أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالوهاب حميد رشيد - طفل من غزة














المزيد.....

طفل من غزة


عبدالوهاب حميد رشيد

الحوار المتمدن-العدد: 2524 - 2009 / 1 / 12 - 06:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أشعر بدوار dizzy.. أُعاني صعوبة في المشي.. مجروح متألم.. أسمع فقط صرخات أصدقائي مع سقوط القنابل على ساحة لعبنا.. أرى أجسادهم ممدة حولي.. ممزقة خالية من الحياة.. أُناديهم باسمائهم، فلا مُجيب.. ألمسهم، أهزهم، فلا حركة.. أنا لا أفهم كل هذا!!
أنا خائف.. أسرعتُ أبحث عن أختي.. وجدتها بين الأنقاض.. وجهها الجميل صار يخيفني. قروح ودماء وغبار.. أين يدها حيث اعتادت أن تحضنني وتحملني؟ لماذا تحدق عيناها عليّ دون حركة؟ لماذا لا تناديني باسمي؟ لماذا لا تبتسم؟ لماذا لا تتنفس؟.. أنا لا أفهم كل هذا!!
أُريد الذهاب إلي بيتي.. إلى أُمي.. أين أنتِ يا أُمي؟ أشعر بالألم في يداي ورجلاي.. وجهي مغطى بالدم.. ملابسي المدرسية ممزقة وصارت قذرة.. أشعر بالبرد.. لا أعرف ماذا أفعل.. أنا وحيد تماماً.. خائف وجائع.. أنا لا أفهم كل هذا!!
مدرستي اختفت.. ساحة لعبي تحت الأنقاض انتهت.. أختي لا تستطيع مساعدتي إذا سقطتُ على الأرض.. لقد فقدت ذراعها.. ولا تستطيع أن تتحرك.. أصدقائي جميعاً رحلوا.. لا أستطيع اللعب بعد الآن.. أنا لا أفهم كل هذا!!
أنا ولد صغير.. أُهرول نحو البيت.. الناس ينظرون إلي وعيونهم تذرف الدموع.. لماذا لا يبتسمون؟.. تصورتُ بيتي كان هنا.. أين ذهب بيتي؟.. أنا لا أفهم كل هذا!!
سريري محطم.. مخدتي غير موجودة.. لا أجد البطانية.. اختفت لعبتي الوحيدة.. وكذلك أقلامي الملونة.. لا استطيع الرسم بعد الآن.. أتألم من جروحي والبرد والجوع يعصرني.. وجهي مجروح ومتقطع.. أنا لا أفهم كل هذا!!
أُماه أين أنتِ؟ الناس يقولون أنها رحلت.. القنابل أخذتها بعيداًً.. إنها نزلت من السماء.. تصورتُ أن الله يعيش هناك!.. هل أرسل تلك القنابل لتأخذ أُمي!؟.. لماذا!؟.. افترضتُ أن الله يحبني! لماذا يأخذها مني!؟ مَنْ سيضعني في سريري، يُغطيني ويحميني؟ مَنْ سيحضنني بيديها؟.. مَنْ سيغسل وجهي؟.. مَنْ سيطعمني؟.. مَنْ سيحبني؟.. أنا لا أفهم كل هذا!!
أُماه! أُماه! أين أنتِ؟.. أُنادي عليها وأنا أبكي.. أنا خائف.. أحتاجكِ.. أريدكِ.. أنا مجروح متألم.. أسمعها لكني لا استطيع أن أجدها.. القنابل أخذتها بعيداً.. لكن صوتها بقي هنا يرن في أذني.. أتمنى أن يأخذوني أيضاً.. إنها أمي الوحيدة.. إنها تحبني وأنا أحبها.. أنا لا أفهم كل هذا!!
أنا طفل صغير.. بدون مدرسة.. بدون ساحة لعب.. مع أخت لا تستطيع أن تطرف بعينيها نحوي.. لقد أخذوا يدها.. Hkh b Htil ëg i-!!
أنا مجرد طفل من غزة.. اختفى بيتي.. رحلت أمي الوحيدة.. الناس ينظرون إلي ويبكون.. أنظر إلى السماء.. وأبكي.. أسال الله.. لماذا كل هذا!؟ أعد لي أمي.. لكنه لا يجيبني!.. أنا وحيد.. أعاني الجوع والبرد والألم.. أنا مجرد طفل من غزة.. أريد أمي.. أريد لعبتي.. أريد أن أفهم.. لماذا كل هذا!!
مممممممممممممممممممممـ
A child from Gaza, By Khaled Fayyad, Aljazeera.com, 10/01/2009. Source: AJP.






#عبدالوهاب_حميد_رشيد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المستقبل.. أي مستقبل؟
- المعضلة.. ليست في الصواريخ..
- الحرب الصامتة في غزة
- ما هي أهداف إسرائيل في غزة؟
- الصمت العالمي يُماثل القصف القاتل الإسرائيلي
- ملاحظات على مسودة المشروع السياسي للجنة تنسيق عمل القوى الشي ...
- صوت واحد من غزة
- أطفال العراق.. الإدمان وتجارة المخدرات!
- منظمات أجنبية للمساعدات الإنسانية.. أفغانستان على حافة المجا ...
- العراق: فحص الجيوب.. قبل فحص المرضى!
- مخافة أن ننسى!!
- العراق يعيش كارثة زراعية
- مطلوبة حية أو ميتة (مقالة بلسان المرأة العراقية)
- العراقيون يواجهون خسارة جيل في ظروف مآسي الحرب
- اللقاء الوطني العراقي للتحرير والديمقراطية
- تمثيلية الإتفاقية الأمنية
- العراقيون يتحولون نحو المخدرات
- محق العراق
- الأمم المتحدة: استمرار المستوى المرتفع للعنف ضد المرأة في ال ...
- تجاهل جرائم اغتصاب المرأة في حرب العراق


المزيد.....




- لماذا لن يُعتقل بوتين في أمريكا رغم صدور مذكرة توقيف دولية ب ...
- ما أصل الصراع بين أذربيجان وأرمينيا؟
- قتلى بنيران إسرائيلية بين منتظري المساعدات، وبيان عربي يدين ...
- مقتل 6 عسكريين لبنانيين بانفجار مخزن أسلحة في وادي زبقين جنو ...
- زيلينسكي غاضب من ترامب ويرفض التنازل عن أراض لروسيا
- القضاء بجنوب أفريقيا يأمر بإعادة جثمان الرئيس السابق لونغو ل ...
- مظاهرات حاشدة عبر العالم تنديدا بحرب الإبادة والتجويع على غز ...
- الإعلام الإسرائيلي يرصد ردود فعل دولية ضد خطة احتلال غزة
- دعوات لإنقاذه.. ما الذي يتهدد اتفاق السلام في جنوب السودان؟ ...
- سرايا القدس تبث مشاهد لقصف مقاتليها مستوطنة بغلاف غزة


المزيد.....

- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالوهاب حميد رشيد - طفل من غزة