أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فاضل الخطيب - السياسة في سورية














المزيد.....

السياسة في سورية


فاضل الخطيب

الحوار المتمدن-العدد: 1552 - 2006 / 5 / 16 - 17:47
المحور: كتابات ساخرة
    


قبل أن يتعلم عبد الله, الطبيب الموعود إعطاء إبرة لمريض, وقبل أن يتعلم أحمد, المهندس رسم خطٍ على ورقة, وقبل أن يتعلم العامل لبس ثياب العمل, وقبل أن يتعلم الفلاح وقت رش البذار, وقبل أن تتعلم المرأة الحامل مناجاة جنينها,
وقبل..., وقبل..., على الجميع أن يتعلم السياسة!

فلا تنفع وصفة الطبيب إلاّ إذا رافقتها التعويذات السياسية,
ولا يستقيم خط المهندس بدون البسملة السياسية,
ولا ترتفع إنتاجية العامل بلا قدود سياسية,
ولا يطلع البذار بدون أهازيج سياسية,
ولا تلد المرأة الحامل وليدها بلا ابتهالات سياسية,
ولا تستوي مقامات الشعر بدون دوائر سياسية,
ولا تنزل المطر بدون صلوات سياسية,
ولا ينجح الطالب بلا ولاءات سياسية,
ولا يلعب الطفل بدون طلائع سياسية,
ولا تشرق الشمس بلا أجهزة الأمن السياسية,
ولا تستطيع التنفس بدون بيعات سياسية,
ولا... ولا...

كلنا يولد ويحيا ويموت سياسياً, وهذا غنانا وهنانا, هذا ثروتنا وبهجتنا, وهذا استثناء من الله فيه خصّنا!

عندنا يولد الأطفال رجال سياسة بدون شوارب, وفي مواخير السياسة تولد المواهب, وعلى ضوء محبة القائد تكبر الرواتب, وويل لأي معارض مشاغب, وعبادة الأسد فرض والتابعين والأقارب, له الشكر والفضل والحمد وبيده الرزق والروح والرقاب, لكل سوري إله وهو للجميع رب الأرباب,

يقول العارفين في أمور السياسة السورية ويعترفون بوجود الفساد, والتقصير, والتضييق على حرية الكلمة, وحتى يعترفون بوجود معتقلين سياسيين, ويوافقون معك الرأي بكثير من الانتقادات حتى لو كانت قاسية, لكن الشيء الذي لا يمكن أن يوافقوك فيه هو انتقاد الرئيس,
الرئيس وعائلته فوق النقد! الرئيس منزّه عن الخطأ,
إنه نظيف وشريف وأطهر من طفل, يريد الإصلاح ويعمل من أجله, لكن المحيطين فيه غير نظيفين, لهذا يجب علينا دعمه بالولاء والدعاء, فهو الراعي وعلى الرعية الولاء والثغاء!

وتعلمنا الكتب الدينية عبادة الله وإطاعة ولي الأمر, فالراعي مسؤول عن رعيته وهو يدرك ما تريده, ومازلنا أمينين على هذه الوصية الربانية, فالله مسؤول عن الرعية كلها, والوزير منذ قدم الزمان مسؤول أمام الملك, ورئيس الديوان مسؤول أمام الوزير, والموظف الصغير مسؤول أمام رئيس الديوان, والمختار مسؤول أمام الموظف الصغير, والفلاح مسؤول أمام المختار, والمرأة مسؤولة أمام الرجل(الذكر), هذه سنة الله وعلى عباده الالتزام فيها "راعي ورعية"!

وفي عصر الانترنت حكى لي صديق أنه يتردد كثيراً على دورات للتأهيل النفسي, ودائماً يبدأون بدراسة حرف الباء ويرددون بــ ...اا , وينهون الدورة بنفس الحرف, فالرعية يجب أن تكون مثقفة متعلمة, وتتقن ترديد الحروف وأجملها وأسهلها حرف بــ....اا, فهي تصدح من الجموع كسمفونية, والراعي أمام الجميع يتمتع بهذه الموسيقى, فمحو الأمية يخلق قريحة الإبداع, والطريق يبدأ بخطوة, والتعلم يبدأ بالحروف, وأولها وأجملها وأغناها حرف الباء فهو اللغة والشهامة والإباء!

ومن أجل الحصول على شهادة حسن سلوك, أقول للمسكين أو المساكين الذين أعطوني حجماً أكبر مما أستحقه, وقد أكون أتعبتهم قليلاً ـأقول لهم ـ قسماً بالباء والثغاء, ومدرسة قائد الفداء, لا أستطيع أن أكون كالحرباء, ولا أُكنّ لأي واحدٍ منكم الحقد والعداء, اعبدوا إلهكم واتركوني كافراً بحرف الباء, سياستكم تجر سوريا للوراء,

أحب سوريا حرة وطن لكل الشرفاء, وسيطلع لا محال فجر الجلاء!
بودابست, 16 / 5 / 2006. د. فاضل الخطيب



#فاضل_الخطيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لقاء بودابست, خطوة للأمام أم مراوحة في المكان
- العمال, أمس اليوم غداً
- الانتخابات البرلمانية الهنغارية
- محبة الأسدان وعَرَق الريّان!
- التاريخ يصنع مرة, ويكتب أكثر من مرة
- الأوكسيجين السوري
- الراية والنجوم
- ديالكتيك المذكر والمؤنث بين الثور والثورة!
- نوروز, عيد الكرد, عيد الربيع, نوروز عيد الجميع!
- الشيخ حسن نصر الله: ثورية غيفارا أو ملالي عاشورا!
- تحية إلى حبات البذار أمام القصر العدلي
- وزيرة سورية ضد تحرر النساء
- إله الزمان, اترك النسوان
- فحولة فتاة من بلدي
- يا نساء بلادي اتحدوا
- إله العراقيين يأكل أبناءه
- تسعيرة سورية في بودابست
- مسكين هذا الإله إذا كانت هذي الرعاع رعاياه
- سورية-توحيد كل أصوات التغيير من أجل تقرير المصير
- بندورة وفجل


المزيد.....




- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فاضل الخطيب - السياسة في سورية