أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة - عبدالوهاب حميد رشيد - تجاهل جرائم اغتصاب المرأة في حرب العراق















المزيد.....

تجاهل جرائم اغتصاب المرأة في حرب العراق


عبدالوهاب حميد رشيد

الحوار المتمدن-العدد: 2478 - 2008 / 11 / 27 - 10:02
المحور: ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة
    


ظهرت على خالدة، وهي تستعيد الذكريات المؤلمة لما حدث لها، الخوف والرعب في كل جملة قالتها. شرحت كيف أن رجالاً مسلّحين- يعملون في وزارة داخلية حكومة الاحتلال في بغداد- اختطفوها، ضربوها، اغتصبوها، ثم رموها على قارعة طريق جانبي للمشاة. لكن معاناتها لم تنته بعد أن هربت من العراق وصارت لاجئة في العاصمة الأردنية- عمان. فعندما علم زوجها بخبر اغتصابها، هجرها وولديها الصغيرين.
تنتشر الإشاعات rumors في عمان كانتشار النار في الهشيم. وسرعان ما علم جيرانها في المنطقة السكنية بأنها تعيش وحيدة- بلا رجل- في السكن. وهذا ما شجع جارها الأردني الشهر الماضي اقتحام شقتها في محاولة دنيئة منه لاغتصابها.
لم تخبر خالدة أية جهة بالحادثة التي تعرضت لها. وكما هو حال آلاف اللاجئين في الأردن، ليس لديها ترخيص رسمي بالعيش (الإقامة) أو العمل هناك. كذلك فهي خائفة من مراجعة السلطات المعنية للحصول على مساعدة لئلا تتعرض للتسفير وإعادتها إلى العراق. وهكذا، فبدلاً من أن تُمارس حقها وتحاول أن تبحث عن العدل لمعاقبة المجرمين ممن اعتدوا عليها، عمدت إلى إقفال باب شقتها وحبست نفسها في داخلها.
تلقي قصة خالدة الضوء على مشكلة وجدت القليل من الاهتمام في البحوث والدراسات، وتفهماً اجتماعياً ضئيلاً، بل وتعرضت للتجاهل بدرجة عالية. إنها ضحايا الاغتصاب، بخاصة الإناث- ثمرة الاحتلال- وتعيش الكثيرات منهن في الأردن بشكل غير قانوني حالياً وفي غياب الحماية. مثل هذه الاعتداءات في الشرق الأوسط تجعل من الضحايا محل نفور اجتماعي. كما أن أوضاعهن الحرجة في الأردن تضعهن في خوف من محاولة الحصول على مساعدة. وأيضاً، فهنّ معرضات بسهولة لاعتداءات جنسية أخرى، علاوة على سوء المعاملة. يُضاف إلى ذلك أن خشيتهن من مضايقة سلطات الهجرة الأردنية، يُراكم خوفهن من العودة القسرية إلى العراق.
"غياب الإطار القانوني لهذا النمط من مسائل الحماية يضعهن، وبدرجة كبيرة، في موقف التعرض للاستغلال،" حسب قول عمران رضا- رئيس بعثة المفوضية السامية للاجئين UNHCR في الأردن- الوكالة الدولية الرئيسة لمساعدة العراقيين في الأردن. وأضاف: النساء مثل خالدة "يتصفن، بالتأكيد، بالضعف vulnerable، وأكثر ضعفاً من الأُخريات."
الاغتصاب سلاح اعتيادي في الحرب. لا أحد يعلم كم من العراقيات اُغتُصبن منذ بدء الحرب العام 2003. كما "بقيت أغلبية الجرائم ضد المرأة في حالة صمت خوفاً من العار stigma، الثأر والانتقام، علاوة على فقدان الثقة بالبوليس،" حسبما نشرته المجموعة الدولية لحقوق المرأة MADRE في تقريرها العام 2007 بخصوص ممارسة العنف ضد المرأة في العراق. هناك نساء، مثل خالدة، اُغتُصبن من قبل قوى الأمن لحكومة الاحتلال في بغداد. تضمّن تقرير صدر العام 2005 من قبل الرابطة الوطنية العراقية لحقوق المرأة بأن العراقيات في مراكز اعتقال وزارة الداخلية تعرضّن "بشكل منتظم للاغتصاب من قبل المحققين."
تُمارس مجموعة من المنظمات نشاطها لمساعدة ضحايا الاغتصاب في العراق. تعمل MADRE مع منظمة حرية المرأة في العراق على تقديم شيء من الخدمات لهنً في عدد من الملاجئ/ المساكن الخاصة بضحايا الاغتصاب، بما في ذلك الرعاية الصحية والمشورة.
لكن المليشيات تستهدف دائماً المدافعين عن حقوق المرأة في العراق. عليه يتم تقديم هذه الخدمات من خلال "شبكة عمل خفية" " a clandestine networkويمكن أن يتعرضوا، في الغالب، إلى مخاطر جَمّة،" قالتها عفات سوسكند- مديرة اتصالات MADRE. وعموماً ساعدت هذه المساكن عدة آلاف من الضحايا العراقيات منذ العام 2003. كما وأن غالبية الضحايا يعرفن بأمر هذه الملاجئ من نساء أُخريات.
وعموماً، تبقى مهمة توثيق أحداث الاعتداءات الجنسية في العراق من قبل الباحثين الدوليين مسألة مُعقدة بسبب اتساع العنف. وعلى نحو مماثل، لم تجر محاولة تقدير عدد العراقيات (والعراقيين) اللاجئات في الأردن ممن تعرضن للاغتصاب في العراق، حسب قول محمد حبشني- طبيب نفساني أردني، عالج بحدود ألـ 40 من ضحايا الاغتصاب العراقيات: الكآبة depression والإجهاد والاضطراب الفكري. وحسب تقديره فإن هذا العدد لا يُشكل سوى جزءً صغيراً من اللاجئات العراقيات ممن تعرضن للاغتصاب.
أطباء نفسانيين مثل حبشني يفرضون ثمناً لجهودهم بحدود 25-40 دولاراً للزيارة الواحدة. وهذا مبلغ كبير بالنسبة إلى أغلب اللاجئات العراقيات ممن هُنّ كمثل خالدة يعشن بمستوى الكفاف "من اليد إلى الفم"، حيث يحصلن على مساعدة شهرية بحدود 100 دولار من الوكالات الدولية.
كُثرة من الضحايا يتحرجن الخروج من السكن أو ركوب السيارة للوصول إلى المستوصف خشية الاعتقال من قبل السلطات الأردنية. ترى سوسكند: من أجل مساعدة هذه المجموعة من العراقيات، يجب على منظمات حقوق المرأة في الأردن التنسيق مع وكالات أكبر مثل UNHCR، بُغية توفير الرعاية والبرامج الخدمية التي تُساعد الضحايا على العمل والحصول على دخل "لأنهن وحيدات لا قدرة لهنّ الاعتماد فقط على انفسهن بدون مؤازرة."
ولكن، وإلى هذا الحد، فإن هذه التسهيلات ليست مُتاحة لأكثرية ضحايا الاغتصاب من العراقيات. لم تتواجد مجموعات مؤازرة، ولا خدمات المشورة، ولا خطوط ساخنة، ولا أحد.. لحماية أو تهدئة أحوال خالدة عندما ظهر أمامها المهاجمون وهم باللباس الرسمي للشرطة، وأخبروها بأنهم يأخذونها لإجراء التحقيق معها..
لم تخبر زوجها بأنها اُغتُصبتْ، لكنه اكتشف بحدسه هذا الأمر. وحالياً، لا تلوم خالدة زوجها لأنه هجرها، أو تركها، وهي ضعيفة، في مواجهة الرجال ممن يرغبون في افتراسها prey up. "احتفظ برقم تلفونه، تقول خالدة، وهي تبكي بهدوء. أتصل به في بعض الأحيان من أجل أن يتحدث الأطفال مع والدهم. وأحياناً لأني أحبه.. أحب أن أسمع صوته.. ولكن عندما أقول "هالو" يقفل الخط..
مممممممممممممممممممممممممـ
Rape s vast toll in Iraq war remains largely ignored. Many rape victims have escaped to Jordan but still don t have access to treatment and counseling,(Anna Badkhen | Correspondent of The Christian Science Monitor), uruknet.info, November 24, 2008.



#عبدالوهاب_حميد_رشيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأزمة المالية تُلحق الأذى بالعراقيين
- يجب أن يكون هناك مَنْ يتحمل مسئولية جرائم غزو واحتلال العراق
- اوباما، إيران، والمعاهدة الأمريكية- العراقية
- سوف لن تتغير السياسة الخارجية للولايات المتحدة الأمريكية
- أمريكا: لا جدوى كم تغتسلي.. ستبقى أيديكِ قذرة..
- والآن وجب على اوباما الإعلان عن نهاية - الحرب على الإرهاب-
- هل سيحترم الرئيس الأمريكي الجديد القانون الدولي؟
- منظمة أطباء لحقوق الإنسان: إدارة بوش ارتكبت جرائم حرب ضد الس ...
- المنطق الأمريكي في استمرار ارتكاب مجازر القتل في العراق
- على العراق مساعدة الاجئين.. وليس مجرد إغرائهم بالعودة
- بوش يتجنب أسلحة دمار شامل وجِدَتْ في العراق.. مليون جندي أمر ...
- صار الماء سلعة نفيسة في ميزوبوتاميا
- طريق النصر في العراق
- في الحقيقة، أصبحت كلفة الحرب الآن ذا شأن هام
- الخطاب الماركسي للديمقراطية *
- انتحار أم قتل النفس في سياق احتجاج عسكري؟
- السياسة المُدَلّسة والكوليرا المتفجرة في العراق
- القوات الأثيوبية تُغادر الصومال
- تشريد، قتل المسيحيين في الموصل وحرق دورهم
- المخابرات الأمريكية: -النصر- ليس مؤكداً في العراق


المزيد.....




- “800 دينار جزائري فورية في محفظتك“ كيفية التسجيل في منحة الم ...
- البرلمان الأوروبي يتبنى أول قانون لمكافحة العنف ضد المرأة
- مصر: الإفراج عن 18 شخصا معظمهم من النساء بعد مشاركتهم بوقفة ...
- “سجلي بسرعة”.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت ف ...
- إيران - حظر دخول النساء الملاعب بعد احتضان مشجعة لحارس مرمى ...
- هل تؤثر صحة قلب المرأة على الإدراك في منتصف العمر؟
- اغتصاب وتحويل وجهة وسطو وغيرها.. الأمن التونسي يوقف شخصا صدر ...
- “الحكومة الجزائرية توضح”.. شروط منحة المرأة الماكثة في البيت ...
- جزر قرقنة.. النساء بين شح البحر وكلل الأرض وعنف الرجال
- لن نترك أخواتنا في السجون لوحدهن.. لن نتوقف عن التضامن النسو ...


المزيد.....

- جدلية الحياة والشهادة في شعر سعيدة المنبهي / الصديق كبوري
- إشكاليّة -الضّرب- بين العقل والنّقل / إيمان كاسي موسى
- العبودية الجديدة للنساء الايزيديات / خالد الخالدي
- العبودية الجديدة للنساء الايزيديات / خالد الخالدي
- الناجيات باجنحة منكسرة / خالد تعلو القائدي
- بارين أيقونة الزيتونBarîn gerdena zeytûnê / ريبر هبون، ومجموعة شاعرات وشعراء
- كلام الناس، وكلام الواقع... أية علاقة؟.. بقلم محمد الحنفي / محمد الحنفي
- ظاهرة التحرش..انتكاك لجسد مصر / فتحى سيد فرج
- المرأة والمتغيرات العصرية الجديدة في منطقتنا العربية ؟ / مريم نجمه
- مناظرة أبي سعد السيرافي النحوي ومتّى بن يونس المنطقي ببغداد ... / محمد الإحسايني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة - عبدالوهاب حميد رشيد - تجاهل جرائم اغتصاب المرأة في حرب العراق