أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - فرات المحسن - لغز استشهاد السيد الحكيم لن يكون الأخير















المزيد.....

لغز استشهاد السيد الحكيم لن يكون الأخير


فرات المحسن

الحوار المتمدن-العدد: 583 - 2003 / 9 / 6 - 03:02
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


هل كان السيد محمد بحر العلوم على خطأ حين علق عضويته في مجلس الحكم ؟.يقال أن رقة الشاعر وعاطفته طغت على مشاعره فعجل الآمر .ويقال أن قربه من القرار وبواطن الأمور كان الدافع لذلك التعليق .بين هذا وذاك تتواتر تداعيات الداخل بشكل متسارع ليس من السهل ضبط إيقاعاتها.ولم تكن دوافع السيد بحر العلوم ألا إدراكا لموضوعة الخيوط الواهية التي يمتلكها مجلس الحكم في مواجهة القرار والاحتواء الأمريكي لعموم الشأن العراقي. فلم تستطع وطنيته وشاعريته ابتلاع الخدعة بكاملها.
في جميع الأحداث الكبرى تستعرض الوقائع برؤى مختلفة وحسب وجهات النظر المتقاطعة و المتفاوتة ،ولكن يبقى دائما هناك خيط ما يجمع تلك الاختلافات ويجعلها لا تخرج عن المحور الرئيسي للحدث ومسبباته.
عملية تعليق السيد بحر العلوم لعضويته في مجلس الحكم المؤقت جاءت اعتراضا على انفلات الأمن وعدم رغبة الأمريكان في إعطاء صلاحيات حقيقية للمجلس وكذلك عدم قدرة جنود الاحتلال على توفير الأمن .ومن الممكن للمرء أن يستشف من خلال تصريحات السيد بحر العلوم وآخرين من أعضاء المجلس بأن إدارة الاحتلال ليست لديها الثقة بالعراقيين. وهذا الأمر متبادل بينهم وبعض أعضاء المجلس أيضا.
مثلما تعرض تفجير مقر الأمم المتحدة والذي راح ضحيته السيد سيرجو دي ميلو وآخرون ، للكثير من التحليل والتنظير عن دوافع الجريمة والجهات المنفذة ،فأن عملية اغتيال السيد الشهيد محمد باقر الحكيم تخضع لذات الاشتراطات والأدوات التحليلية.ففي الوقت الذي أشارت اليه مصادر صحفية عن اعتقال أشخاص من جنسيات غير عراقية مشتبه بها في التفجير ،خرج السيد محافظ النجف ليفند تلك الأنباء ويدع للصحافة ومحرريها وغيرهم التخمين حول الجهة التي اغتالت الشهيد الحكيم.ولا زالت الأنباء متواترة حول الأمر.
عملية تلقف ومتابعة خيوط جريمة وبهذا الحجم ،حدثت في بلد أغلب مناطقه في حالة فوضى عارمة وانفلات أمني واسع، سوف تكون في مجملها ضربا من التخمينات .ولكن ما يجمع تلك التخمينات الطيبة النوايا والسيئة القول بأن جريمة استشهاد السيد الحكيم هي إيذاء الوطن العراقي وأن تلك الجريمة البشعة جاءت من أعداء العراق .إما السؤال الكبير والواقعي فيكمن في البحث عن من هم أعداء العراق ومن هي الجهات التي تساندهم وتقدم لهم التسهيلات ؟.
أن بقايا حزب البعث الفاشي هم دون شك الأعداء المرشحون لاقتراف مثل تلك الجرائم .ولذلك أسباب عديدة تفصح عنها سيرتهم عبر تأريخهم الدموي الطويل.هناك أيضا السلفيون من أتباع بن لادن والمذهب الوهابي، ولهم أيضا  تأريخ طويل من العداء للعراق وبالذات للمذهب الشيعي.وأخرين من المتطرفين العروبيين .
 تتحدث التخمينات والتحليلات عن خلافات داخل المرجعيات الشيعية وتستشهد بالسابقة الخطيرة في مقتل السيد الخوئي وبعض الاعتداءات التي طالت بعض أتباع المرجعيات المتنافرة. ولكن هذا الأمر يلاقي بعض الاعتراضات بالنظر لتأريخ الصراع الشيعي ـ الشيعي داخل الحوزات والمراجع الدينية ومقلديها الذي لم يصل وفي أقصى مراحله الى التصفيات الجسدية .ولكن هذا الاعتقاد يركن ذلك التأريخ جانباً ليتفحص لوحة الحاضر بعد دخول أطراف ملتبسة وشخصيات مشكوك فيها ضمن جسد المؤسسات الدينية أثناء فترة حكم حزب البعث الفاشي، وبعد سقوطه .ويبرر هذا الأمر على أسس تبدو جد منطقية ،حيث تشير بعض التقارير الى فترة مهمة من تأريخ العراق وعمليات ترتيب أوضاعه السياسية والدينية والاجتماعية وبالذات عام 1995 أي فترة ما أطلق عليه (الحملة الإيمانية) التي أريد بها إعادة ترتيب العلاقات بين حزب البعث والشعب العراقي.وكان من نتاجها دخول الكثير من الشباب الى المدارس الدينية الشيعية والسنية لأعدادهم كأئمة وخطباء بعد أن يحصلوا على تزكية المنظمة الحزبية وجهاز الأمن باعتبارهم أعضاء مخلصين ومؤيدين للحزب والدكتاتور وتدفع لهم رواتب ويعفون من الخدمة العسكرية .ويمكن تشخيص ذلك بظاهرة كثرة الوجوه الشابة التي تشاهد عبر الفضائيات وتطلق التصريحات النارية وتقود التظاهرات وتتصدر المجالس برغم وجود العديد من أئمة وشيوخ الجوامع والحسينيات من كبار السن ذوي الخبرة والدراية بشؤون الدين والفقه ،وبات هذا الملمح يشكل معلماً جديداً داخل المؤسسة الدينية العراقية.
وتذهب التحليلات أيضا الى أن سوريا والسعودية وإيران تريد وتعمل باستماتة لإدامة حالة عدم أستتاب الأمن بالنظر لخوفها من أن استتابه و استقرار الأمور ونجاح المشروع الأمريكي سوف يجعل الإدارة الأمريكية تتفرغ للإطاحة بحكومات تلك الأقطار.
بعضها يذهب بعيدا مشيراً الى صراع بين المرجعيات الشيعية في إيران والعراق أو خلاف مستفحل بين الجناح المحافظ في إيران والسيد الشهيد الحكيم على خلفية موقفه المعتدل والعقلاني من الوضع في العراق والعلاقة مع المحتل.ولا يبخس المحللون بعض الجهات الكويتية  ضلوعها بالحادث بسبب عدائها المستحكم والأعمى ورغبتها المستميتة للأضرار بمصالح الشعب العراقي على خلفية استرجاع وقائع الجريمة التي أقترفها الحكم البعثي بحق الكويت وأبنائها.هناك رأي آخر يرجح الجانب الأمريكي في القيام بهذا العمل على أسس الرغبة المضمرة في منع تبوأ مرجعية شيعية قوية لمركز قيادي سياسي فعال في العراق مستقبلاً.ويبنى هذا الرأي من خلال رصد تخوف الإدارة الأمريكية من تحالفات السيد الحكيم مع أطراف شيعية راديكالية  مثل حزب الله اللبناني. ويعزز هذا المنحى تعامل قوات التحالف مع السيد الحكيم قبل وبعد الإطاحة بصدام حسين ،ومنعه من دخول  العراق بغير ترتيبات تطمئن الجانب الأمريكي .وهناك آخرون يبنون تكهناتهم على ذات الرؤية، ولكنهم يوسعون أطراف الفعل الأمريكي الى جهات وأجنحة متصارعة داخل الإدارة الأمريكية يتمثلون في جناح الصقور أو اليمين المسيحي الصهيوني المتطرف المتحالف مع الموساد الإسرائيلي والطرف الأخر ،اللبراليون في الحزب الجمهوري الحاكم .ووفق تلك المعادلة فأن الطرف اليميني أو ما يسمى الصقور المسنود من الصهيونية العالمية لديه رؤية للعراق مبنية على أسس أن عراقا مهمشا ومقسما ومدمرا يكون مناسباً لمصالح العسكرياتية الأمريكية. وسوف تطال تداعياته جميع المنطقة وتجعل باقي الدول العربية والإقليمية الأخرى عرضة لذات الأحداث لتبقى منطقة الشرق خاضعة للسيطرة الأمريكية ومصدرا للموارد وسوقا لاستهلاك السلاح والبضائع الأخرى .إما اللبراليون أو الحمائم فأن مشروعهم هو دمقرطة العراق وجعله نموذجا يحتذي في المنطقة وأن الدول المحيطة يمكن أن تتساقط على شاكلة لعبة الدومنو.والظاهر أن الوقائع ترجح كفة الصقور في هذا الأشكال المستعصي لحد هذه الساعة.
هناك الكثير مما يدفع البعض لطرح التحليلات والرؤى المتقاربة و المتفاوته  للوصول الى ما يلامس الحقيقة في الوضع الأمني المنفلت وانعدام الاستقرار وعن الأسباب والدوافع والجهات التي اقترفت جريمة قتل السيد الحكيم وقبله سيرجيو فييرا دي ميلو. وهما الجريمتان اللتان هزتا العراق والعالم لبشاعتهما ولأغراضهما الدنيئة .ولكن الموضوعة الحقيقية التي يجب التأكيد عليها وعدم تغييبها  هي مسئولية الإدارة الأمريكية عن كل ما حدث ويحدث . فمن المنطق تأشير الخلل في الجانب المؤسساتي الذي تتركب منه وعليه السلطة الفاعلة في العراق.وأن تأشير فعل إدارة الاحتلال وتوصيف تعاملها مع الوقائع يحتم تلمس مدى مسؤليتها عن مقتل السيد الحكيم والآخرين دون الشعور بالوجل أو تصنع المكابرة أو أبعاد مسببات الجريمة ورميها في خانة التحليلات والتخمينات .صحيح أن بقايا البعث وربما ائتلاف السلفيين وبعض العروبيين المتطرفين قد شكلوا جبهة واعتبروا أرض العراق مجالا حيويا ومثاليا لإدارة معركة ذات مواصفات ملائمة جدا لهم ضد أمريكا وحلفائها. ولكن هذا لا يمنع أن نعاين مدى مسؤولية المحتلين عن تلك الجرائم وهذا الخراب الذي طال العراق.
يبدو ولحد الآن أن الأمريكان قدموا الى العراق بعجز معلوماتي مخيف عن طبيعة الشعب العراقي وبجهل شبه تام و(متعمد) عن متطلباته واحتياجاته وتطلعاته، فأثبتوا خلال هذه الفترة ومنذ سقوط نظام حزب البعث الفاشي عجزهم الكامل عن تحقيق الاستقرار وحفظ الأمن، وكونهم غير قادرين على تحقيق الاستقرار مع الصعوبات والمعوقات التي تواجههم رغم أن بعضها يبدو جدا بسيط بما هو معروف عن الدولة العظمى قائدة العالم المتحضر ،مثل توفير الماء والكهرباء ورفع الأنقاض ومخلفات الحرب من الشوارع وإعادة بناء المباني المحتروقة والمدمرة جزئياً.وهي أمور حياتية يومية تساعد العراقيين وتغير من نظرتهم عن (القادم الجديد وقوته الخارقة) وتحرك سوق العمل لبعضهم ،وأن كانت هناك الكثير من الألتباسات في موضوعة ضبط الأوضاع الأمنية فهناك في الواجهة الكثير من التساؤلات التي تثار عن إصلاح البنى التحتية وتأمين الخدمات الحيوية ،التي تساعد على توفير الأمن والاستقرار. في ذات الوقت الذي تحتجز الإدارة الأمريكية أموال عراقية تقدر بأكثر من 20 مليار دولار.وبذات السعة تثار الأسئلة عن الانعدام المطلق للثقة التي تتعامل بها الإدارة المدنية الأمريكية  في العراق مع أحزاب وفعاليات الشعب العراقي ويشاطرها ذلك جنودها المنتشرون في شوارع العراق والذين لازالوا يتعاملون بصفة المحاربين القساة ويحاولون حماية أمنهم وأمن مراكزهم وإهمال أمن المواطن العراقي وتركه يواجه القتلة وقطاع الطرق وبقايا صدام لوحده، وهناك آلاف الشكاوى و الأمثلة حول هذا الأمر من المواطنين والأحزاب العراقية ومنها إطلاق سراح المجرمين من قبل الجيش الأمريكي  بعد يوم أو يومين من اعتقالهم على يد الشرطة أو أبناء الشعب بحجج اكتمال التحقيق معهم أو عدم ثبوت تهمة ضدهم بالرغم من أن بعضهم مجرم خطير أو قاتل معروف .وفي الجانب السياسي فأن السماح لرجال الحكم السابقين بالخروج من العراق وبغنائمهم التي سرقوها من الشعب وترك أعداد كبيرة منهم يصولون ويجولون على هواهم داخل العراق، تؤكد ضلوع إدارة الاحتلال وانشغالها بموضوعة غير معنية بخلاص الشعب العراقي من زمرة الفاشست البعثيين وحصوله على الديمقراطية والأمن والاستقرار مثلما ضجت وتضج بها تصريحات إدارة سيد العالم المتحضر.وليس بعيدا عن هذا مسألة الحدود المفتوحة التي باتت تهدد أمن ووحدة العراق وأوضاعه الاجتماعية والاقتصادية . فمع بطء تشكيل الجيش والشرطة الوطنية واعتماد سلطة الاحتلال على بقايا نظام صدام في تلك التشكيلات  فأن الأمر ينذر بالكثير من الأهوال والنكسات التي سوف يتعرض لها العراق .ولم ترغب سلطات الاحتلال وهي المسئولة قانونيا عن إدارة البلد لحد الآن، الإسراع لأعداد وتفعيل جهاز شرطة الحدود ومديرية الجوازات والإقامة .وأصبحت مناطق العبور الحدودية مراكز استراحة للجنود الأمريكان تغلق بعد الساعة السادسة مساءاً لتترك لمن يدخل العراق دون رقيب وأن كانت هناك رقابة في النهار فهي أمريكية تعنى بتطابق صورة الشخص مع الصورة الموجودة في الجواز لا غير. أما باقي مناطق الحدود التي يستخدمها البعض للتهريب وهي الوديان والصحارى والبساتين والأنهر الصغيرة التي تربط العراق مع جيرانه فقد باتت معابرا ربما لا تفتقد فيها غير المطاعم التي تقدم الوجبات الشهية للعابرين وما أكثرهم .
أن النظام البعثي المهزوم لا يحتاج الى من يدله على مراكز تجمع طالبي الشهادة أو المغامرة من المرتزقة العرب وغيرهم. وهو مستعد لدفع الملايين لغرض التخريب. وأن جلب هؤلاء الى العراق باتت مسألة في منتهى البساطة مع ديمقراطية الأمريكان وعدم شعورهم بمسؤليتهم القانونية وفق قرار الأمم المتحدة المرقم 1483، وغياب حق العراقيين بحماية أنفسهم.وأصبحت أرض المعركة مثالية وقريبة من السلفيين والوهابيين العرب وغيرهم  وما عادوا  يحتاجون  لعبور الدول بجوازات مزورة أو حقيقية ولا لأموال طائلة وخدع تمويهية توصلهم لهدفهم ،بل حتى ما يسمى بجمعيات النفع العام ومدارس الأعداد الديني في دول الخليج وغيرها من المؤسسات التي تدعم الإرهاب، وجدت أن أمر تجهيز وأعداد المقاتلين ودخولهم العراق لمحاربة (الكفر) مسألة لا تستحق كثير عناء.وصارت غواية الخبر الساخن والسباق من أجل رفعة الشأن والبحث عن الجديد معلما للفضائيات العربية، والعراق مشهد مفتوح لتقديم التقارير عن حدث يومي يلبي طموحات جميع المشاهدين ويلهب مشاعرهم ويغذيهم بالرضا تارة أو بالحقد تارة أخرى .
في حساب الأرقام الصماء تفتقد التخمينات والتحليلات الكثير من جديتها، وتظهر المسائل المجردة من التوريات والتزويق حقائق مختصرة لا تحتاج لعناء كي تدرك سوى لدى الجهلة في عالم الرياضيات المبسطة.
أن المقابر الجماعية والمفقودين والمغيبين والمعاقين والأيتام والأمهات والزوجات الثواكل لا تحتاج حقيقتهم الى تورية كي نبعد مسؤولية الدكتاتور صدام عن ما جرى وما مقدار القسوة التي استعملت ضدهم. ولكن السؤل الحقيقي الذي يجب أن يقال هو هل أن جميع تلك الجرائم نفذت بيد الدكتاتور وأبنائه مباشرة أم أن هناك جحافلا من العراقيين شاركوا في تنفيذها.وبذات المفهوم يمكن النظر الى استشهاد السيد الحكيم وقبله مندوب الأمم المتحدة دي ميلو.أن من نفذ العملية ومهما كانت دوافعهم وجنسياتهم فهم مسنودون من قبل صدام وزبانيته وحلفائهم أو طرف أخر يعد عدو للعراق والعراقيين.أذن هي عملية حسابية بسيطة لا تحتاج لشرح معمق أو إطالة ولربما يجمع عليها أكثر أبناء الشعب العراقي .
جريمة استشهاد السيد الحكيم والعشرات من العراقيين الأبرياء والبعض من جنسيات أخرى جاءوا لمساعدة الشعب العراقي تخضع لذات الحسابات .العدو بات واضحا والأساليب معروفة، ولكن من الذي يمهد لقيام تلك الجرائم أو يساعد على استشرائها ؟.
هناك محرك مسؤول وهناك أسباب وهناك منفذ وهناك ضحية .فالأسباب ودوافع الجرائم واضحة للعيان والضحية لا يختلف عليها اثنان .أما الموجه أو المحرك فلا يمكن اختزاله ببقايا صدام وأعوانه بقدر ما يجب معرفته بواسطة الأرضية التي مهدت للجريمة وهي في هذا تعتبر الدافع للجريمة أيضا والمسؤول عنها.لذا نسأل.

ـ من الذي يجعل صدام حسين وزبانيته يتحركون بتلك الفاعلية والسهولة التي توصلهم لأهدافهم وحيثما يريدون وبيسر ؟.
ـ من الذي يسمح لكل هذه الأعداد من العرب والأجانب بدخول العراق واختفائهم بين شعابه دون مسائلة أو رقيب؟.
ـ من الذي يسمح لبقايا البعث أن تستعيد نفوذها في دوائر الدولة وتنفذ رغباتها وأهدافها ؟.
ـ من يساعد أزلام السلطة للحفاظ على قوتهم وبطشهم في بعض مناطق العراق ؟.
ـ من الذي يسمح لتمرير الاعتداءات وغض الطرف عن الخروقات والجرائم التي ترتكب يوميا بحق الناس ؟.
ـ من الذي يسمح للبعثيين بتمجيد الجريمة والمسئولين عنها ؟.
ـ من الذي يسمح لوسائل الأعلام بالتحريض على العنف ونشر أخبار ومقالات وصور تدعوا للقتل والجريمة ومبادئ حزب البعث الفاشي ؟.
ـ من المسؤول عن بقاء آلاف البعثيين ممن شاركوا في تعذيب وإهانة وقتل الناس مطلقي السراح يفخرون بجرائمهم ؟.
ـ من المسؤول عن بقاء الخدمات والبنى التحتية على وضعها السيئ ؟.
ـ من المسؤول عن بقاء الملايين من العراقيين عاطلين عن العمل ؟.
ـ من يبعد أبناء العراق النجباء عن أخذ دورهم في قيادة الأوضاع وممارسة حقهم في بناء وطنهم ؟.

هل يحق لنا أن نسأل قوات الاحتلال عمن تكون تلك الجهة أم نترك هذا الأمر لمن أكتشف (طائرة ميغ ) مخبأة في أحد أطراف بغداد بعد مضي 100 يوم على انتهاء حرب احتلال العراق.أو نسأل الشخص الذي صرف آلاف الدولارات لنشر (صورة صدام ) ليذكر العراقيين بأن ذلك الشخص مطلوب للعدالة.تلك المفارقات تدعونا لتأمل الحقيقة ومعرفة مقدار تماسك ما يطرحه المحتل من تصريحات ورغبات معلنة عن عراق ديمقراطي خال من الجرائم وعن قدرته الخارقة ومداركه الواسعة للمجريات والوقائع اليومية التي يعيشها العراق.لذا فنحن نؤشر ونرفع إصبع الاتهام مباشرة نحو قوات الاحتلال كونها توفر الأرضية بالكامل لمرتكبي هذه الأفعال الدنيئة . ولن نجد صعوبة في تحديد مسئوليتهم المباشرة والرئيسية عن مقتل السيد الحكيم والمئات غيره من أبناء الشعب العراقي وهذا لن يدخل في باب القصور عن الواجب بقدر ما يعني المسئولية .فأن أدركنا أن صراع الأجنحة في الإدارة الأمريكية وبينها وحلفائها لا زال مستعرا من أجل الرسو على حل لمشكلة العراق فلنتوقع المزيد من القتلى والفوضى والدمار الذي سوف يلحق بالعراقيين أرضا وشعبا وأن يوم استقرار العراق لا زال بعيد المنال أن لم تكن للعراقيين كلمة الفصل فيه.   

 



#فرات_المحسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المبرر الأخلاقي
- لوحة في المشهد العراقي ـ عودة صدام
- مصيدة الحكومة المؤقتة
- البحث والتوثيق لأسلحة الدمار الشامل الداخلية
- يوم عظيم ليس ككل الأيام ولكن …
- استدراج الكارثة …. استجداء الاحتلال أنها حروب الطاغية وليست ...
- مؤتمر شيعة العراق وأجندة السياسة الإيرانية
- أولى ثمار الحرب ومبادرة بريماكوف
- إيضاح
- السعوديون يدخلون الحرب من النافذة
- بغداد …أنهم يريدون أحراقها
- جريمة ودعوة للتطهير العرقي
- السلطة … الديمقراطية
- أيا دمعتي لا تتوقفي
- الى الأعزاء في صفحة الحوار المتمدن
- من يحرز الهدف الذهبي في الوقت الضائع
- معارك الطواحين المرادية
- في رثاء سحلية منقرضة - رد على مقال السيد باقر إبراهيم
- بعض من الشأن العراقي


المزيد.....




- أنباء عن نية بلجيكا تزويد أوكرانيا بـ4 مقاتلات -إف-16-
- فريق روسي يحقق -إنجازات ذهبية- في أولمبياد -منديلييف- للكيمي ...
- خبير عسكري يكشف مصير طائرات F-16 بعد وصولها إلى أوكرانيا
- الاتحاد الأوروبي يخصص 68 مليون يورو كمساعدات إنسانية للفلسطي ...
- شاهد: قدامى المحاربين البريطانيين يجتمعون في لندن لإحياء الذ ...
- وابل من الانتقادات بعد تبني قانون الترحيل إلى رواندا
- سوريا.. أمر إداري بإنهاء استدعاء الضباط الاحتياطيين والاحتفا ...
- طبيب: الشخير يمكن أن يسبب مشكلات جنسية للذكور
- مصر تنفذ مشروعا ضخما بدولة إفريقية لإنقاذ حياة عدد كبير من ا ...
- خبير أمني مصري يكشف عن خطة إسرائيلية لكسب تعاطف العالم


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - فرات المحسن - لغز استشهاد السيد الحكيم لن يكون الأخير