|
الساحة اللبنانية حبلى بكل التطورات
راسم عبيدات
الحوار المتمدن-العدد: 1880 - 2007 / 4 / 9 - 10:55
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
........حالة التجاذبات والتعارضات والصراعات التي تعيشها الساحة اللبنانية ، بين الحكومة ممثلة بقوى الرابع عشر من آذار ، وبين مؤسسة الرئاسة ومعها قوى المعارضة وعلى رأسها حزب الله ، أمل ، التيار الحر ، المردة ، القوميين والشيوعيين والبعثيين والناصريين ، وبما لها من إنعكاسات وتأثيرات وتفاعلات وتدخلات إقليمية ودولية ، تؤشر الى أن ساحة اللبنانية دخلت مرحلة من الأزمة السياسية المفتوحة على مصرعيها ، وذلك بسبب تلويح قوى الأكثرية النيابية بأخذ المحكمة الدولية نحو الفصل السابع ، ففي مؤتمر القمة العربي الأخير ، مثل لبنان بوفدين ، وحينها قيل ، لحود مثل لبنان ، والسنيورة مثل " رايس " ، وهذا يبن بوضوح حجم وعمق التدخلات الإقليمية والدولية في الشأن اللبناني ، وهناك جهد عربي تقف على رأسه السعودية والأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى ، يعمل من أجل إيجاد حل سلمي للأزمة والتقريب بين وجهات نظر الفريقين ، وهناك تدخل خارجي أمريكي – فرنسي ، يسعى الى إفشال وقطع الطريق على أية حلول ووساطات تساهم في الحل والخروج من الأزمة , بهدف وضع لبنان تحت الوصاية الدولية ، ولعل الحجيج الدولي المكثف الى العاصمة اللبنانية ، يدخل في هذا الإطار ، فمن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، والمستشارة الألمانية " ميركيل " ، ورئيسية مجلس النواب الأمريكي الديمقراطية " نانسي بيلوسي " ، ورغم أن " بيلوسي " لم تبدي دعما كافيا لفريق الرابع عشر من آذار ، وأضاءت أمامهم ضوءا أحمر ، عندما قالت لهم أنه من أجل تحقيق الأمن والإستقرار في لبنان والمنطقة ، فإن العديد من المشاكل لا بد أن تحل عن طريق دمشق ، وهذا يشكل إعترافا صريحا بالمصالح السورية في لبنان ، وانه في إطار لعبة المصالح ، والتحشييد والتجييش الأمريكي ، لضربة نووية أمريكية محتملة ضد إيران ، فإن أمريكيا مستعدة للتضحية بفريق الرابع عشر من آذار ، والذي لن يجني سوى رهن وتسليم القرار اللبناني للسفارة الأمريكية والسفارات الغربية في لبنان ، تماما كما ضحت إسرائيل بقوات لحد في سبيل مصلحتها ، حين إجبرت على الإنسحاب من لبنان دون أن تبلغهم بذلك ، وبالمقابل فإن الأمين العام للأمم المتحدة والمستشارة الألمانية ، أبديا دعما مطلقا لهذا الفريق ، حيث طالبا بتشديد الرقابة على الحدود السورية – اللبنانية ، ووقف تهريب السلاح الى المقاومة اللبنانية ، كما أنهم جاهزون لدعم هذا الفريق في مسعاه الى إقرار المحكمة الدولية لقتلة رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري تحت الفصل السابع ، وبالطبع فإن هذا الفريق الذي يتحجج ، برفض رئيس مجلس النواب اللبناني السيد نبيه بري ، أكثر من مرة عقد جلسة برلمانيه من أجل إقرار هذه المحكمة دستوريا ، وفي إطار التساوق مع المشروع الأمريكي – الفرنسي الهادف الى تدويل لبنان ووضعه تحت الوصاية الدوليه ، رفع سبعين نائبا لبنانيا طلبا الى ممثل الأمين العام لإقرار المحكمة الدولية تحت الفصل السابع ، وهذا بحد ذاته يشكل سيناريو إنقلابي على المساعي السعودية والعربية من أجل نزع فتيل الأزمة والتهدئة في لبنان ، ومحاولة إيجاد حلول سلميه للأزمة ، والمعارضة اللبنانية لا تتهرب من إستحقاق تشكيل المحكمه الدولية ، ولكن هي ترى أن المحكمة والحكومة والإنتخابات تنبثق من إرادة لبنانية ، وليس بقرار خارجي أمريكي أو غير أمريكي ، فعلى سبيل المثال حزب الله " يقول أنهم لا يردون المحكمة ، بل يريدون السيطرة على لبنان ، كما أن مصدر قيادي في المعارضة ، قال أن الطريق الذي تسلكه قوى ما يسمى بالأكثرية تصعيدي وتوتيري وليس طريق لحماية لبنان ولا لحماية المحكمة ، وهي – أي قوى الرابع عشر من آذار تنفذ برنامجا أمريكيا بالكامل – ومن هنا فإننا نقول أن الساحة اللبنانية حبلى بكل التطورات ، وهذه التطورات قد تنحي منحى تصعيدي وخطير ، حيث هناك إصرار غربي وتحديدا أمريكي – فرنسي على تصعيد الأمور ، ودفعها نحو الإنفجار وإغراق لبنان في مستنقع الحروب الأهلية والطائفية والمذهبية ، كتمهيد لتدويل لبنان ، وفي المقابل فإن قوى المعارضة ، لن تقف مكتوفة الأيدي تجاه خطوات قوى 14 آذار التصعيدية ، وهي سترد على ذلك لربما بإعلان العصيان المدني ، وإستقالة نواب المعارضة من البرلمان ، ووزرائها من الحكومة ، وبما يعني تعطيل عمل المؤسسات الدستورية اللبنانية ، ورغم أن المعارضة تقول ، أن الحرب الأهلية خط أحمر ، إلا أن الأمور قد تخرج عن نطاق السيطرة ، بسبب الأجندات الأمريكية والفرنسية الدافعة نحو التصعيد ، والتي ستسعى عبر مجلس الأمن الدولي لإقرار المحكمة الدولية تحت الفصل السابع ، وهذا مؤشرعلى تسيس المحكمة قضاة وإجراءات وقرارات ، وبالتالي العجز اللبناني عن تنفيذ قراراتها ، يفسح المجال لها للتدخل في الشأن الداخلي اللبناني ، تحت يافطة وذريعة تنفيذ قرار مجلس الأمن ، والأستقواء في الخارج لربما أيضا يهدف للضغط على السيد نبيه بري لعقد جلسة لمجلس النواب ، وهذه الإحتمالات ليست بعيدة عن ، تدخل عسكري إسرائيلي في لبنان من أجل ضرب قوى المقاومة اللبنانية وتحديدا حزب الله ، إذا ما علمنا أن إسرائيل طلبت من أمريكيا وفرنسا أكثر من مره السماح لها بالتدخل العسكري في لبنان ، لكسر شوكة وهيبة قوى المقاومة ، وفك تحالفها مع النظام السوري وزيادة الضغط عليه ، لوقف تعاونه وتحالفه مع إيران ، وهذا الخيار رهن بتطور المواجهة الأمريكية – الإيرانية حول ملفها النووي ، ففي الوقت الذي قد تشرع فيه أمريكيا بتوجيه ضربه نووية تكتيكية للمنشئات النووية الإيرانية ، فإن المواجهة العسكرية في لبنان ستكون حاصل تحصيل ، وسيكون فيها حزب الله ومعه كل قوى المقاومة في مواجهة مع إسرائيل ، وأنا أرى أن آفاق حل المشكلة وتجاوز الأزمة ، على غرار ما حدث فلسطينيا ، إتفاق لبناني ترعاه السعودية ، إتفاق مكة لبناني ، فرصه ليست كبيرة للنجاح ، حيث أن قوى فريق 14آذار ترهن حركتها وقرارها السياسي لقوى خارجيه السفارتين الأمريكية والفرنسية في بيروت ، وهذه القوى لا تريد الخير لا لبنان ، ولا لكل الأمة العربية ، وما يهمها بالأساس مصالحها ، ومصالحها تتطلب إقامة حكومة لبنانية تنفذ رؤيتها ومصالحها ، وهذا غير ممكن في ظل لبنان قوى المقاومة وتحديدا حزب الله قوية فيه ، وبالتالي فلا بد من تحقيق هذا الهدف عبر ما يسمى بالسياسة الأمريكية الجديدة ، الفوضى الخلاقة ، دفع الدول والكيانات الإجتماعية الى حروب أهلية وطائفية ومذهبية وجهوية ، بالأضافة الى تجزئة هذه البلدان وتقسيمها وتذريرها ، من خلال إعادة رسم جغرافيتها ، وبما يتفق مع المصالح والأهداف الأمريكية في المنطقة ، ومن هنا فإن الساحة اللبنانية تبقى حبلى بكل التطورات صعودا وهبوطا ، إستنادا للتطورات الإقليمية والدولية ، تقارب أو تنافر سعودي – سوري ، توافق أو صراع إيراني – أمريكي وبما يؤثر على حلقات الصراع الأخرى المرتبطة بها سورية – لبنانية وفلسطينية .
#راسم_عبيدات (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
هل إقترب موعد الضربة النووية الأمريكية لإيران
-
ما سر الإهتمام الإسرائيلي الأمريكي بمبادرة السلام العربية
-
فلتان أمني تخت السيطرة ، ومصالحة وطنبة - سوبر -
-
- أولمرت - يترأس القمة العربية - ورايس - تضع جدول
-
المنطقة العربية متوقع أن تشهد صيفا ساخنا
-
هل ما زال ممكنا إعادة إصطفاف القوى المؤمنة بالخيار الديمقراط
...
-
الحكومة تشكلت والقدس غابت
-
في الذكرى السنوية الأولى لإعتقال سعدات ورفاقه
-
سيناريوهات محتمله لردود الفعل العربيه
-
التيار الديمقراطي الفلسطيني ، هل يتوحد أم يزداد شرذمه وإنقسا
...
-
الكارثه تحدق بقطاع التعليم الحكومي في القدس الشرقيه
-
العرب في القدس كم زائد سكانيا ، وبقرة حلوب ضرائبيا
-
ليس دفاعا عن الجبهه الشعبيه ، بل دفاعا عن الحقيقه
-
قراءه في خطاب الشيخ حسن نصرالله في ذكرى إستشهاد الموسوي وحرب
-
جارنا المستوطن وبلدية القدس الإسرائيليه
-
محاصصة مكه بين فتح وحماس ، هل من يقود الإقتتال الداخلي ، مؤه
...
-
نداء للعالمين العربي والإسلامي
-
كلام معسول ، كلام مش معقول وفعل خارج المنطق والمعقول
-
باسم الديمقراطيه الوطن العربي والإسلامي ساحة للذبح والقتل
-
مرة أخرى أعتذر منكم ولكم أسرى شعبنا الفلسطيني
المزيد.....
-
صديق المهدي في بلا قيود: لا توجد حكومة ذات مرجعية في السودان
...
-
ما هي تكاليف أول حج من سوريا منذ 12 عاما؟
-
مسؤول أوروبي يحذر من موجة هجرة جديدة نحو أوروبا ويصف لبنان -
...
-
روسيا تعتقل صحفيًا يعمل في مجلة فوربس بتهمة نشر معلومات كاذب
...
-
في عين العاصفة ـ فضيحة تجسس تزرع الشك بين الحلفاء الأوروبيين
...
-
عملية طرد منسقة لعشرات الدبلوماسيين الروس من دول أوروبية بشب
...
-
هل اخترق -بيغاسوس- هواتف مسؤولين بالمفوضية الأوروبية؟
-
بعد سلسلة فضائح .. الاتحاد الأوروبي أمام مهمة محاربة التجسس
...
-
نقل الوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير للمستشفى بعد تع
...
-
لابيد مطالبا نتنياهو بالاستقالة: الجيش الإسرائيلي لم يعد لدي
...
المزيد.....
-
في يوم العمَّال العالمي!
/ ادم عربي
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023
/ حزب الكادحين
المزيد.....
|