أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فاضل الخطيب - أريد أن أكون وزيراً














المزيد.....

أريد أن أكون وزيراً


فاضل الخطيب

الحوار المتمدن-العدد: 1867 - 2007 / 3 / 27 - 12:04
المحور: كتابات ساخرة
    


أريد أن أكون وزيراً!
أقول بصراحةً, أحب وأريد أن أكون وزيراً, وإذا تعذّر ذلك أريد أن أكون رئيس وزراء, وإذا تعذّر هذا وذاك فعلى الأقل أن أكون وزير دولة أو نائب وزير.
ليس دائماً وإنما لفترة قصيرة, عدة شهور كافية, طبعاً شيء جميل أن أبقى خمس سنوات أو أكثر, لكنني لن أكون طمّاعاً, يكفيني سنتين.
مثل هذه الوظيفة وهذا العمل لا يحتاج إلى كفاءةٍ وتحدٍ كبير, سيكون كل شيء تحت يدي وبتوقيعي, وستمشي الأمور كجريان الماء في نهر بردى!
صحيحٌ أنه يتطلب مني أن أعمل بضعة أيامٍ, مثلاً يجب إلقاء خطبة في مناسبة قومية هامة, أو يجب عليّ تدشين مشروعٍ إنمائي حيوي(يساهم في إنماء جيبي وحسابي), أو فندق أو معمل لمستثمر خيّر وذو يدٍ خيّرة,
لكنني سأتحمل هذه المشقات والأتعاب.
سائق يأخذني إلى مكان الحدث بسيارة حكومية مرتبة, وخطابي سيكتبوه لي ولن تكون هناك مشاكل في قراءته, وبعدها يقدّمون الطعام والشراب, لا حاجة للفطور في البيت, ولا حاجة لأخذ السندويش إلى مكان العمل, في الطريق أتصل بالذين أحب الحديث معهم ومما لا شكّ فيه سيكون تلفون الدولة وأستطيع الاتصال مرتين في نفس الوقت, فأنا والحمد لله عندي أذنين اثنتين, وقبل أن يزداد طولهما سأترك شعري قصيراً حتى تظهر شياكتي وحسن صورتي مع النظارة.
ولكوني وزير شعبي قومي ثوري متدين وعلماني ومسكين لا أعرف مصروف السيارة من راتبي أو من راتب الدولة, وسأذكّر السائق دائماً بأن لا ينسى تعبئة خزان الوقود بالبنزين كي لا يخلص البنزين في الطريق وضياع الوقت الثمين.
سأجلس بالسيارة الحكومية وفي طقمٍ اشترته لي الدولة وربطة عنق حمراء وعليها تنقيطات خضراء وقميص مرتب وجرابات وحذاء من الجلد الطبيعي, ومن غير أن أقول كلمة شكر, لأن ذلك من حقيّ ومن واجب الدولة.
وبهذا أقوم بإدارة دولتي وتوزيع المهمات والخدمات باليورو والدولارات والتي تمت جبايتها من الشعب البطل الذي انتخبني بنسبة 97%.
أنا إنسان مهمٌ جداً, وإذا كانت هناك من فرصة وغالباً ما تكون الفرص موجودة أغمز نحو المال الحلال, لأنني صرت أنا الذي يقوم بتقسيمه وتوزيعه, وسأغمز قليلاً بيدي نحو جيبي, ولن ينتبه لذلك أحداً, وشوية شوية أشتري كلباً صغيراً وبيتاً كبيراً وسيارة مليحة, ولكوني شاطر في عملي ووفقني الله لن ينتبه لذلك أحداً.
طبعاً الوزارة ماشية لوحدها مثل ما هي ماشية من أربعين سنة, صحيح أنه فيها أخطاء لكن الوزير إنسان ويمكن أن يخطئ(جلّ من لا يخطئ), وأنا أعترف بالانتقاد البنّاء وانطلقت من نفسي وبدأت البناء.
بعدها ربما يتم تغييري بوزيرٍ جديد, لكن ذلك يكفيني(خصوصاً أنني أبحث عن عملٍ منذ عدة شهور), يكفيني لأنني سآخذ تعويضات عمل وقيادة ومسؤولية, وتعويضات حسرة وكسرة خاطر, وربما إذا ساعدني الحظ أن يضعوني مسؤولاً في مكانٍ "مدهن" آخر!
لا أشترط سلفاً أن أكون على قيادة وزارة معينة, فأنا أستطيع أن أكون أي وزير, فالوزير الذي يعلن عن علمانية الدولة وسجون دولته فيها الكثير من معتقلي الرأي ويبنى فيها من الجوامع أكثر مما يبنى من المراكز الثقافية والمدارس ودور العلم والبحث هذا الوزير ليس أكثر كفاءة مني.
يمكن أن أكون وزيراً للزراعة فأنا ابن قرية وعائلة فلاحية, أو يمكن أن أكون وزيراً للصناعة فأنا أحمل شهادة الثانوية الصناعية, وحتى وزارة العدل يمكن أن أقودها لكوني أعرف أصدقاءً يعملون في المحاماة, وحتى وزير صحة يمكن أن أكون لأن إبني طالب في السنة الأولى في جامعة الطب وبالتأكيد يمكن أن يساعدني, أما وزارة التربية فلا أجد أي مانع من إدارتها ولا حاجة لي لإبراز دورة محو الأمية, وإذا كان لا بدٌ من أن أكون وزير دفاعٍ فلا مانع عندي حيث يمكنني إثبات خدمة العلم(العسكرية) ولمدة ما يقارب الثلاث سنوات(أتعهد بتسليم كل المساحة الحالية لحدود البلد كما استلمتها وبدون نقصان), لكن وزارة المالية أحبّ إلى قلبي من غيرها ووزارة المغتربين عزيزة وقريبة مني لكوني أعيش في الغربة منذ أكثر من ربع قرن, وحتى وزارة الإدارة المحلية أو وزارة الشؤون الإجتماعية والعمل أو أية وزارة شاغرة تبحث عن وزير لأن الهدف خدمة الوطن والشعب(كلمة وزير كانت تعني عند الإغريق خادم).
شيء واحد أريد تأكيده أنني لا أطمح أن أكون رئيس للبلد رغم أن عمري أكثر من 34 سنة!
"وزير" يعني خادم للشعب, أما المال فلم يكن هدفاً لأي وزير من وزرائنا الخدماء, قد أكون أنا الوحيد الذي يقول أن "المصاري" مهمة جداً أو قد أكون أنا الوحيد الذي يعلن ذلك صراحةً!
وعلى ذكر الوزير يقولون أنه دخل أحد الوزراء إلى الطبيب يشكو أنه يتخيّل نفسه نعجة, فسأله الطبيب منذ متى عنده هذا الشعور, فما كان من الوزير إلاّ أن قال "منذ كنت خروفاً صغيراً"!
د. فاضل الخطيب, بودابست, 25 / 3 / 2007.



#فاضل_الخطيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وجهتي نظر لقضية واحدة-لباس المرأة
- بيعة وبيّاعين في سوق البعثيين
- السارق والسرقة
- حلمٌ غريبٌ في بلد إسمه سوريا
- نفاق الرفاق ديالكتيك العبد والقبضاي
- الحوار السياسي, هل نتعلمه؟
- تزمير وتثاؤب
- محطات ليست بعيدة عن السياسة
- من نظام الحزب الواحد إلى الديمقراطية! تجربة المجر
- -العبقرية-المجرية 15 مليون نسمة, 15 جائزة نوبل, مئة وخمسة و ...
- استنساخ, تماثيل والإبليس براميرتس
- أسئلة في الهواء وأجوبة جوفاء
- التخلف حاضنة الإرهاب الديني
- الأسد يتزحلق على قشور موز جمهوريته
- لبنان.. فاشية وبيانات دعم ودماء!
- الخطاب المتجدد من حرب حزيران حتى إعادة تدمير لبنان
- ثلاثة وجوه لفاشية واحدة, 3 في 1!
- المنجنيق الأسدي والمُسَّرحين من الخدمة وأشياء أخرى
- العلمانية الدين الدولة
- المجد لإبن رُشد وابن خلدون الأمازيغيين, لماذا يا عرب؟


المزيد.....




- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فاضل الخطيب - أريد أن أكون وزيراً