أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - راسم عبيدات - الحكومة تشكلت والقدس غابت















المزيد.....

الحكومة تشكلت والقدس غابت


راسم عبيدات

الحوار المتمدن-العدد: 1859 - 2007 / 3 / 19 - 11:21
المحور: القضية الفلسطينية
    


...... القدس في العيون نفنى ولا تهون ، والقدس عاصمة الدولة الفلسطينية المستقله ، والقدس خط أحمر ، والقدس ستكون عاصمة الثقافة العربية في عام / 2009 ، والقدس ليست قضية الفلسطينيون وحدهم ، بل قضية كل العرب والمسلمون ، لما لها من معاني وأهمية تاريخية ، ودينيه ، وروحانيه ، وثقافيه وسياسيه ، ولأن القدس أحد مرتكزات الصراع العربي – الإسرائيلي ، وأحد مرتكزات البرنامج الوطني الفلسطيني ، والتي لا يمكن أن يكون هناك أي حل سياسي بمعزل عن تأكيد عروبتها وإسلاميتها من خلال السياده الفعلية والكاملة عليها ، وفي ظل المخاطر الجسيمة التي تتعرض لها المدينة المقدسة ، والتي تستهدف البشر والحجر والشجر من قبل الإسرائيلين ، وبما يضمن تهويدها أرضا وأسرلتها سكانا ، فإنه كان من المأمول والمتوقع ، أن تكون القدس على رأس سلم أولويات صناع القرار فلسطينيا ، سواءا في الرئاسة أو الحكومة ، أو حتى في الفصائل ، ولكن يبدو أن هناك بون وفرق شاسع بين الشعارات ، الخطب ، و" الهوبرات " الإعلاميه ، ولغة دغدغة المشاعر والعواطف ، وما يجري على الأرض من ترجمات وأفعال ، لا ترتقى الى الحدود الدنيا من المسؤولية والإهتمام ، بل أن هناك شعور يتعزز عند أهل المدينة المقدسه ، بأن هناك تخلي عنهم فيما يخص القضية السياسيه الوطنية ، والهموم المباشرة إقتصاديا وإجتماعيا ، وأنا لست بصدد سرد ، كل إخفاقات وإهمالات وقصورات صناع القرار الفلسطيني ، بحق المدينة المقدسة وأهلها العرب الفلسطينيون ، لإنني تطرقت إليها في العديد من المواضيع السابقة ، ولكن هناك العديد من القضايا المفصلية والتي يجب التوقف أمامها ، لكونها تشكل مؤشرات جدية على أن الموقف الفلسطيني ، من القدس وأهلها يتسم بالميوعة وعدم الصلابة والضبابية ، ففي الإنتخابات التشريعية الأخيرة ، كان هناك إصرار من أهل القدس ، على ممارسة حقهم الديمقراطي بالمشاركة في الإنتخابات التشريعية الفلسطينية ، كونهم جزءا أساسيا من الشعب الفلسطيني ، وكون القدس العربية محتلة وفق القانون الدولي ، وبالتالي يجب عدم الرضوخ للشروط والإملاءات الإسرائيلية والمتعلقة بعد السماح للسكان العرب والواقعين ضمن حدود ما يسمى ببلدية القدس الإسرائيلية ، بالمشاركة في الإنتخابات التشريعية الفلسطينية إلا من خلال صناديق البريد الإسرائيلية ، وبما يمس هويتهم وعروبتهم وقوميتهم ، والسلطة الفلسطينية والأحزاب والقوى ، بدلا من أن تدعم وتساند أهل القدس في موقفهم ، وتجعل من مسألة المشاركة في الإنتخابات التشريعية خارج إطار الإشتراطات الإسرائيلية ، معركة نضاليه تسرع في حسم مسألة السيادة على القدس ، رأينا بدلا من ذلك أن الفصائل والأحزاب مجتمعة ، قبلت الإشتراطات الإسرائيلية السابقة ، بل أن إسرائيل أبدت تراجعا عنها ، بمنع قوى مثل حماس والجبهة الشعبية من المشاركة فيها ، تحت يافطة أنها قوى " إرهابيه " ، وشنت حملة إعتقالات في صفوفها على هذه الخلفية ، وأعتقلت الكثير من عناصرها وأعضائها ، قبل أن تتراجع عن موقفها وتسمح لها بالمشاركة ، تحت الضغط الأمريكي ، والمستغرب هنا أن البعض ، كان يرى أنه إذا إستمرت إسرائيل في تعنتها ورفضها السماح بإجراء الإنتخابات في القدس ، فإنه يجب البحث عن صيغة أخرى ، كأن يجري التوافق بين القوى والأحزاب على عدد من الممثلين في القدس دون إجراء الإنتخابات فيها .
ثانيا منذ وفاة المرحوم فيصل الحسيني ، لم يتم فرز وتحديد عناوين ومرجعيات واضحه ، لإهل القدس ، سواءا ما يخص قضاياهم السياسية الوطنية ، أو الهموم والقضايا المباشرة إقتصاديا وإجتماعيا ، وتركت المسألة للهمة والجهد الفردي والفئوي المبعثر ، أو لعلاقة هنا أو هناك ، والقرب والبعد من مصدر القرار والنفوذ ، أو الروابط الحزبية والعشائرية والجهوية . ثالثا :- في إطار حسم مسألة السيادة على القدس ، تقوم إسرائيل بحملة واسعة لعزل القدس عن محيطها الفلسطيني ، سياسيا ، جغرافيا ، إقتصاديا ، إجتماعيا وديمغرافيا ، وتجند لذلك كل أجهزتها ومؤسساتها الرسميه وغير الرسيمة وإمكانياتها داخل البلاد وخارجها ، وعززت هذا التوجه ، بإقامة جدار الفصل العنصري حول المدينة المقدسة ، وأحزمه إستيطانية حولها بالكامل ، وترافق ذلك ببناء وتعزيز الإستيطان ، في قلب الأحياء العربية ، والبلدة القديمة ، وهذه السياسات وما نتج عنها ، من تطهير عرقي وتهجير قسري للسكان والمؤسسات خارج إطار المدينة المقدسة ، إستمرت الردود الفلسطينية الرسمية عليها في الإطار الشكلي والخطابي والشعاري ، والكلام الذي لا يسمن ولا يغني من جوع ، من طراز " على القدس رايحين شهداء بالملايين " ، والقدس كانت وستبقى عربية ، ولا سلام بدون القدس ، والقدس مفتاح الحرب والسلام وغيرها ، كل ذلك عزز من حالة الإحباط واليأس في صفوف المقدسيين ، من السلطة والرئاسة ، وعندما وصلت الأمور حد تهديد المقدسيين ، برفع قضايا على السلطة والرئاسة ، بسبب قصورهم وإهمالهم بحق المقدسيين ، وإستعمالهم الأموال التي تجبى باسم القدس ، لأغراض وأهداف ليس لها علاقة بأهل القدس ، هذا بالتالي دفع بالرئاسة الى إحالة ملف القدس الى دائرة في مكتب الرئاسه ، وهذا يعني أن المسألة هي لذر الرماد في العيون ، فلا يعقل أن قضيه بحجم قضية القدس ، يجند لها الإحتلال كل إمكانياته وأجهزته وإمكانياته ، يتم إختزالها الى مجرد دائره في مكتب الرئاسه ، وهذا ما يستشف منه ، أن قضية القدس والمقدسيين ، هي قضية هامشيه لصناع القرار الفلسطيني ، وهذا الإعتقاد والشعور تعزز بشكل واضح ، عند تشكيل الحكومة الفلسطينية ، حيث لم يتم ترشيح ، ولو في الإطار الشكلي وكما جرت عليه العادة وزير لشؤون القدس ، والمسألة ليس من باب الجهوية أو المناطقيه ، بل قضيه بهذا الحجم وهذه الأهمية ، وكون الإحتلال عاقد العزم على فرض وقائع وحقائق على الأرض ، تجعل من الصعب القفز عنها في أية تسوية سياسية مقبلة ، فإن تهميشها بهذه الطريقه ، من شأنه أن يزيد من إحباط وفقدان الثقة بين المقدسيين تجاه السلطة الفلسطينية ، وهذه الخطوة التي أقدمت عليه السلطة الفلسطينية من تقزيم لقضية القدس ، وإختزالها الى مجرد دائره في مكتب الرئاسة ، يستوجب من أعضاء المجلس التشريعي الفلسطيني التوقف أمام هذه المسألة ، بما في ذلك حجب الثقة عن الحكومة بسبب سياساتها ، التي أقل ما يقال عنها ، أنها تسليم بالسياسات والإجراءات الإسرائيلية في المدينة المقدسه ، ومن هنا فإن على المقدسيين رفع صوتهم عاليا ، والقول بأننا سنبقى متشبثين بالبقاء والصمود على أرضنا ، وسنستمر في التصدي للمارسات والإجراءات الإسرائيلية وفق قدراتنا وإمكانياتنا ، ولكن ضياع القدس وتهويدها ، أول من يتحمله هم أصحاب " الفرمانات " والمتقاتلين على وهم السلطة ، والعرب والمسلمين أجمعين .

بقلم : - راسم عبيدات
القدس – فلسطين
17/3/2007



#راسم_عبيدات (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في الذكرى السنوية الأولى لإعتقال سعدات ورفاقه
- سيناريوهات محتمله لردود الفعل العربيه
- التيار الديمقراطي الفلسطيني ، هل يتوحد أم يزداد شرذمه وإنقسا ...
- الكارثه تحدق بقطاع التعليم الحكومي في القدس الشرقيه
- العرب في القدس كم زائد سكانيا ، وبقرة حلوب ضرائبيا
- ليس دفاعا عن الجبهه الشعبيه ، بل دفاعا عن الحقيقه
- قراءه في خطاب الشيخ حسن نصرالله في ذكرى إستشهاد الموسوي وحرب
- جارنا المستوطن وبلدية القدس الإسرائيليه
- محاصصة مكه بين فتح وحماس ، هل من يقود الإقتتال الداخلي ، مؤه ...
- نداء للعالمين العربي والإسلامي
- كلام معسول ، كلام مش معقول وفعل خارج المنطق والمعقول
- باسم الديمقراطيه الوطن العربي والإسلامي ساحة للذبح والقتل
- مرة أخرى أعتذر منكم ولكم أسرى شعبنا الفلسطيني
- لا بد من مواجهة، سياسة هدم المنازل في القدس
- جماعة أو - زلم - الملاقط
- القدس تعزيز الاستيطان
- قراءة أولية في محاكمة الأمين العام للجبهة الشعبية أحمد سعدات
- المطلوب من القوى الديمقراطية الفلسطينية تحمل مسؤولياتها في ه ...
- أما آن الأوان لأهل القدس ..أن ينظموا أنفسهم ويتوحدوا
- قراءة أولية في لقاء عباس - أولمرت


المزيد.....




- ريانا تتألق بإطلالة زرقاء ناعمة في فستان مستوحى من أزياء الس ...
- لماذا قد يُلوث هاتفك المحمول القديم تايلاند؟
- إسرائيل تريد التطبيع مع سوريا ولبنان لكنها -لن تتفاوض- بشأن ...
- رواية -نديم البحر- لحكيم بن رمضان: رحلة في أعماق الذات الإنس ...
- مصر.. تحذير السطات من ترند -الكركم- يثير الانتقادات!
- شاهد.. ملاكم يتعرض لصعقة كهربائية أثناء احتفاله بالفوز
- غزة وتشكيل لوبي عربي في سلم أولويات مؤتمر الجاليات العربية ب ...
- قصف هستيري على غزة يعيد مشاهد بداية العدوان الإسرائيلي
- ترامب: الولايات المتحدة لا تعرض على إيران شيئا
- إذاعة صوت أميركا.. من الحرب العالمية الثانية إلى عهد ترامب


المزيد.....

- 1918-1948واقع الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين خلال فترة الانت ... / كمال احمد هماش
- في ذكرى الرحيل.. بأقلام من الجبهة الديمقراطية / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / محمود خلف
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / فتحي الكليب
- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - راسم عبيدات - الحكومة تشكلت والقدس غابت