|
تسعٌ وعشرون عاما من فراقهم ُ
خلدون جاويد
الحوار المتمدن-العدد: 1919 - 2007 / 5 / 18 - 14:01
المحور:
الادب والفن
تسع ٌوعشرون عاما من فراقِهم ُ ولي رجاءٌ بأن آتي عراقهم ُ لكنهم ْ غادروه ُ نحو قارعة ٍ من المنافي ومَنْ أدراك أين هم ُ غدا العراق غريبا لا سبيل الى عناقِه فهو لو قبّلته وهَم ُ والأهل ضاعوا فلا درب لخيْمَتِهم بل لا رياح ولا أهل ولا خيم ُ يُحَطَمون شيوخا والرجال الى المحارق ، والنيران تلتهم ُ ويهرعون الى المنفى بلا عدد ٍ هذي الملايين لايحصى لها رقم ُ يجوّعون سبايا في تغرّبهم ويظمئون ورمل الموت زادُهم ُ فبعدنا ضيّعوا أعمارَهم ْ , وسدى ً أعمارُنا ضيّعت في الحزن بعدهم ُ قد أحرقتنا الرزايا واستبد بنا جرح الزمان وأدمى صدرنا الألم ُ أحبابنا ماحصدنا غيرَ أدمعِنا من حبهم ْ, وسوى الآهات ماغنموا كأنهم من سرابٍ , نستجير به ونحن ُ لو حاولوا امساكنا حلُمُُ بغداد يا مرتع الدنيا ومشرقها ان الزمان ثكول ٌ، ليس يبتسم ُ وياجسورا على الكرخين قد سقطت والبدر منحطم ٌ والنجم ُ منهدم ُ بغداد غامت شواطينا وقد شحبت أغلى الليالي وسمّار الهوى اختصموا بغداد أيْنَك ِ من قوس ٍ ومن قزح ٍ لم يبق بعدك ِالأ الحقد والندم ُ يا أنت ِ يا أُمنا الأسمى موحدة ٌ بالحسن ، لكنما ابناؤها انقسموا ياشرّ ماابتليَتْ بالقحط نخلتها ونال من عَضْدِها الاقواءُ والسقم ُ بغداد ياروحنا الأندى بنشوتها أنت الجراح ومن بلوائك ِ النِعَمُ ياصبح بغداد قد شحت سحائبُنا والليل أطبق والأسقام تحتدم ُ واستفرد الحزن بالدنيا وأقعدها عن المكارم ، لا طيب ٌ ولاشيَم ُ وبات في عاصف النيران مركبنا مضيعا بجبال النار يرتطم ُ وآنست ْ زمرة ٌ في انها اختطفت روحا ، وقد فجّرَت أجسادَها البُهَم ُ شعبي غريق ُ دم ٍ، أشلاؤه ُ مِزقٌ وليس يُعرف ُ منه الرأس ُ والقدم ُ وكل ما أمّلته ُ من أصالتِه شرائع ٌ، بات بالإجرام يتسِم ُ أين الحضارة ُ من نور ٍ ومن عبَق ٍ وليس الاّ الوبا يجتاح والعَتَمُ وضالعون بخنق الناس قد هدروا كرامة الشعب ، لا خلق ٌ ولاقيَم ُ يمايزون شعوبا ً بين سُنتِها وشيعة ٍ ، بل بحبل الله ما اعتصموا فلا التعايش حبا من سجيّتهم ولا التحابب في الأديان نهجُهُم ُ الهادمون بيوت الله قاطبة والحارقون أناجيل الحياة هُمُ فبعضهمْ مرتش ٍ والبعض مرتزق ٌ وبائعو أكبد الأطفال كلُّهُم ُ قم ْ ياعراق وهدمْ ألف َ قاعدة ٍ وان تقمْ كلّ يوم ٍ يسقط الصنم ُ قم ياعراق وأطلع من مبازغها شمساً لأروع شعب ٍ ضمّهُ رحِمُ ليت العراق يعيد الدهرُ بسمته وهل حرامٌ على الآمال تبتسم ُ وأن تعود له الدنيا ببهجتها والعش ملتئم ٌ والشمل ملتحمُ وتستعيد ُ ملايين ٌ نواظرَها من بعدما سمَلَت ْ أنوارَها الظلَم ُ وللتبغدد روح ٌ لاتفارقه ُ لا الموت ُ يقوى ولا يلوي به العدم ُ تبقى نسائم بغداد ٍ ودجلتها بالزهر فوّاحةٌ بالفجر تعتصم ُ بغداد روض الأغاني والشذى عبَق ٌ وأرضها المرتجى والملتقى الحُلُمُ وللنؤآسيّ ِ والخيام في يدها مايرفع الكأس نخبا حين نلتئم ُ بغداد شمع ٌ وأوراد ٌ وكأس طلا من النجوم ، وجمر الشوق والنغم ُ بغداد قيثارة الدنيا ورقصتها و( كارمن) العشق، تعرى حين تحتشم ُ والفيلسوف له في علمها شهُبٌ وللنطاسيّ ِ من أسقامها هِمَمُ بغداد صناجة للشعر ، كعبته ُ حانُ المباهج ، منها الكرْم ُ والكرَم ليت الحصيري ّ والبرّاق ينظرها وكيف بالوحل غدراً ديست القِممُ ودُسَ بالسُمّ في أقداح عاشقة ٍ فربما الموت يحييها كما زعموا ! بغداد لابأسَ بالبُهْتان يوصمنا وغد ٌ، وبالكفر والالحاد نُتهَم ُ غيرَ الميليشياتِ لم تجلبْ عمائمُهم هي الرماح ورعب ٌ قاتل ٌ ودم ُ هم الجحوش ُ، عروبيون ماألِفوا غير المسالخ ، غدّارون لو حكموا وغير منطلق الارهاب ماعرفوا ودون قتل شعوب الأرض ماختموا سحقا لهم انهم وهم ٌ تحركه جهنمٌ ، وهي من وقد ٍ مصيرهم ُ نحن الحياة جنان ٌ في مناكبها وهم أفاع ٍ بلذع السم تضطرم ُ نحن الأغاني نشيع الحب في ولَه ٍ وهم عن السعد والأفراح قد عقموا نحن الأماني ودرب السلم منهجنا وهم متى تغتلي أحقادهم حمم ُ نحن الغد المشرق البسّام طالعُه ُ وبالتخلّف قد قاءت بهم نظُم ُ نحن البنفسجة الشهّاء عاطرة ٌ وهم سيوف ٌ من الأزهار تنتقم ُ وللعراق وان ركّت به كتِف ٌ عهد ٌ بأن ْ سوف يعلو الحب بل قسَم ُ لابد أن تمطر السلوى بشائرها ويرتقي بالشهيد العِلْم ُ والعَلَمُ ياشاهقا ياعراق المجد أنت لنا منارة الفكر والنوروز والهرم ُ تبقى وشعبك في كف العلى قدحا يسقي (جراح ضحايانا ) فهن ( فم ُ) أرّخ بأنك عملاق ٌ فتكتَ بهمْ فالبحر يصمد والقرصان ينهزم ُ وأكتب لنصرك تاريخا صحائفه مجدٌ وانْ خط ّ دمعاً ذلك القلَم ُ
#خلدون_جاويد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
رياض البكري شاعر حقيقي وعاشقٌ شهيد
-
أعظم الشعراء ضد شرور الحرب
-
برقية الى الفنان عدنان الشاطي
-
مقاربة شعرية من رؤية فلسفية
-
الشعر انتماء الى السلام والخير والمحبة
-
النظرية زاهية خضراء والحياة كالحة صفراء
-
شعراء في رحاب المعرفة والجمال
-
عيون مها بين الرصافة والمنفى
-
التماعات شاعرية على طاولة فلسفية
-
أحر التعازي الى الشاعر المبدع يحيى السماوي
-
رسالة مناجاة ...الى الشاعر أبي القاسم الشابي
-
علي الشرقي بين الحياة والموت
-
أطفال الذاكرة الحزينة لرياض البكري
-
جدلية الشابي وايمانية السياب
-
ذكرى الجواهري وعرائش لبنان
-
نازك الملائكة تقارع الموت والحرب والشرور
-
جبران خليل جبران ومض التسامي وعودة الروح
-
وردة ادونيس ولألاء ايليا أبي ماضي
-
لبنان المحبة والسلام
-
الاعتزال موت ذاتي وسقوط حضاري
المزيد.....
-
اصدار جديد لجميل السلحوت
-
من الكوميديا إلى كوكب تحكمه القردة، قائمة بأفضل الأفلام التي
...
-
انهيار فنانة مصرية على الهواء بسبب عالم أزهري
-
الزنداني.. رائد الإعجاز وشيخ اليمن والإيمان
-
الضحكة كلها على قناة واحدة.. استقبل الان قناة سبيس تون الجدي
...
-
مازال هناك غد: الفيلم الذي قهر باربي في صالات إيطاليا
-
فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
-
وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف
...
-
-الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال
...
-
-باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
المزيد.....
-
صغار لكن..
/ سليمان جبران
-
لا ميّةُ العراق
/ نزار ماضي
-
تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي
/ لمى محمد
-
علي السوري -الحب بالأزرق-
/ لمى محمد
-
صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ
...
/ عبد الحسين شعبان
-
غابة ـ قصص قصيرة جدا
/ حسين جداونه
-
اسبوع الآلام "عشر روايات قصار
/ محمود شاهين
-
أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي
/ بدري حسون فريد
-
أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية
/ علي ماجد شبو
المزيد.....
|