أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خلدون جاويد - رياض البكري شاعر حقيقي وعاشقٌ شهيد














المزيد.....

رياض البكري شاعر حقيقي وعاشقٌ شهيد


خلدون جاويد

الحوار المتمدن-العدد: 1700 - 2006 / 10 / 11 - 09:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



ادناه قصيدتان للشاعر رياض كمال الدين البكري، نقلا عن جانب من ارشيفه المخطوط والمنشور ، والموزع مابين اصدقائه ورفاقه ، والذي ينتظر جمعه وحفظه بين دفتي كتاب، ومبادرة المعنيين في زمن قادم- آمن ! قد يتيح تثبيت القصة الكاملة لحياته الأدبية المبدعة ، والسياسية الجريئة، ولمواقفه الفذة في الصمود وتحديه للموت بالهتاف من فوق رؤوس جلاديه ، لصالح حزبه الشيوعي العراقي والطبقة العاملة العراقية ، لقد عانق الشهيد اول خيوط الشمس في صبح حزين من صباحات بغداد – عام 1978 - وحبل المشنقة يطبق على رقبته ويخنق صوت الفيروز الطاهر النقي ويقتطف أجمل زهرة من ازاهير شبيبة العراق الرائعة . رياض البكري ملحمة شعرية لمن عرفه ، قد تطايرت اوراقها ، في الريح ، كما تتطاير اعمار الناس في عوالم الفاشية والحروب والتناحرات . مجدا لرياض البكري شاعرا وعاشقا وشهيدا.

( آلة التنويم )

ان نهرا من الليل
نام على فجوة الشمس
هبني عيونك كي لا أرى
وطنا يتهاوى أمامي كطير جريح
وهبني سكوتك كي لا أبث الحقيقة
هبني عواطفك المستريحة
كي اتغنى بموت بطيء،
واضحك للنار وهي تسيل لعابا على شفتي،
ان عرسا يقام لقتل الحقيقة خلف دخان التعاويذ، دعني ادافع عن جثة لقتيل ضعيف ٍ ، تدوّسها العاهرات وكل رجال بيوت الهوى ، وكلاب ٌ لصيد المجانين والفقراء . ان لي اخوة يجهلون القراءة والشمس والفرح الداخلي ، ويعترفون بأن إلها ًهو الخوف يحكم كل الخطايا وكل الذنوب ، ويعتقدون بأن السكوت عن الاثم اسمى الفضائل ، اني بهم اتشبث ، من حزنهم استمد انتظاري ، قفا ، ان عمرا من الشهداء يصير فما ً ، وقطارا من الموت يصرخ في هدنة الصمت ، ليلا من الذكريات يقص فصولاً ملوّحة بالسؤآل ، ويكتب قدّام كل جياع الخليج ، وكل النساء المباحات ، والكتب المستعارة ، والصحف الموسمية ، يعلن من هذه الفِكَر الزائفات براءته الكاملة ْ .
لاتنشّف دمي ، لاتخدّر عواطفي َ المشمئزة ، دعني اعلّم صوتي الصراخ ، أيمكن للمسرحية أن تستمر ، وللصدق أن يتهاوى الى الأبد المنتهي ، في دمي تستفيق البراعم خضراء مثل صغار الحمام ، وعيناي لاتذعنان لنوم تقدمه الآلة الزمنية ، اني خسرت رهان البقاء المؤقت ، لكنني ، كم أنا فرح بنعالي الذي سيدوس الخسارة والرابحين ، دمي أنا يتكلم ، يخرج من حفرة القبر ، لحمي الذي يتفسخ تحت سياط المذلة ، عذرا لمؤتمرات السلام التي ختمت فوق تقرير موتي ، ولم تكشف الستر عن وجهي المتآكل في الصمت ، ماذا تريد البغايا ؟ لكي تستعيد عذارتها المستباحة غير شراع ؟ وماذا يريد دمي غير ضوء ٍ لكي يتنفس ؟ قلت بعيني رأيت اللصوص – الخفافيش يسطون ليلا على معبد الحب ، يلتهمون المقالات والكتب الوطنية ، يستعملون أعز التعابير ، يحتفلون بأجمل أعيادنا ، وبأعماقهم روح آدولف هتلر ، انياب صلبانه الهمجية ، إني رأيتهم ُ يهزؤون بشعر حبيبي ، يرتبكون اذا سمعوا إسم لينين ، يحتقرون جميع المبادئ والشرعات ، سوى شرعة السوط يسلخ جلد الحقيقة ، والهمسات النقية ، والذعر يزحف في طرقات المدينة ، إني رأيتهم ُ يقرؤون كفاحي ، فلا تنس َ إني أقول احترس ، كبرت طفلة الخوف والتعب الزمني على جبهة الزعماء القدامى ، فناموا ، وشاخت عناوينهم في المفارز ، ماعاد يقلق حراس ليل المدينة اسم زعيم قديم ، تجاوزه الوقت ، وانطلقت فوق جثته عربات الجياع ، تفتش عن وطن ٍ آخر في المحطات ، تزرع أيامها في دروب العواصف ، إني أقول احترس ، أزهرت وردة النار في الثلج ، هل أزهرت ؟ سوف تزهر ، سوداء مثل عيون النساء الجميلات ، والحزن في كربلاء الصغيرة ، يحملها الفقراء على طهر أيامهم ، ويطوفون في كل أحيائها الساهرات برأس الحسين ، اذا بقي الرأس ، فانتظر الوردة المزهرة

أواخر تشرين ثاني 1973

***************

الوعد الأخير

في زاوية ما ..
على الرصيف قد التقينا
ماذا تبقى لنا ..
غير كومة من الثلوج والذكريات
أجمل الشموع انطفأت
وفاض العشب فوق الزهور
لسنا الذين بددنا أيامنا بأيدينا
كم ضحكة سالت على هذه الصخور
مثل الشلال
وكم من لحن
قد اختال في هذه الغابة المقفرة
مثل العصافير
ولكننا هيهات .
تعوّدنا أن لانبكي
هل تتذكر السوط
اذن
اعطني اذنا بالسفر
وعدني أن تسير في جنازتي
مثل الطاووس
لم يعد لي حب
ولا اهداب اتعلق بها
فحتى القصائد قد التحقت
هي الاخرى بالغبار
ولم يعد بيننا
مايجمعنا او يفرقنا
غير سحابة سوداء
ولم يتبق في الصحن غير الملاعق
وعلى الجدران
آثار الشعارات الحمراء
والبصاق
وفوق الرصيف
اعني فوق ذلك الشارع الموحش
بقيت بعض قصاصات الصحف القديمة
وآثار الأحذية
فلا تبتئس اذا قلت لك
والدموع يابسة في حنجرتي
الوداع
ساسافر الى جوف التاريخ
على صهوة شرارة
وسافكر فيك
قبل ان انتهي في آخر لحظة

* اعدم الشاعر ببغداد في آب 1978 ودفن في النجف . جرى الحفاظ ، من بعده ، على اوراقه لخمس وعشرين سنة ، حتى سلّمت للنشر في مواقع الانترنيت ، وذلك في نهاية عام 2003 ، ولا تزال تظهر القصائد والمواد الأدبية تباعا ، تخليدا لذكراه واحتراما لمواقفه وثباته ودفاعه عن فقراء شعبه . المجد والخلود لك يارياض البكري ياشاعرا بصدق ومناضلا بصدق ورافضا للفاشية بأصدق الصدق وأنت تعانق حبال المشنقة وفي عينيك البريئتين بريق الحقيقة والحالمتين بالعدل والسعادة لشعبك العراقي المكلوم والحزين في سائر الدهور والأزمان .



#خلدون_جاويد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أعظم الشعراء ضد شرور الحرب
- برقية الى الفنان عدنان الشاطي
- مقاربة شعرية من رؤية فلسفية
- الشعر انتماء الى السلام والخير والمحبة
- النظرية زاهية خضراء والحياة كالحة صفراء
- شعراء في رحاب المعرفة والجمال
- عيون مها بين الرصافة والمنفى
- التماعات شاعرية على طاولة فلسفية
- أحر التعازي الى الشاعر المبدع يحيى السماوي
- رسالة مناجاة ...الى الشاعر أبي القاسم الشابي
- علي الشرقي بين الحياة والموت
- أطفال الذاكرة الحزينة لرياض البكري
- جدلية الشابي وايمانية السياب
- ذكرى الجواهري وعرائش لبنان
- نازك الملائكة تقارع الموت والحرب والشرور
- جبران خليل جبران ومض التسامي وعودة الروح
- وردة ادونيس ولألاء ايليا أبي ماضي
- لبنان المحبة والسلام
- الاعتزال موت ذاتي وسقوط حضاري
- - حتى أنت َ يابروتس - ؟ !


المزيد.....




- مسؤول: أوكرانيا تشن هجمات ليلية بطائرات دون طيار على مصفاة ن ...
- -منزل المجيء الثاني للمسيح- ألوانه زاهية ومشرقة بحسب -النبي ...
- عارضة الأزياء جيزيل بوندشين تنهار بالبكاء أثناء توقيف ضابط ش ...
- بلدة يابانية تضع حاجزا أمام السياح الراغبين بالتقاط السيلفي ...
- ما هو صوت -الزنّانة- الذي لا يُفارق سماء غزة، وما علاقته بال ...
- شاهد: فيديو يُظهر توجيه طائرات هجومية روسية بمساعدة مراقبين ...
- بلومبرغ: المملكة العربية السعودية تستعد لعقد اجتماع لمناقشة ...
- اللجنة الأولمبية تؤكد مشاركة رياضيين فلسطينيين في الأولمبياد ...
- إيران تنوي الإفراج عن طاقم سفينة تحتجزها مرتبطة بإسرائيل
- فك لغز -لعنة- الفرعون توت عنخ آمون


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خلدون جاويد - رياض البكري شاعر حقيقي وعاشقٌ شهيد