أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - المفاوضات من أجل المفاوضات ، أومفاوضات طحن الهواء وخض الماء















المزيد.....

المفاوضات من أجل المفاوضات ، أومفاوضات طحن الهواء وخض الماء


راسم عبيدات

الحوار المتمدن-العدد: 1901 - 2007 / 4 / 30 - 11:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


.......يبدو أنه عندنا في الساحتين الفلسطينية والعربية ، من أدمن قضية التفاوض من أجل التفاوض ، ويرى أنه بمجرد قبول إسرائيل التفاوض أو الجلوس معه ، هو خطوة نوعيه وتوازي تحرير الأندلس، والذي يدفعني إلى هذا القول ، أنه رغم معرفتنا للعقلية والذهنية الإسرائيليتين ، إلا أننا نصر على أن نبيع الجماهير والشعوب الأوهام والسراب والوعود البراقة والشعارات الرنانة ، فرئيس الوزراء الإسرائيلي السابق " إسحق شامير " ، كان يخطط أن يفاوض العرب عشرات السنين دون أن يعطيهم شيئا ً، وأحد أبرز أقطاب السياسة الإسرائيلية والحائز على ما يسمى جائزة " نوبل للسلام " شمعون بيرس " ، قال ما المانع أن نفاوض الفلسطينين عشرين عاما ولا نعطيهم شيئا ، وهناك الكثير من أقطاب اليمين الإسرائيلي ، يريدون من المفاوضات مع العرب ، أن تصل إلى حد أن يسلم العرب ، بالمطالب الإسرائيلية ، أي منحهم وإعطائهم الأراضي المحتلة ، مقابل منحنا الأمن والسلام ، هذه الرؤيا والمنطق ، هما اللذان يحكمان قناعات وتصورات القيادات الإسرائيلية المتعاقبة ، فشارون على سبيل المثال لا الحصر ، عندما طرحت خارطة الطريق ، كأحد الحلول الأمريكية للقضية الفلسطينية ، ورغم أنها لا تستجيب للحد الأدنى من الحقوق الفلسطينية ، إلا أنه وضع عليها أربعة عشر تحفظا ، وذلك لكي ينقل التفاوض حول إشتراطاته ، قبل التفاوض حول المقترح أو الوثيقة نفسها ، واليوم " أولمرت " ، وبرعاية أمريكية عقد ويعقد سلسلة من اللقاءات مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس ، حصيلتها حتى الآن صفر بإمتياز ، وهي لا تعالج أية مسائل جوهرية وإستراتيجية ، مثل الإستيطان وإنهاء الإحتلال ، وإزالة الجدار ، واللاجئين ، ووقف تهويد القدس وأسرلتها ، بل تعالج أمور حياتيه من طراز تمديد فتح عمل المعابر ، وإزالة حاجز هنا أو هناك ، أو إزالة " كومة " من التراب عن هذا المدخل أو ذاك ، وحتى هذه الأشياء البسيطة ، سرعان ما يتم التراجع والتخلي عنها ، تحت حجج وذرائع الظروف السياسية والأمنية ، والزعامة الإسرائيلية التي " أقرفتنا " وأشبعتنا طحن هواء وخض ماء عن التنازلات المؤلمة والمفاوضات الجادة في سبيل السلام والعملية السلمية ، فهي عند إزالة أحد " الكرفانات " الفارغة ، أو إحدى النقاط الإستيطانية العشوائية ، يقيم المستوطنين الدنيا ولا يقعدونها ، وحسب سياسة الباب الدوار الإسرائيلية يعدون إليها ، ولعل الجميع يذكر أنه في أحد القمم في شرم الشيخ ، والتي طرح فيها رفع الحواجز والإنسحابات من المدن الفلسطينية ، ما أن إنتهت القمة ، وعلى أساس أن يشرع في تنفيذ ما أتفق عليه ، كيف حول الإسرائيلين القضية إلى جدل ونقاش وتفاوض على حاجز العوجا ، ولتنتهي الأمور ، إلى عدم تطبيق أي من بنود ما جرى الإتفاق عليه في القمة ، وفى إحدى القمم أيضا، وكبادرة حسن نية ، وما أكثر " حسن النوايا " الإسرائيلية ، والتي يلمس إثارها شعبنا على جلده وأرضه ، قتلا ً وإعتقالا ً ، ومصادرةً وهدما ً ، قرر رئيس الوزراء الإسرائيلي إطلاق سراح عشرين أسيرا ً فلسطينياً ، ممن تبقى لهم مدة قصيرة وأحكامهم خفيفة ، وبعد دراسة مستفيضة من " الشاباك " ، والهيئات والدوائر الأمنية لملفاتهم ، ولكن حتى هؤلاء لم يتم الإلتزام بإطلاق سراحهم ، والمفاوضات الجادة والتنازلات المؤلمة التي يتحدث عنها ، القادة الإسرائيلين ، هي التي تمنحهم الأرض والأمن والسلام والتطبيع ، وأن يأتي العرب برؤيا واقعية وعقلانية ، بمعنى أن ياتي العرب والفلسطينين ، ويقولوا أن الإحتلال " نعمه ، وأن يتخلوا عن مرتكزات القضية الفلسطينية ، اللاجئين ، القدس ، والقبول ببقاء المستوطنات وضمها الى إسرائيل ، والتخلي عن المياه ، وحتى المناطق التي يتم الإتفاق على الإنسحاب منها على ، سبيل المثال ، يقوم المجتمع الدولي بتعويض إسرائيل عنها ، أو تقوم إسرائيل بإسئجارها ، وبإختصار قصتنا مع المفاوضات طويلة ، والتي يرى البعض فلسطينياً وعربياً أنها الخيار الوحيد الذي يملكه العرب ، وإذا ما تحدثت عن المقاومه كخيار أو إستراتيجية ، فأنت غير واقعي ، أو كما يقول المأثور الشعبي " في رأسك ميه عتيقه" أو أنت حالم أو تعيش في زمن آخر ، والجميع يذكر عندما طلب النبي موسى عليه السلام من اليهود أن يذبحوا بقرة ، وذلك تكفيراً عن الإنتهاكات والإعتداءات التي حصلت في يوم السبت ، فقالوا له يا موسى إسأل لنا ربك عن شكل البقرة ، ومن ثم لونها ، ومن ثم ما هيتها ، ومن ثم نوعها ... الخ ، باختصار كانوا يريدون تعجيز موسى عليه السلام ، وأخيرا كلم الله موسى وقال له ، قل لهم صفراء فاقع لونها ، إذا كانت هذه العقلية والذهنية الإسرائيلية منذ القدم ، والتي يعبر عنها قادتها حاليا بشكل واضح ، فأنا أجد من الغرابة أن يبني البعض فلسطينياً وعربياً ، إستراتيجيته على هذا الأساس ، وأن يستمر في طحن الهواء ، أو خض الماء ، وكأن الماء سيخرج زبداً ، فكم لقاءاً عقد الرئيس محمود عباس مع " أولمرت " وماذا كانت حصيلتها ونتيجتها ؟ ، وهل جرى أي تقدم على صعيد القضايا الجوهرية للشعب الفلسطيني ؟ ، أم أن الأمور تراوح مكانها !، بل وتزيد من حالة الإحباط واليأس في الساحة الفلسطينية ، هذه اللقاءات التي ينظر لها على أنها تشكل غطاءاً للسياسات والممارسات الإسرائيلية ، ففي الوقت الذي يجتمعون فيه مع الرئيس عباس ، يواصلون عمليات الإغتيالات والإقتحامات في الساحة الفلسطينية ، وكأنه مطلوب من الشعب الفلسطيني المحتل ، أن يسكت ولا يدافع عن نفسه وعن حقوقه ، والجميع منا يذكر المقولات الإسرائيلية بأنه لا مواعيد مقدسه ، وأن من الصعب تنفيذ أو الإستجابة للمطالب العربية والفلسطينية ، لأن اليمين الإسرائيلي قد يسقط الحكومة ، والحكومة غير قادره في هذه المرحلة على القيام بخطوات إستراتيجية ، والحكومه مهدده بالسقوط ، والحكومه قد تضطر للذهاب إلى إنتخابات مبكرة ، وهكذا دواليك ، والعرب والفلسطينيون ، تحت رحمة الحكومة والأحزاب الإسرائيلية ، وينتظرون ويبنون إستراتيجاتهم ويرهننون قضاياهم وحقوقهم على المجتمع الإسرائيلي وحكوماته المتعاقبه ، والتي جميعها من أقصى ما يسمى باليسار ، إلى " ليبرمان " و" آفي إيتام " أقصى اليمين ، لديه خطوط حمراء لا يمكن تجاوزها أو التنازل عنها ، لا لعودة اللاجئين ، لا لوقف الإستيطان ، ولا لعودة القدس ، ولا لإزالة الجدار ، وألف لا ولا ، ونحن عربيا وفلسطينياً ، وحتى لا نتهم ب" الإرهاب " ومعاداة السلام قلنا في القمة العربية الأخيرة ، نعم للمفاوضات ، ونعم للسلام ، ونعم للإعتراف ، ونعم للتطبيع بعد السلام ، وأصبحنا غير قادرين على قول كلمة لا واحده ، ومن يقول هذا الخيار غير مجدي ولن يوصلنا إلى حقوقنا ، أصبح كم يشتم الذات الآلهية ، أو أكثر ، فهذا الإنسان يحلم أحلام وردية وشيطانية ، ولا بد أن يتكيف ويستجيب للمتغيرات الدولية ، والمسألة يا عرب وفلسطيني المفاوضات ، أننا لسنا ضد هذا الخيار ، ولكن أن نبني إستراتيجيتنا ونرهن حقوقنا لهذا الخيار ، فهو قطعا لن يوصلنا إلى حقوقنا ، والعالم لا يحترم الضعيف ، والحق بحاجة إلى قوة ورافع تسانده ، ولدينا من إمكانيات القوة الكثير الكثير ، ولكن المشكلة في عدم إمتلاك الإرادة ، فهل نصحو ، ونوقف مسلسل المفاوضات من أجل المفاوضات ، ومفاوضات طحن الهواء وخض الماء؟ أم نستمر في هذا المسلسل الهزلي ونزداد ذلاً وتهميشاً وإحتقاراً من كل الشعوب والأمم ؟ .



#راسم_عبيدات (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- واقع الحركة النقابية في مهمة بناء النقابات العمالية / فلسطين ...
- المبادرات العربية والردود الإسرائيلية عليها
- على ضوء قضية الدكتور عزمي بشارة / الجماهير العربية وقواها ال ...
- في يوم الأسير الفلسطيني / الأسرى الفلسطينيون وملف
- الساحة اللبنانية حبلى بكل التطورات
- هل إقترب موعد الضربة النووية الأمريكية لإيران
- ما سر الإهتمام الإسرائيلي الأمريكي بمبادرة السلام العربية
- فلتان أمني تخت السيطرة ، ومصالحة وطنبة - سوبر -
- - أولمرت - يترأس القمة العربية - ورايس - تضع جدول
- المنطقة العربية متوقع أن تشهد صيفا ساخنا
- هل ما زال ممكنا إعادة إصطفاف القوى المؤمنة بالخيار الديمقراط ...
- الحكومة تشكلت والقدس غابت
- في الذكرى السنوية الأولى لإعتقال سعدات ورفاقه
- سيناريوهات محتمله لردود الفعل العربيه
- التيار الديمقراطي الفلسطيني ، هل يتوحد أم يزداد شرذمه وإنقسا ...
- الكارثه تحدق بقطاع التعليم الحكومي في القدس الشرقيه
- العرب في القدس كم زائد سكانيا ، وبقرة حلوب ضرائبيا
- ليس دفاعا عن الجبهه الشعبيه ، بل دفاعا عن الحقيقه
- قراءه في خطاب الشيخ حسن نصرالله في ذكرى إستشهاد الموسوي وحرب
- جارنا المستوطن وبلدية القدس الإسرائيليه


المزيد.....




- تقرير: أمريكا اعترضت اتصالات لمسؤولين إيرانيين كشفت تقييمهم ...
- ماكرون يؤكد في مكالمة مع الرئيس الإيراني على ضرورة العودة إل ...
- إيران تنفي تهديد الوكالة الذرية وتشكك في مصداقية ترامب بشأن ...
- تصاعد هجمات المستوطنين بالضفة وجيش الاحتلال يعتقل العشرات
- -إثبات الوفاة- معاناة قانونية وإنسانية تؤرّق ذوي الشهداء وال ...
- الزرشك نكهة لاذعة وفوائد مذهلة.. كنز أحمر في مطبخك
- شيرين في مهرجان -موازين-.. تفاعل وانتقادات ودعم
- حكم بالسجن النافذ في حق صحافي فرنسي في الجزائر بتهمة تمجيد ا ...
- الجزائر: الحكم على صحافي رياضي فرنسي بسبع سنوات سجن بتهمة تم ...
- غروسي: إيران قد تستأنف تخصيب اليورانيوم -في غضون أشهر-


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - المفاوضات من أجل المفاوضات ، أومفاوضات طحن الهواء وخض الماء