أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فاضل الخطيب - أبوعادل والمقعد الأول - باص بالعرض














المزيد.....

أبوعادل والمقعد الأول - باص بالعرض


فاضل الخطيب

الحوار المتمدن-العدد: 1407 - 2005 / 12 / 22 - 11:20
المحور: كتابات ساخرة
    


في الخمسينيات من القرن الماضي كان أبوعادل يعمل بسيارته "اللاندروفر" على خط المقرن الشرقي في محافظة السويداء, وكان بعد كل ظهر يوم ينطلق من مركز المدينة محمّلاً كل الذين لهم عمل ما في إحدى الدوائر الحكومية أو من ذهب يتبضع لأسرته أو لدكانه الصغير, وفي عودته إلى قرى المقرن الشرقي كان يتوقف في خمس أو ست قرى وهي ملاك عمله وباب رزقه, وفي كل يوم كان ينام في إحدى مضافات الفلاحين في إحدى القرى المذكورة كي ينهض مع الفجر ويمر بتلك القرى ناقلاً كل ما يمكن نقله من قرية إلى مركز المدينة.
وكان في قرى المقرن الشرقي وجهاء كثيرون وحتى من يتجرأ للذهاب إلى المدينة ودفع تكاليف السفر وعطالة يوم عمل فهو أيضاً وجيه!
وكان الكثير من الوجهاء يريد أن يحتل المقعد الأول من "اللاندروفر", ففي كل يوم كان يوقف أبوعادل بعض الرجال ليطلبوا منه حجز المقعد الأول لأنهم سيذهبون غداً إلى المدينة!
وعلى كثرة الوجهاء وعلى محدودية المقعد الأول كان يضطر أبوعادل إلى أن يرص وجهائه رصاً في المقعد الأول حيث واحد على يساره وثلاثة على يمينه, لابسي "العبي والقنابيز" وطبعاً بشوارب وجهاء, والأقل وجاهة كانوا يجلسون في الخلف!
وكان أبوعادل رحمه الله -طيباً ميتاً- مجال نقد من البعض إن لم يحجز المقعد الأول سلفاً.
أبوعادل الطيب الدمث الأخلاق والمحبوب من قبل أهل المقرن الشرقي كان حريصاً على راحة ركّابه لأنه يحبهم أيضاً لبساطتهم وكرم ضيافتهم وحسن أخلاقهم, إلاّ أن للوجاهة حق وعلى أبوعادل ألأ يهضمه على أحد, ولهذا وغيره من الأسباب وعلى مبدأ الحاجة أم الاختراع اقترح أبوعادل الطيب الذكر أن يقدّم أهالي المقرن الشرقي "عريضة" للمحافظ كي يؤّمن لهم باص "بالعرض" وعندها الجميع في المقعد الأول والكل وجيه ووجاهته محفوظة!
أبوعادل الذي نقل المسنين الوجهاء والطموحين الشباب عشرات السنين ما خطر بباله أن نظريته هذه أفضل ما تكون وتصلح للأحزاب التقدمية السورية والتي تفرّخ كل يوم أحزاب أكثر تقدمية وأكثر سورية!
أبوعادل كان دائماً يسوق تحت السرعة الدنيا المسموح بها لأن في العجلة الندامة وفي التأني السلامة!
ويا حبذا لو طلب رفاق الأمس من السلطة أن تؤمّن لهم مرسيدس "بالعرض" وسوّاق من الدولة!




#فاضل_الخطيب (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تغيير الواقع يبدأ بتغيير ما في الرؤوس
- رائحة تتجدد في السفارة السورية في بودابست
- مبادرة رياض الترك- أساس حوار لوضع الأساس
- رفعت أسد – المهدي المنتظر
- بين وصال فرحة بكداش وحزبها وغازي كنعان...!
- غازي كنعان -وصوت الشعب-
- الشيو- بعثية السورية
- سلطان باشا الأطرش ينحني أمام هدى!


المزيد.....




- فيلم -باليرينا-.. درس جديد في تصميم الأكشن على طريقة -جون وي ...
- التشادي روزي جدي: الرواية العربية طريقة للاحتجاج ضد استعمار ...
- ما آخر المستجدات بحسب الرواية الإسرائيلية؟
- تردد قناة ماجد الجديد لأطفالك 2025 بأحلى أفلام الكرتون الجذا ...
- -أسرار خزنة- لهدى الأحمد ترصد صدمة الثقافة البدوية بالتكنولو ...
- بمناسبة أربعينيّته.. “صوت الشعب” تستذكر سيرة الفنان الراحل أ ...
- خطوات الاستعلام عن نتيجة الدبلومات الفنية بالاسم فقط “هنــــ ...
- في ذكرى رحيل فلاح إبراهيم فنان وهب حياته للتمثيل
- الفنان صبيح كلش .. حوار الرسم والتاريخ
- مرتديًا بذلته الضيقة ذاتها .. بينسون بون يُصدر فيديو كليب سا ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فاضل الخطيب - أبوعادل والمقعد الأول - باص بالعرض