أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمزة رستناوي - الديمقراطية و الإحتلال الوطني














المزيد.....

الديمقراطية و الإحتلال الوطني


حمزة رستناوي

الحوار المتمدن-العدد: 1440 - 2006 / 1 / 24 - 10:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يمكن تعريف الديمقراطية بأنها آلية إجرائية تتيح إدارة الصراعات في المجتمع بشكل لا عنفي و ضمن إطار الوحدة في الاختلاف .
ووفق التعريف السابق فإن أهم ميزة توفرها الديمقراطية في المجتمعات العربية- و أي مجتمعات - هي عملية تعين القوى السياسية التي سوف تدخل في الصراع الديمقراطي
فمشكلة عدم التعين هذه أعاقت بناء الدولة الوطنية في نصف القرن المنصرم،
فالتعين و تسمية الأشياء بمسمياتها بداية الطريق الصحيح, فالتاجر الذي لا يعين رأس ماله و أرباحه و خسائره و قيمة بضاعته و رصيده البنكي هو تاجر فاشل , و الدولة التي لا تأخذ بآراء أفرادها و لا تعين مراكز الثقل السياسية فيها و لا تعترف بواقعها و إمكانياتها الحقيقية هي متجر خاسر بالضرورة.
نتكلم عن قوى ذات حضور شعاراتي كبير و ذات حضور اجتماعي و سياسي قليل" البعثية و الناصرية و الماركسية "
نتكلم عن دولة علمانية في نص الدستور، بينما تتاجر سلطتها بالدين و تسوق نفسها بين رجال الدين
نتكلم عن جمهورية و هي ليست جمهورية
نتكلم عن عربية و هي ليست عربية بل مجموعة عشائر عربية و غير عربية
نتكلم عن الدين الرسمي للدولة و الدولة ليس لها دين غير دين القمع و الفساد
العراق الحالي مجموعة سياسية معينة، فهناك كتل سياسية شيعية و كردية و سنية و علمانية منتخبة ديمقراطيا
العراقيون يرون أنفسهم هكذا، فلماذا ينزعج الآخرون
الفرد الذي يصوت لقائمة طائفية" و معظم القوائم الانتخابية كانت طائفية", يقول ببساطة أنا شيعي عراقي ...أنا كردي عراقي....أنا سني عراقي..الخ
لماذا نجبره على القول أنت عراقي فقط
ومن جعل منكم أيها القوميون وصاية عليه؟
و الكردي الذي يصوت للتحالف الكردستاني يقول أنا كردي, مواطن في عراق فيدرالي
فمن أين لكم يا سنة العراق وصاية عليه و على نظرته لمستقبله و مستقبل بلده , و هلم جره
دعوا الناس يعبرون عما يشعرون به بداية, و من خلال التعبير المختلف سوف نصل عاجلا أم آجلا إلى قناعة الوحدة في الاختلاف, أو ربما في أسؤ الحالات الانفصال مع الاتفاق.
الديمقراطية تجعل الفرد يشتغل على هويته, و يعيد النظر عبر صيرورة زمنية بهذه الهوية, فالاستبداد و القمع يفرضان هوية بسيطة مغلقة على الفرد , و مناخ الحرية و التجربة الديمقراطية يساعد على إنتاج هوية مركبة منفتحة
عندما أقول أنا سوري في بلد لا يحتفي كثيرا بالمواطنة, فلن أحصل على فرصة توظيف أو ترقية في العمل و لن تحميني سوريتي من الاعتداءات التي قد أتعرض لها, و لن يساعدني جواز سفر الجمهورية العربية السورية عند عبور بوابة حدودية مجاورة, بل إن هذا الجواز سيجعلني هدفا للابتزاز و يُساء إلىَّ بشكل أكثر من حامل الجواز الأوربي أو حتى الجواز الخليجي.
أما عندما أقول أنا من عشيرة الشيخ فلان أو طائفة المسئول الفلاني أو من قرية الضابط العلاني فهذا قد يُهيأ لي فرصة عمل عن طريق المعارف و الأقرباء
فالهوية تحقق مصلحة للفرد مقولة صحيحة
وفي ظل الأنظمة الديمقراطية سوف يجد الفرد نفسه يملك مصلحة ما في طرح نفسه بشكل واقعي و منفتح على الآخرين.
إذا ما قلت أنني مواطن عربي , فماذا يعني لي ذلك؟
إذا ما قلت أنني مواطن مسلم, فماذا يعني ذلك؟
إذا ما قلت أنني مواطن سوري, ما المصلحة التي أجنيها من سوريتي
هناك مصلحة أكيدة للفرد السوري العربي الكردي الشرق أوسطي المسلم ..الخ في الديمقراطية.
فالديمقراطية تتيح لنا خيارا ثالثا لم تجربه المجتمعات العربية, خارج ثنائية الاحتلال, لا أعتقد أن شعبا من الشعوب يصوِّت للاحتلال و يرغب به
و خارج ثنائية الاستبداد: لا أعتقد أن شعبا كذلك يصوت للديكتاتورية و القمع
فالديمقراطية بداهة كونية و مصلحة أكيدة لنا
لقد جربنا الاحتلال و الاستبداد, و من يُجرب المجرب عقله مُخرب.



#حمزة_رستناوي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من هنا طريق غير المسلمين
- قصائد وطنية
- شهداء البسوس : من الزير سالم إلى جبران تويني
- الحوار المتمدن فضاء تنويري
- هولاكو...سيدة الرمال
- مشاغل سيدة الرمال
- عتبات سيدة الرمال
- مجتمعات بني إسرائيل
- تابوت لماري
- الحيوية الإسلامية و البحث عن إمام
- لماذا أنا مواطن على مذهب السلوكيين
- المستوطنون
- نحو لاهوت اسلامي جديد-الخروج من القوقعه-
- .سوريا:بين الديمقراطية و نظرية الفصوص
- بين ثقافة الوعظ و صدمة الواقع
- نظرية الحب والإتحاد في التصوف الاسلامي
- جرائم الشرف أم جرائم قلة الشرف
- غرباء في عقر دارنا
- لماذا أحتفل؟!
- أحاديث الرفاق


المزيد.....




- ردّا على ترامب.. الكنديون يلغون رحلاتهم إلى أمريكا.. من يدفع ...
- الجيش الإسرائيلي: قتلنا قائدا آخر بفيلق القدس.. ونخوض -واحدة ...
- لماذا رشحت باكستان ترامب لنيل جائزة نوبل للسلام؟
- تايمز: أوكرانيا تلجأ لحل غير تقليدي لتعويض النقص بالجنود
- كاتب أميركي: 4 أسئلة حاسمة على ترامب التفكير فيها قبل الضربة ...
- إجلاء رعايا عرب وغربيين وصينيين من إيران
- على وقع الاقتحامات.. انطلاق امتحانات الثانوية العامة بالضفة ...
- تحذير خليجي من استهداف المنشآت النووية بإيران
- كاتب إسرائيلي: لهذه الأسباب الثلاثة تفشل إسرائيل في غزة
- عاجل | الجيش الإسرائيلي: نهاجم حاليا بنية تحتية عسكرية في جن ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمزة رستناوي - الديمقراطية و الإحتلال الوطني