|
|
ميناء بربرة 🚢بوابة تل أبيب إلى القرن الإفريقي : أجندة إسرائيلية لتشكيل ميليشيا جديدة بدعمٍ إثيوبي في أرض الصومال🇸🇴 …
مروان صباح
الحوار المتمدن-العدد: 8570 - 2025 / 12 / 28 - 12:21
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
/ ورغم تصاعد الضغوط الدولية على نتنياهو ، فإن ملفه المتعلق باتهامات الإبادة الجماعية تجاوز الإطار الشخصي ليصبح أزمة بنيوية تطاول صورة إسرائيل ذاتها ، التىّ تشهد تآكلاً متسارعاً في شرعيتها الأخلاقية والسياسية على المستوى العالمي ، فقد باتت مذكرات المحكمة الجنائية الدولية بحقه عاملاً مؤثراً في تقليص هوامش حركته الخارجية ، وإعادة رسم مسارات تحركاته الدبلوماسية والجغرافية على حد سواء ، " المرجع : منصور، سمير - إسرائيل أمام العدالة الدولية: القانون والسياسة-دار الشروق ، عمّان، 2023" .
وخلاصة القول إن بقاء نتنياهو في منصبه لم يعد مرادفاً لحرية القرار أو الحركة ، إذ أصبحت تحركاته الخارجية خاضعة لتدقيق قانوني مسبق من قبل مكتبه ووزارة الخارجية الإسرائيلية ، عبر مراجعة دقيقة للأوضاع القضائية والسياسية في الدول التىّ يمر بها أو يزورها ، ومع ذلك ، كشفت تسريبات متعددة عن طبيعة الملف الذي يسعى إلى ترويجه في واشنطن ، والمتعلق بمخططات تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة ، واستكمال تطويق مصر من جبهتها الإفريقية ، عقب تدمير القطاع الذي يُنظر إليه كخط دفاع جغرافي وأمني لسيناء ،" المرجع: الخطيب، محمود - غزة بين التهجير والتطويق الإقليمي. المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، الدوحة، 2024 "…
تنبع خطورة الاعترافات السياسية الأخيرة من كونها تمهّد لترسيخ حضور إسرائيلي جديد في منطقة القرن الإفريقي ، في سياق إقليمي معقّد يتقاطع مع تداعيات السدّ الإثيوبي والسيطرة على مواقع استراتيجية في البحر الأحمر ، وعلى رأسها جزيرة سقطرى ، ويُفهم من ذلك أن مساعي تقسيم الصومال لا تندرج فقط في إطار مخطط محتمل لنقل سكان قطاع غزة ، بل تتجاوز هذا البعد الإنساني المعلن إلى أهداف استراتيجية أعمق ، تتمثل في إنشاء قواعد عسكرية جديدة تسهم في استكمال الطوق الجيوسياسي المفروض على مصر من مختلف الاتجاهات الحيوية ، " مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية الدولية، إسرائيل والقرن الإفريقي : أبعاد التمدد في البحر الأحمر ، القاهرة ، 2023 "، وفي هذا السياق ، 👈 ورغم أن المرحلة الثانية من اتفاق شرم الشيخ تركّز رسمياً على إعادة إعمار قطاع غزة ، تشير بعض التقديرات أو بالأحرى إلى وجود مخطط لدى رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو لإقناع الرئيس الأمريكي ترمب بترتيب نقل مؤقت لسكان غزة إلى الأراضي الصومالية ، بما يتيح للجيش الإسرائيلي تصفية بنية المقاومة ، ثم الشروع لاحقاً في عملية الإعمار وإعادة الفلسطينيين ، إلا أن هذا السيناريو يحمل في طياته مخاطر ونوايا واضحة تحوّل الوجود الفلسطيني في الصومال إلى واقع دائم بفعل عامل الزمن والوقائع الميدانية ،" العربي الجديد، سيناريوهات التهجير القسري للفلسطينيين وتداعياتها الإقليمية، بيروت، 2024 " .
ومن الجدير بالملاحظة أن تقارير متعددة تحدثت عن قيام جهات خارجية بتمويل مشاريع بنى تحتية ضخمة في ارض الصومال تُصنّف من بين الأكبر على مستوى القارة الإفريقية وتحديداً المطار ، وهو ما يفسر لمخطط مسبق بتهجير سكان غزة ، في وقت تعاني فيه البلاد من هشاشة اقتصادية حادة ، الأمر الذي يثير تساؤلات حول الأهداف الاستراتيجية الكامنة وراء هذا الاستثمار المكثف في بيئة تعاني من أزمات بنيوية مزمنة ، " مركز دراسات الشرق الأوسط، القواعد العسكرية الأجنبية في الصومال وأثرها على توازنات القرن الإفريقي ، عمّان، 2023 "…
تشهد منطقة القرن الأفريقي والبحر الأحمر تحولات جيوسياسية متسارعة ، ترافقت مع تصاعد التنافس الإقليمي والدولي على الموانئ والممرات البحرية ومصادر المياه ، وفي هذا السياق ، يبرز ملف «أرض الصومال» وميناء بربرة ، إلى جانب السدّ الإثيوبي ، كعناصر مترابطة ضمن مشهد إقليمي شديد التعقيد ، تتقاطع فيه المصالح الإسرائيلية والإثيوبية مع حسابات الأمن القومي العربي ، ولا سيما المصري والسعودي ، وترى هذه السطور بأن إثيوبيا قد تكون من أوائل الدول مع اسرائيل التىّ تعترف بإقليم «أرض الصومال» ، بما يمنح أديس أبابا منفذاً بحرياً دائماً عبر ميناء بربرة ، هذا التحول – إن حدث – لن يكون منعزلاً عن سياق إقليمي أوسع يشمل مشروع السدّ الاثيوبي ، والتدخلات المتشابكة في السودان ، والتحركات غير المستقرة في ليبيا وسوريا ، باعتبارها ساحات ضغط وإعادة تشكيل موازين القوى ، ويُعتقد أن ثمة تفاهمات غير معلنة قد تربط بين إثيوبيا وإسرائيل وقيادات في «أرض الصومال» ، تسمح بترتيبات أمنية واقتصادية تمنح الطرفين موطئ قدم استراتيجي على البحر الأحمر من جهة خليج عدن ، وهو ما يثير مخاوف واسعة لدى الدول العربية المطلة على هذا الممر الحيوي ،" المراجع :مركز الجزيرة للدراسات، التنافس الإقليمي في القرن الأفريقي وأبعاده الجيوسياسية "، 👈 نذهب إلى أبعد من ذلك ، حيث تنظر مصر بقلق بالغ إلى أي وجود إثيوبي–إسرائيلي دائم في محيط البحر الأحمر ، لما لذلك من انعكاسات مباشرة على أمن قناة السويس ومستقبل مياه النيل ، وفي هذا الإطار ، يُشار إلى الدور المصري المتزايد في الصومال ، مدعوماً بشراكات إقليمية مع تركيا والسعودية وجيبوتي ، بهدف الحفاظ على وحدة الدولة الصومالية ومنع تكريس انفصال «أرض الصومال» بصورة قانونية دولياً ، ويرتبط هذا التوجه بمخاوف أوسع من سيناريوهات إعادة توطين أو تهجير الفلسطينيين ، والتحكم غير المباشر بمفاصل الملاحة الدولية من ميناء بربرة ومصادر المياه في السد الاثيوبي ، وهي قضايا تمسّ صميم الأمن القومي المصري ، " المراجع : الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، الأمن القومي المصري والبحر الأحمر " .
من زاوية أخرى ، تشير بعض الدراسات إلى أن ميناء بربرة قد يتحول – في حال خروجه عن الرقابة الصومالية المركزية – إلى بوابة لتصريف الثروات المنهوبة من مناطق الصراع في أفريقيا ، سواء كانت ذهباً أو نفطاً أو غازاً أو معادن استراتيجية ، وهو ما يعمّق من اقتصاديات الحرب ، ويغذّي شبكات تهريب عابرة للحدود ، في ظل هشاشة البنى الرقابية والأمنية ، كما تُدرج هذه التحركات ضمن سياق أوسع يستهدف تقليص النفوذ السعودي في اليمن والساحل الأفريقي ، تمهيداً لإعادة تشكيل الخريطة السياسية في جنوب الجزيرة العربية ، ويبرز في هذا الإطار حديث متزايد عن احتمال إعلان «المجلس الانتقالي الجنوبي» دولة مستقلة في حضرموت ، مع توقعات – غير مؤكدة – بسعي هذه الكيانات للحصول على اعترافات دولية بدعم إقليمي ودولي ، " المراجع : مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية ، الاقتصاد السياسي للصراع في اليمن "، ✍ ، حيث تكشف هذه القراءة أن ما يجري في القرن الأفريقي والبحر الأحمر لا يمكن فهمه بمعزل عن شبكة أوسع من الصراعات والمصالح المتداخلة ، حيث تتقاطع ملفات المياه والموانئ والطاقة مع اعتبارات الأمن القومي والهويات السياسية الجديدة ، وبينما تبقى كثير من هذه السيناريوهات في إطار التحليل والتقدير ، فإن المؤكد أن المنطقة تتجه نحو مرحلة إعادة تشكيل عميقة قد ترسم ملامح توازنات مختلفة في الإقليم خلال السنوات المقبلة …
لا يقتصر هذا المشروع على حالات الاستقلال أو النزعات الانفصالية في حضرموت والمهرة أو أرض الصومال أو الجنوب السوري أو غزة أو السودان ، بل يمثل توجهاً إقليمياً أشمل يستند إلى استراتيجية ممنهجة تقوم على إقصاء المكونات السكانية الطرفية وتهميشها سياسياً وتنموياً ، ويظهر هذا النمط بوضوح في الحالة الجنوبية في اليمن ، حيث تعرّضت هذه المناطق لإهمال طويل الأمد من قِبل الدولة المركزية ، الأمر الذي ساهم في تعميق الفجوة بين المركز والأطراف ، وتزداد خطورة هذا الواقع في دولة يتجاوز عدد سكانها 40 مليون نسمة ، وتغلب عليها البنية القبلية ومستويات الفقر المرتفعة ، إلى جانب الانتشار الكثيف للسلاح ، فهناك 70 مليون قطعة سلاح ، وهي عوامل تُهيئ بيئة مواتية لاختراقات خارجية وتأجيج الصراعات الداخلية ، وفي هذا السياق ، نشير سياسياً إلى أن الحوثيين يتحركون ضمن أجندة إيرانية تهدف إلى تعزيز النفوذ الإقليمي لطهران في شبه الجزيرة العربية ، وبالمقابل ، يُنظَر إلى عدد من الفاعلين المحليين في جنوب اليمن والسودان وأرض الصومال وجنوب سوريا وليبيا بوصفهم أطرافاً منخرطة في مسار سياسي يخدم المصالح الإسرائيلية ويتقاطع مع الأهداف الإثيوبية في القرن الإفريقي وشرق المتوسط ، ويُعد هذا المسار مصدراً لتهديدات مباشرة لمصالح كل من مصر والسعودية وتركيا ، وهي دول تمتلك تاريخياً ثقلاً مؤثراً في إدارة التوازنات الإقليمية داخل هذه الساحات قبل قيام الدولة الوطنية وبعدها .
وتنعكس هذه التحولات على مجمل البنية الجيوسياسية للمنطقة ، حيث تُسهم في إضعاف الدولة الوطنية وتعزيز أنماط الحكم المحلي الهش المرتبط بالخارج ، بما يؤدي إلى إعادة إنتاج الصراعات وإعادة رسم خرائط النفوذ على أسس طائفية ومناطقية ، ويمثل هذا المسار أحد أبرز التحديات أمام استقرار الشرق الأوسط والقرن الإفريقي في المدى المنظور ، لما يحمله من مخاطر تتجاوز حدود الدول المعنية لتطال النظام الإقليمي برمته … والسلام 🙋♂ ✍
#مروان_صباح (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
كريستيانو رونالدو : تحفة كروية أنجبتها البرتغال 🇵
...
-
بين الوهم والصدمة : ظنَّ الإسرائيليون أنهم يفرضون واقعًا جدي
...
-
رحلة الإنسان التقنية 🛜 : من الحجر والورق إلى العالم
...
-
حافي القدمين : عندما يُختزل الوطن في حذاء ، ويبقى الإنسان ره
...
-
جيبٌ هنا وآخرُ هناك… وقناةٌ بديلة: أُطابّق الحصار على مصر
...
-
التحذير الأخير للرئيس ابي احمد في أديس أبابا 🇪Ӻ
...
-
الصعود الآسيوي يعيد تشكيل موازين القوى💪… وواشنطن
...
-
الأنين الوطني : مقاربة تحليلية في بنية الاختلالات وإمكانات ا
...
-
سوريا بعد التحرّر وفرح السوريين : مقاربة أكاديمية لمسار بناء
...
-
صناعة الأمم : قراءة📕في التاريخ لتجنّب الوقوع في إخفا
...
-
بين عرسٍ تعانقت فيه الفرحةُ🎈من كل صوب،ودمعةِ فخرٍ ان
...
-
عبد الودود على الحدود : اللجوء العربي الفلسطيني 🇵
...
-
سوريا تركيا 🇹🇷 وإسرائيل : مقاربة تحليلية لمع
...
-
التضامن الدولي مع الشعب الفلسطيني - حادثة واشنطن ..
-
منطقة غنية بمواردها وحضارتها📚…صراع محموم على قيادة ا
...
-
غزة - اتفاقٍ على طريقة نتنياهو…قراءة في وهم الهدنة وواقع الم
...
-
بين تريليون ابن سلمان 🇸🇦 للأمريكيين 🇺
...
-
سباق النفوذ في القرن الأفريقي والبحر الأحمر : أنظمة إقليمية
...
-
سياحة القنص لأثرياء أوروبا…القانونيون الإيطاليون يلاحقون مجر
...
-
على السريع - 🏛 العراق 🇮🇶 بين ديمقراط
...
المزيد.....
-
كيف وصف زيلينسكي بوتين بعد أطول هجوم روسي على منطقة كييف؟
-
انهيار طيني وانفجار غاز طبيعي جنوب كاليفورنيا يتسبب بإغلاق ط
...
-
السعودية.. هيئة العناية بالحرمين تكشف عن مدة أداء العمرة وعد
...
-
مجلس الأمن يناقش الاعتراف الإسرائيلي بجمهورية أرض الصومال وت
...
-
عرض ليلي يضيء سماء صقلية.. ثوران بركان إتنا يدهش المتزلجين ع
...
-
على وقع تهديد روسي ودعم أوروبي زيلنسكي يستعد للقاء ترامب
-
كأس أمم أفريقيا: هل سيحضر مبابي مع عائلته مباراة الجزائر ضد
...
-
مباشر: الجزائر - بوركينا فاسو... الخضر في معركة انتزاع تأشير
...
-
-أسطول الظل- بعد حملة الكاريبي.. حرب عالمية بوتائر متباينة
-
سجال رقمي بين وزارة الدفاع التركية والجيش الإسرائيلي يثير مو
...
المزيد.....
-
الانتخابات العراقية وإعادة إنتاج السلطة والأزمة الداخلية للح
...
/ علي طبله
-
الوثيقة التصحيحية المنهجية التأسيسية في النهج التشكيكي النقد
...
/ علي طبله
-
الطبقة، الطائفة، والتبعية قراءة تحليلية منهجية في بلاغ المجل
...
/ علي طبله
-
قراءة في تاريخ الاسلام المبكر
/ محمد جعفر ال عيسى
-
اليسار الثوري في القرن الواحد والعشرين: الثوابت والمتحركات،
...
/ رياض الشرايطي
-
رواية
/ رانية مرجية
-
ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا
/ حسين جداونه
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان
...
/ غيفارا معو
-
حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش
/ د. خالد زغريت
المزيد.....
|