أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - خلدون جاويد - أطفال الذاكرة الحزينة لرياض البكري














المزيد.....

أطفال الذاكرة الحزينة لرياض البكري


خلدون جاويد

الحوار المتمدن-العدد: 1631 - 2006 / 8 / 3 - 11:09
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


" ادناه قصيدة للشاعر العراقي الشهيد رياض البكري ، وهي من ملف اوراقه الذي احتفظ َ به رفاقه وأصدقاؤه ، آملين نشره في مجموعة شعرية مع قصص وخواطر ومقالات عديدة كان قد كتبها الشاعر مابين بغداد وبيروت وعواصم اخرى ... استشهد البكري في آب 78 بعد اصدار حكم الاعدام بحقه وقد نفذ به على خلفية اعترافات في صفوف القيادة المركزية للحزب الشيوعي العراقي ، خط الكفاح المسلح ، وقد ارتأى رياض البكري ان تكون كل الاعترافات موجهة ضده انقاذا منه لأرواح الكثير من الرفاق وصونا لحياة كثير من العوائل . "

أطفال الذاكرة الحزينة

رياض البكري

* ومن الحزن اني اعيد كتابة قصة حب ، يقال له هكذا ، لست ادري لماذا ، الوطنْ ، حفنة من تراب وخوف ينام على الفِكَر ِ المستباحة ، تهذي الاذاعات والصحف المستغيثة بالقارئين ، وتبكي المسافات ، طال انتظار المحطات ، أين القطار الذي قيل يأتي ، أيأتي قطار من الصمت . ياعربات الشتاء القديمة . أنى ّ يكون اللجوء ، لقد صفعت جبهتي الف باب ، ودقت حواجزها في دمي ، لحظة كنت اذكرها ، مابرحتُ اراودها ، كلما خذلتني الشوارع ، ماذا لديك ، وماذا تبقى ، تفتش عن مخرج لحصار العواطف ، في قلبك المتبلد، أنى يكون اللجوء ، لقد هرعت كل مجموعة نحو باب ، فماتت . اتبقى تجوع الدماء ، اذا بقيت زهرة فوق غصن ٍ معلقة ، فلذلك معنى ، لماذا تظل المعاني وتندثر الكلمات ، على جرحنا كتب الليل أشعاره ، نامت الريح متعبة الكبرياء على صمت ابوابنا ، نحن نزرع ، نزرع ، نزرع ، نسقي وننتظر الريح تأتي ، ويأتي جراد الشوارع والمدن المدلهمة ، يحصد ما زرع الآخرون ، وهم يركضون على اوجه الطرقات ، يضجون ، يكتئبون ، يصيرون صفرا وسودا ، يخطون فوق اللوائح الف احتجاج ، مطالبة لو بربع الحصاد ، بعشر الذي ماتبقى ، ولو بقبول الكتابة عن هذه الملحمة .


* أتسمعني ؟ . انني اصرخ الآن من كل اعماق حزني ، اضمخ في داخلي المتوتر رجع الصراخ ، لماذا رجعت الى هذه المسرحية ، قلت لك استرحم الموت ان لايفوتك ، هذا البكاء المكرر فوق الخرائط والصبوة الوثنية لاينتهي ، قلت ياسيدي لك لاينتهي ، فرفضت ، لماذا تصوّف نفسك ، اذعن الى آلة النوم ، واستلق في حلم ٍ بالهدوء ، كما يفعل الآخرون ، لماذا تكدس كل القوافل والشهداء ، العيون القريرة ، في رأسك المتوزع بين الشوارع والكاميرات ، وبين خيول العواصف .

* اغثني ، لقد سئم اليأس تكراره ، ياعيون الرقابة ، اني أنا مايئست ُ وما زعزعت نفسها فكرة الانتظار ببالي ، ولا خطرت دمعة في عيوني ، ولا هجرتني حبيبة حزني ، من الحزن اني اقول اغثني ، ولكنني اتعادل بالاستغاثة من كتبي ، وحنيني الى رسم تلك الخطوط المعرّجة الحمر فوق الخريطة ، ياوطني .

*أخبروني بأنك ماعدت غير خطوط ، ورقم صغير على اللآئحة ، أكدوا لي َ انك صرت جبانا ، بليدا ، وتكفيك وجبة ضرب وشتم ٍ ، وقطعة خبز شعير ٍ ، وثم نصلي .

لا اصدق ، انك انت الذي كنت ارسمه ، ليس فوق الخرائط ، لكن اعانقه ، وبه يتحول حزني ألها ، واسمي َ صوت مغنيه ، اقرؤ أشعاره في مظاهرة ضد حلف ٍ جديد ٍ ، وأرقب أطفاله يلعبون ، واعرفه وطني ، كل مافيه يوقظني ، ربما تغيرت ُيا أبتي ، غير اني َ ارفض ان الدماء تصير خطوطا ً ، وعمراً من الحزن والحب والشهداء ، يصير على صفحات الجريدة رقما ً ، اغثني لقد تهت ُ ياوطني .

20/11/1973



#خلدون_جاويد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جدلية الشابي وايمانية السياب
- ذكرى الجواهري وعرائش لبنان
- نازك الملائكة تقارع الموت والحرب والشرور
- جبران خليل جبران ومض التسامي وعودة الروح
- وردة ادونيس ولألاء ايليا أبي ماضي
- لبنان المحبة والسلام
- الاعتزال موت ذاتي وسقوط حضاري
- - حتى أنت َ يابروتس - ؟ !
- الانسان لؤلؤة المكان وجوهرة الازمان
- لاتنسَ اسمك َ
- ثقافة الموت عزلة سوداء وقتل ابرياء
- مرحبا ً ياعراق
- بابل في القلب
- عبق الفلسفة في زهرة الشِعر
- كلنا في الهوى سوا ياعراق ُ
- وطني جلجلتي ... والمنافي صليبي
- الحياة عصفور من فضة
- كآبات ماثلة وومضات آملة
- ياعراقاً -ياأخا البدر سناء ً وسنى -
- رياض البكري في مذكرة


المزيد.....




- رسالة لإسرائيل بأن الرد يمكن ألا يكون عسكريا.. عقوبات أمريكي ...
- رأي.. جيفري ساكس وسيبيل فارس يكتبان لـCNN: أمريكا وبريطانيا ...
- لبنان: جريمة قتل الصراف محمد سرور.. وزير الداخلية يشير إلى و ...
- صاروخ إسرائيلي يقتل عائلة فلسطينية من ثمانية أفراد وهم نيام ...
- - استهدفنا 98 سفينة منذ نوفمبر-.. الحوثيون يدعون أوروبا لسحب ...
- نيبينزيا: روسيا ستعود لطرح فرض عقوبات ضد إسرائيل لعدم التزام ...
- انهيارات وأضرار بالمنازل.. زلزال بقوة 5.6 يضرب شمالي تركيا ( ...
- الجزائر تتصدى.. فيتو واشنطن ضد فلسطين وتحدي إسرائيل لإيران
- وسائل إعلام إسرائيلية: مقتل أبناء وأحفاد إسماعيل هنية أثر عل ...
- الرئيس الكيني يعقد اجتماعا طارئا إثر تحطم مروحية على متنها و ...


المزيد.....

- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي
- فريديريك لوردون مع ثوماس بيكيتي وكتابه -رأس المال والآيديولو ... / طلال الربيعي
- دستور العراق / محمد سلمان حسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - خلدون جاويد - أطفال الذاكرة الحزينة لرياض البكري