أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - عبدالوهاب حميد رشيد - صار الماء سلعة نفيسة في ميزوبوتاميا














المزيد.....

صار الماء سلعة نفيسة في ميزوبوتاميا


عبدالوهاب حميد رشيد

الحوار المتمدن-العدد: 2452 - 2008 / 11 / 1 - 04:03
المحور: حقوق الانسان
    


البلاد ذات الشهرة التاريخية باسم ميزوبوتاميا، أي أرض ما بين النهرين: دجلة والفرات، أصبح الحصول فيها على مياه صالحة للشرب بالنسبة إلى حياة وعائلتها- وكما هو حال ملايين الناس بعد غزو/ احتلال العراق- كمثل الحصول على سلعة كمالية ثمينة. "أحياناً أسأل نفسي هل نحن نعيش في العراق أم في صحراء أفريقيا.. هذا أمر عار ومخجل ،" قالتها حياة (أم طفلين- مدينة الثورة/ الصدر) لوكالة Islamonline.
صارت المياه الصالحة للشرب سلعة نادرة في العراق، رغم جريان النهرين الشهيرين- دجلة والفرات- على امتداد البلاد. في ضاحية حياة، كما في عشرات الضواحي الأخرى عِبر البلاد، لا يعمل نظام تنقية المياه في الضاحية بصورة سليمة، وهو دون قدرته بحدود 80%.
يعتمد المقيمون بدرجة رئيسة على مياه منقولة بصهاريج tanks توفرها الخيرية الأجنبية غير الحكومية NGOs. "لا تمدنا الحكومة بمياه نقية، فقط تقوم بهذه المهمة NGOs، حسب حياة. وأضافت "حتى هذه المنظمات، وبسبب العنف، فهي تبتعد عنا بمسافة أطول يومياُ."
في بغداد وحدها فإن نصف سكانها البالغ ستة ملايين نسمة محرومون من مياه الشرب النقية. قلّة من العائلات تشتري قناني مياه صحية، والأكثرية عليها استخدام طريقة التسخين حيث الوقود كذلك نادرة.
"لا نملك نقوداً كافية لشراء قناني المياه الصحية،" قالتها أم عراقية وهي تنتحب. ويواجه حيدر عبدالكريم- بغدادي مقيم يعمل حارساً- نفس المشكلة: "نحن نوفر بصعوبة النقود لشراء الوقود للطبخ، عليه لا نستطيع الصرف على شراء قناني المياه الصحية."
وحسب مصادر الأمم المتحدة، تتوفر مياه الشرب النقية لواحد من كل ثلاثة (33%). بينما يذكر تقرير جديد لـ Oxfam بأن نسبة العراقيين المحرومين من المياه الصالحة للشرب ارتفعت في ظل الغزو/ الاحتلال الأمريكي للبلاد من 50% العام 2003 إلى 70% العام 2007.
صار النقص المزمن للمياه الصالحة للشرب مصدراً خطيراً لانتشار الأمراض. " كل يوم يحضر عشرات المرضى إلى المستشفيات بحثاً عن العلاج من أمراض سببتها بدرجة رئيسة المياه الملوثة،" قالها طبيب (أطفال) في مستشفى بغداد للأطفال- ضاحية المنصور- مع طلبه إخفاء هويته.
كما أن نقص وتلوث مياه الشرب مسئول عن الانتشار الواسع outbreak للكوليرا والمشاكل الصحية الأخرى التي يُعاني منها آلاف العراقيين، بخاصة الأطفال. "كثرة من الأطفال القابعين في المستشفيات يُعانون من الإسهال diarrhea نتيجة تلوث المياه المولدة للأمراض... إذا ما نجحوا في البقاء على قيد الحياة survive فسوف يعودون إلى نفس البيئة، وعندئذ قد لا يتمكنوا من النجاة من أزمة صحية ثانية، لأن أغلبهم من عائلات فقيرة لا تستطيع توفير معالجة ملائمة،" قالها موظف مسئول في وزارة الصحة.
أخذت معضلة الإسهال تُشكل العامل الرئيس الثاني للمرض والوفاة في العراق. نشر صندوق الأمم المتحدة للأطفال- يونسيف- الشهر الماضي بأن نقص المياه الصالحة للشرب يهدد باتجاه زيادة معدلات الإسهال في البلاد، بخاصة بين الأطفال. بينما أصدرت وزارة الصحة تقريراً الشهر الماضي يبين حصول 327 إصابة مؤكدة بالكوليرا في وسط وجنوب العراق منذ عودة انفجار هذا الوباء قبل شهر. وحسب IRIN News- المرجع الثاني أدناه- بلغ عدد الإصابات المؤكدة مختبرياً بهذا الوباء 534 في البلاد لنفس الفترة.

تصاعدت أزمة المياه الصالحة للشرب نتيجة تدهور البنية التحتية infrastructure بعد سنوات من الإهمال. "نحن ندرك الخراب الميئوس منه الذي لحق بالبنية التحتية لنظم المياه وحاجتها إلى الإصلاح والتجديد بعد سنوات من المقاطعة والحروب.. على أي حال، لا نستطيع أن نعمل بشكل ملائم في حين أن العاملين يتركون أعمالهم بسبب خوفهم من العنف أو بسبب نقص الاستثمارات المنفذة،" قالها مسئول في إدارة مياه بغداد.
من جهة أخرى، يوجه الخبراء لومهم إلى الفساد باعتباره العامل الرئيس لفشل البنية التحتية "ينظر الرسميون إلى وظائفهم كطريقة سهلة لكسب المال والاغتناء enrich.. الأحزاب الحاكمة تحتكر الوظائف والعقود contracts وهذا ما يجعل الأمر صعباً للرسميين تنفيذ إجراءات التحقيق والتدقيق،" قالها وليد عبدالعزيز- أستاذ في الجامعة المستنصرية وخبير في مجال البينة التحتية ( الهياكل الأساسية).
كذلك يضع إبراهيم طيفور (36 عام)- مقيم في بغداد- لومه وبغضب على الرسميين الحكوميين بسبب إجهاده اليومي المستمر للحصول على ضرورات معيشته. "إنهم مسئولون عن هذه الفوضى التي نُعاني منها... بدلاً من مناقشاتهم السياسية الفارغة، عليهم أن يجدوا طريقة لتخفيف معاناة حياتنا بتوفير الماء النقي والكهرباء، على الأقل.. بدلاً من مناقشاتهم الغبية.. عليهم النظر إلى الناس وهم يموتون، على امتداد البلاد، بسبب الكوليرا."
وفي تقرير يُشكل حصيلة مسح أجرته وزارة الصحة، صدر بتاريخ 22 أكتوبر (المرجع الثاني IRIN): على الأقل 17% من مياه الشرب في كافة أنحاء العراق وثلث مياه الشرب في بغداد ليست صالحة.. "نسبة المياه القذرة التي لا تصلح للاستهلاك البشري، يمكن أن تقود إلى أمراض أكثر خطورة من الكوليرا، مثل إلتهاب الكبد hepatitis، علاوة على الإسهال... هناك مناطق كثيرة في بغداد تتوفر فيها شبكات مياه الشرب، ولكن أما الكميات غير كافية أو أن الكلورين المضاف غير كاف بسبب التسربات التي تدفع مياه الشرب الاختلاط مع مياه المجاري..."
ممممممممممممممممممممممـ
Water Luxury in Mesopotamia,(Afif Sarhan, IOL Correspondent), uruknet.info, October 22, 2008.
IRAQ: Health threat posed by aging water supply networks,(IRIN News), uruknet.info, BAGHDAD, 23 October 2008.



#عبدالوهاب_حميد_رشيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طريق النصر في العراق
- في الحقيقة، أصبحت كلفة الحرب الآن ذا شأن هام
- الخطاب الماركسي للديمقراطية *
- انتحار أم قتل النفس في سياق احتجاج عسكري؟
- السياسة المُدَلّسة والكوليرا المتفجرة في العراق
- القوات الأثيوبية تُغادر الصومال
- تشريد، قتل المسيحيين في الموصل وحرق دورهم
- المخابرات الأمريكية: -النصر- ليس مؤكداً في العراق
- إخفاء جريمة أمريكا: مقديشو تتحول إلى خرائب خالية من مواطنيها
- العراق خطر جداً على أصحاب الاختصاص professionals
- دبلوماسي بريطاني: المهمة محكومة بالفشل في أفغانستان
- عَرَبٌ.. خَوَنةٌ..
- حرب العراق فَجّرتْ الأزمة الاقتصادية.. ويمكن أن تُكلّف أمريك ...
- العجز في الأداء يُصيب أكبر مستشفيات العراق
- موت أكثر من مليون عراقي.. حصيلة الاحتلال الأمريكي
- عناصر مخابرات إسرائيلة تُمارس نشاطها بحرية وفعالية في بلدان ...
- مخاوف من وفاة ألف عرافي بسبب الكوليرا
- البرنامج الأمريكي الشديد السرية في العراق بالارتباط مع إسرائ ...
- ما هو السلاح السري القاتل في العراق؟
- مشكلة القمامة في بغداد


المزيد.....




- مراجعة مستقلة: إسرائيل لم تقدم أدلة بشأن ادعاءاتها لموظفي ال ...
- منتقدة تقريرها... إسرائيل: الأونروا جزء من المشكلة لا الحل
- زاخاروفا: هناك نقطة مهمة غائبة عن الانتقادات الأمريكية لحالة ...
- البرلمان البريطاني يقر قانون ترحيل المهاجرين غير النظاميين إ ...
- لجنة مستقلة: الأونروا تعاني من -مشاكل تتصل بالحيادية- وإسرائ ...
- التقرير السنوي للخارجية الأمريكية يسجل -انتهاكات جدية- لحقوق ...
- شاهد: لاجئون سودانيون يتدافعون للحصول على حصص غذائية في تشاد ...
- إسرائيل: -الأونروا- شجرة مسمومة وفاسدة جذورها -حماس-
- لجنة مراجعة أداء الأونروا ترصد -مشكلات-.. وإسرائيل تصدر بيان ...
- مراجعة: لا أدلة بعد على صلة موظفين في أونروا بالإرهاب


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - عبدالوهاب حميد رشيد - صار الماء سلعة نفيسة في ميزوبوتاميا