أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - علا مجد الدين عبد النور - المعارضة كأداة حكم: لماذا تحتاج السلطة إلى من يقول «لا»؟














المزيد.....

المعارضة كأداة حكم: لماذا تحتاج السلطة إلى من يقول «لا»؟


علا مجد الدين عبد النور
كاتبة

(Ola Magdeldeen)


الحوار المتمدن-العدد: 8568 - 2025 / 12 / 26 - 06:46
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


في ديسمبر 2025، أثارت تصريحات الكاتب الصحفي عماد الدين أديب نقاشًا واسعًا، حين قال خلال لقاء تلفزيوني إن مصر بحاجة إلى رئيس وزراء جديد «يستطيع أن يقول لا»، ليس بوصفها كلمة اعتراض، بل باعتبارها أداة حكم، وشرطًا أساسيًا للإدارة الرشيدة.
حديث أديب لم يكن عن أشخاص، بل عن فكرة: استقلال القرار داخل السلطة التنفيذية، وحق النقاش، وقدرة مؤسسات الدولة على مراجعة نفسها.
من هذه النقطة، نتساءل ماقيمة المعارضة لأنظمة الحكم؟

في العلوم السياسية، تُعرَّف المعارضة السياسية بأنها قوى منظمة، تمارس عملًا سياسيًا علنيًا ومرخصًا، تعارض سياسات الحكومة، وتراقب أداءها، وتسعى – عبر الوسائل القانونية – إلى الوصول إلى السلطة وتداولها سلميًا.
هذا الهدف، أي استلام السلطة، هو ما يميز الأحزاب السياسية عن الجمعيات أو الكيانات الرمزية، ويجعل المعارضة جزءًا أصيلًا في أي نظام ديمقراطي.
نظريًا، تضم خارطة المعارضة في مصر أحزابًا سياسية، وحركات، وبعض مؤسسات المجتمع المدني مثل النقابات المهنية والجمعيات الأهلية ذات الدور العام.
لكن عمليًا، يظل الاعتراف الكامل بدورها، وقدرتها على العمل العلني المؤثر، محل جدل مستمر.
وفق نتائج انتخابات 2025، لا تتجاوز نسبة تمثيل أحزاب المعارضة مجتمعة في مجلس النواب حاجز 10–15%، بينما تهيمن أحزاب الموالاة على أكثر من 75% من المقاعد.
وفي مجلس الشيوخ، يبدو المشهد أكثر ضيقًا، حيث يظل تمثيل المعارضة رمزيًا مقارنة بالأغلبية الكاسحة للقائمة الوطنية.
هذه الأرقام لا تعكس فقط ميزان القوى، بل تطرح سؤالًا حول فاعلية التعددية السياسية وقدرة البرلمان على أداء دوره الرقابي.


البرلمان بلا معارضة: تشريع أسرع… ودولة أضعف

تلعب المجالس النيابية دورًا محوريًا في بناء دولة القانون وتحقيق الاستقرار المجتمعي. ووجود معارضة برلمانية حقيقية داخل الإطار القانوني يخلق توازنًا ضروريًا بين السلطتين التشريعية والتنفيذية.
غياب المعارضة لا يعني غياب الخلاف، بل يعني غياب النقاش داخل المؤسسة، وهو ما يؤدي إلى:
تسريع عملية التشريع دون تدقيق كافٍ.
ضعف الرقابة والمساءلة على السياسات والميزانيات.
تحوّل البرلمان إلى جهة تمرير لا جهة نقاش.
تراجع الثقة الشعبية في المؤسسة التشريعية.
الخطورة هنا ليست في سرعة إصدار القوانين، بل في انعدام المراجعة، ما يفتح الباب لقرارات غير مدروسة أو مختلة التوازن.

هل المعارضة «تقويمية» أم بديلة؟
يُستخدم أحيانًا مصطلح «المعارضة التقويمية»، وكأن دور المعارضة هو تقديم النصح لا أكثر.
لكن في الممارسة السياسية العالمية، لا توجد معارضة بلا طموح سلطة.
المعارضة ليست جمعية خيرية، بل حكومة ظل، تراقب، تحاسب، وتستعد لتولي الحكم إن أُتيحت لها الفرصة عبر الأدوات الدستورية، مثل الاستجوابات أو سحب الثقة.
هذا الدور هو ما يضمن التداول السلمي للسلطة، ويمنع احتكار القرار.
وفي ظل هذا الغياب النسبي للمعارضة الفاعلة، تظهر ظواهر سياسية موازية تؤثر على المجال العام، فتُستخدم شيطنة المعارضة كأداة سياسية.
و يُعاد تعريف المعارض لا كمخالف في الرأي، بل كخطر، أو عميل، أو تهديد للأمن القومي، ويُربط النقد بالمؤامرة، فيتحول الخلاف السياسي إلى معركة أخلاقية.
والنتيجة.. إضعاف شرعية أي صوت ناقد،
وصرف الانتباه عن مشكلات الحكم الحقيقية.

الخلاصة
إن التجارب السياسية المستقرة، لا تقاس بقدرتها على إسكات الأصوات المختلفة، بل بقدرتها على استيعابها داخل مؤسساتها.
ووجود معارضة فاعلة داخل البرلمان لا يعني إضعاف الحكم، بل تحسين جودة القرار العام، وخلق مساحات مراجعة تمنع الأخطاء قبل أن تتحول إلى أزمات.
فالسلطة التي تسمح بالاختلاف المنظَّم، وتحتكم للنقاش، تُراكم ثقة مع شعبها وتبني استقرارًا طويل الأمد.



#علا_مجد_الدين_عبد_النور (هاشتاغ)       Ola_Magdeldeen#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- 2025.. عام التحولات الكبرى وكسر اليقين
- كل السنة في رأس السنة (الأخير)
- عام سعيد!
- هل كان عام 2025 عامًا سعيدًا على المصريين؟
- من السيوطي إلى المدرسة: كيف تحوّل الجنس من علم إلى عار
- لماذا نخاف من أحكام الآخرين؟
- لماذا علمونا كل شيء ولم يعلمونا كيف نعيش؟
- رسالة المصريين في جولات الإعادة .. هل فهمت القيادة السياسية ...
- الطفل الذي حلم بأن يلمس الأهرامات!
- كل السنة في رأس السنة!
- عروس المنوفية: جريمة تكشف أوضاع النساء في مصر
- كن أنت جمهورك… فالحشود لا تُؤتمن
- محمد صلاح … حين يصبح الخروج من منطقة الراحة ضرورة
- -حين ينسحب التشدد من دولة… ويزدهر في أخرى-
- علّمني الخيبة يا با!!
- أبجدية السياسة (الاخيرة): سياسة واقتصاد
- أبجدية السياسة _7_ نظم الحكم عبر التاريخ
- أبجدية السياسة (6): اللامبالاة السياسية
- أبجدية السياسة_5_ الأحزاب السياسية
- العلمانية الدينية بين المستحيل والممكن..


المزيد.....




- مصر تستحضر عظمة تاريخها وتخطف أنظار العالم في 2025
- السودان.. فيديو تحية مختلفة من البرهان لرئيس استخبارات تركيا ...
- كأس أمم أفريقيا: المغرب يخوض مواجهة قوية أمام مالي ومصر تتحد ...
- مباشر: روسيا تراجع مقترح واشنطن للسلام وزيلينسكي يبحث تفاصي ...
- برنامج الجمعة في كأس الأمم الأفريقية 2025: مصر والمغرب أمام ...
- مسؤولون أميركيون: سنعلن مجلس سلام وحكومة تكنوقراط وقوة استقر ...
- محكمة ماليزية تصدر اليوم حكمها بحق نجيب رزاق في أكبر قضية فس ...
- مسؤول سوري يؤكد توقف الاتصالات مع قسد ومظلوم عبدي يجدد مطلبه ...
- مشاهد صادمة لعاصفة مدمّرة في كاليفورنيا.. منازل وسيارات تحت ...
- اليابان تقر أكبر ميزانية دفاع وسط تصاعد التوترات الإقليمية


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - علا مجد الدين عبد النور - المعارضة كأداة حكم: لماذا تحتاج السلطة إلى من يقول «لا»؟