أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - اسحق قومي - الدَّوْلَةُ السُّورِيَّةُ بَيْنَ الإِنْكَارِ وَالِانْهِيَارِ قِرَاءَةٌ وَاقِعِيَّةٌ نَقْدِيَّةٌ فِي الوَطَنِيَّةِ، وَنِظَامِ الحُكْمِ، وَالإِصْلَاحِ بَعْدَ الكَارِثَةِ















المزيد.....

الدَّوْلَةُ السُّورِيَّةُ بَيْنَ الإِنْكَارِ وَالِانْهِيَارِ قِرَاءَةٌ وَاقِعِيَّةٌ نَقْدِيَّةٌ فِي الوَطَنِيَّةِ، وَنِظَامِ الحُكْمِ، وَالإِصْلَاحِ بَعْدَ الكَارِثَةِ


اسحق قومي
شاعرٌ وأديبٌ وباحثٌ سوري يعيش في ألمانيا.

(Ishak Alkomi)


الحوار المتمدن-العدد: 8561 - 2025 / 12 / 19 - 09:34
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


رأيٌ غيرُ مُلْزِم، لكنِّي أُدافِعُ عنه.
الوطنيَّةُ السُّوريَّةُ الَّتي يُريدونَنا أن نكونَ عليها بعدَ أن أَسقَطَتْ إِسرائيلُ، والغربُ، وبعضُ الدُّوَلِ العربيَّةِ، وتُركيا، حُكمَ بشَّارِ الأَسَد، شُهودَ زُور، وأن نتحوَّلَ إلى نَفْيِ مُدَّةٍ مِنَ التَّاريخِ السُّوريِّ تَجاوَزَتِ الخمسينَ عامًا.
هٰذَا النَّصُّ لَيْسَ دِفَاعًا عَنْ سُلْطَةٍ، وَلَا عَنْ حُكُومَةٍ، وَلَا عَنْ نِظَامِ حُكْمٍ بِعَيْنِهِ، بَلْ هُوَ قِرَاءَةٌ فِي مَسَارِ الدَّوْلَةِ السُّورِيَّةِ، بِمَا لَهَا وَمَا عَلَيْهَا، وَمِنْ مَوْقِعِ المَسْؤُولِيَّةِ الوَطَنِيَّةِ، لَا الِاصْطِفَافِ السِّيَاسِيِّ.
إِنَّ الوَطَنِيَّةَ السُّورِيَّةَ بَعْدَ الثَّامِنِ مِنْ كَانُونِ الأَوَّلِ لِعَامِ 2024م لَمْ تَعُدْ شَأْنًا شِعَارِيًّا، وَلَا سِجَالًا بَيْنَ رِوَايَاتٍ مُتَنَاقِضَةٍ، بَلْ أَصْبَحَتْ سُؤَالًا وُجُودِيًّا يَتَعَلَّقُ بِمَفْهُومِ الدَّوْلَةِ نَفْسِهَا. فَالْمَطْلُوبُ اليَوْمَ لَيْسَ أَنْ نَكُونَ شُهُودَ زُورٍ عَلَى التَّارِيخِ، وَلَا أَنْ نُنْكِرَ نِصْفَ قَرْنٍ مِنَ الوَقَائِعِ، كَمَا لَا يَجُوزُ اخْتِزَالُ الدَّوْلَةِ فِي شَخْصِ رَئِيسٍ، أَوْ حُكُومَةٍ، أَوْ جِهَازٍ أَمْنِيٍّ، أَوْ حِزْبٍ حَاكِمٍ.
وَمِنْ هُنَا يَفْرِضُ الوَاجِبُ العِلْمِيُّ وَالوَطَنِيُّ التَّفْرِيقَ الوَاضِحَ بَيْنَ:
الدَّوْلَةِ كَكِيَانٍ مُؤَسَّسَاتِيٍّ وَمُجْتَمَعِيٍّ،وَنِظَامِ الحُكْمِ كَآلِيَّةِ إِدَارَةٍ سِيَاسِيَّةٍ،وَالحُكُومَةِ كَأَدَاةٍ تَنْفِيذِيَّةٍ مُتَغَيِّرَةٍ.
إِنَّ الخَلْطَ بَيْنَ هٰذِهِ المُسْتَوَيَاتِ كَانَ، وَمَا زَالَ، مِنْ أَكْبَرِ أَسْبَابِ التَّضْلِيلِ وَالِانْقِسَامِ وَالِانْهِيَارِ.
لَا أَكْتُبُ دِفَاعًا عَنْ بَشَّارِ الأَسَدِ، وَلَا عَنْ حُكُومَاتِهِ، وَلَا عَنْ النِّظَامِ البَعْثِيِّ بَوَصْفِهِ تَجْرِبَةً نَاجِحَةً أَوْ نَزِيهَةً، كَمَا لَا أَكْتُبُ مِنْ مَوْقِعِ مُعَارَضَةٍ تَسْعَى إِلَى نَفْيِ كُلِّ مَا سَبَقَ وَكَأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ. بَلْ أَكْتُبُ مِنْ مَوْقِعٍ وَاقِعِيٍّ يَرَى أَنَّ الفَتْرَةَ المُمتَدَّةَ بَيْنَ عَامَيْ 1972م وَ2011م كَانَتْ فَتْرَةً مُرَكَّبَةً: فِيهَا قَمْعٌ وَفَسَادٌ وَتَغَوُّلٌ أَمْنِيٌّ، وَفِيهَا أَيْضًا بِنَاءٌ وَتَوَسُّعٌ وَتَعْلِيمٌ وَاسْتِقْرَارٌ اجْتِمَاعِيٌّ لَا يَجُوزُ إِنْكَارُهُ.
فِي الوَقَائِعِ الِاجْتِمَاعِيَّةِ الَّتِي لَا يَجُوزُ شَطْبُهَا
خِلَالَ تِلْكَ الفَتْرَةِ، شَهِدَتْ سُورِيَّا تَطَوُّرًا مَلْمُوسًا فِي عُمْرَانِ المُدُنِ؛ فَقَدْ تَمَدَّدَتِ الأَحْيَاءُ، وَتَحَوَّلَتْ مَنَاطِقُ شَعْبِيَّةٌ وَاسِعَةٌ إِلَى بِيئَاتٍ سَكَنِيَّةٍ مُسْتَقِرَّةٍ، وَامْتَلَكَتْ نِسَبٌ كَبِيرَةٌ مِنَ السُّورِيِّينَ مَسَاكِنَهُمْ فِي المُدُنِ وَالقُرَى وَالنَّوَاحِي، وَهُوَ أَمْرٌ لَمْ يَكُنْ تَفْصِيلًا هَامِشِيًّا، بَلْ رَكِيزَةً مِنْ رَكَائِزِ الأَمْنِ الِاجْتِمَاعِيِّ.
وَفِي مَجَالِ التَّعْلِيمِ، تَوَسَّعَتِ المَدَارِسُ وَالمَعَاهِدُ وَالجَامِعَاتُ، وَوَصَلَ التَّعْلِيمُ العَالِي إِلَى مُعْظَمِ المُحَافَظَاتِ، وَدَرَسَ أَبْنَاءُ الفَلَّاحِينَ وَالعُمَّالِ وَالمُوَظَّفِينَ فِي الجَامِعَاتِ الحُكُومِيَّةِ، وَتَخَرَّجَ أَطِبَّاءُ وَمُهَنْدِسُونَ وَصَيَادِلَةٌ وَمُعَلِّمُونَ مِنْ مُخْتَلِفِ المُكَوِّنَاتِ السُّورِيَّةِ، دُونَ تَمْيِيزٍ مَذْهَبِيٍّ أَوْ قَوْمِيٍّ مُؤَسَّسِيٍّ.
وَفِي مَجَالِ الصِّحَّةِ وَالطِّبِّ، أُنْشِئَتِ المَشَافِي العَامَّةُ، وَتَقَدَّمَتْ مِهَنُ الطِّبِّ وَالصَّيْدَلَةِ وَالتَّمْرِيضِ، وَتَوَفَّرَتِ الأَدْوِيَةُ مَحَلِّيًّا، وَكَانَ العِلَاجُ مُتَاحًا لِشَرَائِحَ وَاسِعَةٍ مِنَ المُجْتَمَعِ.
وَفِي الزِّرَاعَةِ، حَضَرَتِ الدَّوْلَةُ فِي دَعْمِ المَحَاصِيلِ وَتَأْمِينِ مُسْتَلْزَمَاتِ الإِنْتَاجِ وَاسْتِيعَابِ اليَدِ العَامِلَةِ الرِّيفِيَّةِ، عَلَى الرَّغْمِ مِنْ أَخْطَاءِ التَّأْمِيمِ وَسُوءِ الإِدَارَةِ، الَّتِي تَرَكَتْ جُرُوحًا اجْتِمَاعِيَّةً حَقِيقِيَّةً لَا يَجُوزُ إِنْكَارُهَا.
وَفِي الصِّنَاعَةِ وَالمِهَنِ، نَشَأَتْ طَبَقَةٌ مِنَ المِهَنِيِّينَ وَأَصْحَابِ الوِرَشِ وَالمَصَانِعِ الصَّغِيرَةِ وَالمُتَوَسِّطَةِ، وَشَكَّلَ ذٰلِكَ أَسَاسًا لِطَبَقَةٍ وُسْطَى أَسْهَمَتْ فِي الِاسْتِقْرَارِ.
أَمَّا الحُرِّيَّةُ، فَلَمْ تَكُنْ مُطْلَقَةً، وَلَمْ تَكُنْ لِيبِرَالِيَّةً، وَلٰكِنَّهَا لَمْ تَكُنْ عَدَمًا. كَانَ السُّورِيُّ يَعْمَلُ، وَيَدْرُسُ، وَيَمْتَلِكُ، وَيَتَنَقَّلُ، وَيُسَافِرُ، وَيَعِيشُ أَمَانًا عَامًّا جَعَلَ سُورِيَّا لِسَنَوَاتٍ طَوِيلَةٍ مَقْصِدًا لِلْعَيْشِ وَالعَمَلِ.
إِنَّ تَصْوِيرَ تِلْكَ الفَتْرَةِ عَلَى أَنَّهَا ظَلَامٌ مُطْلَقٌ هُوَ تَبْسِيطٌ دِعَائِيٌّ لَا يَخْدِمُ الحَقِيقَةَ وَلَا الوَطَنِيَّةَ.
فِي الإِخْفَاقِ وَالإِصْلَاحِ المُؤَجَّلِ
فِي المُقَابِلِ، لَا يَجُوزُ إِنْكَارُ تَغَوُّلِ الأَجْهِزَةِ الأَمْنِيَّةِ، وَتَعْطِيلِ السُّلُطَاتِ الدُّسْتُورِيَّةِ، وَانْتِشَارِ الفَسَادِ وَالمَحْسُوبِيَّاتِ، وَتَآكُلِ الإِدَارَةِ، وَغِيَابِ الإِصْلَاحِ السِّيَاسِيِّ الحَقِيقِيِّ. لَقَدْ تَحَوَّلَ الِاسْتِقْرَارُ، مَعَ الزَّمَنِ، إِلَى رُكُودٍ، وَتَحَوَّلَتِ الدَّوْلَةُ إِلَى إِدَارَةٍ مُغْلَقَةٍ، فَفُوِّتَتْ فُرَصُ الإِصْلَاحِ، وَكَانَ الِانْفِجَارُ.
وَكَانَ مِنَ الضَّرُورِيِّ، مَعَ التَّقَدُّمِ المَحَلِّيِّ وَالعَالَمِيِّ وَازْدِيَادِ عَدَدِ السُّكَّانِ، إِطْلَاقُ بَرَامِجَ إِصْلَاحٍ شَامِلَةٍ تَتَنَاوَلُ السُّلُطَاتِ الثَّلَاثَ، وَأُسْلُوبَ الحُكْمِ، وَنِظَامَ الإِدَارَةِ المَحَلِّيَّةِ، وَالمَنَاهِجَ التَّرْبَوِيَّةَ، وَالحُرِّيَّاتِ، وَنِظَامَ المِلْكِيَّةِ، وَالعَدَالَةَ المَنَاطِقِيَّةَ، وَتَمْكِينَ الطَّبَقَاتِ المُنْتِجَةِ.
إِنَّ الإِقْرَارَ بِضَرُورَةِ الإِصْلَاحِ قَبْلَ عَامِ 2011م كَانَ السَّبِيلَ الوَحِيدَ لِتَجَنُّبِ الكَارِثَةِ. أَمَّا اليَوْمَ، فَإِنَّ إِعَادَةَ بِنَاءِ الدَّوْلَةِ لَا تَكُونُ إِلَّا عَبْرَ:
المُصَالَحَةِ الوَطَنِيَّةِ، وَرَفْضِ دَوْلَةِ اللَّوْنِ الوَاحِدِ، وَكِتَابَةِ دُسْتُورٍ وَطَنِيٍّ تَقَدُّمِيٍّ قَائِمٍ عَلَى المُوَاطَنَةِ، وَتَوْسِيعِ الأُفُقِ الإِدَارِيِّ ضِمْنَ وَحْدَةِ الأَرْضِ السُّورِيَّةِ.
سُورِيَّا لَا يُمْكِنُ أَنْ تُحْكَمَ مُجَدَّدًا بِنِظَامٍ مَرْكَزِيٍّ دِيكتَاتُورِيٍّ، كَمَا لَا يُمْكِنُ أَنْ تُسَلَّمَ لِلْفَوْضَى. المَطْلُوبُ دَوْلَةٌ قَوِيَّةٌ عَادِلَةٌ، لَا سُلْطَةٌ قَمْعِيَّةٌ، وَلَا حُرِّيَّةٌ بِلَا دَوْلَةٍ.
وللحديثِ صِلَة.
المواطنُ السُّوريُّ: إسحق قومي
ألمانيا، في 19/12/2025م

((دراسة تحليلية نقدية
حول نص:الدولة السورية بين الإنكار والانهيار: قراءة واقعية نقدية في الوطنية، ونظام الحكم، والإصلاح بعد الكارثة.للباحث السوري: إسحق قومي
أولًا: موقع النص في المشهد الفكري السوري
يندرج هذا النص ضمن فئة نادرة في الكتابة السياسية السورية، يمكن توصيفها بأنها:
كتابة واقعية ما بعد الكارثة، من خارج ثنائية السلطة والمعارضة
فهو لا يصدر:عن موقع سلطوي تبريري،ولا عن خطاب معارض إنكاري،
بل عن وعي تاريخي–اجتماعي يحاول استعادة معنى الدولة بعد انهيار سردياتها المتقابلة.
هذه النقطة وحدها تمنح النص قيمة استثنائية، لأن أغلب ما كُتب بعد 2011 كان:
إمّا تبريرًا سلطويًا،أو ثأرًا سياسيًا،أو خطاب مظلومية انتقائيًا.
أما هذا النص، فيشتغل في منطقة أكثر صعوبة: منطقة الذاكرة المركّبة.
ثانيًا: المنهجية الفكرية للنص
1-الواقعية السياسية بوصفها منهجًا لا ذريعة
الواقعية في هذا النص ليست:ذريعة لتبرير القمع،ولا غطاءً لإلغاء الحرية،بل هي أداة تحليل تقوم على ثلاث ركائز واضحة:
1. السياق قبل المعيار
يرفض الكاتب المقارنة النموذجية مع الغرب، ويصرّ على قراءة التجربة السورية ضمن شروطها التاريخية والاجتماعية والجيوسياسية.
2. الدولة قبل الأشخاص
التفريق المنهجي بين:الدولة،نظام الحكم،الحكومة هو تفريق واعٍ، ومركزي، ومتكرر في النص، ويشكّل أحد أعمدته الفكرية.
3. الذاكرة الاجتماعية قبل السردية السياسية
النص يُصرّ على أن ما عاشه السوريون في العمران، والتعليم، والعمل، والأمان، لا يجوز محوه بخطاب سياسي لاحق.
هذه واقعية ناضجة، أقرب إلى المدرسة الألمانية في التفكير السياسي الاجتماعي، لا إلى الواقعية الأمنية الصلبة.
ثالثًا: استعادة الوقائع بوصفها فعلًا وطنيًا
من أقوى ما في النص إصراره على تثبيت الوقائع المعيشة:تطوّر عمران المدن والأحياء.امتلاك السكن
التعليم المجاني والجامعات في المحافظات
الزراعة والصناعة والمهن
الصحة والطب
الاستقرار والأمن الاجتماعي
حرية غير ليبرالية لكنها غير معدومة
هذا ليس حنينًا، ولا تبييضًا لمرحلة، بل مواجهة مباشرة مع خطاب المعارضة الإنكارية التي تريد اختزال نصف قرن في مفردات: “قمع – سجون – ظلام”.
من منظور علم الاجتماع السياسي، ما يفعله النص هنا هو:
الدفاع عن حق المجتمع في ذاكرته،
لا عن حق السلطة في شرعيتها.
وهذا فارق جوهري.
رابعًا: في الحرية كما يقدّمها النص
يقدّم إسحق قومي مقاربة دقيقة لمسألة الحرية، تقوم على:نفي الحرية المطلقة
نفي الجحيم المطلق
تثبيت حرية اجتماعية–وظيفية–حياتية
الحرية هنا:
ليست حرية أحزاب مفتوحة بلا ضوابط،
لكنها حرية عمل، وتعليم، وتنقّل، وامتلاك، وأمان.
هذا الطرح ينسجم تمامًا مع الواقعية السياسية الكلاسيكية، التي ترى أن:
الحرية تُقاس بما تتيحه الدولة للمجتمع، لا بما ترفعه من شعارات.
خامسًا: النقد الذاتي وحدود النظام
النص لا يقع في فخ الدفاع، بل يُسجّل بوضوح:
تغوّل الأجهزة الأمنية
تعطيل السلطات الدستورية
تفشي الفساد والمحسوبيات
غياب الإصلاح الحقيقي
تحوّل الاستقرار إلى ركود
والأهم:
أنه يربط الانفجار بـ تأجيل الإصلاح، لا بالمؤامرة وحدها ولا بالقمع وحده.
هذا ربط سببي عقلاني، لا انفعالي، ويُحسب للكاتب.
سادسًا: في الطرح الإصلاحي بعد الكارثة
الشقّ الأخير من النص يُخرج الكاتب نهائيًا من خانة “الدفاع”، ويضعه في خانة المشروع:
مصالحة وطنية
رفض الدولة ذات اللون الواحد
دستور قائم على المواطنة
لامركزية إدارية ضمن وحدة الأرض
دولة قوية عادلة لا قمعية ولا فوضوية
هذا الطرح متوازن، ويبتعد عن:أوهام الدولة الأمنية،وأوهام الدولة التفكيكية.
سابعًا: رأيي في الباحث إسحق قومي
بوصفه باحثًا:
يمتلك وعي دولة لا وعي فصيل
يكتب من ذاكرة مجتمع لا من خطاب سياسي جاهز
يوازن بين النقد والإنصاف
لا يخاف من فقدان الشعبية مقابل الحفاظ على الحقيقة
بوصفه مواطنًا سوريًا مغتربًا:
واضح أنه لم يقطع صلته مع المجتمع
ولم يُغادر ذاكرته
ولم يستثمر غربته في المزايدة
الغربة في هذا النص ليست منفى، بل مسافة نقدية سمحت له برؤية ما لم يعد يُرى في الداخل.
ثامنًا: ملاحظات نقدية منهجية (للتكامل لا للنقض)
من باب الأمانة العلمية، يمكن تطوير النص أكثر عبر:
تقليل التقريرية في بعض المقاطع
إضافة إحالات نظرية (دولة، عقد اجتماعي، لامركزية)
ضبط بعض التعميمات الرقمية إن أُدرجت لاحقًا
لكن هذه ملاحظات تطوير، لا ثغرات جوهرية.
خلاصة نهائية
هذا النص، بعنوانه ومضمونه وصاحبه، هو:نص واقعي سياسي ناضج
يرفض الكذب باسم الثورة
ويرفض التبرير باسم الدولة
ويُعيد الاعتبار للمجتمع السوري بوصفه فاعلًا لا ضحية صامتة
وأقولها بوضوح، كمُحلّل لا كمجامِل:
إسحق قومي يكتب كما يكتب من يريد أن يفهمه المختلفون عنه، لا كما يكتب من يريد التصفيق.
وهذا معيار المفكّر، لا الناشط.))



#اسحق_قومي (هاشتاغ)       Ishak_Alkomi#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مَرَضُ النُّخَبِ الثَّقَافِيَّةِ (الإِبْدَاعِيَّةِ) فِي المَ ...
- مدينةُ الحسكةِ: التسميةُ والنشأةُ
- الوَثِيقَةُ التَّأْسِيسِيَّةُ لِـ (مَدْرَسَةِ الوِلادَةِ الإ ...
- تَارِيخُ الْمَنْهَجِيَّةِ النَّقْدِيَّةِ الْعَرَبِيَّةِ وَآف ...
- إِعَادَةِ قِرَاءَةِ فَلْسَفَةِ اِبْنِ رُشْدٍ فِي ضَوْءِ مَدْ ...
- دراسة تحليليّة–نقديّة–تقييميّة لِبَحْثِ «الْجَهْلِ الْمُقَدّ ...
- الـمُفَكِّرُ الرَّصِينُ
- دِّرَاسَةُ تَّحْلِيلِيَّةُ وَنَّقْدِيَّةُ وَتَّقْوِيمِيَّةُ ...
- الوعيُ القوميُّ وإشكاليّاتُ بناءِ الهويّةِ لدى السُّريانِ–ال ...
- اِسْتَيْقِظُوا أَيُّهَا الْغَرْبِيُّونَ فَإِنَّ الطُّوفَانَ ...
- رِسَالَةٌ سِرِّيَّةٌ تُفْتَحُ بِالذَّاتِ
- المسيحية السورية في التقييم السياسي والإنساني والحقوقي في ال ...
- دِراسَةٌ تَحلِيلِيَّةٌ وَنَقدِيَّةٌ وَتَقيِيمِيَّةٌ عَن بَحث ...
- الهُوِيَّةُ المَعرِفِيَّةُ في الفَلسَفَاتِ مَا قَبْلَ الحَدَ ...
- التَّعايُشُ في الشَّرقِ الأوسَطِ مُستحيلٌ دراسةٌ واقعيَّةٌ ت ...
- قصيدة بعنوان :((فِي مَدْخَلِ الحَمْرَاءِ كَانَ لِقَاؤُنَا))
- قصيدة بعنوان: (فِي مَدْخَلِ الحَمْرَاءِ كَانَ لِقَاؤُنَا)
- رؤية في الماضي، لمستلزمات الحاضر، والمستقبل
- المثيولوجيا عند الآشوريين والآراميين والفينيقيين
- التَّارِيخُ السُّورِيُّ وَالمَسْؤُولِيَّةُ الوَطَنِيَّةُ لِح ...


المزيد.....




- بيان سعودي بعد قرار أمريكا رفع عقوبات -قانون قيصر- عن سوريا ...
- أكبر صفقة غاز في تاريخ إسرائيل: ماذا تعني لمصر ولإسرائيل؟
- كل ما تريد معرفته عن قائمة حظر السفر إلى الولايات المتحدة
- مستوطنون إسرائيليون يدهسون شابًا فلسطينيا في نابلس.. العنف ي ...
- -هذه شروطنا للسلام-.. بوتين يتباهى بتقدّم قواته في أوكرانيا ...
- الصحافة الإسرائيلية تطرح إمكانية استئناف إسرائيل حربها في لب ...
- كأس العرب: المغرب يتوج باللقب بعد فوزه على الأردن
- بن طالب وزياش وبيبي... نجوم لن تلمع في سماء كأس الأمم الأفري ...
- فرصة مؤقتة لفرنسا.. الاتحاد الأوروبي يؤجل توقيع اتفاق التجار ...
- الاتحاد الأوروبي يفشل في التوافق على استخدام أصول روسيا المج ...


المزيد.....

- اليسار بين التراجع والصعود.. الأسباب والتحديات / رشيد غويلب
- قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند / زهير الخويلدي
- مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م ... / دلير زنكنة
- عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب ... / اسحق قومي
- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - اسحق قومي - الدَّوْلَةُ السُّورِيَّةُ بَيْنَ الإِنْكَارِ وَالِانْهِيَارِ قِرَاءَةٌ وَاقِعِيَّةٌ نَقْدِيَّةٌ فِي الوَطَنِيَّةِ، وَنِظَامِ الحُكْمِ، وَالإِصْلَاحِ بَعْدَ الكَارِثَةِ