أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - عبدالوهاب حميد رشيد - دماء على المسارات: الدروس المستمرة ل -الإرهاب- والطغيان















المزيد.....

دماء على المسارات: الدروس المستمرة ل -الإرهاب- والطغيان


عبدالوهاب حميد رشيد

الحوار المتمدن-العدد: 2775 - 2009 / 9 / 20 - 15:00
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


1-
في نقطة ما في وقت سابق من هذا الشهر، ترك اوباما، للحظات، عمله المزدحم للتوقيع على "أمر تنفيذ إعدام." هذا ما أمر به عملاء المخابرات الأمريكية للقيام باغتيال شخص محدد دون اتباع إجراءات قانونية أيا كانت: لا اعتقال، لا محاكمة، لا عرض رسمي formal presentation- ومناقشة الأدلّة، لا حق دفاع... ولا تحذير.. قتلوه في طريق مفتوح من خلال تسلل هجومي sneak attack، لم يكن مشاركاً في عمل قتالي، لم يكن يمثل خطراً على أي شخص في ذلك الوقت، لم يساهم بارتكاب جريمة. هذا النوع من الممارسات، يُصنف عادة ضمن جريمة القتل. بالتأكيد إذا أنتَ ارتكبتَ أو أنا قتل شخص بهذه الطريقة- أو دفعنا شخصاً ما لتنفيذ هكذا قتل- عندئذ سنجد أنفسنا في الحجز، نواجه الحكم بالسجن المؤبد أو الإعدام. وبعد ذلك أنت وأنا، نخضع لأحكام القانون، لكن قادتنا لا يخضعون..
دعونا نكرر هذه القصة الواقعية بطريقة أخرى لإعطاء بُعدٍ أعمق لهذه الواقعة: في نقطة ما الأسبوع الماضي، أمر باراك اوبانا رجالاً مستخدمين لديه لقتل إنسان آخر. لم يظهر حتى صوت احتجاجي واحد في الحقل السياسي الأمريكي برمته ولا في المؤسسات الإعلامية الأمريكية. رجال الكنيسة لم يرعدوا ويزبدوا من على منابرهم لهذا الفعل الشائن الخارج على القانون. أدعياء الوطنية والحرية لم يستنكروا هذا الفعل الأكثر تطرفاً ضد طغيان الدولة وضد قائد هذه الدولة الطاغية بقتل أي شخص يشاء. لقد تم ببساطة قبول ارتكاب هذا الفعل. والحقيقة التي لا جدال فيها في سياق الحياة الأمريكية حالياً هي أن الزعماء الأمريكان يمكن أن يقتلوا أي شخص في أي مكان بالعالم إذا ما رأوا أن هذا القتل "مناسب/ مبرر." وإذا ما لوحظ هذا الطغيان الأكبر أبداً، فإنه يُرى، ببساطة، كاحتفال بصلابة القائد- أو ربما إدانة لأنه لم يقتل المزيد من الناس بهذه الطريقة!
كتبتُ (كاتب المقالة) الكثير عن هذا الموضوع عندما كان بوش رئيساً للبلاد. بدأتُ بالعودة إلى نوفمبر/ ت2 العام 2001 بعد أن ذكرت صحيفة واشنطن بوست أن بوش وقّع أمراً بالقتل، مُعطياً لنفسه سلطة الآمر بقتل أي شخص يُصممه ويعتبره "إرهابياً." واصلتُ الكتابة سنة بعد أخرى كيف أن هذا الأمر القاتل صار محل تطبيق في جميع أنحاء العالم، مع تصاعد تأثيره الضخم باتجاه تآكل corrosive المجتمع الأمريكي. والآن يُمارس اوباما نفس الفعل، ويمنح نفسه نفس القوة/ السلطة. ليس هناك فرق بمقدار ذرة بين اوباما (و) بوش في هذ الأمر. كلاهما يرى أن رئيس الولايات المتحدة يستطيع أن يُمارس القتل خارج أي محيط قضائي: القتل، بدم بارد، بشن هجمات مباغتة، ومهما كانت "الأضرار الجانبية collateral damage" ويعتبرون تلك الأضرار، وفي حالات عديدة، قتل المدنيين الأبرياء، حصيلة ثانوية by-product- تماماً كما يدعي الإرهابيون في هجماتهم وفق نفس هذه الأساليب.
هذا المذهب doctrine الرئاسي للقتل لا يُميز بين الأمريكان والأجانب. في الواقع، الشخص الأول المعروف بأنه قُتل بهذه الطريقة كان مواطناً أمريكياً يعيش في اليمن. لذا دعونا نضع الحقيقة بأكثر طريقة منبسطة plainest: إذا ما قرر رئيس الولايات المتحدة الأمريكية أن يدعوك إرهابياً، أن يقتلك، فإنه قادر على ذلك. لا يحتاج إلى اعتقالك، لا يحتاج إلى توجيه التهمة إليك، لا يحتاج إلى محاكمتك، لا يحتاج إلى الحكم عليك قضائياً، لا يحتاج إلى سجنك، لا يحتاج إلى السماح لك تقديم أي طعن لاستئناف الحكم.. إنه يستطيع، ببساطة، قتلك. ولا أحد في هيكل السلطة/ القوة الأمريكية سيرفع صوته لصالحك أو احتجاجاً من أجلك، إنهم لا يرون هذا الفعل حتى مجرد خطأ، بل سيعتبرونه عملاً مجيداً رائعاً بالطريقة التي تمتْ. إنها، فقط، الطريقة التي نعيشها (نحن الأمريكان) حالياً!
2-
هذه الأفكار هي الدافع وراء قتل/ إغتيال صالح علي صالح نبهان- المواطن الكيني المتهم بأنه عضو في تنظيم القاعدة. لقد قيل لنا- من قبل وكلاء المخابرات الأمريكية دون معرفة اسمائهم وأشخاصهم- بأن نبهان كان مشتبهاً في مشاركته بتفجير فندق في كينيا ومحاولة فاشلة لإسقاط طائرة.. كما قيل لنا من قبل وكلاء المخابرات الأمريكية دون كشف اسمائهم أو أشخاصهم، بأن نبهان كان مشتبهاً في ضلوعه بتفجير سفارات أمريكية في أفريقيا.. اتهامات خطيرة، ربما تكون صحيحة.. ولكن، بطبيعة الحال، كيف يمكن لنا أن نعرف؟ ذلك أن هؤلاء الوكلاء ممن يخبروننا بهذه الأمور، أليسوا هم أيضاً ممن أخبرونا بأن صدام حسين كان يملك أسلحة دمار شامل؟ ألم يخبرونا كذلك بأن صدام حسين متورط مع القاعدة؟ وبأنه اشترى اليورانيوم "الكعكة الصفراء "yellowcake من النايجر؟ هل هؤلاء ممن لا ذكر لاسمائهم ولا معرفة بأشخاصهم هم أنفسهم ممن أخبرونا في الثمانينات بأن الاتحاد السوفيتي ليست متجهة نحو الانهيار، بل أنها تقوم بتطوير أسلحة فائقة السرية لتدميرنا جميعاً؟ أو أن زوارق من فيتنام الشمالية هاجمت السفن الأمريكية في خليج Tonkin؟ هل هؤلاء هم الوكلاء ذاتهم غير المعروفين أسماءً وأشخاصاً ممن هرولوا دائماً لتبرير أي فعل أو أجندة تنفذه الحكومة يومياً دون تقديم دليل، مهما كان، على إدعاءاتهم؟
الحقيقة هي أننا لا نستطيع أن نعرف ما فعله صالح نبهان أو ما لم يفعله- ما وراء الحقيقة أنه انضم إلى الجانب "الخاطئ"- جانب ليس حالياً محل دعم أمريكا- وذلك في عالم متعدد الأوجه في الحرب الأهلية الصومالية، حيث كان نبهان يُقاتل إلى جانب فصيل من المتشددين الإسلاميين المعروفين باسم حركة الشباب.
كانت حركة الشباب في وقت سابق تنتمي إلى تحالف يضم جماعات إسلامية، حققت لأول مرة الاستقرار في الصومال بعد سنوات طويلة من الفوضى والاضطراب والصراعات بين الفصائل المتحاربة مع بعضها بزعامة أمراء الحرب، ونجحوا في طرد القوات الأمريكية من البلاد العام 1993. وفي أواخر العام 2006 تمت الإطاحة بهذا التحالف من خلال الغزو الاثيوبي المدعم أمريكياً مع نفس أمراء الحرب السابقين- المسجلين حالياً على جداول رواتب وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، ويقاتلون لمصلحة الأمريكان. وفي مثل هذه الظروف تحمّل الشعب الصومالي، ولا زال، الويلات، وصار يواجه أضخم كارثة إنسانية في العالم. وفي نفس الوقت، نمتْ حركة الشباب على نحو أقوى وأكثر اتساعاً وجذرية في ظروف الإرهاب التي أطلقتها الولايات المتحدة وأثيوبيا في حملتهما " تغيير نظام التحالف الإسلامي."
في النهاية، وبعد العديد من الفظائع الاثيوبية المدعومة أمريكياً، انسحبت القوات الاثيوبية- وساعد الأمريكان رئيس التحالف الإسلامي ليعود إلى السلطة رئيساً مدعوماً من الغرب في "حكومة انتقالية." نعم.. المعضلة تبدو غريبة: الأمريكان دفعوا بأعداء الصومال السابقين (اثيوبيا وأمراء الحرب) المساعدة للإطاحة بالزعيم الذي أعادوه إلى السلطة مرة أخرى. النتيجة الأخيرة للتدخل الأمريكي في الصومال، تمثلت في ذبح عشرات آلاف الصوماليين من المدنيين الأبرياء، الدمار الشامل، التشريد وتجريد الناس من حقوقهم المادية والمعنوية، ودفع ملايين الصوماليين في حالة شبه مجاعة، نمو التطرف والفوضى، وعدم الاستقرار.. إنها لجريمة وحشية بكل المقايسس..
والحصيلة، لن يؤدي إغتيال نبهان إلا إلى المزيد من معاناة الصوماليين. بالتأكيد، ستحاول حركة الشباب- وفي سياق أية وسيلة متاحة لديها مهاجمة وضرب الولايات المتحدة في جميع أنحاء العالم. نفس الدرس يتكرر.. الحرب على "الإرهاب" تولد يوما بعد يوم، سنة بعد سنة.. المزيد من "الإرهاب." وسوف تستمر يوما بعد يوم، سنة بعد سنة، ومنذ بداية شن هذه الحرب من قبل بوش، حيث يقوم اوباما بتوسيعها حالياً..
هذا الدرس صارخ وبسيط: القتل يتفاعل.. القتل هو سبيلكم للمضي قُدماً في تنفيذ جدول agenda أعمالكم. القتل هو ما يمارسه اللاعبون "الخطيرون serious" على المسرح العالمي. هنا في هذه الساحة، لا يوجد قانون، سوى قانون القوة (قانون الغاب law of jungle)، لا توجد طريقة بديلة في هذه الساحة سوى طريقة العنف/ الإرهاب/ الطغيان، لا وجود للأخلاق morality، لا وجود للحرية والحقوق، وأيضاً لا وجود للقيمة الإنسانية المشتركة common humanity..
هذا مثال واحد على أن أمريكا تُقرر set على مستوى العالم. هذا ما يجب علينا أن نعلمه لأطفالنا، وكذلك لأطفال ضحايانا. هذا ما أكده اوباما مرة أخرى عندما وقّّع signed على "أمر تنفيذ الإعدام".. (في غياب القانون والقضاء)..
ممممممممممممممممممممممممممـ
Blood on the Tracks: The Continuing Lessons of Terror and Tyranny,Chris Floyd, uruknet.info, September 16.



#عبدالوهاب_حميد_رشيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محور الشر والشيطان الأكبر
- حقيقة الوجود الأمريكي في العراق
- الفقر في الولايات المتحدة يبلغ أعلى مستوى منذ 11 عاماً
- العاصفة القادمة
- أفغانستان: مقبرة الإمبريالية الأمريكية
- الفساد في الإمبراطورية
- اللاجئون العراقيون يخشون ترحيلهم من سوريا
- اقتصاد القرن الحادي والعشرين: الآفاق الاقتصادية- الاجتماعية ...
- حقيقة مدينة الأطفال الرضع المشوهين في العراق
- جماعة حقوق الإنسان تنتقد سياسة الإعدامات في العراق
- مذابح المدنيين المسلمين هي دائماً.. -دفاع عن النفس- وليست إر ...
- تجارة المخدرات الأفغانية توفر 50 مليار دولار سنوياً للولايات ...
- الرقابة على إيرادات النفط في العراق
- الكفاح ضد الفقر.. -قصة من غزّة!-
- غسل الأدمغة ضد العرب في وسائل الإعلام الأمريكية
- نظرية النسبية بالعلاقة مع انطباقها على فلسطين
- حركة فتح: بداية جديدة أم نهاية وشيكة!؟
- البنتاغون ل اوباما: إبعث بمزيد من القوات أو إخسر الحرب
- العراق الجديد.. من صيدلانية إلى مدبرة منزل!
- أطنان من مهازل الإمبريالية


المزيد.....




- روسيا تدعي أن منفذي -هجوم موسكو- مدعومون من أوكرانيا دون مشا ...
- إخراج -ثعبان بحر- بطول 30 سم من أحشاء رجل فيتنامي دخل من منط ...
- سلسلة حرائق متتالية في مصر تثير غضب وتحليلات المواطنين
- عباس يمنح الحكومة الجديدة الثقة في ظل غياب المجلس التشريعي
- -البركان والكاتيوشا-.. صواريخ -حزب الله- تضرب مستوطنتين إسرا ...
- أولمرت: حكومة نتنياهو تقفز في الظلام ومسكونة بفكرة -حرب نهاي ...
- لافروف: أرمينيا تسعى عمدا إلى تدمير العلاقات مع روسيا
- فنلندا: معاهدة الدفاع مع الولايات المتحدة من شأنها أن تقوض س ...
- هجوم موسكو: بوتين لا يعتزم لقاء عائلات الضحايا وواشنطن تندد ...
- الجيش السوداني يعلن السيطرة على جسر يربط أمبدة وأم درمان


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - عبدالوهاب حميد رشيد - دماء على المسارات: الدروس المستمرة ل -الإرهاب- والطغيان