ثلاثة وجوه لفاشية واحدة, 3 في 1!

فاضل الخطيب

الحوار المتمدن-العدد: 1617 - 2006 / 7 / 20 - 11:58
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    

ثلاثة وجوه لفاشية واحدة, (3 في 1)!
تصغر الكلمات, تخجل الحروف, حشرجة الأجراس وصمت المآذن, دعم الأصفار ونعيق الزعران, تجار الدم, نحيب الأرز, عطلة الإله واستراحته, ... هذا لبنان!

لبنان, البلد الأكثر عراقة في المنطقة. لبنان, البلد الأكثر عصرية في المنطقة. لبنان, الأكثر "ديمقراطية" في المنطقة. لبنان, الأكثر تنوعاً في المنطقة. لبنان الأكثر غنى في المنطقة. لبنان, البلد ـ الوطن يتعرض لأبشع هجمة فاشية متعددة الوجوه في المنطقة!
الفاشية الإسرائيلية, ملالي طهران وملحقاتهم والنظام السوري كممثل عن العنصرية القومية والفساد.
كل من طرفه ينهش في جسم لبنان وشعب لبنان, كل من جانبه يستبيح لبنان, والكل يُخيفه لبنان!

مأساة لبنان ومأساة المنطقة ومنذ عقود عديدة رهن بهذه القوى المتناحرة شكلياً. هذه الفاشيات الثلاث تدعم بعضها بعضاً, وسياساتها تُكرس هذا الوضع وهذا الدم الرخيص!

سياسة إسرائيل العدوانية واستمراريتها لم تكن لولا عنتريات وهمجية الملالي وأزلامهم ومتفرخاتهم سواء في سوريا أو في لبنان أو العراق.
ولولا سياسة عمائم طهران وأسرة الأسد وغرور الشيخ نصر الله لما تمادت إسرائيل في عدوانها.

يكذب من يقول من الرموز الأسدية أنهم يريدون تحرير الجولان ومقاومة إسرائيل.
وتكذب إسرائيل حين تقول أن النظام السوري وتصريحات الملالي تهدد إسرائيل.

استمرار التوتر والصراعات الصغيرة منها والكبيرة هي إحدى ضمانات بقاء هذه الكيانات وهذه السياسات!

كان لبنان ولعشرات السنين البقرة الحلوب لأسرة الأسد وزبانيته, وقد جنوا عشرات بل مئات المليارات من الدولارات من خلال وجود الجيش السوري في لبنان ولثلاثين عاماً.
وهذا هو السبب لتهديد لبنان والشهيد الحريري شخصياً حين قال حاكم دمشق "سأقوم بتدمير لبنان على رأسه, ... ستُحرق المنطقة, .." وقد وجد ديكتاتور الشام الحليف الداخلي والخارجي لتنفيذ ذلك!

صنعوا أسطورة حسن نصر الله والذي يحكم ويتحكم بلبنان أكثر من حكومتها, جعلوا منه دولة داخل الدولة اللبنانية, أو جعلوا الدولة اللبنانية جزء من دولة نصر الله, وماذا كانت النتيجة؟

منذ استلام البعث السلطة في سوريا وفي العراق يرددون ويناضلون لتحرير فلسطين, وكانت نتيجة نضالهم مزيداً من الاحتلال, ومنذ أربعين عاماً يناضلون لتحرير الجولان وهذا كذب. للتحرير وللنضال أُسس ومقومات لا يريد النظام السوري بناءها, لأنه مبني على الفساد والولاءات.
لم يحاول النظام السوري تدمير إسرائيل على رأس رئيس وزرائها, كما فعلها في لبنان أو على الأقل ساهم في ذلك مع الزعران!
وكما تبين أن اللواء آصف شوكت رئيس شعبة المخابرات السورية كان على علمٍ بما يخطط له نصر الله, وكعسكري عليه أن يُدرك النتائج ,وأعتقد أنه أدركها!
خلال وجود النظام السوري في السلطة وخاصة منذ اغتصاب الأسد للحكم قتلوا وأسروا ودمروا في لبنان أكثر مما فعلت إسرائيل في لبنان بعشرات المرات, وأقل مما قتل ودمر النظام السوري في إسرائيل بمئات المرات!

هذه الحرب التي تشنها الفاشية الإسرائيلية لا تخدم سوى نظام دمشق وطهران سواء في موضوع الملف النووي الإيراني أو التحقيق في مقتل الرئيس الحريري ...
طويلة يد النظام السوري في لبنان وقصيرة في سوريا بالنسبة لموقفها من إسرائيل, فالطائرات الإسرائيلية تحلق فوق الأراضي السورية بشكل دوري وقصفت إسرائيل في العام الماضي ضواحي دمشق والنظام ينتظر الوقت المناسب, وقد وجد وقته في لبنان.

وإذا استخدم المرء تعابير النظام السوري في تخوين معارضيه, أقول أنه قد لا يبدوا مستبعداً أن تكون هذه الحرب المدمرة والتي تنفذها إسرائيل في لبنان تم التخطيط لها في دمشق وطهران وتل أبيب! وقد يكون حسن نصرالله قام بالدور الذي كان يجب القيام فيه وجاء وقت تسريحه, لأن هذه الحرب ستنهي نصر الله وحزب الله وعباد الله, بعد تدمير شامل وكامل للبنان, وستفرض إسرائيل إتفاقية سلام مع لبنان وستأتي الشركات الغربية لإعمار لبنان بأموال السعودية والخليج,
وبانتظار جولة جديدة يحاول النظام السوري خلط أوراقه من جديد, وتظهر تحالفات جديدة وأدوار جديدة سيكون نظام الأسد منفذها وليس مخططها, وبهذا يستمر النظام في حكمه لفترة جديدة!

لو كان يُدرك الشيخ نصر الله أن وعده الصادق كانت تنتظره الفاشيات الثلاث في المنطقة والتي هي العدو المشترك للبنان وللمنطقة ـ لو كان يُدرك ذلك ـ لأعاد حساباته وولاءاته اللبنانية ـ الإيرانية! ويعرف سماحته أن المعتقلين اللبنانيين في سورية أضعاف عدد المعتقلين في إسرائيل, ويعرف سماحته أن سجون القمع السورية أكثر بربرية من سجون القمع الإسرائيلية! ويعرف سماحته الكثير, لكنه الغرور والثبور والخطأ في تقدير الأمور!
حزب الله, نصر الله, ملالي الله, أسود الله, وعدد من ملحقات الله تلتقي مع إسرائيل الله في بلد نسيه الله!
عنتريات وشعارات وحسابات الملالي والموالي التي زرعوها في لبنان تتفجر ينابيع دم!
عنتريات صحّاف العراق وصدّامه تتقمص من جديد في لبنان!
الدم اللبناني يتحوّل إلى دولارات نفط جديدة ويتناثر على عمائم الملالي!

ما أعظم الشيخ نصر الله ... وما أرخص دم عباد الله!
لبنان يدفع ثمن كل الخطايا والذنوب التي ارتكبنا.
لبنان يدفع ثمن النفط والقمع والفساد الذي ابتلينا.
لبنان يدفع ثمن الخيانات والأرض التي فرّطنا.
لبنان يبحث عن إله لا يمت بصلة لآلهتنا.
عمائم الله لا تزهو إلاّ على التراب المشبع بدمائنا!

خرير دماء لبنان لا يسمعها العرب ولا الغرب ولا الرب!
أُعلن كُفري بكل العرب والغرب والرب,
وأُعلن الولاء للبنان, الخالي من الزعران!

بودابست, 17 / 7 / 2006. د. فاضل الخطيب

#فاضل_الخطيب (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات