أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاضل الخطيب - أسئلة في الهواء وأجوبة جوفاء















المزيد.....

أسئلة في الهواء وأجوبة جوفاء


فاضل الخطيب

الحوار المتمدن-العدد: 1678 - 2006 / 9 / 19 - 11:12
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أسئلة في الهواء وأجوبة جوفاء!
عندما وجد كيبلر(KEPLER) أن معتقداته الدينية لا تتطابق(تخالف) مع نتائج أبحاثه واستنتاجاته العلمية(التجريبية) انحاز إلى قناعاته العلمية رغم أن هذا الانحياز كان قاسياً, اختار الحقيقة بدل مغازلة الوهم والخيال.

التغيّر الحقيقي لا يحدث إلاّ في فكرنا وعقلنا وبناءً على قناعات وحجج منطقية, فكما كانت الأرض كروية وتدور حول الشمس قبل غاليلي(GALILEIT) على عكس تعاليم الكنيسة, ورغم قناعات غاليلي بذلك إلاّ أنه اضطر إلى نكران اكتشافاته العلمية خوفاً على حياته أيام محاكم التفتيش في القرون الوسطى, ولأنه وجد قبله مثلاً ساطعاً ما فعلت الكنيسة بالعالم برونو(GIORDANO BRUNO) والذي تمسك برأيه وقناعاته وكانت النتيجة حرقه بالنار لأنه عارض تعاليم الدين!
ورغم هذا وذاك لم يُغيّر شيء في الحقيقة لا عن دوران الأرض والتي مازالت تدور ولا عن بطلان تعاليم الكنيسة والتي اضطرت للاعتذار بعد مئات عديدة من السنين, لأن الحقيقة عنيدة وهي أكثر عناداً من كل التعاليم التي لا تستند للعلم.

عندما نضطر إلى تغيير قناعاتنا على ضوء معطيات ونتائج علمية جديدة نصطدم بصعوبة كبيرة وحتى الكثير من العلماء يقفون موقفاً متحفظاً أو رافضاً للنتائج العلمية الجديدة والتي تدحض معطيات سابقة, لأن تغيير التفكير والقناعة في شيء ما يُشبه إلى حدٍ كبير الشعور بأن الأرض تنزلق من تحت الأرجل مُسببة شيء من عدم التوازن.

وعند دراسة ظاهرة ما سواء كانت علمية أو إجتماعية(دينية مثلاً) يجب علينا عدم إهمال أي شيء.
اللاشيء يجب عدم إهماله, وإذا أخذنا مثلاً الصفر وهو لا شيء, وهذا اللاشيء لا يمكن تجاهله أبداً, هذا اللاشيء الذي لا يُعطينا معلومات لا يجب تركه, لأن عدم وجود معلومات ليس أقل أهمية من وجودها. أي أنه يجب أخذ كل شيء واللاشيء بالحسبان.
وكما يقول اينشتاين, الحاضر هو الفرق بين الماضي والمستقبل, هو وهمٌ وخيال مهما كان ذلك عنيداً, أي أن الحاضر هو امتداد للماضي وتحضير للمستقبل, وكي نتعرف على الماضي وكي نتلمس المستقبل لابد من معرفة الحاضر ومعرفته تبدأ بمعرفة أنفسنا, وقد تكون العبارة التي كُتبت على باب معبد دلفي(DELPHI) اليوناني قديماً خير تعبير عن ذلك"أيها الإنسان, اعرف نفسك!"
إن الإنسان يشبه الماسة الطبيعية والتي تحتاج إلى صقل وتنعيم للتخلص من الشوائب العالقة حتى يظهر جمالها وبريقها!
وصقل الإنسان هو العلم والتفكير العلمي المنطقي والشعور الإنساني, يقول اخناتون(1375 ق.م.) "كُن جاهزاً للتسامح, لا للثأر. الذي يبقى يتربص اللحظة المناسبة للثأر يكون يتربص ضد نفسه ويجلب الشر على رأسه هو".

بعد هذه المقدمة يخطر بالبال كثير من الأسئلة والتي من المفيد طرحها والأكثر إفادة الترويّ في الإجابة عليها بدون ردود فعل هوجائية.
إذا كان ملايين المسلمين ومنهم رجال دين وأئمة يعتقدون ويُعلنون أن كتب الإنجيل والتوراة تمّ تحريفها, وأن المسيح ليس ابن الله... وما شابه من الأسئلة, والتي قد يكون طرحها فيه شيء من المنطق العقلي, لأنه لا إثبات علمي لا على صحتها أو عدمه, لكن ألا يحق للآخرين طرح أسئلة أخرى عن الإسلام وتاريخه!
وقد تكون أسئلة الغير مسلمين فيها من المنطق أيضاً. فمثلاً تصلح يا تُرى بعض الآيات القرآنية كمنهج عمل وسلوك في يومنا هذا(سورة السيف, الموقف من المرأة....) وعندما يكون السؤال مُحدد ودقيق يجب أن يكون الجواب كذلك, وكما يُقال لا يوجد سؤال سخيف بل قد يوجد جواب سخيف, لذا يجب الرد بالحجج المنطقية التي يقبلها العقل, والعقل في هذا القرن لا يكفيه الجواب(هذه إرادة الله, وهذا كلام الله, الله يعرف ما ينفعنا أكثر مما نعرف نحن.....),

أنا شخصياً أؤمن وأعتقد أن غالبية سكان العالم المتحضر بما فيهم المتدينين وقسم من سكان بلداننا يؤمنون (بنظرية) ابن رشد والتي تقول"الله لا يمكن أن يعطينا عقولاً ويعطينا شرائع مخالفة لها".

اعتقد الكثير من المسلمين وبعد جرائم 11 سبتمبر وازدياد طباعة الكتب الإسلامية في الغرب الكافر_اعتقدوا أن العالم يتوجه نحو الإسلام, وأن الإسلام ينتشر ويتوسع في دول الغرب!
لم يُفكروا أن سبب هذا الاهتمام بالدين الإسلامي هو أعمال الإرهاب التي تتم باسم الإسلام من قبل جماعات التطرف الإسلامي, والهدف من هذا الاهتمام هو معرفة الإسلام على حقيقته!

لكن عقلية الإنسان الأوروبي والأمريكي لا تستطيع استيعاب بعض الآيات التي تحث وتحرّض على القتل وغيره, وهذا القتل سيصيب الكفرة الغير مسلمين..., وهذا ما يدعو الكثير من الناس لطرح أسئلة كثيرة لا يستطيع عقل الإنسان في الدول المتحضرة استيعابه, وستزداد الأسئلة المحرجة جداً والتي لن يكون الجواب عليها مقبولاً ومقنعاً.
المظاهرات والاحتجاجات والحرق واللعق واللغط والكلام الفاضي ما عاد كافياً لإقناع ذي عقل,
الناس اليوم تفكر بعقول وعندما تطرح أسئلة تنتظر جواب عليها وحجج داعمة منطقية.

إذا طرح أوروبي أو أي إنسان في هذا العالم: ماذا يعني أن المرأة عشر عورات, زواجها يستر واحدة والقبر يستر التسعة الباقية!
العالم لا يريد محاربة الإسلام, لكنه يرفض محاربة الإسلام للعالم, العالم يريد معرفة الإسلام وفهمه على أساس إنساني وأخلاقي حضاري,
العالم يريد أن يعرف في هذا العصر التجاري والصناعي... ماذا يعني أن الفائدة(الربا) "الربا ثلاث وسبعون باباً وأيسرها مثل أن ينكح الرجل أمه"!
العالم يريد الأمان ويسأل ماذا يعني"أمرت بالقتال حتى يقولوا لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله"

ماذا نردّ نحن المقيمون في الدول الأوروبية أو غيرها من دول العالم المتحضر عن أولاد القردة والخنازير, والذين احتضنونا وقدموا لنا فرص العلم والعمل والعيش بكرامة على عكس حكومات دولنا المسلمة!! إذا كانت الشعوب على ديانة ملوكها فيا تُرى أية ديانة أرحم_ديانة حكام القمع أم ديانة حكام اللاقمع_.
العالم بدأ يطرح أسئلته ببساطة, وأحياناً يعتذر عن هذا أو ذاك السؤال, لكن الأسئلة ستزداد ولا مفر من الرد عليها بكل شجاعة مهما كانت قاسية.

قال شاب لصديقته: "هل ترين الحفتكوش الذي على الشجرة؟ فقالت له صديقته: ما معنى كلمة الشجرة!"
علينا أن نجيب ما معنى الحفتكوش ولا نظهر غباءنا المريع المنفوش.

إن المؤمنين بالتحجر يرفضون التفكير لأنه أشقّ عليهم من التكفير!
العالم المتحضر يتعامل معنا على أساس مبادئ الحلاّج والتي تشبه مبادئ المسيح, وقد قال الحلاّج مخاطباً الله يوم التنكيل به وقتله لأن معتقداته ومنطقه تعارض منطق الحاكم المسلم"هؤلاء عبادك قد اجتمعوا لقتلي تعصباً لدينك وتقرباً إليك, فاغفر لهم, فأنت لو كشفت لهم ما كشفت لي لما فعلوا ما فعلوا, ولو سترت عني ما سترت عنهم لما ابتليت بما ابتليت...."
على المسلمين إعادة النظر في الكثير من المفاهيم والقيم والممارسات والأهداف التي ما عادت صالحة لهذا العصر_إذا اعتبرنا تجاوزاً أنها كانت صالحة في ذلك الزمن_
والجواب لا يمكن أن يبقى بالاحتجاج والزعيق والحريق, علينا الارتقاء والخروج من هذا النفق, فأجوبتنا للآن ما زالت كما كانت بالأمس, وسنظل نرسب اليوم كما رسبنا بالأمس.
سأل والد ابنه الذي رسب للسنة الثانية في المدرسة: ليش رسبت؟ فكان جواب ابنه: أن أسئلة هذه السنة كانت مثل أسئلة السنة الماضية!
علينا العمل على معرفة أنفسنا وتراثنا بكل ما فيه من غثّ وسمين, لأن الحقيقة تبقى حقيقة مهما حاولنا تجاهلها, وإذا لم نتجاوز عقدنا المختلفة سنظل نضحك على أنفسنا لأن العالم ليس بغبي حتى لو لم يقل لنا ذلك.

قرأت في أحد الكتب ما معناه"أن امرأة حلمت في نومها أنها في سوق خضرة ودخلت إلى أحد المحلات ولاحظت أمامها بدهشة غريبة الرب(الإله) يقف خلف الطاولة يبيع, وسألت المرأة الإله: ماذا تبيع؟ فأجابها: كل ما يرغب به قلبك ويُحب.
لم تُصدق المرأة نفسها وأذنيها, ولهذا قررت استغلال الفرصة وسوف تطلب أفضل ما يمكن أن يخطر على بال إنسان وقالت: أريد السلام والمحبة والسعادة, أريد الحكمة والحرية والشجاعة ضد الخوف, ثمّ أردفت قائلة بعد لحظة, أريد ذلك ليس فقط لي وإنما لكل إنسان على الأرض!
وبعد بسمة من الرب قال لها: أعتقد أنك أخطأت التقدير, فنحن لا نبيع فواكه, نحن نبيع البذور فقط!!"
علينا تعقيم بذورنا حتى تنتج غلالاً يُؤكل!
إلى متى تبقى أسئلتهم في الهواء وأجوبتنا في الخواء!

بودابست, 19 / 9 / 2006, د. فاضل الخطيب



#فاضل_الخطيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التخلف حاضنة الإرهاب الديني
- الأسد يتزحلق على قشور موز جمهوريته
- لبنان.. فاشية وبيانات دعم ودماء!
- الخطاب المتجدد من حرب حزيران حتى إعادة تدمير لبنان
- ثلاثة وجوه لفاشية واحدة, 3 في 1!
- المنجنيق الأسدي والمُسَّرحين من الخدمة وأشياء أخرى
- العلمانية الدين الدولة
- المجد لإبن رُشد وابن خلدون الأمازيغيين, لماذا يا عرب؟
- سورية, بلد الأرقام القياسية!
- غوبلز سوريا
- عمل الفحول
- هوامش -حزيرانية- على دفتر مذكرات الجلب السورية
- الداروينية البعثية
- أصوات... صامتة
- الحركة الوطنية السورية, تبعثر أم تعثّر
- الأسد الورقي
- ربيع المعتقلات السوري
- السياسة في سورية
- لقاء بودابست, خطوة للأمام أم مراوحة في المكان
- العمال, أمس اليوم غداً


المزيد.....




- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى
- “ثبتها الآن” تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah لمشاهدة ...
- بعد اقتحامات الأقصى بسببه.. ماذا نعرف عن عيد الفصح اليهودي ا ...
- ما جدية واشنطن في معاقبة كتيبة -نيتسح يهودا- الإسرائيلية؟
- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاضل الخطيب - أسئلة في الهواء وأجوبة جوفاء