|
عناقيد الملائكة
حمزة رستناوي
الحوار المتمدن-العدد: 1900 - 2007 / 4 / 29 - 05:18
المحور:
الادب والفن
عشرة ُ ملائكة ٍ يحفظونَ جذوع َ الأعمار ِ يسجدون َ لكَ مَلكُ اليمين ِ يكتبُ السيئات ِ و مَلكُ اليسار ِ يكتبُ الحسنات ِ أو قل ِ العكسُ صحيح هذا ما كتبَ الرحمنُ الأولُ مَلكُ الشفةِ السفلى سيغادرُ مُلكه و الشفة ُ العليا تبحثُ عن مَلك ٍ و مَلاكة مَلكٌ لغضِّ ِ البصرْ و ملكٌ لحفظ ِ التاريخ مَلكٌ لمدِّ البصرْ و مَلكٌ لأرشفة ِ الخطايا مَلكٌ يحفظ الوثائقَ عن عدسة ِ الكاميرا مَلكٌ للإنسان ِ و مَلكٌ للأسنانْ على ذروة ِ كلِّ ضرس ٍ مَلكْ يا مَلكَ الأسنانْ كيفَ حالُ الإنسانْ هل أطعمتها ممَّا أطعمكَ الله و نظَّفتها و غسلتَ روحها أم أنَّكَ مُتهالكٌ كسلانْ سأجمِّعكمْ يا ملائكة َ الأسنان ِ و أبيعكمْ إلى طبيب ِ الأسنانْ ربَّما تجدونَ ما يفرِّحُ قلوبَكمْ و يفكُّ عنكمْ أسركمْ ***
جاءنيْ مَلاكُ النوم ِ على أربعة ِ عكاكيزْ و قالَ ليْ : هذي أركانكَ شرقٌ و سلامْ غربٌ وحطامْ ***
عشرة ُملائكة ٍ و مَلاكة عشرُ أميرات ِ و أميرْ ليسوا ذكرانا ً بلْ همْ بينَ بينْ ليسوا مخبرين َ و ليسوا مجرمينْ بلْ بينَ بينْ ليسوا طوالا ً ولا قصارا ً بلْ همْ بينَ بينْ ليسوا جميلينَ و ليسوا قبيحينْ بلْ همْ بينَ بينْ يحرسونك َ يقصدونَ أعمالكَ يكتبونها حافرا ً إثرَ حافرْ يُرسلونَ عليكَ المخابرات حافظة ً إذا جاءَ أحدكمْ الموتُ سلكناهُ في برج ِ الزقَّوم ْ و باعدنا لهُ في سكرات ِ الموتْ مَنْ أسرَّ القولَ حملناهُ في كتاب ٍ و مَنْ جاهرَ جعلنا لهُ مُعَقِّبَات ٍ و مُعاملات ٍ مُجَنََّحَة يداهُ خلفَ يديه ِ و أمرهُ ما قبلَ الكاف ِ لولا أنْ رأى برهانَ ربّْي مَن ِ استطاع َ مِنكمْ فليفعلْ و مَنْ لمْ يستطعْ فالمفاتيحُ كتبتْ ما تصنعونْ و قلتُ طارقكمْ يأتيْ عشيَّا ً و النجمُ الثاقبْ يأتيْ كشفتُ سِرَ مأتاهُ فثقبَ ليْ كيسَ الخطايا و هرَّتْ خطايايَ و كلُّ نفس ٍ ذائقة ٌ ما عليها و نعلمُ ما تأكلونَ غدا ً و ما تطبخونْ كلُّ نفس ٍ عليها حافظ و نحنُ أقربُ إليكَ و إنْ كنتَ بعيدا ً إذ ْ يتلقاكَ الأصدقاءُ فرحينَ غيرَ راجلينْ *** أيّها الشاعر أخبرني عن مَلكِ اليمين ِ لعلهُ يستغفرُ لي أيُّها الشاعر أخبرني عنْ مشاغلكَ قبلَ انطفاء ِ النور ِ و رجرجةِ النجومْ أجابني قرينُ اليمين ِ يا هذا تتجبَّرُ على الأوانس ِ و تُلقيْ غنجهنَّ عليكَ تقبضُ على أصابعهنَ فتنتابكَ الرعشة و الرعشة ُ كيسٌ منْ نار ِ جهنَّمْ مَنْ مَسَّه ُ فكأنَّما قدْ أصابَ حجَّا ً و ناقة يا هذا موعدكَ غروبُ الكلام حينَ تتدَّلى من سدرة ِ الآثميينْ أنتَ شاعرٌ و زوَّجناكَ ناقة َ اللغو يستقرُّ إبليسُ المساكين ِ و الشمسُ إلى ضيوفكَ أقربْ تستقرُّ أمُّ الكتاب ِ و تطردكَ كما طردتْ أبويكَ و تبعثونَ يومَ تعلمونْ يتعاقبونَ عليكَ ملائكة ٌ و ملائكاتْ مكّوكٌ في صيغة ِ ملكوتْ يتعاقبونَ تعاقبَ الرموش ِ يستكثرونَ الدعاءَ يولجونَ مخَّ العبادة ِ ثمَّ يفترونَ وليمتهمْ شرقية ٌ و نيَّتهمْ مغربُ الشمسْ ملكان ِ لليلْ و ملكان ِ ونصفُ ملاك ٍ يسرحونَ في مراعي النهارْ ينتصبونَ قيامَ الليل ِ و يلقِّنوكَ فواتحَ الأسرارْ منْ تركَ صلاة العصر ِ عصرناة ُ في إناء ِ البرتقالْ و مَنْ تركَ صلاة َ الظهر ِ أظهرنا عدوَّهُ في قلبه و مَنْ تركَ صلاة َ المغرب ِ أنبتنا شجيرات ِ الغرب ِ على باطن ِ كفه ِ و مَنْ تركَ صلاة العشاء ِ بعثته ُ أعمى و ثقبتُ جحرَ ضبّ ٍ في جبينه و مَنْ تركَ صلاة َ الفجر ِ فجرناه ُ و أوكلنا أمرهُ إلى عباد ٍ لنا ذوي بأس ٍ و يقين ْ منْ تأخَّرَ عن قيام ِ الليل ِ هُدِمَ بيتَهُ فوقَ رأسه و مَنْ تكاسلَ عن صلاةِ الجماعة هُدِمَ بيتهُ فوقَ رؤوس ِ عيالهْ لمْ تغادرْ صغيرة ً أو مراهقة ً إلا استقرتْ منذُ قرون ٍ خُطفَ الثورُ النبويُّ و باءَ بحصن ٍ حصين ٍ على الجانب ِ الشرقيِّ مِنْ تعدُّد ِ الزوجاتْ حيثُ تنبتُ شجيراتُ الحريم ِ الوارفة تحتشدُ الكتاباتُ في فيالق ِ الحبِّ كالشهوة ِ المبكرة تحتشدُ المحظيَّاتٌ في الشارع ِ الطويل ِ و جاءتْ الترجمة ُ العربية ُ صادقة *** جاءنيْ مَلاكُ الموتِ هابطا ً و أنا في الهزيع ِ الأخير ِ مِنَ الشعر سأقبضُ روحكَ يا مَلكَ الموتْ قال لي : حسنا ً فعلتَ تريحنيْ و تريحُ العبادَ مِنْ نقمتي منذ ُ أنْ كنتُ طفلا ً أشتهيْ أنْ أموتْ هل ِ الموتُ جميلٌ أيُّها الشاعر أمْ أنَّهُ قبيح ْ كنتُ أجهلُ الحياة َ و أحسدُ الموتَ قبلَ أنْ تفيض َروحي أيُّها الشاعرْ *** أيقظتني الحكمة المتعجرفة و رنَّ هاتفُ الأرض ِ و زلزلتْ روحيَ زلزالها ثمَّ طويتُ السماوات ِ إلى حينْ عاتبتني الكائنات و صفَّقتْ قوائم ُ العرشْ أعفيتُ حملة َ العرش ِ مِنْ شقائهمْ فزغردتْ أكتافهمْ و نبضتْ أصابعهمْ المائتة صرفتُ نصيبَ ميكائيلَ من الرزق ِ بعدَ عُسْر ٍ و أرسلتُ الرسائلَ في بنيْ آدمْ و اصطفيتُ مئة َ ألف ِ نبيّ ٍ جديد ٍ و اصطفانيْ مثلهمْ ثمَّ أعلنتها جائزة أعفيتُ ملائكة َ السهول ِ و الجبال ِ فرحت ِ السهولُ و رقصت ِ المراعي " رَمَت ِ الجبالُ علي َّ معاطفها" و ذابتْ ذكرياتُ الثلوج ِ و سالَ دمُ الملائكة ِ المرهقين َ في عروق ِ القصيدة
#حمزة_رستناوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
إطلاق الحملة الوطنية للقضاء على الطريزينات في محافظة إدلب
-
لا للمظاهرات و البيانات ...نعم لهيفاء وهبي
-
الاسلام السياسي بين الفصام و الحيوية
-
عرب ال48 ليسو أقلية و ليسو أكثرية
-
الشاعر طالب هماش في أيقونة المراثي
-
تجليات عشتار في مجموعة الدائرة للشاعر عايد سعيد سراج
-
من أجل جوكندا عربية إسلامية
-
ملكوت الزبالة الوطنية
-
عندما يضرب المثقفون الطبول - دبكة حماة
-
الديمقراطية و الإحتلال الوطني
-
من هنا طريق غير المسلمين
-
قصائد وطنية
-
شهداء البسوس : من الزير سالم إلى جبران تويني
-
الحوار المتمدن فضاء تنويري
-
هولاكو...سيدة الرمال
-
مشاغل سيدة الرمال
-
عتبات سيدة الرمال
-
مجتمعات بني إسرائيل
-
تابوت لماري
-
الحيوية الإسلامية و البحث عن إمام
المزيد.....
-
وفاة الفنان العراقي عامر جهاد
-
الفنان السوداني أبو عركي البخيت فنار في زمن الحرب
-
الفيلم الفلسطيني -الحياة حلوة- في مهرجان -هوت دوكس 31- بكندا
...
-
البيت الأبيض يدين -بشدة- حكم إعدام مغني الراب الإيراني توماج
...
-
شاهد.. فلسطين تهزم الرواية الإسرائيلية في الجامعات الأميركية
...
-
-الكتب في حياتي-.. سيرة ذاتية لرجل الكتب كولن ويلسون
-
عرض فيلم -السرب- بعد سنوات من التأجيل
-
السجن 20 عاما لنجم عالمي استغل الأطفال في مواد إباحية (فيديو
...
-
“مواصفات الورقة الإمتحانية وكامل التفاصيل” جدول امتحانات الث
...
-
الامتحانات في هذا الموعد جهز نفسك.. مواعيد امتحانات نهاية ال
...
المزيد.....
-
صغار لكن..
/ سليمان جبران
-
لا ميّةُ العراق
/ نزار ماضي
-
تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي
/ لمى محمد
-
علي السوري -الحب بالأزرق-
/ لمى محمد
-
صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ
...
/ عبد الحسين شعبان
-
غابة ـ قصص قصيرة جدا
/ حسين جداونه
-
اسبوع الآلام "عشر روايات قصار
/ محمود شاهين
-
أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي
/ بدري حسون فريد
-
أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية
/ علي ماجد شبو
المزيد.....
|