي: الأدلّة تُبين ارتكاب إسرائيل جرائم حرب في غزة ...
- كلمات خطيرة: الحرب على الإرهاب
- الصحة وحقوق الإنسان في الضفة الغربية الفلسطينية وغزة
- الكساد الأخلاقي للديمقراطيات
- رسالة من غزة.. إلى الضفة..
- دولة القانون
- طفل من غزة
- المستقبل.. أي مستقبل؟
- المعضلة.. ليست في الصواريخ..
- الحرب الصامتة في غزة
- ما هي أهداف إسرائيل في غزة؟
- الصمت العالمي يُماثل القصف القاتل الإسرائيلي
- ملاحظات على مسودة المشروع السياسي للجنة تنسيق عمل القوى الشي ...
- صوت واحد من غزة
- أطفال العراق.. الإدمان وتجارة المخدرات!
- منظمات أجنبية للمساعدات الإنسانية.. أفغانستان على حافة المجا ...
- العراق: فحص الجيوب.. قبل فحص المرضى!
- مخافة أن ننسى!!
- العراق يعيش كارثة زراعية


المزيد.....




- بالتعاون مع العراق.. السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية ...
- مسؤول إسرائيلي حول مقترح مصر للهدنة في غزة: نتنياهو لا يريد ...
- بلينكن: الصين هي المورد رقم واحد لقطاع الصناعات العسكرية الر ...
- ألمانيا - تعديلات مهمة في برنامج المساعدات الطلابية -بافوغ- ...
- رصد حشود الدبابات والعربات المدرعة الإسرائيلية على الحدود مع ...
- -حزب الله-: استهدفنا موقع حبوشيت الإسرائيلي ومقر ‏قيادة بثكن ...
- -لا استطيع التنفس-.. لقطات تظهر لحظة وفاة رجل من أصول إفريقي ...
- سموتريتش يهاجم نتنياهو ويصف المقترح المصري لهدنة في غزة بـ-ا ...
- طعن فتاة إسرائيلية في تل أبيب وبن غفير يتعرض لحادثة بعد زيار ...
- أطباق فلسطينية غيرتها الحرب وأمهات يبدعن في توفير الطعام


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالوهاب حميد رشيد - لا نهاية سعيدة..