أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد سليمان - من المسؤول عن سرقة مركز الوثائق التاريخية في قصر العظم بدمشق؟














المزيد.....

من المسؤول عن سرقة مركز الوثائق التاريخية في قصر العظم بدمشق؟


أحمد سليمان
شاعر وكاتب في قضايا الديمقراطية

(Ahmad Sleiman:poet And Writer On Democratic Issues)


الحوار المتمدن-العدد: 8566 - 2025 / 12 / 24 - 20:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تشكل واقعة سرقة مركز الوثائق التاريخية التابع للمديرية العامة للآثار والمتاحف في دمشق انتهاكاً خطيراً للحق الجماعي للشعب السوري في صون تراثه الثقافي وحماية ذاكرته التاريخية، كما تمثل إخلالاً فادحاً بالالتزامات القانونية الوطنية والدولية المتعلقة بحماية الممتلكات الثقافية في أوقات النزاع وعدم الاستقرار.
الوقائع والصفة القانونية :
وفقاً لما أورده الكاتب والباحث محمد السلوم، تعرّض المركز مساء يوم الثلاثاء الماضي لعملية سرقة طالت معدات إلكترونية وحواسيب وأقراص تخزين رقمية تحتوي على مواد أرشيفية ووثائق تاريخية بالغة الحساسية. ويقع المركز في قصر العظم بدمشق، وهو موقع مصنّف ضمن الأبنية التاريخية المحمية، ويُعدّ من المنشآت الثقافية الخاضعة لأحكام الحماية القانونية الخاصة المنصوص عليها في التشريعات الوطنية ذات الصلة.
ويضم المركز آلاف سجلات المحاكم العثمانية ذات الطبيعة القضائية والتجارية، إضافة إلى أرشيفات خاصة من المراسلات والوثائق الرسمية التي توثّق مراحل مفصلية من تاريخ سوريا السياسي والقانوني والإداري. وتُصنّف نسبة كبيرة من هذه الوثائق على أنها فريدة وغير قابلة للاستبدال، ما يمنحها صفة الممتلكات الثقافية المحمية قانوناً.

●الآثار القانونية والحقوقية للانتهاك:

إن الاستيلاء غير المشروع على هذه المواد، أو العبث بها أو تهريبها، يُعدّ - بحسب المعايير القانونية الدولية - اعتداءً مباشراً على التراث الثقافي، وقد يرقى إلى جريمة ثقافية تستوجب المساءلة الجنائية، لاسيما إذا ثبت وجود نية لطمس الهوية التاريخية أو نقل الممتلكات الثقافية خارج الإقليم الوطني.
وفي هذا السياق، أشار الباحث حسن عبد الله الخلف إلى مخاوف جدّية من وجود محاولات منظّمة لنقل وثائق مرتبطة بفترات الاحتلال إلى خارج البلاد، وتحديداً إلى أنقرة والقسطنطينية، الأمر الذي -إن ثبت- يُشكّل انتهاكاً صريحاً لمبدأ عدم جواز نقل الممتلكات الثقافية من الأراضي الواقعة تحت النزاع، ومخالفة جسيمة للاتفاقيات الدولية ذات الصلة.
كما لفت إلى معلومات مقلقة حول وضع المكتبة الوقفية في حلب، بما يفرض على الجهات المختصة التزاماً قانونياً عاجلاً باتخاذ تدابير الحماية الوقائية، وفتح تحقيقات مستقلة وشفافة.

●السياق الأوسع للانتهاكات المتكررة:

وتكتسب هذه الواقعة خطورة إضافية في ضوء سوابق موثّقة، كان قد أشار إليها الكاتب محمد السلوم سابقاً، تتعلق بسرقة متحف دمشق واختفاء قطع أثرية بارزة، من بينها تمثال فينوس، ما يعزز الاشتباه بوجود نمط متكرر من الانتهاكات الممنهجة التي تستهدف المؤسسات الثقافية والمتاحف السورية.

●الالتزامات القانونية الواجبة:

إن حماية الوثائق التاريخية والممتلكات الثقافية ليست مسألة إدارية أو تقديرية، بل هي واجب قانوني يقع على عاتق السلطات المعنية، ويشمل:
ضرورة إجراء تحقيق قضائي مستقل:
1.استعادة المواد المنهوبة وملاحقة المسؤولين عنها؛
2.تفعيل آليات التوثيق الرقمي والحفظ الآمن؛
3.الامتثال للمعايير الدولية الخاصة بحماية التراث الثقافي.
إن أي تقاعس في التعامل مع هذه الجريمة لا يشكّل فقط إخلالاً بالمسؤولية القانونية، بل انتهاكاً لحق الأجيال الحالية والمستقبلية في الوصول إلى تاريخها وهويتها. وعليه، فإن هذه الواقعة تستوجب أقصى درجات الجدية والمساءلة، باعتبار أن الذاكرة الوطنية ليست ملكاً لسلطة أو جيل، بل حقاً جماعياً غير قابل للتصرف.

* ينُشر في وقت واحد بالتزامن مع نشطاء الرأي






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عام على السقوط… ولا تزال الإعدامات الأسدية قائمة: من يعطّل ق ...
- الاحتلال الأجنبي للجزيرة السورية: تشريع الأمر الواقع ومخاطره ...
- إقصاء الأم وشرعنة الابتزاز: إشكالية قانونية غير إنسانية في ا ...
- وداعاً لقانون قيصر المشؤوم.. إلغاء غير مشروط وسوريا تطوي صفح ...
- الحقيقة المجتزأة في «ملفّ دمشق» فصل جديد من وثائق التعذيب وا ...
- مكابس الموت… قراءة متأمّلة ودعوة للتهدئة
- توم باراك بين بغداد ودمشق… هندسة صراع أم صفقة سلام؟
- إسرائيل تتوغل مرارًا في الأراضي السورية وتستهدف المدنيين
- يجب مقاضاة إيران أولاً… ثم نتحدث عن الديون المزعومة
- شيفرة السياسة الخارجية تجاه سوريا : تداخل الملفات، أدوار الل ...
- إقالة مُلتبسة... شخصنة القرار وسوء الإدارة في اتحاد الكتّاب
- جلسة مغلقة بين الشرع وترامب: انسحاب إسرائيلي، تنمية مشروطة، ...
- إعادة تعريف اتحاد الكتّاب في سوريا: بين المهام والاستقلالية
- لماذا لم يُجفّف تمويل داعش؟ تقاطع المصالح وتشابك التحالفات ف ...
- بصدد حزب السلطة والمجرم الهارب وحكاية الشعب الزائد: هل يُعاد ...
- هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يكون إنسانياً؟ … قراءة في أطروحا ...
- حين يتحوّل الغناء إلى مرآةٍ للخراب
- الفساد لا يُكافَح بالفضائح، بل بالمحاكم
- نساء في الظل: حين يتحوّل الخطف إلى أداة تضليل
- هل المستشار الألماني ميرتس من جذور سورية؟ عن صورة المدينة، و ...


المزيد.....




- تحليل.. تنازلات في خطة زيلينسكي لإنهاء حرب أوكرانيا والكرة ف ...
- محمد الحداد.. تفاصيل مقتل رئيس أركان جيش حكومة الوحدة الوطني ...
- سحل وضرب فتاة في مصر بسبب خلاف حول الميراث
- رياض محرز: -استقبال المغرب رائع وهذه المشاركة خاصة لأن والدت ...
- تغيّر الموقف الأمريكي قد ينقذ شركة باير الألمانية من آلاف ال ...
- كأس الأمم الأفريقية 2025: الجزائر تقهر السودان 3-صفر في مسته ...
- لبنان: متحف شظايا.. من مخلفات الحروب تنبثق الفنون
- زيلينسكي يكشف عن خطة أوكرانية أميركية جديدة لإنهاء الحرب ورو ...
- عمليات هدم واسعة بالقدس وعشرات المستوطنين يقتحمون الأقصى
- مواقع الملاحة تكشف اللحظات الأخيرة قبل سقوط طائرة رئيس الأرك ...


المزيد.....

- الوثيقة التصحيحية المنهجية التأسيسية في النهج التشكيكي النقد ... / علي طبله
- الطبقة، الطائفة، والتبعية قراءة تحليلية منهجية في بلاغ المجل ... / علي طبله
- قراءة في تاريخ الاسلام المبكر / محمد جعفر ال عيسى
- اليسار الثوري في القرن الواحد والعشرين: الثوابت والمتحركات، ... / رياض الشرايطي
- رواية / رانية مرجية
- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد سليمان - من المسؤول عن سرقة مركز الوثائق التاريخية في قصر العظم بدمشق؟