مسكين هذا الإله إذا كانت هذي الرعاع رعاياه

فاضل الخطيب

الحوار المتمدن-العدد: 1458 - 2006 / 2 / 11 - 10:31
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

يتردد أن جامعة الدول العربية ستقدم مذكرة اقتراح للأمم المتحدة لتضمين ميثاق الأمم المتحدة على فقرة تمنع الإساءة للمعتقدات والأديان, وذلك على ضوء الرسوم الكاريكاتورية وردود الفعل الأكثر كاريكاتورية منها!
وأنا أعتقد أن ذلك مهم جداً للجميع ولكل المجتمعات بدون استثناء.
لكن هل فكر السادة في الجامعة العربية الموقرة ورجال الفقه السياسي والديني العربي أنهم يقدمون مشروعاً ضد أنفسهم وضد حلفائهم من رجال الدين المسلمين الجهلة, وضد الملايين من الأصفار الجاهلية التي تبحث عن الجنة المفقودة أو الموهومة باستعمال أساليب وممارسات أبعد ما تكون عن عرف البشر وعلاقات البشر!!
لنبدأ أولاً ونقول للسادة أعلاه:
من يضمن منكم ألاّ يتم تدمير وتفجير تماثيل دينية جديدة سواء كانت بوذية أو مسيحية أو تنتمي إلى أية طائفة كانت!
من يضمن عدم تفجير وحرق الكنائس والمعابد الدينية ليس فقط في دول عربية وإنما في دول أجنبية من العالم!
من يضمن خطباء الجمعة في ملايين المساجد والذين يرددون وبشكل متكرر جداً الدعوات إلى تيتيم أطفالهم وترميل نسائهم وهدم بيوتهم وقطع نسلهم!
من يضمن منع ترديد تعابير أبناء القردة والخنازير من قبل فقهاء علوم الكهف و"الأناتوميا"
وهل من جواب على ذبح الرهائن البشرية كالدجاج على طريقة الشرع والتكبير أمام كاميرات الفيديو كأسلوب حضارة لأهل الجنة الموعودة!
ماذا يرد فقهائنا إذا قامت فتاة بتفجير نفسها في حافلة للأطفال ومخلفة وراءها تسجيل فيديو للعالم تعلن فيه أنها ستدق أبواب الجنة على جماجم اليهود!
وماذا يردون إذا احتج زائر مسيحي إلى دولة مؤمنة جداً وأجبروه على الحدود على خلع سلسال رقبته المرسوم عليه صليب, ورمي كتابه المقدس في القمامة قبل دخول أرض الإيمان والأمن!!
ماذا يقول هؤلاء السادة للذين يطالبون بدفع الجزية لأهل الذمة!
ماذا يقول فقهاء الساسة والدين إذا كتب أحد الأوروبيين "المرأة عشر عورات, إذا تزوجت ستر الزوج واحدة والقبر يستر التسعة الباقية"
ماذا يرد الفقهاء والقضاة ورجال الأعمال والاقتصاد والمال عن الفائدة والتي هي "سبعون ذنب أهونها كمن يضاجع أمه"
ماذا نقول عندما يكتب أحد أبناء القردة والخنازير وبدون تحريف أو تزييف عن زواج العجائز المقدسين في التاريخ من بنات لم يتجاوزن ثمان سنوات!!
ماذا لو استشهد أحد أهل الذمة ببعض فقرات ووصايا السيف وعدله, والجمل وبوله, والذبابة وجناحها الشافي بإذن الله!
ماذا يرد الفقهاء العلماء على مئات وآلاف الأسئلة التي بدأ العالم يطرحها علينا ونحن نعتبرها مقدسات, ولكنها في عرف وقانون العالم جرائم يعاقب عليها القانون الدولي!
مئات وآلاف من الأسئلة التي لا يمكن لعلماء الفقه الجهلة أن يجيبوا عليها إلاّ بجواب واحد "هذه مشيئة الله", لكن هذه مشيئة الله وبس لا تقنع من يستعمل هذه المسافة الممتدة بين أذنيه! والعالم المتحضر يستعمل هذه المسافة منذ قرون.
كيف نستطيع إيجاد قاسم مشترك مع كل هذا الترك المقدس الثقيل مع عالم تخلص من محاكم التفتيش منذ قرون طويلة وهي مازالت تعيش بين ظهرانينا منذ عصر "الجاهلية"!
أما عن المقاطعة للسلع الغربية, فهل تشمل كل التكنولوجيا من السيارات والميكروفونات التي يستخدمها الفقهاء لنشر الدعوة, وتشمل كل الأجهزة المنزلية والإلكترونية والأدوية وقسم كبير من الأغذية والألبسة التي يستهلكها هؤلاء المؤمنين, الأصفار الجاهلية!
كل هذا وذاك من صنع الكفرة أبناء القردة والخنازير!
هل تعودون للثوب العربي الطويل, وتكتفون بالمسواك وبالبعير وطبه, والذبابة ودواءها.........
المخاض صعب جداً والحقيقة عنيدة جداً حتى لو كانت بمرارة الحنظل!
مسكين هذا الإله إذا كانت هذي الرعاع رعاياه.
بودابست 10 / فبراير / 2006 د. فاضل الخطيب

#فاضل_الخطيب (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل