أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - العام والخاص في مجموعة -سعيد أسعد أبو سعادة- محمد حافظ














المزيد.....

العام والخاص في مجموعة -سعيد أسعد أبو سعادة- محمد حافظ


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 8567 - 2025 / 12 / 25 - 21:35
المحور: الادب والفن
    


من سمات الكاتب النبيل الانتماء لعامة الشعب، وتبيان الظلم الواقع عليهم، وكشف عيوب المؤسسات الرسمية والقائمين عليها، في هذه المجموعة يكشف لنا القاص معاناة المواطن في تعاملاته مع المؤسسات الرسمية، فقصة العنوان "سعيد أسعد أبو سعادة" تتحدث عن معاناة مواطن ينسى موظف الحدود في "فخرستان" وضع تاريخ المغادرة، مما يجعل دخوله إلى "نفطستان" مستحيلا، يعود إلى حدود "فخرستان" لكي يضع التاريخ على وثيقة السفر، لكن الجندي على الحدود يرفض إدخاله لأنه بمثابة خارج من البلاد، ولا يوجد على وثيقته ختم الخروج من "نفطستان" يستمر التنقل بين الحدود، وأخيرا يتم تصحيح خطأ الموظف ويضع تاريخ مغادرته على الوثيقة، لكن كان في اليوم الجديد، وهنا حصلت مشكلة جديدة، كيف يدخل إلى "نفطستان" بتاريخ قديم!!؟ القصة تبين عيوب النظام الرسمي العربي، وتخلف موظفيه واستخفافهم بالمواطن وعدم قيامهم بواجبهم الوظيفي/ المهني، مما يجعل المواطن يدفع الثمن، أما المسؤول ومن قام بالخطأ فلا يعاقب ولا شيء عليه!!
يتكرر هذا التقاعس في قصة "هذا ما حدث مع أبو محمد" الذي احتاج إلى يومين لإتمام معاملته، علما بأن المسؤولية تقع على الموظف الذي لم يحدد الأوراق المطلوبة منه، وبهذا يكون القاص قد بين بعض عيوب ومشاكل المؤسسات الرسمية ـ دون أن يحدد دولة بعيها، بمعنى أن أي مواطن عربي سيجد واقعه/ حكومته/ مؤسساته فيها.
ونجده ينحاز للفقراء الذين خصهم في قصص: "هذا ما حدث مع عطوة، جيران، راتب آخر الشهر، الشحاذ، مسألة شرف، في السوق، أبو عرب، الرسام والطفل، فضول، استشارة قانونية" فكل هذه القصص تحدث عن الفقراء وحالهم البائس، واللافت في هذه القصص حجمها، فقد صاغها القاص معظمها بثلاث صفحات أو أقل، وهذا يشير إلى أنه لا يريد إتعاب/ إرهاق المتلقي بمشاهد الفقراء وبؤسهم، ولا بأحداث الفقر وما فيه من فاقة.
في قصة "راتب آخر الشهر" تتحدث عن سرقة راتب الرجل العجوز من قبل شاب يولي هاربا، يتبعه العجوز، لكن بعد أمتار قليلة يتوقف عن الركض ويسقط أرضا مفارقا الحياة، القصة جاءت في صفحة واحدة، وهذا يشير إلى قدرة القاص على التكثيف والابتعاد عن المط/ التطويل غير الملائم، وكما أن حدث القصة "السرقة في شارع عام" تحتاج إلى سرعة التنفيذ والاختفاء، وهذا ما انعكس على حجم القصة، وبقية القصص المتعلقة بالفقر والفقراء.
الكتاب المنتمي يتوقف عند أحدث مهمة: في قصة "الطفل والدبابة" يتحدث القاص عن الاحتلال الأمريكي للعراق، وفي قصة "عبث أطفال" يذكرنا بوحدة ضفتي النهر، حيث يتحدث عن رحلته ورفاقه الأطفال من الباذان إلى أربد التي أكلوا في أحد مطاعمها ونامو فيه مجانا، وفي الصباح أعطاهم صاحب المطعم نقودا ليعودوا إلى الباذان.
اللافت في هذه القصة نبل صاحب المطعم الذي قدم للأطفال الطعام مجانا، وبيتهم آمنين في مطعمه، وأعطاهم نقودا للعودة إلى بلدتهم، فهذا النبل ينم على كرم أهل أربد وإنسانيتهم.
في قصة "حياة زوجية... ولكن" يتحدث القاص عن زوج سادي يُعمل زوجته بسيادية، فرغم تحمل الزوجة معاملته القاسية، وتراجعها عن قرار تركه وهجره أكثر من مرة، إلا أنه في كل مرة كان يعود لسلوكه القاس، حتى أنه يذهب إلى المستشفى الذي تعمل به ويضربها بعنف وقسوة حتى أدماها، ليتم سجنه لمدة أربع سنوات، يخرج من السجن بائسا، فزوجته كانت قد خلعته، يذهب إلى المستشفى الذي تعمل فيه زوجته السابقة متخفيا ليرى طفله، لكن يفاجأ بأن هناك طفلين عندها، ليصل إلى أنه أجرم بحقها وحق طفله، وأن العقاب الذي حل به يمثل قصاصا عادلا له.
القصة الأطول ـ ثلاثون صفحة ـ كانت "إرهاب في القطار" التي تتحدث عن إرهابيين يستولون على قطار، وأثناء مواجهة الركاب لهم، وما يصاحب ذلك من خطورة، يلتقي "أمجد وعلياء" التي تنشأ بينهما علاقة حب، اللافت في هذه القصة الحبكة التي أتقنها القاص، مما جعل القارئ يستمتع بأحداث القصة، كما أن الصور الأدبية: "استطال ظل الأشجار على رمال الصحراء من حولنا، وتلاشت الظلال شيئا فشيئا، فقد مالت الشمس إلى الغروب، وحل الليل بغبشه الداكن وكأنه خجل أن ينعم بعتمته أرض الصحراء، كان نور القمر يبدد هذه العتمة الخفيفة بنوره" ص106، تخفف على القارئ قسوة الأحداث وخطورتها، كما أنه تمتعه، ونلاحظ أن القاص استخدم صيغة القص الخارجي، وأنا القاص، فقبل العلاقة بين "أمجد وعلياء" كان القص الخارجي، لكن بعد اللقاء بينهما والتجاذب العاطفي، أنتقل القص إلى أنا القاص، فبدا القاص وكأنه (يزاحم) "أمجد" بطل القصة على "علياء" وهذا (التزاحم) يعد إثارة أخرى تضاف إلى القصة.
ونلاحظ صيغة أنا القاص جاءت في قصة: عبث أطفال" التي يتحدث فيها القاص عن مغامراته وهو طفل، وقصة "استشارة قانونية" التي يتحدث عن ممارسته مهنة المحاماة، وبهذا يكون القاص قد تحدث في المجموعة عن نفسه، فالكاتب لا يهمل ذاته فيما يكتبه من أدب، وكأنه يقول للقارئ هذا أنا الكاتب، وسأبقى موجودا وحاضرا فما أقدمه من أدب.
المجموعة من منشورات دار زهران للنشر والتوزيع، عمان، الأردن، الطبعة الأولى 2019.



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أدب الثورة في -رواية سافوي- لمهند طلال الأخرس كاملة
- أدب الثورة في -رواية سافوي- لمهند طلال الأخرس 2
- أدب الثورة في -رواية سافوي- لمهند طلال الأخرس نموذجا (1)
- القسوة وطريقة تقديمها في -الكرسي لا يصلي- لامية عويسات
- الماضي والحاضر في رواية -وادي الغيم- عامر أنور سلطان
- التجديد في -ابنة الجنرال- أبو علاء منصور
- التسرع في ديوان -ظلال وعشق وصدى محمد فتحي الجيوسي
- الانفتاح في كتاب -رحلتي مع غاندي- أحمد الشقيري
- الكتابة في رواية -عائشة تنزل إلى العالم السفلي- بثينة العيسى
- مجموعة الأقدام تكتب، سردية بين المحطات والذاكرة كمال أبو صقر
- الشكل والمضمون في رواية -نساء الظل- خالد محمد صافي
- الفلسطيني القومي في ديوان -رهين النكبات 5- أسامة مصاروة
- التألق في قصيدة -من ركن بعيد- محمد  أبو زريق
- التألق في قصيدة -من ركن بعيد- محمد أبو زريق
- غزة والشاعر في ديوان -دم دافئ فوق رمل الطريق- سميح محسن
- الشكل والمضمون في مجموعة -دوي الصوت فيهم-
- الإنجليز وفلسطين في رواية -قلادة ياسمين- عامر أنور سلطان
- إنجازات فخر الدين المعني في كتاب -الدولة الدرزية- بيجيه دوسا ...
- وقفة مع كتاب -نافذة على الرواية الفلسطينية وأدب الأسرى- للكا ...
- التجديد في الديوان الجديد أقمار افتراضية في ليل يطول - هاينك ...


المزيد.....




- ريهام عبد الغفور.. صورة الفنانة المصرية تحدث جدلا ونقابة الم ...
- زلزال -طريق الملح- يضرب دور النشر في لندن ويعيد النظر إلى أد ...
- الكوميدي هشام ماجد: أنا ضد البطل الأوحد وهذا دور والدتي في ح ...
- فنان هندي يصنع تمثالًا لبابا نويل باستخدام 1.5 طنًا من التفا ...
- مكتبة الحكمة في بغداد.. جوهرة ثقافية في قبو بشارع المتنبي
- وفاة الممثل الفلسطيني المعروف محمد بكري عن عمر يناهز 72 عاما ...
- قرار ترامب باستدعاء سفراء واشنطن يفاقم أزمة التمثيل الدبلوما ...
- عرض فيلم وثائقي يكشف تفاصيل 11 يوما من معركة تحرير سوريا
- وفاة الممثل والمخرج الفلسطيني محمد بكري عن عمر يناهز 72 عاما ...
- رحيل محمد بكري.. سينمائي حمل فلسطين إلى الشاشة وواجه الملاحق ...


المزيد.....

- دراسة تفكيك العوالم الدرامية في ثلاثية نواف يونس / السيد حافظ
- مراجعات (الحياة الساكنة المحتضرة في أعمال لورانس داريل: تساؤ ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ليلة الخميس. مسرحية. السيد حافظ / السيد حافظ
- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - العام والخاص في مجموعة -سعيد أسعد أبو سعادة- محمد حافظ