أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فاضل الخطيب - حزيران بين الصُوَر














المزيد.....

حزيران بين الصُوَر


فاضل الخطيب

الحوار المتمدن-العدد: 1937 - 2007 / 6 / 5 - 11:04
المحور: كتابات ساخرة
    


حزيران بين الصُوَر!
أربعين حزيراناً مع الملايين أسافر!
أربعين صيفاً ينام الجولان على حلم العساكر!
يفيق على صوت العساكر!
على وعد الحناجر!
أربعين مرّة دارت الجولان حول الشمس,
ونحن نهتف للعساكر!
للنجوم الحاكمة خلف الستائر!

أربعين عاماً وأنا أسافر مع الملايين ولا نعرف المحطة التي تنتظرنا, أربعين عاماً وأنا أسافر بين دمشق والجولان.
لقد مللت السفر, أربعون عاماً ونحن على سكة القطار بين الجبال والوديان.
عند أول رحلة لي في هذا القطار صعدت إلى آخر حافلة من الدرجة الثانية, وصار القطار بيتي, ومنذ وقتها وأنا في الدرجة الثانية.
أربعين عاماً وفي كل صباح أتناول فطوري في هذا القطار, الفطور الذي حملته معي.
لقد حلمت أنني أسافر في مقصورة مريحة يمكن أن أنام فيها, وتأتي المضيفة لتقدم القهوة لي بعد أن تتأكد من بطاقة سفري, مضيفة تتحدث بعدة لغات, وسائق القطار يحييّ الركاب بثلاث لغات إضافة للعربية والكردية, ويخبرنا على أيّ ارتفاعٍ نحن وعن درجات الحرارة وعن سرعة القطار.
وأخيراً تحدث المعجزة وخلال سبع دقائق نصل إلى الجولان! لكن هذا مجرد حلم.
أربعين عاماً أعيش في حلمٍ. أربعين عاماً وأنا أردد قواعد وشروط السفر عن ظهر قلب, وألتزم فيها عن ظهر قلب.
بالنسبة لي كل قواعد شركة الخطوط الحديدية مقدسة!
أربعين عاماً وأنا أسافر في نفس العربة, وفي نفس المقعد وبنفس الشروط, وأجلس في نفس قاعة الانتظار, وأمامي نفس اللوحات والصور, ونفس الوجوه تقطع التذاكر.
الزمن يجري والأرض تدور حول الشمس بنفس الوتيرة منذ أربعين عاماً.
لكن الثابت والباقي بدون تغيير هو الله وسائق القطار والركاب والصور, وبدون ملل ولا ضجر أشاهد نفس الصور, وأسمع الشريط المسجّل عن المهدي المنتظر!
أربعون عاماً بدون تغيير يُذكر.
كنت أتمنى لو أنه في إحدى المرات جاءت بعد دمشق عين قنية أو مسعدة أو بانياس الجولان بدل سعسع.
أربعين حزيراناً ساخناً ولم يستطع إذابة الثلوج عن جبل الشيخ, الدلائل تشير إلى أن هذا الصيف حاراً جداً, وقد تكوي حرارته نياشين النصر, وتؤثّر على سكة القطار, ويصبح تلميع الصور مشقة كبيرة نتيجة الغبار.
وفي إحدى المرات اقتادوني للاستجواب بتهمة أنني لم أقم بتلميع الصورة في القطار, مهدداً بذلك قطار الوطن بالخطر, القطار الذي وجد لخدمة البشر.

بالنسبة لي أربعين عاماً من السفر تعتبر عمراً بكامله, أعصابي صارت من حديد السكة التي يمشي عليها القطار.
عند وصولي البيت, وعند المدخل, أقوم بالتصفير قرب الشبّاك, وأفتح صمّام البخار والذي يختلط مع تصفير الريح التي تأخذه بعيداً, ثم أدخل البيت وأجلس على مقعدٍ ووجهتي باتجاه سير القطار, وبعد أن تقدم لي حماتي السندويش والماء البارد أذهب إلى المحطة لتدخين سيجارة مع كاسة عرق, ثم تلحقني زوجتي مع الأولاد لتقوم بتلميع الصورة عند خمارة المحطة وعلى دبكة ومواويل.
خلالها أكون قد استرخيت على مقعدٍ خشبيٍّ وأنا أحلم بالسفر في قطار الصور بين دمشق وتدمر!



#فاضل_الخطيب (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سبع وسبعة ودبيكة و-كمشة- تسعات
- تليفون الإستفتاء
- قبل الإستفتاء
- الديكتاتور والديكتاتورية قديماً وحديثاً
- انتخابات ديمقراطية في سورية الأبية
- أريد أن أكون وزيراً
- وجهتي نظر لقضية واحدة-لباس المرأة
- بيعة وبيّاعين في سوق البعثيين
- السارق والسرقة
- حلمٌ غريبٌ في بلد إسمه سوريا
- نفاق الرفاق ديالكتيك العبد والقبضاي
- الحوار السياسي, هل نتعلمه؟
- تزمير وتثاؤب
- محطات ليست بعيدة عن السياسة
- من نظام الحزب الواحد إلى الديمقراطية! تجربة المجر
- -العبقرية-المجرية 15 مليون نسمة, 15 جائزة نوبل, مئة وخمسة و ...
- استنساخ, تماثيل والإبليس براميرتس
- أسئلة في الهواء وأجوبة جوفاء
- التخلف حاضنة الإرهاب الديني
- الأسد يتزحلق على قشور موز جمهوريته


المزيد.....




- بعد زيارة ويتكوف.. هل تدير واشنطن أزمة الجوع أم الرواية في غ ...
- صدور العدد (26) من مجلة شرمولا الأدبية
- الفيلم السعودي -الزرفة-.. الكوميديا التي غادرت جوهرها
- لحظة الانفجار ومقتل شخص خلال حفل محمد رمضان والفنان المصري ي ...
- بعد اتهامات نائب برلماني للفنان التونسي بالتطبيع.. فتحي بن ع ...
- صحف عالمية: إنزال المساعدات جوا مسرحية هزلية وماذا تبقّى من ...
- محللون إسرائيليون: فشلنا بمعركة الرواية وتسونامي قد يجرفنا
- فيديو يوثق اعتداء على فنان سوري.. قصوا شعره وكتبوا على وجهه ...
- فيديو.. تفاصيل -انفجار- حفلة الفنان محمد رمضان
- جواسيس ولغة.. كيف تعيد إسرائيل بناء -الثقافة المخابراتية-؟


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فاضل الخطيب - حزيران بين الصُوَر