أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاضل الخطيب - إله العراقيين يأكل أبناءه














المزيد.....

إله العراقيين يأكل أبناءه


فاضل الخطيب

الحوار المتمدن-العدد: 1474 - 2006 / 2 / 27 - 09:52
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لو كنت إلهاً بالوكالة ولمدة يوم واحد, لأمرت بتحريم سفك الدم, ولألغيت تعابير المؤمنين والكفرة والمرتدين.... واكتفيت بكلمة الإنسان ـأي إنسان كان ـ
منذ عصر القائد الإسلامي "الخالد" خالد ابن الوليد ـ والذي عبّر عن إيمانه وظمئه لشرب دماء الروم ـ منذ ذلك العصر والقادة الكبار والصغار والتابعين يعبرون عن إيمانهم والتزامهم بالعقيدة الإلهية عن ظمئهم للدم, وكان هذا التاريخ الطويل يعرف وما يزال وسيلة واحدة للحوار هي لغة السيف قديماً, والقنبلة حديثاً.
والجميع يتحدث باسم هذا الإله ويسفك الدم من أجل نصرة هذا الإله!
وإن كان هناك من جنة وأنهار فقد بنيت ـ أو تبنى ـ على جماجم وعظام المؤمنين ـ الكفرة, أو الكفرة ـ المؤمنين, وتجري من تحتها أنهار الدم!
ما أرخص هذا الدم الذي يهرق في العراق الآن!
وهل يرتوي هذا الإله من ظمئه, وهل من وسيلة أخرى للحوار معه!
وهل هذه الكائنات الحية سواء كانت شيعية أو سنية تملك في رؤوسها عقول, أو أنها هياكل وطبول!
انتصر إله الشيعة اليوم وخسر إله السنة.
وبالأمس انتصر إله السنة وخسر إله الشيعة.
ونصر وخسارة هذا أو ذاك الإله متعلق بكمية الدم والخراب والبؤس التي يسببها الأول للثاني أو الثاني للأول!
وهل من أمل أن يعود هذا الإله لرشده!
وهل من أمل أن يترك الناس تعيش بعيدة عنه ولو لبضع سنوات!
وهل تستطيع هذه الكائنات أن تعيش بعيدة عنه وتتذكر أنها بشر!
هل تنظر هذه الرعاع في المرآة وترى نفسها خاوية مسلوبة الإرادة والعقل!
إن صراع الغابة بين الحيوانات المفترسة أقل هولاً وبشاعة من صراع هذه الآلهة!
وهل من مقدّس أكثر من قدسية الحياة للإنسان!
وهل يمكن دخول جنة سكانها من هذه الأشباح, ولا تتقن سوى القتل مساء ـ صباح!
وهل يمكن الانقياد وراء عمائم التخلف والجهل في عصر لا ضمانة للبقاء فيه سوى العلم والعقل!

لو كنت إلهاً بالوكالة ولمدة يوم واحد, لأمرت بتدمير الجنة والنار! ولزرعت عقولاً في تلك الجماجم!
لو كنت إلهاً بالوكالة ولمدة يوم واحد, لأمرت بإلغاء كلمات السيف والقنبلة من قواميس اللغة!
لو كنت إلهاً بالوكالة ولمدة يوم واحد, لأمرت باستخدام العقل والمنطق والحوار والمحبة!
لو كنت إلهاً بالوكالة ولمدة يوم واحد, لأمرت بسماع صوت فيروز وناظم الغزالي, وأمرت بإلغاء صوت الدجالين من على منابر المساجد, لقمت بتحويل المساجد من دوائر للتجنيد العسكري إلى دوائر للعلم والمحبة!
لو كنت......... لأمرت بأن يكون نصف سكان الدول العربية أطباء علم نفس, لتعالج البقية المريضة من هذه الجموع البائسة التي يقودها الجهل في جهالة لم يعرفها التاريخ خارج هذه البلاد!
لو كنت إله بالوكالة ولمدة يوم واحد, لأقنعت الجميع بأن الجنة هي في هذا العالم وعلى الجميع بناءها هنا!
لو كنت إله بالوكالة ولمدة يوم واحد, لأطلقت سراح كل الحوريات اللاتي لا عمل لهن سوى تقديم المتعة الجنسية "للرجال", أو بكلمة أخرى لأغلقت بيوت الدعارة الإلهية وتركت النساء والرجال أو الرجال والنساء بلا استثناء!

بائسة آلهة العراق, وأكثر بؤساً أبناءها, لأنها لا تستطيع البقاء بدون خلق عدو لا يطاق, وبدون دم لا يراق!
إلى متى هذا التخلف يا عراق!
أربابك أصل التمزق والشقاق!
إلهك دموي ومدرسة النفاق!
تعقلي, فلا إله سوى العقل كما قال أبو العلاء!
بودابست 25 / فبراير / 2006. د. فاضل الخطيب



#فاضل_الخطيب (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تسعيرة سورية في بودابست
- مسكين هذا الإله إذا كانت هذي الرعاع رعاياه
- سورية-توحيد كل أصوات التغيير من أجل تقرير المصير
- بندورة وفجل
- على شفا حفرة
- الاستثناء السوري
- البعث السوري و-الوحدة والحرية والاشتراكية-
- أيادي وجيوب
- حسين جربوع, شيخ عقل الدروز أم قارئ حروز.
- أبوعادل والمقعد الأول - باص بالعرض
- تغيير الواقع يبدأ بتغيير ما في الرؤوس
- رائحة تتجدد في السفارة السورية في بودابست
- مبادرة رياض الترك- أساس حوار لوضع الأساس
- رفعت أسد – المهدي المنتظر
- بين وصال فرحة بكداش وحزبها وغازي كنعان...!
- غازي كنعان -وصوت الشعب-
- الشيو- بعثية السورية
- سلطان باشا الأطرش ينحني أمام هدى!


المزيد.....




- مستوطنون يطردون عائلة فلسطينية ويحرقون ممتلكاتها في الزاوية ...
- مستعمرون يحرقون ممتلكات مواطن ويطردونه بالقوة غرب سلفيت
- حرس الثورة الاسلامي يحذر علييف وباشينيان: ترامب المُقامر خدع ...
- 254 مستعمرا يقتحمون المسجد الأقصى
- تجوال سيارة بالجامع الأموي يثير موجة انتقادات وتحقيقات رسمية ...
- نائب عن حزب الصهيونية الدينية يهدد بالدعوة إلى انتخابات مبكر ...
- منظمتان يهوديتان: احتلال غزة سيؤدي إلى خسائر كبيرة
- منظمتان يهوديتان: احتلال غزة سيؤدي إلى خسائر كبيرة
- وسط ذهول مصليين.. رد رسمي بعد ضجة فيديو سيارة مرسيدس تتجول ب ...
- يهود ضد الصهيونية


المزيد.....

- علي قتل فاطمة الزهراء , جريمة في يترب / حسين العراقي
- المثقف العربي بين النظام و بنية النظام / أحمد التاوتي
- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاضل الخطيب - إله العراقيين يأكل أبناءه