أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف بمناسبة الأول من أيار 2006 - التغيرات الجارية على بنية الطبقة العاملة وحركتها النقابية والسياسية - فاضل الخطيب - العمال, أمس اليوم غداً















المزيد.....

العمال, أمس اليوم غداً


فاضل الخطيب

الحوار المتمدن-العدد: 1537 - 2006 / 5 / 1 - 12:01
المحور: ملف بمناسبة الأول من أيار 2006 - التغيرات الجارية على بنية الطبقة العاملة وحركتها النقابية والسياسية
    


المصطلحات التي درسناها عن طبقة العمال وتحديد مكانتها في المجتمع على أساس تفسير الماركسية, وفي عصر ماركس ما عادت هي نفسها اليوم!
الطبقة الوسطى في عصر ماركس وحتى الستينات من القرن الماضي تداخلت الآن مع "طبقة" عمال اليوم.
وقد يكون عمال اليوم هم الطبقة الوسطى في ذلك العصر, باستثناء فئة قليلة تقوم بالعمل العضلي(الفيزيائي).
وليس بالتأكيد أن العمال هم الأكثر فقراً في المجتمع, فمثلاً عمال الصناعات الثقيلة والالكترونيات رواتبهم أفضل من رواتب المعلمين والمدرسين!!
وفي عصر الثورة التقنية الحديثة صار دور العمل الفكري للعامل أكثر بكثير من العمل العضلي, أي أن قوة العمل تزداد قرباً من العمل الفكري والذي كان حصراً على المهندسين والاختصاصيين, وهذا ينعكس على سلوك وعقلية العامل والعمال!
واستناداً على ما سبق فإن المصطلحات الكلاسيكية لليمين واليسار والتمثيل السياسي للعمال اليوم ما عادت كما كانت سابقاً,
ما عاد يمكن تصنيف يمين ويسار ـ خاصة في الدول المتطورة ـ من خلال موقع وموقف هذا الحزب من العمال وقضيتهم,
الشعارات اليسارية اليوم في الأحزاب اليمينية ليست أقل من الشعارات في الأحزاب اليسارية.
وهناك عشرات الأمثلة على ذلك, مثلاً في بولونيا منظمة التضامن كحزب يميني طرحت وتطرح شعارات يسارية.
برامج الكثير من الأحزاب اليمينية مليئة بالشعارات اليسارية والتي كانت قديماً حكراً على أحزاب اليسار!

عصرنة الماركسية وعصرنة الموقف من العمال ضرورية, حيث صارت مصلحة العامل ومصلحة رب العمل متلازمة ومرتبطة مع بعضها أكثر من أي وقت مضى, ونجاح معمل هو نجاح للعمال ولمصلحتهم, وكلما ازداد ربحاً صاحب العمل كلما شعر العمال بأمان واستقرار أكثر!
عصرنة الماركسية ونظرتها للقطاع الخاص والقطاع العام ضرورية, فمن مصلحة العمال والبلد ككل تبديل ما هو خاسر من القطاع العام وجعله قطاعاً خاصاً باستثناء بعض المجالات التي لا يمكن أن يكون وجودها على أساس الربح والخسارة مثل قضية الطب العام والتعليم والثقافة .... وبعض المجالات التي يجب أن تكون مستقلة عن عملية اقتصاد السوق وقوانينه!

العمال طليعة المجتمع: على أساس أي تفكير منطقي يمكن اعتبار ذلك! وهم الأقل تعليماً ومعرفة حسب ما تعترف الماركسية بذلك!
لا يكفي الانطلاق من موقع أنهم الأكثر اضطهاداً وبالتالي هم الأكثر ثورية, لأن المضطهد والأقل تعليماً بنفس الوقت لا يمكن أن يكون طليعة ـ بغض النظر عن أسباب التخلف ـ مثل هذا الشخص قد يكون فوضوي وثوري متهور!
أما الحديث عن ديكتاتورية البروليتاريا فلا يحتاج إلى تعليق .... وباسمها حكم المثقفين والعساكر واضطهدوا العمال والمجتمع كله! كما حدث في الاتحاد السوفييتي والدول الاشتراكية وسبّب تخلف المجتمع وفقره!

هل يوجد في العالم حزب للعمال بشكل فعلي! لا أعتقد ذلك, ونظرة على ما يسمى الأحزاب العمالية في دول الشرق الأوسط أو أي مكان آخر نلاحظ أن الغالبية من قيادات وأعضاء هذه الأحزاب هم من المثقفين!
وفي الدول المتطورة المدافع الرئيسي عن حقوق العمال ليست الأحزاب العمالية بقدر النقابات وهي فعلياً "أحزاب للعمال"

عصرنة شعارات ولغة اليسار وإعادة النظر فيها مهمة آنية وملحة والتخلي عن الديماغوجية وترتيل المقدسات الثورية التي شاخت, لأن العمال موجودين في الأحزاب والتنظيمات السياسية من أقصى اليمين لأقصى اليسار على حد السواء!
لا يكفي اجترار أمثلة نادرة حصلت في التاريخ لتأكيد دور الطليعة العمالية, وأنا هنا لا أقلل دور العمال ولكن لا أعتقد أن تضخيم وتفضيل مكانتهم فيه شيء من المنطق والعقلانية في هذا العالم وهذا العصر!
ويقولون أن وعي العمال وفهمهم لقضيتهم و...... يجعلهم يأخذون الدور الطليعي في المجتمع, لكن ازدياد وعيهم يقربّهم أكثر من فئة المثقفين ويبعدهم عن "طبقة" العمال!

العمال في المجتمع مثلهم مثل أي فئة أخرى ودورهم لا يمكن تجاهله, ولا أريد تقليل دورهم, لكن لا أجد مبرر منطقي لتكبير دورهم إلاّ إذا اعتبرهم بعض السياسيين مطية لأهداف سياسية وتحت شعارات غوغائية وأحلام نرجسية!
وأنا على قناعة أن من يمثل العمال ويدافع عن حقوقهم هي النقابات المستقلة وليست نقابات السلطات الحاكمة,

واقع العمال ووضعهم مرتبط بواقع المجتمع ودرجة تطوره, فالعمال في الدول المتطورة حياتهم أفضل من العمال في الدول والمجتمعات المتخلفة, وليس السبب أن "أحزاب العمال" هناك لها نفوذ وتأثير أكبر!
ولا يمكن عزل العمال "كطليعة" عن المجتمع, ونعرف جيداً أن الدول التي كانت تحكمها "أحزاب عمالية" كان وضع العمال فيها أسوأ من الدول التي تحكمها أحزاب ليست عمالية حسب الفهم الماركسي!!
وإذا أخذنا مثلاً واقع ومستوى الحياة ومن ضمنها حياة ودور العمال في دولة هنغاريا والنمسا الجارتين, لوجدنا أن مستوى الحياة في هنغاريا كان قبل الحرب العالمية الثانية شبيه بمستوى الحياة في النمسا أو ربما أفضل في بعض المجالات! وبينما سارت هنغاريا بعد ذلك في نظام دولة "حزب العمال" سارت النمسا في نظام اقتصاد السوق, وبعد أربعين عاماً صار الفرق بين مستوى الحياة بين البلدين أضعافاً ولمصلحة عمال وسكان النمسا!!
ولا أعتقد أن السبب فقط الامبريالية والصهيونية و.....
على من يتكلم باسم العمال أن يفتح عيونه وآذانه ويفتح طاقة في رأسه ويعيد ترتيب مفاهيمه بعيداً عن الخيال والوهم!
وهذا ليس عيباً أو نقصاً, العيب والنقص أن نبقى متمسكين بالخطأ "عنزة ولو طارت"!!

وأخيراً ومختصراً: أن ما يسمى "أحزاب العمال" في المنطقة لم تقدم الحل المطلوب لا للعمال كفئة اجتماعية طبقية ولا للمجتمع ككل, لأنها غارقة في ترتيل المقدس والذي أثبت مرات عديدة عدم واقعيته وعدم إمكانية تطبيقه!

إن مجتمعاتنا بحاجة إلى فكر جديد ولغة جديدة ومصطلحات جديدة وتنظيمات جديدة(حزبية ونقابية) آخذة بعين الاعتبار التغير الجاري في العالم, وعليها أن تجد القواسم المشتركة مع هذا العالم كي تستطيع التأقلم والسير حتى تستطيع التأثير والتأثر بما يجري حولنا وكي لا نبقى مشاهدين ومتفرجين!

وأعتقد أن العمال اليوم بحاجة إلى ماركس جديد وماركسية جديدة!
ورغم كل ما سبق لا ينفي أن أحيي العمال في أي موقع كانوا وأحيي ذكرى عيدهم العالمي!



#فاضل_الخطيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانتخابات البرلمانية الهنغارية
- محبة الأسدان وعَرَق الريّان!
- التاريخ يصنع مرة, ويكتب أكثر من مرة
- الأوكسيجين السوري
- الراية والنجوم
- ديالكتيك المذكر والمؤنث بين الثور والثورة!
- نوروز, عيد الكرد, عيد الربيع, نوروز عيد الجميع!
- الشيخ حسن نصر الله: ثورية غيفارا أو ملالي عاشورا!
- تحية إلى حبات البذار أمام القصر العدلي
- وزيرة سورية ضد تحرر النساء
- إله الزمان, اترك النسوان
- فحولة فتاة من بلدي
- يا نساء بلادي اتحدوا
- إله العراقيين يأكل أبناءه
- تسعيرة سورية في بودابست
- مسكين هذا الإله إذا كانت هذي الرعاع رعاياه
- سورية-توحيد كل أصوات التغيير من أجل تقرير المصير
- بندورة وفجل
- على شفا حفرة
- الاستثناء السوري


المزيد.....




- استهداف أصفهان تحديدا -رسالة محسوبة- إلى إيران.. توضيح من جن ...
- هي الأضخم في العالم... بدء الاقتراع في الانتخابات العامة في ...
- بولندا تطلق مقاتلاتها بسبب -نشاط الطيران الروسي بعيد المدى- ...
- بريطانيا.. إدانة مسلح أطلق النار في شارع مزدحم (فيديو)
- على خلفية التصعيد في المنطقة.. اتصال هاتفي بين وزيري خارجية ...
- -رأسنا مرفوع-.. نائبة في الكنيست تلمح إلى هجوم إسرائيل على إ ...
- هواوي تكشف عن أفضل هواتفها الذكية (فيديو)
- مواد دقيقة في البيئة المحيطة يمكن أن تتسلل إلى أدمغتنا وأعضا ...
- خبراء: الذكاء الاصطناعي يسرع عمليات البحث عن الهجمات السيبرا ...
- علماء الوراثة الروس يثبتون العلاقة الجينية بين شعوب القوقاز ...


المزيد.....

- خزريات بابل ينشدن الزنج والقرامطة / المنصور جعفر
- حالية نظرية التنظيم اللينينية على ضوء التجربة التاريخية / إرنست ماندل
- العمل النقابي الكفاحي والحزب الثوري / أندري هنري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف بمناسبة الأول من أيار 2006 - التغيرات الجارية على بنية الطبقة العاملة وحركتها النقابية والسياسية - فاضل الخطيب - العمال, أمس اليوم غداً