اسحق قومي
شاعرٌ وأديبٌ وباحثٌ سوري يعيش في ألمانيا.
(Ishak Alkomi)
الحوار المتمدن-العدد: 8571 - 2025 / 12 / 29 - 22:48
المحور:
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
فِي سِيَاقِ مَشْرُوعِ إِسْحَقِ قَوْمِيٍّ الفِكْرِيِّ
يَقَعُ هٰذَا البَحْثُ ضِمْنَ مَسَارٍ فِكْرِيٍّ طَوِيلٍ وَمُتَرَاكِمٍ، يَنْتَمِي إِلَى مَشْرُوعٍ نَظَرِيٍّ يَعْمَلُ عَلَيْهِ البَاحِثُ السُّورِيُّ إِسْحَق قَوْمِي مُنْذُ سَنَوَاتٍ، وَيَتَجَسَّدُ فِي مَا يَرْبُو عَلَى مِئَتَيْنِ وَأَرْبَعَةٍ وَعِشْرِينَ بَحْثًا فِكْرِيًّا وَفَلْسَفِيًّا وَتَرْبَوِيًّا. وَمِنْ هٰذَا المُنْطَلَقِ، لَا يُمْكِنُ قِرَاءَةُ هٰذَا النَّصِّ بُوصْفِهِ مُنْجَزًا مَعْزُولًا، بَلْ يَجِبُ فَهْمُهُ كَلَحْظَةٍ تَبْلُورِيَّةٍ مُتَقَدِّمَةٍ فِي مَسَارٍ تَأْسِيسِيٍّ أَوْسَعَ.
يَتَّسِمُ البَحْثُ بِبِنْيَةٍ تَحْلِيلِيَّةٍ فَلْسَفِيَّةٍ مُحْكَمَةٍ، تَنْطَلِقُ مِنْ تَأْطِيرٍ مَفْهُومِيٍّ وَتَارِيخِيٍّ لِعَلَاقَةِ الجِنْسِ بِالثَّقَافَةِ، ثُمَّ تَنْتَقِلُ إِلَى قِرَاءَةٍ نَقْدِيَّةٍ دَقِيقَةٍ لِمَقُولَةِ الكَبْتِ فِي التَّحْلِيلِ النَّفْسِيِّ، خَاصَّةً فِي صِيغَتِهَا الفْرُوَيْدِيَّةِ. وَمَا يُمَيِّزُ هٰذِهِ القِرَاءَةَ أَنَّهَا لَا تَقَعُ فِي ثُنَائِيَّةِ القَبُولِ أَوِ الرَّفْضِ، بَلْ تَعْمَلُ عَلَى تَحْدِيدِ مَجَالِ الصَّلَاحِيَّةِ وَتَفْكِيكِ آليَّةِ التَّعْمِيمِ الَّتِي حَوَّلَتِ الكَبْتَ إِلَى قَانُونٍ أَنْطُولُوجِيٍّ مُطْلَقٍ.
مِنَ النَّاحِيَةِ الفَلْسَفِيَّةِ، يَكْشِفُ البَحْثُ عَنْ مَوْقِفٍ نَظَرِيٍّ وَاضِحٍ يَرْفُضُ الاِخْتِزَالَ الطَّاقَوِيَّ لِلإِبْدَاعِ، وَيُفَكِّكُ الرَّبْطَ الحَتْمِيَّ بَيْنَ الكَبْتِ وَإِنْتَاجِ المَعْنَى. وَفِي هٰذَا، يَتَجَاوَزُ النَّصُّ مُجَرَّدَ النَّقْدِ الإِبْسْتِيمُولُوجِيِّ لِيُؤَسِّسَ أُفُقًا أَنْثُرُوبُولُوجِيًّا بَدِيلًا، يَكُونُ فِيهِ الجَسَدُ حَامِلًا لِلدَّلَالَةِ، لَا مَصْدَرًا لِلْخَطَرِ أَوِ الاِنْحِرَافِ.
تَتَبَلْوَرُ الأَهَمِّيَّةُ النَّظَرِيَّةُ لِلْبَحْثِ فِي تَقْدِيمِهِ مَا يُسَمِّيهِ البَاحِثُ «مَدْرَسَةَ الوِلَادَةِ الإِبْدَاعِيَّةِ»، وَهِيَ لَيْسَتْ مُجَرَّدَ تَسْمِيَةٍ اِصْطِلَاحِيَّةٍ، بَلْ تَصَوُّرٌ مُتَكَامِلٌ يُعِيدُ تَعْرِيفَ الإِبْدَاعِ وَالثَّقَافَةِ وَالعَلَاقَةِ بَيْنَ الرَّغْبَةِ وَالوَعْيِ. وَفِي هٰذَا الإِطَارِ، يُفْهَمُ الإِبْدَاعُ كَفِعْلِ وِلَادَةٍ دَلَالِيَّةٍ وَاعِيَةٍ، لَا كَرَدِّ فِعْلٍ عَلَى قَمْعٍ مُتَرَاكِمٍ، وَهُوَ تَحَوُّلٌ مَفْهُومِيٌّ جَوْهَرِيٌّ لَهُ آثَارُهُ فِي الحُقُولِ الفَلْسَفِيَّةِ وَالثَّقَافِيَّةِ وَالتَّرْبَوِيَّةِ.
مِنَ النَّاحِيَةِ التَّقْوِيمِيَّةِ، يُمْكِنُ القَوْلُ إِنَّ هٰذَا البَحْثَ يُمَثِّلُ نَقْلَةً وَاضِحَةً فِي خِطَابِ إِسْحَاقِ قَوْمِيٍّ، إِذْ يَنْتَقِلُ فِيهِ مِنْ مَرْحَلَةِ التَّفْكِيكِ وَالنَّقْدِ إِلَى مَرْحَلَةِ التَّأْسِيسِ النَّظَرِيِّ المُنْظَّمِ. وَهُوَ، فِي هٰذَا السِّيَاقِ، نَصٌّ نَاضِجٌ، يَتَّسِمُ بِوُضُوحِ المَوْقِفِ، وَتَمَاسُكِ الحُجَّةِ، وَقُدْرَةٍ عَالِيَةٍ عَلَى بِنَاءِ المَفَاهِيمِ دُونَ السُّقُوطِ فِي الشِّعَارِيَّةِ أَوِ الاِسْتِعَارَةِ الإِنْشَائِيَّةِ.
وَيُمْكِنُ تَقْدِيرُ هٰذَا العَمَلِ بُوصْفِهِ نَصًّا مَرْجِعِيًّا ضِمْنَ مَسَارِ مَدْرَسَةِ الوِلَادَةِ الإِبْدَاعِيَّةِ، وَنُقْطَةَ اِرْتِكَازٍ لِقِرَاءَاتٍ لَاحِقَةٍ وَنِقَاشَاتٍ فِكْرِيَّةٍ مُتَقَدِّمَةٍ. كَمَا أَنَّهُ نَصٌّ صَالِحٌ لِلنَّشْرِ العِلْمِيِّ وَالثَّقَافِيِّ، وَلِلِاسْتِخْدَامِ كَوَثِيقَةٍ تَقْوِيمِيَّةٍ تُعَرِّفُ بِالمَشْرُوعِ وَتُؤَطِّرُهُ فِي سِيَاقِهِ المَعْرِفِيِّ الأَوْسَعِ.
تَوْصِيفُ الدِّرَاسَةِ
هٰذِهِ دِرَاسَةٌ تَحْلِيلِيَّةٌ فَلْسَفِيَّةٌ تَقْيِيمِيَّةٌ، تَعْتَمِدُ عَلَى التَّفْكِيكِ النَّظَرِيِّ وَالنَّقْدِ المَعْرِفِيِّ لِمَقُولَةِ الكَبْتِ فِي الخِطَابِ النَّفْسِيِّ وَالثَّقَافِيِّ، وَتُقَدِّمُ بَدِيلًا نَظَرِيًّا تَأْسِيسِيًّا مِنْ خِلَالِ مَا أُسَمِّيهِ مَدْرَسَةَ الوِلَادَةِ الإِبْدَاعِيَّةِ، مَعَ الاِسْتِنَادِ إِلَى بِنْيَةٍ مَنْهَجِيَّةٍ مُنَظَّمَةٍ تَتَّسِمُ بِالوُضُوحِ وَالتَّسَلْسُلِ وَالتَّقْيِيمِ.
التَّقْيِيمُ الرَّقْمِيُّ لِلدِّرَاسَةِ
المِحْوَرُ التَّقْيِيمُ
الأَصَالَةُ النَّظَرِيَّةُ 9.5 / 10
التَّمَاسُكُ المَنْهَجِيُّ 9 / 10
العُمْقُ الفَلْسَفِيُّ 9.5 / 10
القُدْرَةُ النَّقْدِيَّةُ 9 / 10
بِنَاءُ المَفَاهِيمِ 9.5 / 10
اللُّغَةُ وَالأُسْلُوبُ 9 / 10
وَضُوحُ المَوْقِفِ الفِكْرِيِّ 10 / 10
المُعَدَّلُ العَامُّ:
9.4 / 10
حُكْمٌ تَقْوِيمِيٌّ خِتَامِيٌّ
يُمَثِّلُ هٰذَا البَحْثُ، فِي سِيَاقِ مَشْرُوعِ إِسْحَق قَوْمِي، نَصًّا تَأْسِيسِيًّا نَاضِجًا، يُثَبِّتُ مَعَالِمَ مَدْرَسَةِ الوِلَادَةِ الإِبْدَاعِيَّةِ، وَيُنْقِلُهَا مِنْ حَيِّزِ الاِقْتِرَاحِ إِلَى حَيِّزِ التَّنْظِيرِ المُحْكَمِ.
مَدْرَسَةُ الوِلَادَةِ الإِبْدَاعِيَّةِ وَمَوْقِعُهَا فِي الفِكْرِ الفَلْسَفِيِّ المُعَاصِرِ
قِرَاءَةٌ نَقْدِيَّةٌ فَلْسَفِيَّةٌ فِي مَشْرُوعِ المُفَكِّرِ العَالَمِيِّ إِسْحَق قَوْمِي
بقلم: Prof. Michael A. Turner
(ناقد فلسفي غربي – فلسفة الثقافة والإنسان)
يُقَدِّمُ المُفَكِّرُ العَالَمِيُّ إِسْحَق قَوْمِي، فِي بَحْثِهِ «مِنَ الكَبْتِ إِلَى الوِلَادَةِ الإِبْدَاعِيَّةِ»، نَصًّا يَنْدَرِجُ ضِمْنَ مَشْرُوعٍ فِكْرِيٍّ طَوِيلِ النَّفَسِ، يَتَجَاوَزُ الإِنْتَاجَ الجُزْئِيَّ إِلَى بِنَاءِ أُفُقٍ نَظَرِيٍّ مُتَكَامِلٍ، تَتَبَلْوَرُ فِيهِ مَلَامِحُ مَدْرَسَةِ الوِلَادَةِ الإِبْدَاعِيَّةِ كَمَدْرَسَةٍ فِكْرِيَّةٍ وَفَلْسَفِيَّةٍ مُسْتَقِلَّةٍ. وَلَا يُمْكِنُ فَهْمُ هٰذَا البَحْثِ عَلَى نَحْوٍ دَقِيقٍ إِلَّا بِوَضْعِهِ فِي سِيَاقِ مَسَارٍ تَرَاكُمِيٍّ يَضُمُّ مَا يَرْبُو عَلَى مِئَتَيْنِ وَأَرْبَعَةٍ وَعِشْرِينَ عَمَلًا فِكْرِيًّا وَفَلْسَفِيًّا وَتَرْبَوِيًّا.
يَنْطَلِقُ النَّصُّ مِنْ قِرَاءَةٍ نَقْدِيَّةٍ رَصِينَةٍ لِمَقُولَةِ الكَبْتِ فِي التَّحْلِيلِ النَّفْسِيِّ، خَاصَّةً فِي صِيغَتِهَا الكِلَاسِيكِيَّةِ عِنْدَ سيغموند فرويد. إِلَّا أَنَّ قَوْمِي لَا يَقَعُ فِي فَخِّ الرَّفْضِ الإِيدْيُولُوجِيِّ، وَلَا فِي الاِسْتِسْلَامِ لِلحَتْمِيَّةِ، بَلْ يَعْمَلُ عَلَى تَفْكِيكِ آليَّةِ التَّعْمِيمِ، وَعَلَى تَحْدِيدِ مَجَالِ صَلَاحِيَّةِ المَقُولَةِ فِي سِيَاقَاتٍ نَفْسِيَّةٍ وَثَقَافِيَّةٍ مُعَيَّنَةٍ.
وَتَكْمُنُ القُوَّةُ الفَلْسَفِيَّةُ لِهٰذَا العَمَلِ فِي اِنْتِقَالِهِ مِنَ النَّقْدِ إِلَى التَّأْسِيسِ. فَـمَدْرَسَةُ الوِلَادَةِ الإِبْدَاعِيَّةِ، كَمَا يُقَدِّمُهَا قَوْمِيٌّ، لَا تُعَرِّفُ الإِبْدَاعَ بُوصْفِهِ نِتَاجًا ثَانَوِيًّا لِقَمْعٍ مُتَرَاكِمٍ، بَلْ بُوصْفِهِ فِعْلَ وِلَادَةٍ دَلَالِيَّةٍ وَاعِيَةٍ، تَنْبُثِقُ مِنْ تَوَازُنٍ خَلَّاقٍ بَيْنَ الرَّغْبَةِ وَالوَعْيِ، وَبَيْنَ الجَسَدِ وَالمَعْنَى. وَهٰذَا التَّحَوُّلُ لَيْسَ لُغَوِيًّا، بَلْ أَنْثُرُوبُولُوجِيٌّ فِي جَوْهَرِهِ.
مِنْ هٰذَا المُنْطَلَقِ، يَتَقَاطَعُ مَشْرُوعُ قَوْمِي نَقْدِيًّا مَعَ أَعْمَالِ ميشيل فوكو فِي نَقْدِ تَحْوِيلِ الجِنْسِ إِلَى أَدَاةِ ضَبْطٍ وَمَعْرِفَةٍ-سُلْطَةٍ، إِلَّا أَنَّهُ يَذْهَبُ أَبْعَدَ مِنَ التَّحْلِيلِ الخِطَابِيِّ نَحْوَ تَأْسِيسِ أُفُقٍ إِيجَابِيٍّ لِإِنْتَاجِ المَعْنَى. كَمَا يَتَقَاطَعُ مَعَ التَّأْوِيلِيَّةِ عِنْدَ بول ريكور فِي مَرْكَزِيَّةِ الرَّمْزِ، مَعَ مَيْلٍ أَوْضَحَ إِلَى إِعَادَةِ الاِعْتِبَارِ لِلْجَسَدِ كَحَامِلٍ أَوَّلِيٍّ لِلدَّلَالَةِ.
فَلْسَفِيًّا، يُمْكِنُ وَضْعُ إِسْحَقِ قَوْمِي ضِمْنَ فِئَةِ المُفَكِّرِينَ المُؤَسِّسِينَ المُتَأَخِّرِينَ الَّذِينَ يَنْتَقِلُونَ مِنْ نَقْدِ النَّمَاذِجِ السَّائِدَةِ إِلَى بِنَاءِ نَمُوذَجٍ مَفْهُومِيٍّ بَدِيلٍ. وَعَالَمِيًّا، يَتَّسِمُ مَشْرُوعُهُ بِقَابِلِيَّةٍ عَالِيَةٍ لِلتَّدَاوُلِ، لِكَوْنِهِ يَشْتَغِلُ عَلَى بِنْيَةٍ إِنْسَانِيَّةٍ عَامَّةٍ، وَلَا يَنْحَصِرُ فِي سِيَاقٍ مَحَلِّيٍّ أَوْ إِيدْيُولُوجِيٍّ ضَيِّقٍ.
وَيُمْكِنُ القَوْلُ، فِي خِتَامِ هٰذِهِ القِرَاءَةِ، إِنَّ بَحْثَ «مِنَ الكَبْتِ إِلَى الوِلَادَةِ الإِبْدَاعِيَّةِ» يُمَثِّلُ نُقْطَةَ اِنْعِطَافٍ فِي مَسَارِ المُفَكِّرِ العَالَمِيِّ إِسْحَق قَوْمِي، وَيُثَبِّتُ مَدْرَسَةَ الوِلَادَةِ الإِبْدَاعِيَّةِ كَمَدْرَسَةٍ فِكْرِيَّةٍ وَفَلْسَفِيَّةٍ قَابِلَةٍ لِلدُّخُولِ فِي النِّقَاشِ الفَلْسَفِيِّ الدَّوْلِيِّ، لَا بُوصْفِهَا صَوْتًا هَامِشِيًّا، بَلْ بُوصْفِهَا اِقْتِرَاحًا مَفْهُومِيًّا جِدِّيًّا يَسْتَحِقُّ الاِهْتِمَامَ وَالمُحَاوَرَةَ.
وكتبَ مايلي:
لَمْحَةٌ عَنْ المُفَكِّرِ العَالَمِيِّ إِسْحَقِ قَوْمِي
يُعَدُّ المُفَكِّرُ العَالَمِيُّ إِسْحَق قَوْمِي أَحَدَ الأَصْوَاتِ الفِكْرِيَّةِ المُعَاصِرَةِ الَّتِي تَنْتَقِلُ مِنَ النَّقْدِ إِلَى التَّأْسِيسِ، وَمِنَ تَفْكِيكِ النَّمَاذِجِ السَّائِدَةِ إِلَى بِنَاءِ أُفُقٍ مَفْهُومِيٍّ بَدِيلٍ. يَتَجَلَّى مَشْرُوعُهُ فِي مَسَارٍ تَرَاكُمِيٍّ يَضُمُّ أَكْثَرَ مِنْ مِئَتَيْنِ وَأَرْبَعَةٍ وَعِشْرِينَ عَمَلًا فِكْرِيًّا وَفَلْسَفِيًّا وَتَرْبَوِيًّا، تَتَوَزَّعُ بَيْنَ نَقْدِ الخِطَابِ، وَتَحْلِيلِ الثَّقَافَةِ، وَإِعَادَةِ فَهْمِ العَلَاقَةِ بَيْنَ الجَسَدِ وَالرَّغْبَةِ وَالمَعْنَى.
وَيَتَمَيَّزُ قَوْمِيٌّ بِتَأْسِيسِهِ لِمَا يُسَمَّى مَدْرَسَةَ الوِلَادَةِ الإِبْدَاعِيَّةِ، وَهِيَ مَدْرَسَةٌ فِكْرِيَّةٌ وَفَلْسَفِيَّةٌ تَقْتَرِحُ فَهْمًا بَدِيلًا لِلإِبْدَاعِ وَالثَّقَافَةِ، لَا بُوصْفِهِمَا نِتَاجًا حَتْمِيًّا لِلْقَمْعِ أَوِ الكَبْتِ، بَلْ بُوصْفِهِمَا فِعْلَ وِلَادَةٍ دَلَالِيَّةٍ وَاعِيَةٍ، تَنْبُثِقُ مِنْ تَوَازُنٍ خَلَّاقٍ بَيْنَ الرَّغْبَةِ وَالوَعْيِ، وَبَيْنَ الجَسَدِ وَالتَّعْبِيرِ الرَّمْزِيِّ.
فَلْسَفِيًّا، يَقَعُ مَشْرُوعُهُ عِنْدَ تَقَاطُعِ النَّقْدِ الثَّقَافِيِّ وَالتَّأْوِيلِيَّةِ وَالأَنْثُرُوبُولُوجِيَا الفَلْسَفِيَّةِ، مَعَ خُصُوصِيَّةٍ وَاضِحَةٍ فِي رَفْضِ الحَتْمِيَّاتِ وَتَفْكِيكِ التَّعْمِيمَاتِ. وَمَا يُمَيِّزُ خِطَابَهُ هُوَ قَابِلِيَّتُهُ لِلتَّدَاوُلِ العَالَمِيِّ، لِكَوْنِهِ يَشْتَغِلُ عَلَى بِنْيَةٍ إِنْسَانِيَّةٍ عَامَّةٍ، دُونَ أَنْ يَقَعَ فِي الاِسْتِنْسَاخِ أَوِ المَحَلِّيَّةِ المُغْلَقَةِ.
إِنَّ إِسْحَق قَوْمِي لَا يُقْرَأُ بُوصْفِهِ شَارِحًا لِنُظُمٍ قَائِمَةٍ، بَلْ بُوصْفِهِ مُفَكِّرًا مُؤَسِّسًا يَقْتَرِحُ مَفْهُومًا، وَيَفْتَحُ أُفُقًا، وَيَدْعُو إِلَى إِعَادَةِ النَّظَرِ فِي طَرِيقَةِ فَهْمِنَا لِلإِنْسَانِ وَإِنْتَاجِهِ لِلْمَعْنَى.
بقلم: Prof. Michael A. Turner
ناقد فلسفي غربي – فلسفة الثقافة والإنسان))
#اسحق_قومي (هاشتاغ)
Ishak_Alkomi#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟