أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فاضل الخطيب - أيادي وجيوب














المزيد.....

أيادي وجيوب


فاضل الخطيب

الحوار المتمدن-العدد: 1417 - 2006 / 1 / 1 - 09:37
المحور: كتابات ساخرة
    


كانت تعيش في إحدى قرى المقرن الشرقي أم مزيد رحمها الله, وهي امرأة فلاّحة لم تتعلم في المدارس والجامعات, وكانت ربّة منزل مثلها مثل الملايين من الأمهات اللواتي لا يهتمنّ بالسياسة ولا يعرفن قوانين الإقتصاد, وكانت تقول لي وأنا في العشرينات من عمري "يا بني عليك أن تطعم التسعة حتى تأكل العشرة", قالت ذلك من خلال معرفتها القروية وفطرتها الفلاحية.
وقبل أن تولد أم مزيد بآلاف كثيرة من السنين وقبل أن يخترعوا النقود كوسيلة للتبادل السلعي, كان الناس يلبسون ثياباً بسيطة جداً لا تحوي جيوباً لأنه لم يكن حاجة لها, ولذا لم تكن الأيادي متعودة على الجيوب وأهميتها!
ومع التطور البشري والاقتصادي والعلمي صارت الجيوب من أهم مستلزمات الحياة, وصارت البدلات تفصّل تناسباً مع الجيوب التي يقترحها ويفكّر بها أصحابها, وبدأت تظهر محلات ومدارس لصناعة الجيوب المختلفة, فمنها الداخلي المخفي ومنها الخارجي.. واسعة.. ضيقة ..
عريضة.. مزدوجة.....إلخ.
ورويداً وريداً صارت الأيادي تتعود على الجيوب, وصارت الجيوب تألف الأيادي التي تنزلق بخفة وحضارة إما واضعةً أو آخذة شيئاً ما وصارت حركة الجيوب بكل أنواعها تزداد حركة وصارت الأيادي المتحركة تزداد حركة, وصار الناس صغيرهم وكبيرهم يعتبر علاقة الأيادي علاقة لا مفرّ منها, وصرت لا أعرف الأيادي التي تتسلل إلى جيوبي ولا أعرف الجيوب التي تتسلل إليها يدي.
هذه الحركة التي صارت أزلية تزداد حركة ومنذ عشرات السنين ليس فقط في قرى المقرن الشرقي بل في كل مقارن الوطن!
شيئ واحد تغيّر من وفاة المرحومة أم مزيد وهو أنه بدل أن تطعم التسعة لتأكل العشرة صار عليك أن تطعم العشرة لتأكل التسعة, وبقي فائض القيمة -الذي لم تسميه أم مزيد بهذا الإسم- موجود, وصارت حركته تزداد مع تزايد حركة الأيادي والجيوب, فالقيمة الفائضة صارت قيم فائضة, ونحن شعب قيّم نؤمن أنه بالحركة بركة!

بودابست30/سمبر/2005 د. فاضل الخطيب



#فاضل_الخطيب (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حسين جربوع, شيخ عقل الدروز أم قارئ حروز.
- أبوعادل والمقعد الأول - باص بالعرض
- تغيير الواقع يبدأ بتغيير ما في الرؤوس
- رائحة تتجدد في السفارة السورية في بودابست
- مبادرة رياض الترك- أساس حوار لوضع الأساس
- رفعت أسد – المهدي المنتظر
- بين وصال فرحة بكداش وحزبها وغازي كنعان...!
- غازي كنعان -وصوت الشعب-
- الشيو- بعثية السورية
- سلطان باشا الأطرش ينحني أمام هدى!


المزيد.....




- حسين الجسمي يحيي -ليلة من العمر- في الساحل الشمالي وليلى زاه ...
- أنطونيو بانديراس في عيده الـ65: لن أعتزل التمثيل
- مقهى -مام خليل-.. حارس ذاكرة أربيل وقلبها النابض
- بمشاركة 300 دار نشر.. انطلاق -معرض إسطنبول للكتاب العربي- في ...
- الصدق أحلى يا أصحاب. قصة للأطفال جديدة للأديبة سيما الصيرفي
- هل يمكن للذكاء الاصطناعي حماية ثقافة الشعوب الأصلية ولغاتها؟ ...
- مجتمع ما بعد القراءة والكتابة: هل يصبح التفكير رفاهية؟
- السعودية.. تركي آل الشيخ يكشف اسم فنان سوري سيشارك وسط ضجة - ...
- المحرر نائل البرغوثي: إسرائيل حاولت قهرنا وكان ردنا بالحضارة ...
- مجاهد أبو الهيل: «المدى رسخت المعنى الحقيقي لدور المثقف وجعل ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فاضل الخطيب - أيادي وجيوب