أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - فاضل الخطيب - -العبقرية-المجرية 15 مليون نسمة, 15 جائزة نوبل, مئة وخمسة وثلاثون ألف اختراع















المزيد.....


-العبقرية-المجرية 15 مليون نسمة, 15 جائزة نوبل, مئة وخمسة وثلاثون ألف اختراع


فاضل الخطيب

الحوار المتمدن-العدد: 1708 - 2006 / 10 / 19 - 10:05
المحور: المجتمع المدني
    


نشرت وسائل الإعلام الرسمية السورية الخبر التالي والذي أعتبره مدخل لهذه الدراسة وبدون تعليق, يقول الخبر: تنظم المؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا بالتعاون من وزارة التعليم العالي مؤتمراً دولياً يبحث في آفاق البحث العلمي في الوطن العربي ـ وككل مؤتمر له شعاره ـ "نحو تحصيل نتائج الأداء العلمي في الوطن العربي".

من خصوصيات إنسان المجتمع الحضاري أنه يطمح بعد تأمين مستلزماته المعيشية ـ يطمح إلى الاعتراف بمكانته ونيل التقدير الاجتماعي, وتعتبر جائزة نوبل أكبر تقدير لعمل فكري ـ علمي متميّزٍ ما. ورغم ملاحظات البعض على نزاهة مجلس منح الجائزة واستقلاليته السياسية, ورغم أن الجائزة بالأساس تأتي من أرباح اختراعات نوبل وأهمها الديناميت(أي من أرباح السلاح الذي يقتل البشر تقدم جائزة للذي يقوم بعمل يساهم في سعادة الإنسانية), رغم هذا التناقض حول الجائزة, صارت جائزة نوبل منذ تأسيسها قبل أكثر من مائة عام رمزاً لأكبر وأعظم تقدير في العالم, وهي تعني درجة ـ مرتبة يحلم بها الكثير الكثير من العلماء والمبدعين.
ومما لاشك فيه أن جائزة نوبل ليست فقط فخراً للحاصل عليها بل هي فخرٌ للشعب والبلد الذي ينتمي إليه حاملها.
ويعتبر القرن العشرين هو عصر الاختراعات والاكتشافات العلمية في تاريخ الإنسانية, وقد ساهمت تلك الابتكارات العلمية في تطوير العلم ذاته والثقافة العلمية ذاتها والتقدم الحضاري بشكل عام.

ويفخر المجريون(الهنغار) وبحق بأنهم يحتلون مركزاً مميزاً ويعتبرون من الأوائل في العالم من حيث عدد حملة جوائز نوبل بالنسبة لعدد السكان.
ويعتبر عدد سكان دولة هنغاريا(المجر) عشرة ملايين نسمة ويعيش في الدول المحيطة والعالم حوالي خمسة ملايين إنسان ينتمي للأمة المجرية. وللحقيقة أيضاً أن القسم الكبير من حملة نوبل المجريين حصلوا عليها وهم خارج بلدهم, وذلك يعود لأسباب كثيرة منها سياسية واقتصادية(حربين عالميتين وما سببته من دمار إضافة إلى هجرة الكثير للغرب بعد قيام النظام الإشتراكي).
وقد ساهم العلماء المجريين والمنحدرين من الأصل المجري بدورٍ متميّز وعالي في اكتشافاتهم وأبحاثهم في مختلف العلوم الطبيعية والتي لعبت دوراً في تقدم البشرية الحضاري والعلمي.
وقدمت هنغاريا(المجر) خلال القرن العشرين أكثر من مائة وخمسة وثلاثين ألف اختراع, منها أكثر من اثنان وثمانين ألف اختراع حتى عام 1950 وحوالي ثلاثة وخمسون ألف اختراع حتى نهاية القرن, وهذا يوّضح أن النسبة كانت أقل في فترة النظام الاشتراكي.
ودراسة موضوع الانتماء إلى الأمة المجرية أو الشعب المجري وتحديد ذلك بين حملة نوبل قد لا يخلو من التعقيد, خصوصاً أنه الكثير منهم حصل على جنسيات أخرى غير مجرية, أو عاش في بلاد خارج المجر, لكننا اعتمدنا هنا أن المجري هو الذي تمتد ثقافته إلى الجذور المجرية وبقيت علاماتها في حياته وأسلوب حياته! وقد كتب أحد العلماء المجريين والذي كان يعيش في الخارج كتب على الحائط في مكتبه "لا يكفي أن تكون مجرياً بل يجب أن تفهم شيئاً في أحد العلوم"!
وموضوع الانتماء(القومي ـ البلد ـ الجنسية ..) بالنسبة للعلماء في العالم متشابهة في الدول الأخرى أيضاً, فمثلاً قال اينشتاين قبل حصوله على جائزة نوبل في محاضرة ألقاها في جامعة السوربون عام 1922 "إذا تبين أن النظرية النسبية صحيحة, فستعتبرني ألمانيا بأنني ألمانياً بينما فرنسا التي عشت فيها فستقول بأنني إنسان عالمي(أممي), وإذا تبين بطلان نظريتي هذه فستقول فرنسا أنني ألماني وستقول ألمانيا بأنني يهودي...), وعندما أبلغوا اينشتاين في 10 نوفمبر 1922 على عنوانه في برلين عن منحه الجائزة كان حينها في اليابان واستلم الجائزة نيابة عنه سفير ألمانيا في السويد بينما كان اينشتاين يحمل الجنسية السويسرية منذ سنوات عديدة, وطلب وقتها سفير سويسرا استيضاحاً حول هذا الموضوع, وأنه هو الذي عليه استلام الجائزة نيابة عن اينشتاين, واستمر النقاش حول هذا الموضوع حتى بعد أن حصل اينشتاين على الجنسية الأمريكية عام 1940.
وإذا جمعنا كل الأسماء التي حصلت على جوائز نوبل على أساس السجلات الرسمية العديدة للدول والقوميات والأديان والمذاهب لوجدنا أن عدد حملة نوبل يفوق كثيراً العدد الحقيقي لأن الكثير يعتبر الحاصلين على هذه الجائزة ينتمون إليهم!
وإذا اعتبرنا تجاوزاً أنه توجد ظاهرة "العباقرة" المجريين فإننا يمكن أن نميّز هذه الظاهرة بمجموعة صفات:
1ـ بالنسبة لعدد السكان قدّم المجريون الكثير من "العباقرة" والعلماء في القرن الماضي,
2 ـ نتائج أعمالهم كانت في فروع جديدة للعلوم, وهذا ما جعل أسماء بعضهم معروفة على الصعيد العالمي وسجّلها التاريخ العلمي,
3 ـ أكثر نتائجهم قاموا فيها خارج دولتهم وفي بلاد الغربة بعد تركهم وطنهم الأم,
4 ـ لكن المحرك الأول كان من نبض الحياة والثقافة التي حملوها من تراثهم وإرثهم الوطني المجري,
5 ـ قاموا بإنشاء تجمعات(نوادي) علمية وإجتماعية خلال وجودهم في الخارج مما ساهم في تدعيم العلاقة والتعاون فيما بينهم وساعد على النقاش والحوار العلمي الذي أغنى الجميع, وهذه التجمعات كانت في ألمانيا بشكل خاص ويمكن اعتبارها كانت استمراراً لحياة بودابست وتجمعاتها ونواديها الثقافية والعلمية قديماً. فمثلاً كانت "حلقة أو جمعية غاليلي, تجمع العلوم الطبيعية, جمعية التفكير الحر المجري.., وكان يدور في تلك الحلقات والتجمعات ليس فقط أحاديث العلوم التقنية والطبية وإنما أحاديث في الفلسفة والسياسة والاجتماع والفن والتجارة والحب والصداقة و ..., وكان أي زائر لبرلين من أي مكان يذهب إلى تلك التجمعات بدون دعوة أو عضوية لها مما ساعد على زيادة الود والعلاقة الجيدة بينهم.
ومن مميزاتهم أيضاً أن كل واحد منهم كان يملك أساساً نظرياً في العلوم المختلفة والتي كان الفضل لنظام التعليم المجري ونظام المسابقات المدرسية والتي ابتدأت وانتشرت منذ بداية القرن الماضي, كما أنهم كانوا من المهتمين بالعلوم التطبيقية في التكنولوجيا وفي الكيمياء وغيرها, وكانوا مهتمين جداً بالفروع الجديدة للعلوم والأبحاث وجذبتهم تلك الأقسام أكثر للبحث والكشف العلمي مثل الكيمياء المشعة وميكانيك الكوانتوم والفيزياء الذرية ...,
وهؤلاء العلماء كانوا أمام منافسة جدية خارج بلدهم إضافة لحملهم همومهم الشخصية كغرباء ومن أجل الحياة بشكل أفضل من الذين بقوا في داخل المجر, لذالك كان عليهم تقديم الكثير وعليهم إثبات جدارتهم أضعاف أبناء البلد الذي يعيشون فيه, وقد ساعد مما لا شك فيه أن الكثير منهم كان له اهتمامات فنية وموسيقية وسياسية أي أن حياتهم الروحية كانت تنبض بالحركة, فهم لم يعيشوا فقط للعلم والبحث العلمي بل كانت حياتهم غنية متنوعة وكثيرة الألوان! وهذا الغنى المتعدد الوجوه ساعد على التفكير الواسع والمتعدد الوجوه أيضاً على حل المسائل العلمية المطروحة.

وقد اعتمدنا على أنهم مجريين من خلال تفكيرهم وشعورهم وانتمائهم واعترافهم,
ويمكن اعتبار القسم الأول من "عباقرة" المجر الحاملين على جوائز نوبل وعددهم 15, والقسم الثاني هم الذين قدموا للعلم ما يساويهم بحملة نوبل والذي قد يمكن تسميتهم بالملوك الغير متوجة, وهناك القسم الأكبر الذي كان له دور متميز من خلال نتائجهم العلمية واختراعاتهم.

وعند الحديث عن "عباقرة" المجر لا يكفي ذكر نتائجهم العلمية, لأن النتائج العلمية لا يمكن فصلها عن علوم الفلسفة والاجتماع والتي يكون تأثيرها على المجموعة البشرية في المنطقة المعينة وبالتالي على كل فرد بهذا القدر أو ذاك.
وكما يقال أن كل اكتشاف علمي كانت موجودة قبله كل عناصره ومكوناته "الفسيفسائية" لكنه لم يتم وضعها وترتيبها بالشكل الذي يجعل منها عملاً عظيماً,
ومن أجل تقديم صورة ودراسة أكثر قرباً للحقيقة من المفيد أخذ ذلك بالنسبة لعدد السكان أو من خلال فترة زمنية محددة:
الفترة الزمنية عدد الاختراعات لكل مليون من السكان
1900 ـ 1924 53767 2900
1925 ـ 1949 29438 3800
1950 ـ 1974 15187 1600
1975 ـ 1999 27978 2700

ومن دراسة الجدول نلاحظ أنه ـ بعد اتفاق "تريانون" عام 1920 والذي بموجبه خسرت المجر فيه ثلثي نسبة الأراضي التي كانت حينها ضمن دولة المجر, أي أن مساحة المجر كانت ثلاثة أضعاف المساحة الحالية, والذي جاء ذلك الاتفاق نتيجة لخسارة المجر في الحرب العالمية الأولى إلى جانب ألمانيا ـ إن اتفاق "تريانون" وما خلّفه من حسرة وكآبة لدى الشعب المجري والأمة المجرية والتي للآن لم يستطيعوا التخلص منها أو تجاوزها ـ أقول ـ أنه لم يرافق هذه الخسارة القومية تراجع في عدد الاختراعات والبحث العلمي, وقد زادت بنسبة ملحوظة في عهد حكم العسكري القومي المتعصب ميكلوش هورتي, ثم انحدرت كثيراً في فترة النظام الاشتراكي وخصوصاً في أعوام 1950 ـ 1975 ثم عادت للارتفاع في الفترة الأخيرة من عمر النظام الاشتراكي حين بدأ الانفتاح يخطو خطواته الأولى سواء إقتصادياً أو سياسياً أو ثقافياً.
ويعتبر النصف الثاني من القرن العشرين فترة تردي وهبوط بالنسبة للاختراعات والبحث العلمي في هنغاريا.

ونستعرض بعض المبدعين المجريين والذين حصلوا على جوائز نوبل:
1 ـ فولوب لينارد Fülöp Lénárd
ولد في براتيسلافا 1862 وكانت وقتها تابعة لدولة المجر, درس في بودابست وفي برلين وعاش فترة حياته الأخيرة في ألمانيا, عضو في أكاديمية العلوم المجرية منذ عام 1897 وكان وقتها مجري الجنسية, تم ترشيحه لجائزة نوبل للفيزياء منذ عام 1901 وحتى حصوله عليها عام 1905 نتيجة لأبحاثه واكتشافاته في الأشعة وتأثيراته الإيونية, وفي رسالة الشكر التي بعثها بعد حصوله على الجائزة يختم رسالته بتعبير"مع التحيات الوطنية القومية".
ويعتبر لينارد من البارزين في الفيزياء عند بداية القرن العشرين, واعتنق مع صديقه الألماني ستارك Stark والحاصل هو أيضاً على جائزة نوبل للفيزياء ـ اعتنق الأفكار النازية كرد فعلٍ على ما وصفوه "العنجهية اليهودية في الفيزياء", وكانا الاثنان يكرهان اينشتاين معتبرين أنهما اكتشفا بعض العلوم الفيزيائية والتي تُنسب إلى اينشتاين مثل الالكترونيات الضوئية والفوتونات ... وقد يكون اعتبار هذه إلى اينشتاين بسب أن اينشتاين استطاع صياغة وترتيب تلك الاكتشافات بشكل دقيق ومفهوم أكثر منهما!
2 ـ روبرت باراني Róbert Bárány
ولد في فينا 1876 من أسرة مجرية, حصل على جائزة نوبل في الطب عام 1914 نتيجة لاكتشافاته وأبحاثه خصوصاً في الأُذن وعلاقتها في توازن الجسم, ومنها التجربة التي يقوم بها الأطباء حالياً (مد ذراع المريض وملامسة أنفه بأصبعه اليمين ثم الشمال, ثم إعادة التجربة وهو مغلق العينين), وفي فترة الحرب العالمية الأولى وقع أسيراً بيد الجيش الروسي ثم أُطلق سراحه بعد أن توسطت حكومة السويد لكونه حامل جائزة نوبل, وبعد الحرب عاد إلى فينا ثم عاش في السويد
بعد طلب الحكومة السويدية منه ذلك.
3 ـ ريتشارد زيغموندي Richárd Zsigmondy
ولد في فينا 1865 من أسرة مجرية, حصل على نوبل للكيمياء نتيجة لأبحاثه في القلويات عام 1925, مخترع ميكروسكوب لبحث وفصل الجزيئات القلوية. يحمل إسمه بركان على سطح القمر تقديراً وتخليداً له!
4 ـ ألبرت سانت جورجي Albert Szent-Györgyi
ولد في بودابست 1893, وبعد دراسة الطب في جامعة بودابست عمل في جامعات هولندا وألمانيا وانكلترا وأمريكا, دعاه وزير الثقافة المجري عام 1928 للعودة والعمل في جامعة سجد(Szeged), اكتشف فيتامين س(vitamin C), وله أبحاث حول تنفس الخلايا, وتم ترشيحه لجائزة نوبل 1934 وحصل عليها عام 1937 وكان وقتها يعيش في المجر, عضو في أكاديمية العلوم المجرية منذ عام 1935, وبعد حصوله على الجائزة قدمها هدية لفنلندا ولحسن الحظ اشتراها رجل فنلندي ثري وبعدها قدمها هدية للمتحف الوطني المجري, وخلال الحرب العالمية الثانية اضطر إلى الاختفاء وبعد نهاية الحرب انتخب رئيساً للجمعية الثقافية المجرية السوفييتية, وبسبب مواقف سياسية خرج من المجر عام 1948 إلى سويسرا ومنها إلى أمريكا حيث تابع أبحاثه على أمراض السرطان. عند خدمته العسكرية بعد تخرجه من الجامعة وقف ضد رؤسائه في المستشفى والذين أرادوا إجراء التجارب الطبية على الأسرى وكانت النتيجة أن تم نقله إلى الجبهة الإيطالية كعقوبة له.
5 ـ جورج هافاشي György Hevesy
ولد في بودابست 1885, ودرس هنا ثم أكمل دراسته في الخارج, كان على علاقة مع علماء زمانه مثل( Lorenz, Haber, Rtherford, Bohr ), حصل على درجة بروفسور 1918 ثم تم سحبها منه عام 1919, ذهب بعدها إلى كوبنهاغن وبعد احتلال الدانمارك من قبل ألمانيا هرب إلى السويد, تم ترشيحه لجائزة نوبل سبع مرات منذ عام 1924 حتى 1936 وحصل عليها عام 1943 نتيجة لاكتشافاته في الأشعة الذرية.
6 ـ جورج بيكيشي György Békésy
ولد في بودابست 1899, أكمل دراسته الجامعية في أكثر من بلد لأن والده كان دبلوماسي وكان ينتقل مع الأسرة من بلد لآخر(درس في استانبول في اللغة الفرنسية وفي سويسرا بالإيطالية وفي ميونخ بالألمانية), رفض الجنسية السويسرية والعمل فيها نتيجة تعصبه الوطني ومحبته له, عضو في أكاديمية العلوم المجرية منذ عام 1939, سافر إلى استوكهولم عام 1946 وبعدها إلى هارفارد في أمريكا, آخر عمل كان له في جامعة هاواي حيث توفي هناك, حصل على جائزة نوبل عام 1961 في الطب وتعتبر أبحاثه التي أنجزها في بودابست هي الأساس الذي أعطاه الجائزة في دراساته عن الأذن وتحريض التأثيرات الصوتية ونتائجها.
7 ـ يانو ويغنر Jenő Wigner
ولد في بودابست 1902, درس في جامعة بودابست وأكمل دراسته في برلين, ثم عاد إلى بودابست وعمل كمهندس دكتور كيميائي, بعدها سافر إلى ألمانيا وعمل في جامعاتها, كان له دور كبير في دراسات القنبلة الذرية والكوانتوم, حصل على جائزة نوبل عام 1963 للفيزياء في مجال الذرة والتناظر الذري, عضو أكاديمية العلوم المجرية منذ عام 1988.
8 ـ ديناش غابور Gábor Dénes
ولد في بودابست 1900, درس في جامعة بودابست, عمل في شركة سيمنس وتومسون كمهندس أبحاث وتطوير, ومنذ عام 1949 عاش في لندن حتى آخر حياته, حصل على جائزة نوبل عام 1971 للفيزياء, له أبحاث حول التوتر العالي للكهرباء وتحريض الالكترونات بواسطة الناتريوم وله أبحاث حول العدسات الألكترونية, عضو في أكاديمية العلوم المجرية منذ عام 1964.
9 ـ يانوش بولاني Polanyi, John Charles
ولد في برلين من أسرة مجرية 1930, درس في جامعة مانشستر وبعدها عمل في جامعات انكلترا وامريكا وكندا, حصل على جائزة نوبل للكيمياء عام 1986 نتيجة لأبحاثه وطرقه في التفاعلات الكيميائية وحالة الطاقة في الجزيئات. (البعض لا يصنفه ضمن المجريين) رغم أنه عضو فخري في أكاديمية العلوم المجرية منذ عام 2001.

10 ـ ألي وايسال Elie, Wiesel
ولد في 1928, الوحيد الذي بقي من أسرته حياً بعد ترحيلهم إلى معسكرات الأعمال الشاقة التي أصابت اليهود. عاش في باريس ثم حصل على الجنسية الأمريكية 1936, وفي عام 1986 حصل على جائزة نوبل للسلام لدوره في النضال ضد القمع والاضطهاد والتمييز العنصري. (البعض لا يصنفه ضمن المجريين).
11 ـ جورج أولاه György Oláh
ولد في بودابست 1920, درس الكيمياء في جامعة بودابست, سافر إلى كندا عام 1956 وبعدها إلى الولايات المتحدة وعمل في جامعاتها, حصل على جائزة نوبل للكيمياء عام 1994 نتيجة لأبحاثه في الكيمياء العضوية, عضو فخري في أكاديمية العلوم المجرية منذ عام 1990.
12 ـ يانوش هارشاني János Harsányi
ولد في بودابست 1920, درس في جامعة بودابست للصيدلة, درس الفلسفة وحصل على دكتوراه في الفلسفة 1947, سافر إلى أوستراليا عام 1950 ودرس الاقتصاد في جامعة سيدني, منذ عام 1961 عمل في جامعات أوسترالية وأمريكية, حصل على جائزة نوبل للاقتصاد عام 1994, في رسالة له يقول"المجريون لا يحترمون الحدود العلمية ..." أي أنهم يتخطون تلك الحدود وأعتقد أنه أصاب في هذا!
13 ـ إيمرا كارتيس Imre Kertész
ولد في بودابست 1929, يهودي ولهذا أرسلوه إلى معسكر الاعتقال في "أوشفيتس" عام 1944 وتم الإفراج عنه عام 1945, يكتب باللغة الألمانية وهو يعيش متنقلاً بين ألمانيا والمجر, له مجموعة من الكتب والقصص, حصل على جائزة نوبل للآداب عام 2002 عن كتابه "لا مصير" والذي يروي فيه حياة المعتقل النازي لليهود في "أوشفيتس", وترجم الكتاب للعربية السيد هيثم صالح.
14 ـ فريدمان ميلتون Friedman Milton
ولد عام 1912, لا يعتبره البعض بين المجريين, رغم سلالته المجرية وهو اعتبر نفسه مجرياً, وفي رسالة بعث بها إلى الطبيب المجري المشهور اندرا تسايزل يقول فيها أنه يعتبر أهله مجريين. وحصل على جائزة نوبل في الاقتصاد 1976.
15 ـ غايدوشيك كارلتون Carleton D. Gajdusek
ولد عام 1923, من أصل مجري, لا يعتبره البعض بين المجريين الحاصلين على جوائز نوبل, حصل على الجائزة عام 1976 في الطب.
وهناك الكثير من العلماء المجريين لم يحصلوا على جوائز نوبل لكنهم قدموا اكتشافات علمية لا تقل أهمية عن الذين حصلوا على جوائز نوبل, لأنه ليس كل الذين يستحقون هذا التقدير الرفيع يتم اختيارهم, وكما يقال المدعوون كثر لكن الذين يتم اختيارهم قلة, ومن هؤلاء المجريين:
1 ـ لوراند اوتفوش Loránd Eötvös
ولد في بودابست 1848, درس الفيزياء, وعمل في جامعة بودابست منذ عام 1872, له أبحاث واكتشافات في علم الهيدروليك والتوتر والجاذبية وقوانينها, ويسمى باسمه "بندول اوتفوش" للأبحاث العلمية والذي يستخدم في البحث عن أماكن البترول, تم ترشيحه لجائزة نوبل ثلاث مرات, وتسمى جامعة بودابست التقنية باسمه.
2 ـ لاو سيلارد Leó Szilárd
ولد في بودابست 1898, درس الجامعة في بودابست وقدم رسالة الدكتوراه في برلين, وأبحاثه كانت عن المعلوماتية, مكتشف نظرية الانشطار النووي, وله اختراع مسجل عن إمكانية إنشاء مركز نووي لاستخراج الطاقة(مفاعل نووي), وهو واضع النظرية حول تسريع الجزيئات النووية الممكن استخدامها في المفاعل النووي والتي على أساسها حصل على جائزة نوبل Lawrence عام 1939, له أبحاث واكتشافات في علم البيولوجيا والكيمياء وغيرها.
3 ـ ميهالي بولاني Mihály Polányi
ولد في بودابست 1891, درس الطب في بودابست, حصل على دبلوم في الآداب عام 1917 في بودابست, تنقل بين ألمانيا وانكلترا, كان برفسور في جامعة مانشيستر للكيمياء الفيزيائية, بعدها برفسور في الفلسفة, له أبحاث واكتشافات في الذرات والجزيئات وعلاقتها بأشعة رونتغن.
4 ـ أدى تيلر Ede Teller
ولد في بودابست 1908, درس الجامعة في ألمانيا, بروفسور في أكثر من جامعة أوربية وأمريكية, ارتبط إسمه باختراعات فيزيائية وكيميائية عديدة منها قانون(Jahn-Teller effect, BET ) وحرف T يرمز إلى إسمه, وله الدور الرئيسي في اختراع القنبلة الهيدروجينية(الأب الروحي للقنبلة) ويعتبر من كبار علماء القرن العشرين, عضو فخري في أكاديمية العلوم المجرية منذ 1990, كان مهتم في الثقافة المجرية وفخور بانتمائه المجري.
5 ـ تودور كارمان Tódor Kármán
ولد في بودابست 1881, درس الهندسة في جامعة بودابست وأكمل دراسته في ألمانيا وأمريكا, له دور كبير في اكتشافات الديناميكا الهوائية(aerodynamic) وعلاقتها في تطوير صناعة الطائرات ذات السرعة فوق صوتية, حصل على أكبر تقدير علمي أمريكي(National Medal of Science), كان مرتبط بشكل قوي بالثقافة المجرية رغم بعده عن المجر.
6 ـ يانوش ناومان János Neumann
ولد في بودابست 1903, درس الكيمياء في برلين وقدم أطروحة الدكتوراه في الكيمياء في زيورخ, عمل في عدة جامعات ألمانية, اهتم كثيراً في أبحاثه بعلم الكوانتوم الرياضي وأثرها في نظريات الحاسوب, ويعتبر من أوائل الذين وضعوا الأسس النظرية لعلم الكومبيوتر.
7 ـ زولتان باي Zoltán Bay
ولد في المجر 1900, درس الجامعة في بودابست وقدم دراسة الدكتوراه عام 1926 ثم بعدها عمل في جامعات ألمانيا حتى عام 1930, عاد للمجر 1936 وعمل في جامعة سجد كبروفسور, له أبحاث ونتائج قيمة في علم الإشعة, سافر إلى أمريكا 1948 وعمل في جامعة واشنطن, حدّد بدقة متناهية سرعة الضوء وعلى أساسها تم تعريف دقيق لها, عضو في أكاديمية العلوم المجرية منذ عام 1937.

وهناك المئات من المخترعين العالميين المجريين مثل مخترع قلم الحبر الناشف أو الكاربوراتور في محركات الديزل ....

ويخطر بالبال سؤال هو, ما السبب أن أبناء شعب صغير توصلوا إلى نتائج علمية كبيرة تحسدهم عليها شعوب أوربية يزيد عددها على عدد المجريين بأضعاف كثيرة!
وقد تكون الإجابات التالية فيها شيء من الرد على هذا الموضوع:
كانت المجر في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين دولة قوية اقتصادياً وثقافياً, وبمبادرة من بعض المتنورين تم تجديد نظام التعليم المجري ليكون بدرجة تنافس أنظمة التعليم في ألمانيا وانكلترا وفرنسا, وتم اعتماد كادر تعليمي قدير, وفي منطقة الدولة المجرية التاريخية حينها(والتي تضم أجزاء منها دول سلوفاكيا والنمسا وأوكرانيا ورومانيا ويوغوسلافيا) كان أكثر من مائة مدرسة ثانوية ـ متوسطة متميزة في التعليم, وقسم كبير من أعضاء الأكاديمية العلمية المجرية كانوا يدّرسون في تلك المدارس.

وخلاصة القول عندما نبحث عن أسباب "العبقرية" المجرية أو أسباب النجاحات المجرية العلمية وعلاقاتها, حاولنا إظهارها ليس على أساس شخصي(فردي) نفسي وبيولوجي وإنما أخذنا العوامل الموضوعية والتي تقع خارج العوامل الذاتية, فالظاهرة المجرية تتميز بأن عناصرها عاشوا مغتربين عن بلدهم, وهذا لا يعني أن من بين الذين لم يعيشوا خارج المجر لم يكونوا أذكياء و"عباقرة" لكنه لم تسمح لهم الظروف لإبراز قدراتهم وتطويرها, مثلاً لم تتاح الفرصة للتعامل مع اينشتاين أو غيره من البارزين, أي أن السبب ليس القدرة بل النجاح والذي وفرته المعاهد والمراكز العلمية والتي كان مركزها ألمانيا وأمريكا وغيرها من الدول وليس في المجر. وكذلك عوامل الخلفية العلمية(الأساس العلمي), والعوامل الاجتماعية المجرية(الروحية), وهذا النجاح المجري ليس سببه اليهود كما يحلو للبعض تفسيره وإنما الطبقة الوسطى(طبقة البرجوازية الصغيرة) والتي كان لها الدور البارز منذ القرن التاسع عشر في وضع أسس المجر الحديثة, وهذه الطبقة هي التي جلبت وكانت مسؤولة عن الاقتصاد الحر والقانون ولها يعود الفضل في ظهور الأفكار الليبرالية وكانت تتكون من أقليات متعددة إضافة للمجريين فمنها اليهود والألمان والصرب والكروات ... هم صاروا خلال بضع عقود زمنية المحركين الرئيسيين للاقتصاد والمجتمع, ـ عند الحديث عن اليهود لا نقصد تأثيرات يهودية دينية ـ وهذه الأقليات "انصهرت" أو تداخلت مع المجتمع المجري وساهمت في إغنائه الروحي والاجتماعي والاقتصادي والثقافي.

وقد يكون من المفيد إنهاء هذه الدراسة بطرفة تعكس الاهتمام العلمي في سوريا,
بعد عودة محمد فارس رائد الفضاء السوري للأرض(الذي شارك مع زملائه السوفييت في رحلة للفضاء) التقاه الرئيس حافظ الأسد وسأله عن الرحلة, وكان جواب محمد فارس أن الحركة في ظل قانون انعدام الجاذبية كان متعباً ومزعجاً, فنظر سيادة الرئيس إلى رئيس مجلس الشعب بجانبه وقال له: نحن يا ترى أصدرنا مثل هذا القانون المزعج!!



#فاضل_الخطيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- استنساخ, تماثيل والإبليس براميرتس
- أسئلة في الهواء وأجوبة جوفاء
- التخلف حاضنة الإرهاب الديني
- الأسد يتزحلق على قشور موز جمهوريته
- لبنان.. فاشية وبيانات دعم ودماء!
- الخطاب المتجدد من حرب حزيران حتى إعادة تدمير لبنان
- ثلاثة وجوه لفاشية واحدة, 3 في 1!
- المنجنيق الأسدي والمُسَّرحين من الخدمة وأشياء أخرى
- العلمانية الدين الدولة
- المجد لإبن رُشد وابن خلدون الأمازيغيين, لماذا يا عرب؟
- سورية, بلد الأرقام القياسية!
- غوبلز سوريا
- عمل الفحول
- هوامش -حزيرانية- على دفتر مذكرات الجلب السورية
- الداروينية البعثية
- أصوات... صامتة
- الحركة الوطنية السورية, تبعثر أم تعثّر
- الأسد الورقي
- ربيع المعتقلات السوري
- السياسة في سورية


المزيد.....




- احتجاجات أمام مقر إقامة نتنياهو.. وبن غفير يهرب من سخط المطا ...
- الخارجية الروسية: واشنطن ترفض منح تأشيرات دخول لمقر الأمم ال ...
- إسرائيل.. الأسرى وفشل القضاء على حماس
- الحكم على مغني إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- -نقاش سري في تل أبيب-.. تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال ب ...
- العفو الدولية: إسرائيل ترتكب جرائم حرب في غزة بذخائر أمريكية ...
- إسرائيل: قرار إلمانيا باستئناف تمويل أونروا مؤسف ومخيب للآما ...
- انتشال 14 جثة لمهاجرين غرقى جنوب تونس
- خفر السواحل التونسي ينتشل 19 جثة تعود لمهاجرين حاولوا العبور ...
- العراق.. إعدام 11 مدانا بالإرهاب في -سجن الحوت-


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - فاضل الخطيب - -العبقرية-المجرية 15 مليون نسمة, 15 جائزة نوبل, مئة وخمسة وثلاثون ألف اختراع