أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - عبدالوهاب حميد رشيد - أفغانستان: مقبرة الإمبريالية الأمريكية














المزيد.....

أفغانستان: مقبرة الإمبريالية الأمريكية


عبدالوهاب حميد رشيد

الحوار المتمدن-العدد: 2765 - 2009 / 9 / 10 - 14:46
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


عندما هزم الجيش الأحمر الجبار- الاتحاد السوفيتي (سابقاً)- القوات النازية في معركة ستالينغراد المحورية- الحرب العالمية الثانية- فقد قاد هذا النصر إلى سحق الحلم المجنون لـ هتلر باستمرار نظامه النازي ألف عام.
نعم، غزو نورماندي والتضحية الكبيرة من قواتنا كانت مهمة، لكن معركة ستالينغراد كانت قد حسمت أصلاً حصيلة الحرب وختمت نهاية مصير نظام هتلر. بفضل الجنود الروس لا يتكلم الأمريكان اللغة الألمانية.. (بافتراض احتلال هتلر لأمريكا).. ولم تتحقق لهتلر فرصة بناء معسكرات الموت لتطهير بلادنا من اليهود، أقلياتنا الإثنية، والمجموعات الأخرى غير المرغوب بها.
لكن نفس هذا الجيش الذي كان يبدو أنه لا يُقهر، وانقذ العالم كله قبل سبعة عقود مضت، يسقط لاحقاً في أفغانستان ليواجه هزيمة مذلّة، مكرراً الحماقة المأساوية لبريطانيا هنا في نفس البلاد (أفغانستان) قبل ذلك بوقت مبكر جداً.
تعتبر أفغانستان مقبرة تاريخية للأطماع الأجنبية، حقيقة تطبع جماجم وعظام الغازين على نحو محدد، وتجعل من الرغبة التواقة لـ اوباما في الهيمنة على العملية السياسية الأفغانية أضغاث أحلام. وبوضعها في صورة واضحة صارخة، إذا أردنا أن نبقى في أفغانستان، فسوف نواجه أيضاً خسارة كارثية.. فكّر في فيتنام، ولكن حتى على نحو أكثر كارثية من ذاك الانهيار.
تضم أفغانستان، على نحو متعادل، عوامل ملغّمة تجمع بين الجوانب الجغرافية، الدينية، والوطنية، وتتجسّد جميعها في بناء التصميم الفولاذي steely determination لشعب أفغانستان لمقاومة الغزو الأجنبي، وفي بيئة دفاعية مثالية، تجعل من أرضهم ثقباً أسوداً black hole حقيقياً مهلكاً للغازين الأجانب ممن لديهم رغبة قوية لفرض إرادتهم الخارجية على هذه الأرض المتربة، المقفرة، وطن الأفغان- مصدر حبهم الحماسي.
أضف إلى ذلك أن الأفغان يشكلون استمراية تعود إلى بدايات إقامة البشرية على هذا الكوكب، ومن المنطقي التوقع باستمرارية مديدة للأفغان بعد أن تتحول الولايات المتحدة (جراء تدخلها) وتنهار إلى مستوى مثير للشفقة ومختلفة تماماً عن وضعها الحالي.
في الواقع، محاولة فرض الإرادة المتعجرفة لليانكي (الأمريكان) على أفغانستان يمكن أن تكون الوسيلة المحورية لتحولنا باتجاه مستقبل أمريكي يغيب عنه القوة والقدرة على التأثير.. وسواء كان هذا احتمال واقعي أو ممكن تخيله حالياً، فهذا التصور يسيطر على أفكارنا الآن.
ولكن ماذا بشأن القاعدة (و) طالبان؟ أليسوا البلاء scourges الذي نواجههم، وعلينا قتالهم حتى النهاية المُرّة؟.. ليس بالطريقة التي نُقاتل فيها- كوننا غرباء معتدين في وسطهم الفطري/ الوطني native.. ذلك أن هذا الواقع يًعمق من تصميمهم- على سبيل المثال، شعور قوي بعدالة قضيتهم، مقابل حماقتنا المستمرة، تمنحهم المزيد من المجندين والآمال الكبيرة التي لا نستطيع أبداً القضاء عليها.
كم نحن أغبياء عميان blindly foolish في تفكيرنا بأن استمرارنا في الهجمات الضارية على الأبرياء من رعاة الأغنام وحفلات الزواج يمكن أن يحقق لنا النصر.. إنه نفس المنطق المريض القاتل القائل "صار ضرورياً تدمير القرية من أجل إنقاذها." هذا الضرب من الجنون الذي طُبق في فيتنام، وهذا الانحراف الجنوني باعتقادنا أن استمرارنا برفس/ قلع الأبواب السكنية في بغداد، سيجعلنا في موقع "الناس الأخيار good guys" في العراق.
علينا أن نواجه الحقائق المؤلمة التي هي كذلك بالتأكيد.. لا يُريد العالم أن نفرض عليهم ديننا، سياستنا، اقتصادنا، أو قيمنا الثقافية.. كما في حالنا بعدم التسامح مع بلد يتفوق علينا، قادماً من نصف كوكب آخر، بعيد عنا، يُحاول أن يفعل بنا الشيء نفسه الذي نفعله.
برجان توأمان كانا سيظلان لامعَين في سماء مدينة نيويورك فيما لو بنينا مسبقاً سجلاً نكون في سياقه صديقاً حقيقياً وفاعل خير للجنس البشري، بدلاً من بناء عالم من الشرطة/ العسكر المتنمرين ممن يخدمون بشراهة الجشع المالي للشركات والمصانع والمصارف الكبيرة التي يرى سكان الأرض بأنها ليست أكثر من مصدر لتراكم أرباح يُساء استخدامها بحيث تحولت إلى مشكلة عميقة تغطي المجتمع فاقدة تماماً للشرعية، ولا يمكن لأي شخص سوي من احتضانها أو القبول بها.
علاوة على ذلك، إذا ما أُصبنا بمجرد خدش بالعلاقة مع الرواية الرسمية التي تفترض عدم وجود مبرر للاعتداء علينا من قبل الكثيرين حول الكوكب، عندئذ سنكتشف سريعاً بأنهم ليسوا "أعداءً" بصورة مجردة شيطانية، بل بشر يُعانون الكثير من مظالم الولايات المتحدة، ولم يصبحوا أبداً كذلك لولا تلك المظالم.. وكان علينا أن نعاملهم بأسلوب سليم منذ البداية.
إذا ما أوقفنا فقط تعاملنا ضد الآخرين، وحاولنا أن نمتنع عن الهيمنة على شؤونهم، عندئذ لا أحد يطعننا من الخلف ونحن لا نراهم.
ومع ذلك، يُخامرني شعور بأننا متعجرفون عقائديون haughty and pious جداً لنتقبل أبداً هذه الحقيقة.. نحن نمارس فقط الاندفاع كالقرد لتدمير ذاتنا.. نندفع بسرعة داخل محركنا الأخرق لنظامنا الفاشل.. واضعين حاجزاً صلباً معوقاً بشكل كامل أمام كل الاحتمالات التي يمكن أن تحفظ الولايات المتحدة قوة عظمى ولاعباُ حاسماً في العلاقات العالمية للقرن الحادي والعشرين الذي نعيش بداياته حالياً.
ممممممممممممممممممممممممـ
The Burial Ground of U.S. Imperialism: Afghanistan,by Dennis Rahkonen,uruknet.info, September 7th, 2009.
Dennis Rahkonen, from Superior, Wisconsin, has been writing progressive commentary with a Heartland perspective for various outlets since the 60s.



ترجمة: عبدالوهاب حميد رشيد



#عبدالوهاب_حميد_رشيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفساد في الإمبراطورية
- اللاجئون العراقيون يخشون ترحيلهم من سوريا
- اقتصاد القرن الحادي والعشرين: الآفاق الاقتصادية- الاجتماعية ...
- حقيقة مدينة الأطفال الرضع المشوهين في العراق
- جماعة حقوق الإنسان تنتقد سياسة الإعدامات في العراق
- مذابح المدنيين المسلمين هي دائماً.. -دفاع عن النفس- وليست إر ...
- تجارة المخدرات الأفغانية توفر 50 مليار دولار سنوياً للولايات ...
- الرقابة على إيرادات النفط في العراق
- الكفاح ضد الفقر.. -قصة من غزّة!-
- غسل الأدمغة ضد العرب في وسائل الإعلام الأمريكية
- نظرية النسبية بالعلاقة مع انطباقها على فلسطين
- حركة فتح: بداية جديدة أم نهاية وشيكة!؟
- البنتاغون ل اوباما: إبعث بمزيد من القوات أو إخسر الحرب
- العراق الجديد.. من صيدلانية إلى مدبرة منزل!
- أطنان من مهازل الإمبريالية
- اللاجئون العراقيون يواجهون تحديات حضرية
- أوقفوا القتل في أفغانستان
- تصاعد فرض الحماية في ظل الإمبريالية
- العراق يعاني من نوبة بيئية كارثية
- حول شرعية المقاومة


المزيد.....




- سموتريتش يهاجم نتنياهو ويصف المقترح المصري لهدنة في غزة بـ-ا ...
- اكتشاف آثار جانبية خطيرة لعلاجات يعتمدها مرضى الخرف
- الصين تدعو للتعاون النشط مع روسيا في قضية الهجوم الإرهابي عل ...
- البنتاغون يرفض التعليق على سحب دبابات -أبرامز- من ميدان القت ...
- الإفراج عن أشهر -قاتلة- في بريطانيا
- -وعدته بممارسة الجنس-.. معلمة تعترف بقتل عشيقها -الخائن- ودف ...
- مسؤول: الولايات المتحدة خسرت 3 طائرات مسيرة بالقرب من اليمن ...
- السعودية.. مقطع فيديو يوثق لحظة انفجار -قدر ضغط- في منزل وتس ...
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة نفط بريطانية وإسقاط مسيرة أمير ...
- 4 شهداء و30 مصابا في غارة إسرائيلية على منزل بمخيم النصيرات ...


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - عبدالوهاب حميد رشيد - أفغانستان: مقبرة الإمبريالية الأمريكية