أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - فرات المحسن - الوثيقة التاريخية بشروطها الثلاثة














المزيد.....

الوثيقة التاريخية بشروطها الثلاثة


فرات المحسن

الحوار المتمدن-العدد: 589 - 2003 / 9 / 12 - 02:50
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    



بدبلوماسية ذكية حصيفة وهادئة حقق مجلس الحكم العراقي المؤقت أولى خطوات النجاح الخارجي ليحتل مقعده في الجامعة العربية دون عوائق تذكر بالرغم من التصريحات الأولية الممانعة التي أطلقها الأمين العام للجامعة العربية عمر موسى ومجموعة غير قليلة من ممثلي وزارات الخارجية العربية. فقد ظهر أنهم قد رضخوا في نهاية المطاف الى الأمر الواقع ليجدوا السيد هوشيار زيباري مجاورا لهم في مجلسهم، وليذكرهم بتنظيراتهم عن الديمقراطية والانتخابات والدستور.
لم يكلف السيد الزيباري نفسه عناء ومشقة الحوار الطويل وإنما مهد له بابتسامة هادئة تدلل على عقلانية غابت لفترة طويلة عن الخطاب السياسي والدبلوماسي العراقي.قدم لهم نمطا جديدا من التفكير الجاد الباحث عن خلق مزاوجة بين الواقع والمفترض .مع ذلك لا ينكر أن تلك الابتسامة المطمئنة والموحية تشي بأبعد من ذلك.أنها تحمل المغزى الكبير لأدراك ما يدور في أروقة تلك المؤسسة العربية، وعن خفايا كثيرة تتداخل في نمط الحراك السياسي لمحاور الدبلوماسية العربية.عندها يمكن البحث عن قدرة تلك المؤسسات السياسية  لإدارة معركة من الوزن الثقيل مع السيد الباعث بالإشارات الموحية من خلف الحدود .ولا أدري لم لا ترغب تلك الدوائر أن تراجع خطابها بعقلانية مبنية على معطيات الواقع دون الوقوف عند حدود تاريخية منغلقة ونافرة عافتها الألفية الثالثة ورائها في أواسط القرن الماضي .فالمؤسسة العربية لازالت تستطيب معالجة الوقائع بتنظيرات  تتمحور حول هدف يوحي بالتماسك والقوة  دون أن يمتلك ناصيتهما.إيحاء تضليلي يصارع الزمن والمتغيرات بتبريرية سقيمة ومكابرة مفتعلة لم تنتج غير خطابٍ موتورٍ متعالٍ متنافرٍ لكنه هشا حد اللعنة، فأوقعها وشعوبها بورطات و خيبات لا حصر لها.
ثلاث نقاط طلبتها الجامعة العربية من مجلس الحكم العراقي المؤقت ووفقها سمح له (باحتلال) مقعد العراق في تلك المؤسسة العليلة . الشروط الثلاثة هي أن يصاغ دستور للعراق وأن تجرى انتخابات ديمقراطية ومن ثم تشكل سلطة وطنية أي حكومة منتخبة.وهذه الشروط هي محور ما يطرحه مجلس الحكم الآن وما يريد أن يعمل من أجله خلال فترة وجوده المؤقت (بحسب ما يعلن ). في حقيقة الآمر فأن النقاط الثلاث أو الشروط مثلما سمتها وسائل الأعلام جاءت كمأزق أو ورطة حقيقية للجامعة العربية ذاتها وليس لمجلس الحكم العراقي وربما سوف يضعها في مواقف محرجة جدا أمام الشعوب العربية في القادم من الزمن.
السيد عمر موسى وفاروق قدومي وسفير اليمن عدوها شروطا ملزمة من واجب مجلس الحكم العراقي التقيد بها و تنفيذها كي يعد مالكا واقعيا وحقيقيا للمقعد .وكان السيد وزير خارجية العراق من الفطنة بحيث رحب بها ووافق عليها مباشرة ودون تردد، فقد نظر إليها كشروط تتوافق وخطة مجلس الحكم العراقي لإدارة العراق وقد وضعها المجلس في أولويات جدول أعماله (بحسب ما يعلن )، في ذات الوقت فأنها تمثل دعما لمجلس الحكم في مسعاه للحصول على مكاسب في الأرض من سلطات الاحتلال عبر الضغط الداخلي المسنود من الخارج لتوسيع سلطة المجلس.
من المفترض أن تكون هذه الشروط سابقة ذات دلالات كبيرة ووثيقة تاريخية يمكن اللجوء إليها في محاججة وتقييم أوضاع الحكومات العربية الممثلة في الجامعة، وتعميمها كشروط من اللازم أن تتوافق  توصيفاتها مع مجريات الأوضاع القانونية لمجمل الحكومات الأعضاء  ليتم قبولهم في عضويتها كسلطات معترف بها ومن ثم يجري تسليمها مقاعد بلدانها. ومن المناسب جدا أن تدرج تلك الشروط كوثيقة يعتمد عليها في إعادة صياغة ميثاق الجامعة العربية المزمع أعداده وفق معطيات الحاضر.ومن العدالة أن تتم معاملة الحكومات العربية على ذات الأسس  والشروط  ودعوتها لأجراء انتخابات ديمقراطية حقيقية في بلدانها بعد أن يتم تغيير دساتيرها بما يكفل الحريات السياسية والاجتماعية لشعوبها . وعلى الجامعة العربية أن توسع تلك الوثيقة لتضمن حق الشعوب العربية في الاستناد لها  (بعد أن وافق عليها جميع مندوبي الحكومات العربية) لاستخدامها كلائحة وسند قانوني ومناشدة  إدارات الجامعة للتقيد بها والضغط على الحكومات العربية للأخذ بها وتنفيذ شروطها التي تفترض الديمقراطية السياسية والشرعية الوطنية لجميع الحكومات المنضوية تحت مظلة الجامعة العربية.

 



#فرات_المحسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لغز استشهاد السيد الحكيم لن يكون الأخير
- المبرر الأخلاقي
- لوحة في المشهد العراقي ـ عودة صدام
- مصيدة الحكومة المؤقتة
- البحث والتوثيق لأسلحة الدمار الشامل الداخلية
- يوم عظيم ليس ككل الأيام ولكن …
- استدراج الكارثة …. استجداء الاحتلال أنها حروب الطاغية وليست ...
- مؤتمر شيعة العراق وأجندة السياسة الإيرانية
- أولى ثمار الحرب ومبادرة بريماكوف
- إيضاح
- السعوديون يدخلون الحرب من النافذة
- بغداد …أنهم يريدون أحراقها
- جريمة ودعوة للتطهير العرقي
- السلطة … الديمقراطية
- أيا دمعتي لا تتوقفي
- الى الأعزاء في صفحة الحوار المتمدن
- من يحرز الهدف الذهبي في الوقت الضائع
- معارك الطواحين المرادية
- في رثاء سحلية منقرضة - رد على مقال السيد باقر إبراهيم
- بعض من الشأن العراقي


المزيد.....




- بالأسماء.. أبرز 12 جامعة أمريكية تشهد مظاهرات مؤيدة للفلسطين ...
- ارتدت عن المدرج بقوة.. فيديو يُظهر محاولة طيار فاشلة في الهب ...
- لضمان عدم تكرارها مرة أخرى..محكمة توجه لائحة اتهامات ضد ناخب ...
- جرد حساب: ما نجاعة العقوبات ضد إيران وروسيا؟
- مسؤول صيني يرد على تهديدات واشنطن المستمرة بالعقوبات
- الولايات المتحدة.. حريق ضخم إثر انحراف قطار محمل بالبنزين وا ...
- هيئة كبار العلماء السعودية: لا يجوز الحج في هذه الحالة.. ويأ ...
- هوغربيتس يحذر من زلزال قوي خلال 48 ساعة.. ويكشف عن مكانه
- Polestar تعلن عن أول هواتفها الذكية
- اكتشاف تأثير صحي مزدوج لتلوث الهواء على البالغين في منتصف ال ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - فرات المحسن - الوثيقة التاريخية بشروطها الثلاثة