أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رمضان حمزة محمد - من -بروتوكولات الوعود- إلى -اتفاقيات ملزمة- نحو استراتيجية السيادة المائية ومواجهة المخاطر الجيولوجية العابرة للحدود.؟














المزيد.....

من -بروتوكولات الوعود- إلى -اتفاقيات ملزمة- نحو استراتيجية السيادة المائية ومواجهة المخاطر الجيولوجية العابرة للحدود.؟


رمضان حمزة محمد
باحث


الحوار المتمدن-العدد: 8569 - 2025 / 12 / 27 - 21:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تحويل "الوعود" إلى "حقوق" يجب أن تكون الاستراتيجية الجديدة للحكومة العراقية المقبلة لضمان استدامة الحياة في بلاد الرافدين. ضرورة التحول الاستراتيجي لم يعد ملف المياه في العراق مجرد قضية فنية أو إدارية، بل بات يشكل جوهر الأمن الوطني. إن على الحكومة العراقية المقبلة تبني استراتيجية "الحقوق لا الوعود"، عبر الانتقال من مذكرات التفاهم الهشة إلى اتفاقيات إطارية ملزمة تخضع لمصادقة البرلمان، لضمان تحويل التفاهمات السياسية إلى مكتسبات قانونية دولية لا تقبل التأويل. من خلال مأسسة الحقوق المائية (الرقمنة والسيادة القانونية). تعتبر مذكرات التفاهم الحالية "أوراقاً خاملة" تفتقر للصبغة الإلزامية في القانون الدولي. إن الحل يكمن في فرض "الحقوق الرقمية"؛ أي تضمين الاتفاقيات أرقاماً صريحة لتصريف المياه عند الحدود (بالمتر المكعب في الثانية). كما يجب كسر "احتكار التنفيذ"، فإدارة المنشآت المائية على الأرض العراقية هي شأن سيادي محض، ويجب أن تخضع الشركات المنفذة (بما فيها التركية) للمعايير الرقابية والفنية العراقية الصارمة، لضمان جودة التنفيذ وحماية القرار الوطني.
ضورة البدء بالإصلاح الهيكلي واللامركزية المائية حيث لا يمكن استعادة الحقوق الخارجية دون ترتيب البيت الداخلي. إن إصلاح منظومة الموارد المائية يتطلب اعتماد لامركزية إدارية ومالية حقيقية، تمنح المحافظات صلاحية إدارة مواردها وفقاً لخصوصيتها المائية، ضمن إطار حوكمة رشيدة يمنع تضارب المصالح ويحقق التوازن المائي بين كافة أقاليم البلاد.
ويجب الإشارة هنا الى ان منطقة شرق الأناضول تمثل اليوم بؤرة قلق تكتوني تتجاوز حدودها المحلية لتصبح قضية أمن إقليمي، حيث يجتمع فيها النشاط البركاني مع الصدوع الزلزالية النشطة والمنشآت المائية العملاقة. ويبرز بركان "نمرود" كأحد أهم عناصر هذا الخطر؛ فهو ليس جبلاً خامداً بل نظام بركاني كامن قادر على إحداث انهيارات أرضية ضخمة في بحيرة "وان"، مما قد يولد موجات "تسونامي بحيرية" تكتسح كل ما يحيط بها.
ولا يتوقف الأمر عند النشاط الطبيعي، بل يمتد إلى "الزلازل المستحثة" بفعل السدود العملاقة مثل سد "أتاتورك". إن احتجاز 48 مليار متر مكعب من المياه يولد ضغطاً هيدروليكياً هائلاً يؤدي إلى "تزييت" الصدوع الأرضية وتقليل الاحتكاك بين الطبقات، وهو ما قد يُعجل بوقوع هزات كبرى في منطقة تعيش أصلاً حالة إجهاد تكتوني عنيف، خاصة بعد زلزال فبراير 2023 المدمر الذي أضعف البنية الجيولوجية للمنطقة.
إن هذا المشهد الجيولوجي المعقد يطرح تهديداً وجودياً لدول المصب، العراق وسوريا. فالفشل البنيوي في سدود المنبع (أتاتورك أو إليسو) نتيجة زلزال أو نشاط بركاني لن يتوقف أثره عند الجوار التركي، بل سيطلق "تسونامي نهري" عابر للحدود يؤدي إلى "تأثير الدومينو". هذا السيناريو يعني أن انهيار السدود العلوية سيتبعه انهيار حتمي لسد الموصل وسد الطبقة نتيجة العجز عن استيعاب الموجة الانفجارية للمياه، مما يهدد بمسح مدن كاملة عن الخارطة، ويجعل من سلامة السدود ملفاً دولياً يتطلب تعاوناً تقنياً فورياً لحماية الأمن المائي والوجودي للمنطقة.



#رمضان_حمزة_محمد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوكمة المياه في العراق: من إدارة الأزمة إلى ضرورة البقاء
- من حلول استدامة موارد العراق المائية التحول من إدارة الأزمة ...
- الانتقال من -مذكرات التفاهم- إلى -الاتفاقيات الملزمة- مع دول ...
- رأي خبير: نحو إدارة مائية شفافة ومُتكاملة باعداد تقرير شامل ...
- نحو حوكمة رشيدة للموارد المائية لتحويل التحديات إلى فرص.؟
- لضمان حقوق العراق المائية نرى ضرورة ان يتحول العراق من الجغر ...
- من المتانة إلى المرونة: لماذا يجب على العراق تبني -هندسة الم ...
- هل سيستطيع العراق تحويل دروس السيول والفيضانات من حالة الاست ...
- أنهار العراق: من مهد الحضارة والتناغم إلى تحديات الجفاف والت ...
- التوسع الحضري العشوائي وقرارات استخدام الأراضي في العراق وبُ ...
- من رفوف مكتبات الجامعات إلى التنفيذ كمشاريع تنموية:متى سيترج ...
- التراث الثقافي وتغير المناخ- الاهوار العراقية أنموذجاً-
- العدالة المناخية وأهمية قياس مؤشر الهشاشة المناخية.؟
- تصاعد عنف المياه في العراق -الأزمة الداخلية والتهديدات العاب ...
- دروس من بركان -هايلي غوبي- والعودة إلى التاريخ الجيولوجي لهض ...
- هل يتعامل العراق بإدارة المياه السطحية والجوفية كنظام واحد.؟
- الحوكمة والمساءلة في تنظيم المياه الدولية المتشاركة والعابرة ...
- كيف اجبرت الجيولوجيا (خسف الارض والهزات الارضية) والهيدروجيو ...
- أدارة احواض الأنهر والإدارة التشاركية من المفاتيح الأساسية ل ...
- مستقبل المياه العذبة في العراق: تحديات متصاعدة وفرص ممكنة


المزيد.....




- إسرائيل -تسخر- من رفض الخارجية الفلسطينية -الاعتراف بصومالي ...
- روسيا تقصف كييف بمسيرات وعشرات الصواريخ قبل اجتماع زيلينسكي ...
- أرض الصومال.. جذور النشأة والخلاف مع دولة الصومال
- ارتفاع شهداء وجرحى خروقات إسرائيل لوقف إطلاق النار بغزة
- -مسار الأحداث- يناقش القضايا التي يتوقع أن يبحثها نتنياهو مع ...
- -خلقت ثروة طائلة-.. ترامب يعدد فوائد الرسوم الجمركية على زيا ...
- بوتين يقول إنه غير مستعجل وزيلينسكي يوضح -الخطوط الحمراء-
- أوغندا تضيع فوزا ثمينا بعد هدر ضربة جزاء وتكتفي بالتعادل 1-1 ...
- الاتحاد الأوروبي يحث على احترام -وحدة وسيادة- الصومال إثر اع ...
- شاهد.. انتشال جثمان طفل غرق في بئر بعد محاولات لإنقاذه بغزة ...


المزيد.....

- الانتخابات العراقية وإعادة إنتاج السلطة والأزمة الداخلية للح ... / علي طبله
- الوثيقة التصحيحية المنهجية التأسيسية في النهج التشكيكي النقد ... / علي طبله
- الطبقة، الطائفة، والتبعية قراءة تحليلية منهجية في بلاغ المجل ... / علي طبله
- قراءة في تاريخ الاسلام المبكر / محمد جعفر ال عيسى
- اليسار الثوري في القرن الواحد والعشرين: الثوابت والمتحركات، ... / رياض الشرايطي
- رواية / رانية مرجية
- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رمضان حمزة محمد - من -بروتوكولات الوعود- إلى -اتفاقيات ملزمة- نحو استراتيجية السيادة المائية ومواجهة المخاطر الجيولوجية العابرة للحدود.؟