أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عبدالوهاب حميد رشيد - العراق: فحص الجيوب.. قبل فحص المرضى!














المزيد.....

العراق: فحص الجيوب.. قبل فحص المرضى!


عبدالوهاب حميد رشيد

الحوار المتمدن-العدد: 2503 - 2008 / 12 / 22 - 08:15
المحور: كتابات ساخرة
    


ممرضة في المستشفى العام في بعقوبة- محافظة ديالى (40 كم شمال شرقي بغداد) طالبت أحمد علي، المشارك في إعداد هذا التقرير، أن يُقدم لها رشوة bribe حتى تنظر في الحالة المرضية لطفله. من الصعب اعتبار هذا الطلب حالة استثناثية، بعد أن تفشّت وأصبحت ظاهرة عامة على مستوى البلاد. كما وبدأ المرضى يتحدثون بشكل اعتيادي عن الحاجة لرشوة الكادر الطبي لحصول المريض على شيئ من الرعاية الصحية. "الممرضات في المستشفيات العراقية لسن ملائكة رحمة angles of mercy،" قالها لوكالة IPS مريض سابق في المستشفى الرئيس في بعقوبة.
كانت ممارسة الرشوة متواجدة في الأيام الصعبة خلال التسعينات بفعل المقاطعة، لكنها ازدادت واتسعت منذ الاحتلال الأمريكي، وأصبحت أكثر سوءً، كما هو الحال بالنسبة إلى المجالات الأخرى في العراق. وهكذا "تغيرت مهنة الطب من رمز للرحمة إلى وسيلة لجمع المال،" حسب قول عبدالله نجيب- تاجر في مدينة بعقوبة.
نقص الكادر الطبي زاد في تدهور التعامل الصحي مع المرضى، بعد هروب إلى خارج البلاد و/ أواغتيال أكثر من نصف ألـ 36 ألف من العاملين في المجال الصحي على مستوى العراق. وحسب أحد العاملين في مستشفى بالمدينة "من الصعب جداً أن تجد طبيباً في مستشفى أو مستوصف."
وهكذا صارت القصص المأساوية للمعاناة من المستشفيات مسألة اعتيادية: "مكثتُ ليلة واحدة في المستشفى العام في غياب مكيفات الهواء. استمر طفلي يفرز العرق طوال الليل بسبب الحر. زار الطبيب المقيم طفلي مرة واحدة فقط. بعد هذه الليلة، أخذت طفلي وتركت المستشفى دون استكمال العلاج. لم استطع أن أجد معالجة طبية جيدة في المستشفيات الخاصة، ومات الطفل بسبب إهمالهم." قالتها أم الطفل، حيث لم ترغب في كشف هويتها.
هناك مستشفيين عامين في بعقوبة، أحدهما للأطفال والآخر عام. نُعاني في كليهما من نقص الأطباء،" حسب مدير عام صحي طلب عدم كشف هويته. بينما ذكر زوج إمرأة حامل: "ربما يتواجد طبيب واحد في المتوسط لكل عشرين إمرأة حامل لمساعدتهن على الولادة خلال ساعة أو ساعتين... مئات من المرضى الذين يأتون إلى المستشفى، قد يجدوا ممرضاً واحداً أو ممرضة واحدة دون وجود طبيب."
قلة من الأطباء المستمرين في عملهم أما هم أطباء مقيمون أو متخرجون جدد، في حين أن معظم المتخصصين وأصحاب الخبرات هربوا منذ فترة ما بعد الاحتلال."
المتبقي من الأطباء القلة يتعاملون مع المرضى في ظروف نقص المعدات وعدم ملاءمة الموجودة منها. "تُخصص الحكومة أرصدة كبيرة لتجديد هذه المعدات في المستشفيات... لكن هناك تعاملات مريبة تجري بين المتعاقدين وبين السياسيين،" حسب أحد الرسميين في صحة المحافظة.
كشف الوكيل السابق لوزارة الصحة- الدكتور أمير خوزي- العام 2005 بأن وزارته خصصت بليون دولار من ألـ 16.06 بليون دولار التي قدمت من قبل الحكومة الأمريكية لإعادة الاعمار في العراق. لكن وزارة الصحة لم يكن لها السيطرة على الأرصدة. وبدلاً من ذلك فإن الجهاز الرسمي الأمريكي المسؤول عن إعادة الاعمار، منحت تعاقدات للمؤسسات الأجنبية (الأمريكية). وهذه المؤسسات انفقت الأرصدة بالشكل الذي رأته مناسباً لمصالحها.
والآن، فالمشكلة هي في تصاعد حالات الفساد corruption. في العام 2007 أصبحت وزارة الصحة ضمن حصة مجموعة الصدر ا لمتحالفة مغ (الأغلبية). ولا توجد حالياً أرصدة للمستشفيات العراقية. كل ما يفعلون هو "أنهم يصبغون الجدران فقط،" قالها مواطن مقيم في بعقوبة.
كذلك تُعاني المستشفيات الخاصة من معوقاتها. "قبل شهرين، خضعت طفلتي (6 سنوات) لعملية اللوزتين tonsils surgery. وبعد أن أعطوها المخدّر anesthetic، انقطع التيار الكهربائي دون وجود مولدة.. انتظرتُ إلى أن فاقت ابنتي، وأخذتها إلى البيت."
عندما نشرت وزارة الصحة تقريرها بشأن وباء الكوليرا، انتشر الرعب بين الناس المقيمين في بعقوبة، لأن المستشفيات المحلية ليست مجهزة للتعامل مع مثل هذه الحالات.
في بعقوبة، كما في الكثير من المدن العراقية، فإن غالبية المستوصفات الصحية القائمة مغلقة. بعض الأطباء يُعاينون المرضى في بيوتهم بسبب رداءة المعدات الطبية في هذه المستوصفات. وفي أعداد كبيرة من هذه المستوصفات، كان الطبيب يحصل على 10-20 دولار لفحص المريض. بينما الراتب الشهري للمحظوظين ممن يجدون العمل هو بحدود 180 دولار.. وهذه الطريقة تُقدم معاينة "مجانية" ثقيلة heavy free. "هناك من الأطباء مَن يفحص 100 مريض في اليوم الواحد... وبذلك تأثرت تشخصياتهم diagnosis للمرض سلباً نتيجة السرعة في الفحص. ولكن كلما كانت المعاينة سريعة، كانت النتيجة أفضل.. جشعهم يدفعهم لتحصيل أكبر قدر من المال،" قالتها المواطنة فاطمة عيدان للوكالة.
مممممممممممممممممممممممممـ
IRAQ: Looking After Pockets, Not Patients,(Ahmed Ali and Dahr Jamail*),uruknet.info, BAQUBA, Dec 15,2008 (IPS).
*Ahmed, our correspondent in Iraq s Diyala province, works in close collaboration with Dahr Jamail, our U.S.-based specialist writer on Iraq who has reported extensively from Iraq and the Middle East). (END/2008).



#عبدالوهاب_حميد_رشيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مخافة أن ننسى!!
- العراق يعيش كارثة زراعية
- مطلوبة حية أو ميتة (مقالة بلسان المرأة العراقية)
- العراقيون يواجهون خسارة جيل في ظروف مآسي الحرب
- اللقاء الوطني العراقي للتحرير والديمقراطية
- تمثيلية الإتفاقية الأمنية
- العراقيون يتحولون نحو المخدرات
- محق العراق
- الأمم المتحدة: استمرار المستوى المرتفع للعنف ضد المرأة في ال ...
- تجاهل جرائم اغتصاب المرأة في حرب العراق
- الأزمة المالية تُلحق الأذى بالعراقيين
- يجب أن يكون هناك مَنْ يتحمل مسئولية جرائم غزو واحتلال العراق
- اوباما، إيران، والمعاهدة الأمريكية- العراقية
- سوف لن تتغير السياسة الخارجية للولايات المتحدة الأمريكية
- أمريكا: لا جدوى كم تغتسلي.. ستبقى أيديكِ قذرة..
- والآن وجب على اوباما الإعلان عن نهاية - الحرب على الإرهاب-
- هل سيحترم الرئيس الأمريكي الجديد القانون الدولي؟
- منظمة أطباء لحقوق الإنسان: إدارة بوش ارتكبت جرائم حرب ضد الس ...
- المنطق الأمريكي في استمرار ارتكاب مجازر القتل في العراق
- على العراق مساعدة الاجئين.. وليس مجرد إغرائهم بالعودة


المزيد.....




- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عبدالوهاب حميد رشيد - العراق: فحص الجيوب.. قبل فحص المرضى!