أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاضل الخطيب - الأسد يتزحلق على قشور موز جمهوريته














المزيد.....

الأسد يتزحلق على قشور موز جمهوريته


فاضل الخطيب

الحوار المتمدن-العدد: 1648 - 2006 / 8 / 20 - 10:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


على ضوء الخطاب "التاريخي" للقائد "التاريخي" بشار الأسد والذي استكمل فيه بوضوح سياسة نظامه تجاه لبنان وغير لبنان, وهذا الهجوم المتعدد الوجوه وهذا الهروب السريع للأمام, ذكّرني سيادته بالموز وجمهوريات الموز وقشور الموز!

الموز, الفاكهة الغنية بمذاقها وفائدتها والجميلة المنظر والبعيدة عن الملايين في بلادنا,
هذه الفاكهة كنت أحلم بها بعد أن رأيت صورها في كتب الدراسة يوم كنت تلميذاً صغيراً في إحدى قرى المقرن الشرقي,
ويوم ذقتها لأول مرة بعد أن جاء بها أخي الكبير العائد من لبنان, يوم كان لبنان سليماً وحاضنة ليس فقط للفكر بل حاضنة للقضاء على الفقر. كان ذلك اليوم مميزاً في حياتي,
فبالنسبة لأسرتنا أسوة بمئات وآلاف الأسر القاطنة في قرى المقرن الشرقي كانت فاكهتنا الوحيدة تقريباً هي العنب الذي حبى الله بنا في ريفنا الذي يقع على هامش الخريطة الجغرافية للوطن, وكان الدبس المستخرج من العنب هو حلويات الشتاء.
وبعد أن كبرت وتعرفت على أناس يفهمون بالجغرافيا ويقرأون الصحف ويستمعون إلى الأخبار, صرت أقلدهم في فضولهم هذا إلى أن سمعت يوماً عن جمهوريات الموز في أميركا الوسطى, وحينها طاف خيالي في حقول الموز ذات الرائحة والطعم اللذيذ, ورغم أنني ما عدت طفلاً, ورغم أنني أكلت الموز بعد أن ذقته في ليلة صيفية مميزة من عمري, إلأّ أنني حسدت سكان تلك الجمهوريات الموزية, ورجوت الله أن يُخلقني في حياتي المقبلة في جمهورية موز, لأنها تعني الكثير الكثير بالنسبة لي وآمل أن يحقق الله ابتهالاتي تلك.
لكن أحد أصدقائي الخجولين, والذي يقرأ الصحف بخجل, وينظر في عيون الناس بخجل, ويحلم بخجل قالها ذات مرة وبخجل "إنك تعيش في جمهورية قشور الموز!", وفي الحياة القادمة _إن حقق الله أمنيتك ستعيش بين مزارع الموز ولكن ليس في جمهوريات الموز_, صديقي الخجول خربط مُخي ورأسي, فلا أدري أية جمهورية أَحبُ إلي _جمهوية دبس أم جمهورية موز_, ولكنني وجدتها أخيراً حين غمست الموز بالدبس, فسيّان إن قلنا جمهورية موز وحقول دبس أو جمهورية دبس في حقول موز, فهذه وتلك فاكهة!

وعودة إلى موز القائد "المُصطفى" وخطابه التاريخي كيوم انتخابه التاريخي و"زحلقاته" التاريخية, لوجدنا أسلوباً واحداً في سياسته وسياسة نظامه _إمّا تابعاً أو متبوعاً_, اختار أن يكون تابعاً إيرانياً وأراد أن يكون حزب الله تابعاً له.
ورغم الدعم البيانياتي الشعاراتي الذي قدّمه خلال الحرب الإسرائيلية على لبنان وتصريحات وتحذيرات رموز نظامه "سورية لن تسكت إذا دخلت إسرائيل الأراضي اللبنانية,... لن تسكت إذا اقتربت إسرائيل من الحدود السورية,...لن تسكت... وسترد...إلخ." والحقيقة أن نظام الأسد الغالي لم يسكت, لكن عدم سكوته لم يمنع استشهاد طفل أو تدمير منزل, لم يمنع حبس دمعة. بل كان يسمع التطمينات الإسرائيلية أن نظامه غير مستهدف,
ورغم محاولاته إطالة الحرب, وتصريحاته ضد القرار الدولي بوقف القتال وسياسته الانتقامية من لبنان وحكومتها وأكثرية شعبه إلاّ انه وجد نفسه وحيداً مهملاً منسياً في قصره بين مستشاريه الأمنيين الفاسدين.
لم يكن يوماً رضاء إسرائيل عن نظام سوريا كما هو اليوم, وقد تكون إيران وإسرائيل النظامين الوحيدين الذين يدعمان بقاء هذا النظام الضعيف التابع الجاهل في قمعه وسياسته.

لو قرأ شخص خطاب الأسد وبدون معرفة كاتبه, لكان ردّه على الأرجح أنه كلام غير مسؤول وصبياني ويحتاج إماّ إلى طبيب نفسي أو إلى محاكمة قانونية.
وقد يكون موقف الأسد من حليفه في لبنان السيد نصر الله كمثل طبيب يُخبر مريضه الذي تمت له عملية قطع رجل بعد انتهاء العملية "عندي خبرين أحدهما سيئ والآخر جيد, الخبر الجيد استطعنا تطبيب رجلك المريضة والخبر السيئ أننا قمنا بالغلط بقطع رجلك السليمة".

اتركوا لبنان يُضمد جراحه, يُنظّف قيح الجروح التي سببتموها, لأن شهداءه تتظاهر ضد سياستكم في لبنان وفي سوريا,
اتركوه يتعلم من دروسه, فبعد هذه الضحايا والمشردين وهذا الدمار الفظيع لا أعتقد أنه يمكن الحديث عن انتصار, ورغم الصمود البطولي الحق لكن النتيجة لم تكن سوى الدمار.
لم يتم تحرير الأسرى, ما تمّ فوق كل الخسائر هو الزعيق والعاطفة التي نعيش منذ قرون,

إنها أزمة نفسية وحالة غير صحية عندما تتباهى والدة ضحية بفرحتها لاستشهاد إبنها! إن هذا الموضوع يحتاج تحليل ودراسة من الأخصائيين في علم الاجتماع وعلم النفس, لأننا نعيش تناقض وتخبط ونفاق وانفصامية, نعيش أمراضاً بحاجة إلى تشخيص وشجاعة في التحليل العلمي.

وأخيراً كمواطن سوري لا بُدّ لي من مغازلة القائد الملهم الأسد إبن الأسد والحاكم للأبد وبلهجة شعب البلد.
"والله تقبرني يا أسد.....إنت ونجادي السند.
حَكيَك حلو مثل الشهد.....وإنت القائد للأبد.

بِتّاجر بالدم اللبناني.....وبتبيعه للأمريكاني.
بورصتك كسدت يا معثّر.....واوراقك شعّلها الإيراني.

شوف بلادك أحسن لَكْ.....واترك لبنان بحالو.
فتّح عينك عا شعبك.....سجنتو وسرقت مالو.

لا تزعل مني يا كويّس.....الزمن ماشي يا عريس.
الشعب السوري بيستاهل.....حكم نظيف يا ريّس.

خِلفة حافظ عقل وأدب.....والله انتقاك ووهب.
لو تسمع مني وتسكت.....سكوتك أغلى من الذهب.



#فاضل_الخطيب (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لبنان.. فاشية وبيانات دعم ودماء!
- الخطاب المتجدد من حرب حزيران حتى إعادة تدمير لبنان
- ثلاثة وجوه لفاشية واحدة, 3 في 1!
- المنجنيق الأسدي والمُسَّرحين من الخدمة وأشياء أخرى
- العلمانية الدين الدولة
- المجد لإبن رُشد وابن خلدون الأمازيغيين, لماذا يا عرب؟
- سورية, بلد الأرقام القياسية!
- غوبلز سوريا
- عمل الفحول
- هوامش -حزيرانية- على دفتر مذكرات الجلب السورية
- الداروينية البعثية
- أصوات... صامتة
- الحركة الوطنية السورية, تبعثر أم تعثّر
- الأسد الورقي
- ربيع المعتقلات السوري
- السياسة في سورية
- لقاء بودابست, خطوة للأمام أم مراوحة في المكان
- العمال, أمس اليوم غداً
- الانتخابات البرلمانية الهنغارية
- محبة الأسدان وعَرَق الريّان!


المزيد.....




- -الضابط باوزر-.. تعرف على السلحفاة التي تحمل شارة بقسم للشرط ...
- بين الذاكرة والديمقراطية: إسبانيا في جدل مستمر حول إرث الدكت ...
- فرنسا: عرض عسكري يفتتح احتفالات العيد الوطني لإبراز -الجاهزي ...
- سلطنة عُمان: القبض على مصريين اثنين و19 من بنغلاديش والشرطة ...
- لماذا لن يصمد أي وقف لإطلاق النار في غزة؟ - مقال رأي في الإن ...
- اكتشاف علمي واعد: بكتيريا الأمعاء تساهم في طرد -المواد الكيم ...
- نتنياهو بين مطرقة الأحزاب الحريدية وسندان بن غفير وسموتريتش. ...
- الادعاء العام يتهم مستشارا مقربا من نتانياهو بتسريب معلومات ...
- تم اختبارها في أوكرانيا.. ما هي المُسيّرات الانتحارية التي ت ...
- سد النهضة.. إثيوبيا تحدد موعد الافتتاح ومصر تطالب بوثيقة تحت ...


المزيد.....

- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاضل الخطيب - الأسد يتزحلق على قشور موز جمهوريته