أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خلدون جاويد - قصائد عراقية في مصر المحبة والأمان















المزيد.....

قصائد عراقية في مصر المحبة والأمان


خلدون جاويد

الحوار المتمدن-العدد: 1933 - 2007 / 6 / 1 - 05:31
المحور: الادب والفن
    


من نكد الدنيا على عراقي ما مهاجر من بلده منذ عام 1978 أن يجد نفسه مضطرا الى السفر الى أي بلد في هذا العالم عدا وطنه المنكوب بآثار الدمار من ديكتاتورية وحصار وحرب وتناحر سياسي وميليشيات ارهاب ، وأن يضطر وهو يعاني من مناخات اسكندنافيا الباردة والغائمة ،على نشدان الضياء والشمس والناس في بلد قريب في مواصفاته من العراق .ولذا وجدتني مسافرا الى بلد روحُه من روح موطني العاطر بالمحبة ، انه مصر الحبيبة التي ربينا على فنونها وآدابها منذ نعومة الأظفار . لقد اختنقت ايما اختناقة في ملجأ الشمال الاوروبي القاسي البرودة والكئيب ولقد اوهت علة او اخرى قامتي ، فقلت ايمم وجهي شطر الشمس في وطني الثاني الحبيب مصر الاهرام والنيل والأمان والبساطة . وها اني فرح برؤية النهر العظيم الذي الهمني قصيدة . وحزين لزيارة كوكب الشرق وهي راقدة في ضريح المجد والخلود . واخيرا سعيد للغاية عندما استمعت الى صيدلانية شابة جميلة تلثغ بالعبير والمسك في حب شعبها الطيب . انها ثلاث قصائد لي الشرف الكبير بأنهن من وحي سفرتي الضرورية الى بلد طالما حلمت بعقيق ترابه وكوثر مياهه وتوهج شمسه ورؤية شعبه الطيب ولو من بعيد وبما تقتضيه كآبة حالي من القدرة على التماس مع الآخرين في حديث ولو عابر مع اني لا احب التحدث مع عابري السبيل . علما بأني كتبت هذه العواطف الحبيبة الى اهلنا في مصر ، للناس وللتاريخ ولنفسي، لا للزعماء والمتنفذين ، ولا اروم على سبيل المثال من تقبيلتي لولدي الحبيب مالاً ولا لأبنتي الغالية ذهبا . ان الحب لايباع ولا يشترى الا في سوق النخاسة وبين المرتزقة والمرابين . اللهم اشهد اني احب ولا اريد من فناء الحال وتراب الجاه والمال الاّ الحب .

وقفة على النيل

يا أيها النيلُ
ما أحلاك يانيل ُ
يامن يصونك قرآنٌ وانجيل ُ
يامن يتوه بك الإبداع في صور ٍ
تفدى لهن الأغاني
والمواويل ُ
ياقبلة الفجر كونا ً
ليس ينقصه
في شرعة الحب تقديسٌ وتبجيلُ
بك الحضارات تزهو
فهي خالدة
وهْيَ القناديل لو عزّت قناديل ُ
ها انت تجري وتسقيها
بنبع شذى
فشعبها من عبير الورد مجبول ُ
شعب الحضارة
ذو طيب ٍ بفطرته
وساحر ٌ لفظه ُ، من سحرِه ِ النيل ُ
فمصر ريحانة الدنيا ،
اذا ذبلت
فلا جفاف ، ونهر النيل موصول ُ
يانهر ياكوثر الأحلام
يفتنني
بأنني دنف ٌبالحسن متبول ُ
وأنت آياته الأحلى
ورقته ُ
ومشعل الكون فوق الدهر محمول ُ
واسمك الفذ من سحر
ومن سمر ٍ
بالورد في دوحة الأفذاذ مشتول ُ
فكم تساقى على ريّاك
مبتهجا ً
بالفكر والفن جيل ٌبعده جيل ُ
يانهر يامهد أ ُم ٍ
بالحنان سقت
كل القلوب وفيه الحب تنزيل ُ
يانيل
زرقتك الشهّاء تفحمني
شوقا ً،
وبعض الهوى والشوق تكبيلُ
أحببت فيك وجوه الناس
آملة ً
فالكدح والكد إيمان ٌ وترتيل ُ
لكن على الضفة الاخرى قصورهمُ
لاينتهي عن ثراها القال
والقيل ُ
قلبي على وطن ٍ باد ٍ تناقضه
خاوي اليدين ،
برجليه الخلاخيل ُ !
يانيل يارفرفات الطير
في مرح ٍ
السعد للناس من كفيك مأمول ُ
يامصر أجمل أهرام ٍ
بكوكبنا
الشعب لو جاع لن تجدي التماثيل ُ
يامصر جودي على الانسان
واحترسي
بأن سيثأر من قابيل هابيل ُ
يانيل وحّد قلوب الناس
في سِعة ٍ
فالعيش دون اتساق العدل تضليل
يانيل شعبك جبار ٌ
وروعته
أن ليس في طبعه ِ غدر ٌ وتقتيل ُ
فهو النبيل
اذا ساقيته عسلا ً
وهو الصبور اذا استشرت به الغول ُ
يانيل يا أيها النشوان
من وهج ٍ
للشمس ،
جدّفْ بعطر الموج يانيل ُ
مازال فيك من الأنوار
مأثرة
ولم يزل في الدجى الفواح جندول ُ
ويابلاد أ ُم كلثوم ٍ
ورفقتها
من القياثر ، فيك المجد مبذولُ
حشّد علي ّ حواري الماء
في وَلَه ٍ
إني بحبك لا بالسيف مقتول ُ
الشعر من حسنك الوهاج
أوقد بي
جمرا ً، وشيطان شعري فيك مخبول ُ
يانيل يابسمة التاريخ
فيك زهت
أزاهرُ الغار فخرا ً والأكاليل ُ
حدّ ق فديتك فيما ذاقه
وطن ٌ
تلقي عليه اللظى الطيرُ الأبابيل
فدجلة الخير
قد أزرى الزمان بها
وان باب الفرات العذب مقفول ُ
في الرافدين شفوف الماء
قد نضبت
وخدها بغزير الدمع مبلول ُ
انظر الى شعبها ،
التقتيلُ شرّده
ودقّ عظمَه تهجير ٌ وترحيل ُ
فيا أخا دجلة
هل أنت ذو نظر ٍ
أم أنت ناء ٍ عن الأنظار معزول ُ
تصور الحال من هول ٍ
ومن نكد ٍ
ماذا لو انك في مسراك مشلول ُ
ان الفراتين
في نجواك قد شرَقا !
والفجر كابي السنا
والليل مسدول
فلتحتضن توأميك البكر
لو دُحِرا
واسلم ، عليك سلام الله يانيل ُ


.....................


قصيدة

أمام قبر أُم كلثوم



" القصيدة مهداة الى الصديق (عماد أبو فينوس ) الذي شاركته أغلى جماليات الشعر وأسنى لقطات الحسن في صوت المغنية الميلاء كوكب الشرق التي زرت قبرها في القاهرة ، ولا أنسى أن أشكر استاذي الكريم كبير الأطباء في العراق الدكتور حيدر أبو زيد الذي تجشم معي أعباء البحث عن جدث الفنانة الفذة السيدة أُم كلثوم .. "


( 1 )

ولقد ذكرتك ياعماد
وكنت أجمل من ذكرت ُ
اذ زرت قبر الياسمين
وبالدموع قد انحنيتُ
وقرأتُ فاتحتي هناك
وقربها ياليت مت ّ
هي أُم كلثوم المنيفة
في الثرى ، قمرا عشقت ُ
وهناك يُحتضن التراب
وذاك أقدس ما احتضنت ُ
هي كوكب الشرقين
والغربين بل أُم العبادْ
هي أُم كلثوم ٍ وأُم
الهائمين بكل وادْ
كل الذين بدون أهل ٍ
أو حبيب ٍ أو بلادْ
فاهدر جروحك يادمي
وانثر دموعك ياعماد ْ



( 2 )


ولقد ذكرتك ياعماد
وفي المقابر ذكرياتْ
هي وحدها بقيت مخلّدة ً
هنا ، والكل مات ْ
الكل في نعش الرماد
ونعشها مهد الحياة
المبدعون هم ُ الخوالد
والبقايا محض ريح ْ
الكل يهرع لاهثا
لمآرب ٍ الاّ المسيح ْ
الاّ هواجس شاعر ٍ
أو عاشق ٍ دنف ٍ جريح ْ
الكل غادر غير إمرأة ٍ هنا
هي عزف عود ْ
تبقى كما جبران أنغاما
اذا يفنى الوجود ْ
مابين جهل المارقين
وبين فلسفة الورود ْ

**********


( 3 )

لقد ذكرتك ياعماد
اللحن والزمن الجميل ْ
حيث أهرام الأغاني
حيث مرقدها النبيل ْ
وحيث لن يروى من الأنغام
جيل ٌ بعد جيل ْ
هي جرح قلب الكائنات ْ
هي نبع أفراح الحياة ْ
ليت اسمها يتلى بانجيل ٍ
ويذكر في صلاة ْ
فهي الجمال المستعادْ
والراحلون هم الرماد ْ

***********

( 4 )

ولقد ذكرتك ياعماد
وكنت َ قدّاحا وفُلاّ
ياعاشق الأزهار والأوتار
والقدح المعلى
لا للشجون وصانعيها
للمآسي ألف كلاّ
ولنا المحبة والمودة
والعذوبة والسلامْ
لنا الحنين الى الهوى
ولنا الشذى والابتسامْ
مادام بين ضلوعنا
قلب يتوق الى الغرامْ
والليل موسيقى
وكأس الخمر زاد

( 5 )

إني ذكرتك يابن أُمي
حيث تضطجع الحمامة ْ
لا للحروب وقبحها
ونعم لأجمل ابتسامةْ
سجع الأغاني سوف يبقى
في الفؤآد الى القيامة ْ
وتظل كلثومية الأنغام
أقداح السهاد ْ
فارفع ْ لها نخبا
وقبّل ْ قبرها واحن ِ الجبين ْ
لاتنثر النسرين فوق
ترابها والياسمين
أغرز يديك لصدرك المحموم
واقتطع الفؤآد
وارخصْهُ فوق ترابها العدويّ ياأغلى عماد ْ



محبة شعب


" ما أروعها من كلمة معبرة نطقتها نورا ، الشابة الصيدلانية – والله ياسيدي ... ان المصريين ناس بسطاء ، وطيبون .... " القاهرة في 18/3/2007
الى نورا الرائعة اهدي روح كلمتها في قصيدة محبة لشعبها ".

والله شعبي جميل ْ
على فقره ِ رائع ٌ
وفي حزنه باسلٌ
وفي جرحه أصيل
والله شعبي جميل

برغم معاناته والألم ْ
شاهق ٌ مثلما هرم ْ
قمة فوق أعلى القمم
كجلجلة والصليب الثقيل
والله شعبي جميل

له بسمة ٌ من ضياء القمر
به شممٌ رغم أنف القدر
فلاتعذلوه ُ اذا ما انكسر
سيرفع هامته لن يميل
ولن يعرف المستحيل
والله شعبي جميل

بلادي َ أُم ّ ُ الأماجد ْ
أُم الأغاني الخوالد ْ
مهد ٌ ونبع ٌ ورافد ْ
لكل ّ نقي ٍ أبي ٍ جليل
والله شعبي جميل

اذا طاح يرقى الى سفحه
اذا ناح فالحب في نوحه
جريح ٌ ويبدأ من جرحه
وللعشق يرفعه مثل قنديل
والله شعبي جميل ْ

........................





#خلدون_جاويد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عودة بغداد الحلم !
- رسالة الى الأديب اللبناني أمين معلوف
- ِ قفا نبك من ذكرى - عراق ٍ محطّم -ٍ
- حزب الشيوعيين حزب السلام
- قصيدة هجران
- شعبيَ الغالي العراقيّ النبيل
- الشاعر النسر رحيم الغالبي
- تسعٌ وعشرون عاما من فراقهم ُ
- رياض البكري شاعر حقيقي وعاشقٌ شهيد
- أعظم الشعراء ضد شرور الحرب
- برقية الى الفنان عدنان الشاطي
- مقاربة شعرية من رؤية فلسفية
- الشعر انتماء الى السلام والخير والمحبة
- النظرية زاهية خضراء والحياة كالحة صفراء
- شعراء في رحاب المعرفة والجمال
- عيون مها بين الرصافة والمنفى
- التماعات شاعرية على طاولة فلسفية
- أحر التعازي الى الشاعر المبدع يحيى السماوي
- رسالة مناجاة ...الى الشاعر أبي القاسم الشابي
- علي الشرقي بين الحياة والموت


المزيد.....




- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...
- عبر -المنتدى-.. جمال سليمان مشتاق للدراما السورية ويكشف عمّا ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- يتصدر السينما السعودية.. موعد عرض فيلم شباب البومب 2024 وتصر ...
- -مفاعل ديمونا تعرض لإصابة-..-معاريف- تقدم رواية جديدة للهجوم ...
- منها متحف اللوفر..نظرة على المشهد الفني والثقافي المزدهر في ...
- مصر.. الفنانة غادة عبد الرازق تصدم مذيعة على الهواء: أنا مري ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خلدون جاويد - قصائد عراقية في مصر المحبة والأمان