أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - ساطع راجي - إستضافة أم إستجواب؟!














المزيد.....

إستضافة أم إستجواب؟!


ساطع راجي

الحوار المتمدن-العدد: 2404 - 2008 / 9 / 14 - 06:15
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


حتى بعد أن حقق الفشل والفساد درجات قياسية تؤهل وزاراتنا الخدمية والاقتصادية للحصول على ميداليات ذهبية وماسية إن أمكن، ما زال ممثلو الشعب في مجلس النواب مصرين على مسخ حق الاستجواب الذي منحهم إياه الدستور والاصرار على التمسك بسياسة الاستضافة والفرق بينهما شاسع.
التنازل عن حق الاستجواب ينزع من مجلس النواب أهم أدوات الرقابة والمحاسبة ويحيل الجلسات التي يحضرها المسؤولون الى ما يشبه المؤتمرات الصحفية التي يجيب فيها هؤلاء المسؤولون على ما يريدون من الاسئلة ويسكتون عما يريدون مستعينين بمهاراتهم اللغوية وحججهم التي يكررونها منذ سنوات وربما تحمس بعض النواب للإجابات المنمقة والمهارات الكلامية فينسى إن المشاكل ما زالت قائمة في الواقع وإن حجج الوزير أو المسؤول مهما كانت قوية فإنها لا تحل أية مشكلة بل تدور حولها، وعندما تنتهي الاستضافة يشعر الجميع بالفرح والغبطة فقد قام كل من المسؤول والنواب بأدوارهم في فعالية "الاستضافة" على خير وجه فقد أسقط النواب عن كاهلهم "فرض" السؤال عن تردي الخدمات والفساد ويسقط المسؤول عن كاهله "فرض" الاجابة ويخرج الجميع متعادلين من مباراة الاسئلة والاجوبة، في حين يبقى المتفرج "المواطن" وحده في حالة ذهول من هذه التسويات التي تجري على حسابه.
مفهوم الاستضافة يرتبط بحفاوة التعامل مع الضيف وعدم إحراجه أو وضعه موضع المساءلة وهذا بالضد تماما من مفهوم الاستجواب الذي يعني إن وجود المسؤول في منصبه على المحك وغالبا ما يكون الاستجواب في النظم الديمقراطية مقدمة لطرح الثقة بذلك المسؤول للتصويت في البرلمان، وبينما الاستضافة هي مجرد مرور عابر على المشاكل التي تؤدي الى الموت والفقر والالم دون التوصل الى حلول، يكون الاستجواب طرح للعقبات الحقيقية وإمتحان لخبرة وحزم وجدية المسؤول ونزاهته.
إن إستبدال الاستجواب بالاستضافة ليس ناجما عن قضية أخلاقية أو ثقافية بل هو نتيجة لسياسات المحاصصة والترتيبات السياسية التي يقع النواب تحت تأثيرها ويفقدون دورهم بالتالي حتى لايحرج المسؤولون الذين ينتمون الى كتلهم في عملية إستجواب إنتقامية تقوم بها الكتل الاخرى، وهذه السياسة تستفيد منها القوى السياسية بينما يدفع المواطن ثمنها.
الفصل التشريعي الجديد إنطلق بعد صيف عراقي حافل بنقص الخدمات وحالات الفساد وتردي الاداء ويبدو إن بعض النواب إستعدوا لهذا الفصل بتجديد الاعتماد على الاستضافات التي يريدون من خلالها إقناع المواطنين بإنهم حريصون على مصالحهم وإنهم (النواب) لا يهابون في الحق لومة لائم وكل ذلك دون أن يغضبوا الكتل السياسية أو يزعجوا الوزراء ويحرجونهم فقد إعتاد هؤلاء الوزراء على المؤتمرات واللقاءات الصحفية والتلفزيونية وتمرسوا في تدبير الحجج وتكرارها دون ملل أو كلل، وبالتالي فإن الاستضافة لن يكون لها أي آثار سلبية على موقع الوزير.
الاستضافة بدعة ضالة مضلة تدفع بحياة الناس الى جحيم يومي وتهمش دور المؤسسة الرقابية وتؤدي في النهاية الى إضعاف الثقة بالعملية الديمقراطية وهذا الوضع بدأت نذره واضحة في توقعات الاقبال على المشاركة في الانتخابات القادمة، فهل يخرج النواب من حلقة الاستضافة الضيقة التي لا تغني ولا تسمن ويدخلون عصر الاستجواب الواسع والعملي؟.



#ساطع_راجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- منزلق الشعارات
- إدارة ملف الاتفاقية
- سلاح الاعلام
- خلافات عادية
- مؤشرات مفوضية الإنتخابات
- النفخ في الجمر
- معادلة الأمن وحسابات السياسة
- المطبخ السياسي العراقي
- تأويل التأجيل
- الحشد الخطر ...كركوك وسقراط وهتلر
- حروب الحنين
- ظروف الاستبداد
- تغيير مفاجئ
- مفاتيح كركوك
- صراع الرموز
- دفاع ضعيف
- لغم مكشوف
- موسم الحصاد
- تقييم سلطة المحافظات
- تعطيل الديمقراطية


المزيد.....




- ردا على الجنائية الدولية والمدعي العام كريم خان.. شاهد ما قا ...
- بيسكوف يصف تصريح بلينكن بشأن وفاة رئيسي بأنه غريب وغير لائق ...
- الكرملين: بوتين سيعقد اجتماعا هاما مع ملك البحرين في موسكو ي ...
- هل أصل الكارثة تحرش؟.. مفاجأة أثناء التحقيق في غرق فتيات بن ...
- الجيش الروسي: حررنا بلدة جديدة في دونيتسك وأوكرانيا خسرت أكث ...
- أستاذ قانون دولي لـRT: اعتراف النرويج وإيرلندا بفلسطين يعزز ...
- المدعي العام في سلوفاكيا: ربما تتم إعادة تصنيف محاولة اغتيال ...
- كيف كانت ردود الفعل على اعتراف إسبانيا وإيرلندا والنرويج بفل ...
- هل يستعد الجيش المصري للحرب مع إسرائيل؟.. خبير عسكري يرد على ...
- بكين تفرض عقوبات على شركات دفاع أميركية


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - ساطع راجي - إستضافة أم إستجواب؟!