ما هي أهداف إسرائيل في غزة؟

عبدالوهاب حميد رشيد

الحوار المتمدن-العدد: 2516 - 2009 / 1 / 4 - 09:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

ترجمة:عبدالوهاب حميد رشيد
استغرقت الدفعة الأولى للقصف الجوي ثلاث دقائق وأربعين ثانية. نفذتها ستون طائرة F-16 المقاتلة. قصفت خمسين موقعاً في غزة. وكانت حصيلة هذا القصف: القتلى- أكثر من 200.. والجرحى حوالي الألف.
بعد ساعات قليلة من هذه الضربة الجوية القاتلة، عقد رئيس الوزراء الإسرائيلي- ايهود اولمرت- مؤتمراً صحفياً في تل ابيب، على يمينه وزيرة الخارجية- ليفني، وإلى يساره وزير الدفاع- باراك. أعلن اولمرت: "العملية قد تأخذ وقتاً، وعلى كل واحد منا أن يلتزم الصبر، وبذلك نستطيع إنجاز المهمة بصورة كاملة."
ولكن، قد يتساءل المرء: ما المقصود بالضبط بـ (المهمة) الإسرائيلية؟ ورغم أن اولمرت لم يفصح عنها على نحو كافٍ، إلا أنها تتضمن أربعة أهداف بارزة:
* الهدف الأول، تدمير destruction حماس. هدف ينص كلياً على أنه غير واقعي. فرغم أن خسارة المئات من كوادره وبعضاً من قياداته، ستؤذي، بدون شك، المنظمة، فإن حماس حركة سياسية صلبة robust، تمتد جذورها عميقاً وعلى نطاق واسع، ومن غير المحتمل أن تستسلم surrender أو تتنازل وتقبل شروط إسرائيل بعد هذا العدوان العسكري. ومن السخرية أن محاولات إسرائيل تدمير حماس باستخدام القوة العسكرية انتهت دائماً إلى زيادة قوة المنظمة. وهذا يعزز المفهوم القائل بأن القوة تحمل في أحشائها وتنتج عوامل ضعفها وزوالها..
* الهدف الثاني، يرتبط بالانتخابات الإسرائيلية. تم تنفيذ العدوان الإسرائيلي على غزة، كذلك، لمساعدة كاديما (و) العمل إلحاق الهزيمة بـ ليكود وزعيمه بنيامين نتنياهو- المتصدر حالياً حصيلة الاقتراعات المتوقعة. عليه، ليست مصادفة دعوة منافسَي نتنياهو- ليفي (و) باراك- للمؤتمر الصحفي وجلوسهما إلى جانبي اولمرت، على أمل أنه بعد العدوان، سيواجه نتنياهو الصعوبة في وصفهما بـ "اللين soft" تجاه الفلسطينيين.
وسواء ساعد هذا العدوان على غزة ودمارها أياً من ليفني (و) باراك أم لا في حصولهما على مزيد من أصوات المقترعين في انتخابات فبراير القادم، فهذه مسألة لا يمكن الحكم عليها الآن. لكن ستراتيجية المنافسة بين مثيري الحرب العدوانية قرع طبول الحرب، مثل نتنياهو، تقول الكثير بشأن هؤلاء المنافسين الرئيسين الثلاث.
* الهدف الثالث، يخص الآلة الحربية الإسرائيلية. فبعد الإهانة الواضحة التي لحقته في لبنان صيف العام 2006، أخذ الجيش الإسرائيلي يبحث عن فرص إعادة بناء سمعته على المستوى الدولي.
في الربيع الماضي، استخدموا سوريا كحقل لتجاربهم.. والآن فقد قرروا التركيز على غزة. فمن خلال تأكيدهم وتركيزهم على الفترة الزمنية للدفعة الأولى من القصف الجوي: 3 دقائق و 40 ثانية و 50 موقعاً، فقد استهدفوا بث رسالة، كطريقة من طرق، الجيش الإسرائيلي إعادة بناء شهرته الدولية.
* أخيراً، حماس (و) فتح لم يصلا بعد إلى إتفاقية تأخذ في اعتبارها كيفية التصرف مع انتهاء الولاية الرسمية لـ محمود عباس كرئيس للسلطة الوطنية الفلسطينية (9 يناير 2009). إحدى النتائج المتوقعة لهذا العدوان هي أن عباس سيبقى في السلطة لفترة أطول، طالما لن يكون حماس قادراً على تعبئة المزيد من مؤيديها لإجباره (عباس) على التنحي/ الاستقالة.
ما هو غائب عن قائمة الأهداف الإسرائيلية هذه هو هدف منع إطلاق صواريخ القسام على المدن الجنوبية الإسرائيلية. فعلى خلاف الأهداف المذكورة التي لم تناقش من قبل الرسميين الإسرائيليين، كان حضور هذا الهدف جلياً وطاغياً لدى الحكومة الإسرائيلية باعتبارها الهدف الأول من العدوان.
وحتى الآن، لا زالت الحكومة تخدع وتضلل misleading الرأي العام، في حين كان باستطاعة إسرائيل وضع نهاية لإطلاق هذه الصواريخ منذ فترة طويلة مضت. في الحقيقة، كانت هناك حالة هدوء نسبي على مدى الستة أشهر لفترة الهدنة مع حماس. هدوء تم انتهاكه نتيجة ممارسات إسرائيل في قتل واعتقال المقاتلين، علاوة على الاستمرار في فرض حصار كامل على غزة بمنع السلع الرئيسة، مثل الغذاء والدواء، من الدخول إلى المقاطعة.
وبدلاً من الاستمرار في الهدنة، اختارت الحكومة الإسرائيلية، ومرة أخرى، تطبيق ستراتيجية العنف- الأكثر فشلاً- ضد حماس.
إذا ما كانت الحكومة الإسرائيلية مهتمة فعلاً بمواطنيها، وتحقيق الاستقرار الطويل الأمد في الشرق الأوسط، عليها تحريم استخدام العنف وإحلال التفاوض مع أعدائها.
مممممممممممممممممممممممـ
What is Israel s goal in Gaza?, By Neve Gordon, Aljazeera.com, 31/12/2008.
-- Neve Gordon teaches politics at Ben-Gurion University, Israel. For information about his book, Israel’s Occupation, and more visit israelsoccupation.info.
Source: Middle East Online

#عبدالوهاب_حميد_رشيد (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل