أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خلدون جاويد - أحر التعازي الى الشاعر المبدع يحيى السماوي














المزيد.....

أحر التعازي الى الشاعر المبدع يحيى السماوي


خلدون جاويد

الحوار المتمدن-العدد: 1648 - 2006 / 8 / 20 - 10:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الشاعر المبدع يحيى السماوي :
تحية طيبة
اسمح لي ان احييك ابتداءا ، واتوجه اليك بأحر التعازي بسبب اغتيال فلذة كبدك قصيدتك وسرقتها من قبل كائن من كان . الهمك الله الصبر والسلوان وأسكن قصيدتك فسيح جناته ، وانا لله وانا اليه راجعون !.
كان الزمن رديئا وقد صار أردأ ، وانت بين الزمنين قد ولدت ونشأت وترعرعت ، وقد شققت طريقك بالعرق والدم والدموع ، قامة شعرية مرموقة وهامة مرفوعة في فضاء كلية التربية حيث صوتك الساحر في الاماسي والمنتديات البغدادية وسواها ، ولاتزال هكذا عبر المنافي المختلفة والاضطهادات المتعددة . كابدت ولاتزال الاغتراب في الوطن والاضطهاد فيه وخارجه ، وعشقت العراقيين وبني الانسان اينما كان وحيث تلتقط عيناك وميض المحبة والصداقة والسلام ، ولذا نشأت عاشقا حقيقيا نابعا من اريج دجلة والفرات واصالتك رديف عشقك لوطنك . وامتداداتك لامتناهية في الوله ِ والنجوى . لم تنحن ِ تحت طوق أمير ولم تطأطئ ازاء يافطة او ايديولوجيا ، ولم تستخذ ِ ازاء عرش او مشيخة او سلطنة . كنت طاهرا كالشعر ونقيا كالقبلات الصادقة وشريفا كالصلاة . انت المليك في سماء العروض والنبيل في هجيرة الأشواق . ولاتضير الوردة حبة غبار واحدة . ولا يقلل من رفعتك ماتناثرمن يبيس الرمل العالق بقدمك ليلتقطه سواك مدعيا انه – رمل قدمك - ماسة من صنع يده .
طريقك الموحش المظلم طويل ، لكن انت الذي تنيره لك ولنا وللناس جميعا مادمت شاعر الانسانية بلا انحياز لجهة عدا جهة الخلق اينما كانوا نوعا وشكلا ، انت المهندس الباهي لتكوينات الابداع في انسانية السلام والعدالة ما دمت بكلام النبوغ ترسم صورة الانسان في الارتقاء والتنوع والمنار .
يحيى الكبير : أتألم لك انك مسروق ، ولكن أيضا افرح لك في زمن قال فيه جبران خليل جبران ياربي اجعلني فريسة الاسد من قبل ان تجعل الارنب فريستي . ولو خيرنا بين ان نسرق او نُسرق لاخترنا ان نُسرق ونحرق ولا نمد يدا الى خضراء الدمن .
الكلام الذي قلته أي المضمون في قصيدتك المسروقة سيبقى كما هو نبيا بل نبيلا مادام يصدح بالهواجس العاشقة ، نعم سيأتي من يزور التاريخ ويبدل الاسماء وسيدعي قصيدتك لنفسه شخص آخر بل سيسرقها عديدون الى لغات عديدة ، قصيدتك الجميلة تلك – وسيترجمونها الى اللغة الانجليزية وسيطلع عليها ميلتون الفخم ، والى الفرنسية ليعجب بها سان جون بيرس والى الالمانية لينحني ازاءها غوته شاعر المانيا العظيم والى الاسبانية لتترقرق دموع انطونيو ميتشادو والى البلغارية لينوح قربها فيتزاروف والى الروسية ليتغنى بها مندلتشام والى عشرات اللغات وسيدعيها آلاف الناس لكن يايحيى ياايها الشاعر العراقي الجميل سوف تبقى روحك في نسيج المحبة الانسانية هي اعلى أكمة وأسمى وهج في ملكوت العشق مادمت انت الوحيد في هذا الخضم المشبوه ، انت الوحيد المحترم والأصيل ومبدع السحر والبيان والمدافع عن النبل ولا بد ان يكون تحت اقدامك من سحالى وزواحف صغيرة جديرة بالسرقة من شدة اعجابها بوحل حذائك .
قال الجواهري الكبير وهو الذي يشفق حتى على العقارب ماقاله في صدد دونية الآخرين :

يادجلة الخير نحن الممتلين غنى ً
بنا انعطاف على ملآن مفتقر ِ
والله لو اوهب الدنيا بأجمعها
مابعت عزي بذل المترف البطر ِ
قالوا يظنون بي شيئا من الصغر ِ
فقلت فيهم وبي شئ ٌ من الصعَر ِ
رثيت للعقرب اللدغى جبلتها
لفرط ما حمّلت سما على الإبر ِ
لولا مغبة ماتجني ذنابتها
لقلت رفقا بهذا الزاحف القذر ِ

كيف اقول لك لاتتألم يايحيى وزماننا هذا رذيل ونغيل . وانك امام قردنة وقحبنة ، وازاء محرقة للاخلاق ، ومسلخ بشري للانبياء ، وفي مواجهة قراصنة وأوغاد .
أنت الأب وهاهم يأخذون أولادك منك ، ويزورون شهادة الميلاد ويدعون الابوة والبنوة معا. وهناك من يقف معهم ! . ولو كنت في قبضتهم او دولتهم لاعتبروك دعيا وصادروا كل شعرك ووقعوك على صك براءة من الشِعر كما ارغموا شعبا على ان ينتمي الى حزب اخرق قادنا من الجحيم الى
الجحيم .
اعزيك ثانية على امل ان نعيد للموتى اعتبارهم ذات يوم . لو عشنا الى ذلك اليوم ! . ثباتك وصمودك وعلو همتك وشاعريتك هي بوصلة الغد ونقاء فجر غد .
وختاما : ان الشعر هو طهرانية للروح وتنزيه للقلب من الآثام وإعلاء للذات من الموبقات وسمو باليدين من الذلة والسرقة فكيف يحدث أن يسرقوا المحراب ؟ ... قلبي معك .
خلدونك
خلدون جاويد
مع ارق مشاعر المحبة وأجمل الود والورد.



#خلدون_جاويد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة مناجاة ...الى الشاعر أبي القاسم الشابي
- علي الشرقي بين الحياة والموت
- أطفال الذاكرة الحزينة لرياض البكري
- جدلية الشابي وايمانية السياب
- ذكرى الجواهري وعرائش لبنان
- نازك الملائكة تقارع الموت والحرب والشرور
- جبران خليل جبران ومض التسامي وعودة الروح
- وردة ادونيس ولألاء ايليا أبي ماضي
- لبنان المحبة والسلام
- الاعتزال موت ذاتي وسقوط حضاري
- - حتى أنت َ يابروتس - ؟ !
- الانسان لؤلؤة المكان وجوهرة الازمان
- لاتنسَ اسمك َ
- ثقافة الموت عزلة سوداء وقتل ابرياء
- مرحبا ً ياعراق
- بابل في القلب
- عبق الفلسفة في زهرة الشِعر
- كلنا في الهوى سوا ياعراق ُ
- وطني جلجلتي ... والمنافي صليبي
- الحياة عصفور من فضة


المزيد.....




- مصدر عراقي لـCNN: -انفجار ضخم- في قاعدة لـ-الحشد الشعبي-
- الدفاعات الجوية الروسية تسقط 5 مسيّرات أوكرانية في مقاطعة كو ...
- مسؤول أمريكي منتقدا إسرائيل: واشنطن مستاءة وبايدن لا يزال مخ ...
- انفجار ضخم يهز قاعدة عسكرية تستخدمها قوات الحشد الشعبي جنوبي ...
- هنية في تركيا لبحث تطورات الأوضاع في قطاع غزة مع أردوغان
- وسائل إعلام: الولايات المتحدة تنشر سرا صواريخ قادرة على تدمي ...
- عقوبات أمريكية على شركات صينية ومصنع بيلاروسي لدعم برنامج با ...
- وزير خارجية الأردن لـCNN: نتنياهو -أكثر المستفيدين- من التصع ...
- تقدم روسي بمحور دونيتسك.. وإقرار أمريكي بانهيار قوات كييف
- السلطات الأوكرانية: إصابة مواقع في ميناء -الجنوبي- قرب أوديس ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خلدون جاويد - أحر التعازي الى الشاعر المبدع يحيى السماوي